قصة / فخ العقارب
تأليف/ الفيلسوف ( على محمد )
إنطلقت سيارة عسكرية فى صحراء سيناء فى ظهيرة يوم مشمس فى بداية فصل الصيف وعلى متنها العديد من الجنود وفى كابينة القيادة جلس الرائد / أشرف محمود وهو يتحدث فى جهاز الهاتف اللاسلكى الخاص به مع قائده ويأخذ منه التعليمات الأخيرة والأحداثيات النهائية لعملية إقتحام أحد الأوكار الخاصة بأحد تجار المخدرات المعروفين فى إدارة مكافحة المخدرات وهو / سعد السعدى كان من أشهر تجار المخدرات ولقد وردت معلومات اكيدة لمكتب المكافحة فى مديرية أمن شمال سيناء بقيامه بإستلام شحنة مخدرات كبيرة فى صحراء سيناء لما بها من أماكن وعرة وجبال كثيرة ولكن القيادات تأكدت من هذا الخبر وعلى فور قامت بتكليف الرائد / أشرف بعملية مداهمة سريعة ومحكمة للقبض على تاجر المخدرات وكل من معه والبضاعة التى سيتم تهريبها ، تم تحديد هذا المكان والزمان بناءُا على صور الأقمار الصناعية للمكان وتقارير المخابرات الحربية لهذا الموقع وفى الموعد المتفق عليه تمت مداهمة المكان فى سرعة شديدة وبدأ تبادل إطلاق النيران بين الجانبين ولكن تم السيطرة سريعاً على الموقف لم يكن هناك الكثير من الرجال فى المكان وبعد مداهمة الوكر فر هارباً من أحد الأنفاق سعد السعدى وتم التحفظ على الجميع وعلى العديد من الأسلحة هناك وعلى عشرة كيلو جرامات من الهيروين وحقيبة بها مليونى يورو وقام الرائد أشرف بإبلاغ القائد بما حدث وبهروب سعد السعدى وتم نقل جميع المتهمين إلى مديرية الأمن بشمال سيناء وهناك تم إحتجازهم جميعا لحين العرض فى اليوم التالى على النيابة العامة ومن ثم ترحيلهم على ذمة القضية ، دخل الرائد / أشرف إلى مكتب اللواء /عزت مصطفى رئيس مكتب مكافحة المخدرات وبعد أن ألقى التحية العسكرية عليه أشار له بالجلوس أمامه ، جلس أِشرف وكان اللواء / عزت يتابع بعض التقارير أمامه وساد الصمت بعد الوقت وترك التقارير جانباً ورفع عينيه إلى أشرف وقبل أن ينطق بكلمة سمع طرقات على الباب فقال اللواء / عزت : أدخل ! رأى الباب يُفتح ويدخل منه رجل طويل القامة يرتدى ثياباً عسكرية خاصة بالجيش وهو برتبة العميد تقدم نحو اللواء / عزت وسلم عليه وجلس أمام الرائد أشرف فقدمه له اللواء / عزت وهو يشير إليه هذا هو/ العميد صفوان زاهر من العمليات الخاصة بالجيش الثانى الميدانى يا أشرف ، رد أشرف التحية وأبتسم فى ود له ولكن ملامح العميد ظلت جامدة وكأنه لم يسمع شيئ وهو ينظر تجاه أشرف فى صمت دون كلام ، أكمل اللواء / عزت كلامه وقال : العميد صفوان مسئول عن العملية الخاصة بسعد السعدى من هذه اللحظة يا أِشرف ، تعجب أشرف وقال ولكن يا سيدى قاطعه اللواء / عزت إنها تعليمات عليا يا أشرف ولقد أختارك لتكمل معه أنت وحدك من رجال المكتب جميعاً هذه المهمة ، تكلم فجأة العميد/ صفوان لقد قرأت جيداً السيرة الذاتية الخاصة بك ولقد أبهرنى كثيرا صغر سنك ونشاطك الفائق علاوة على تقدير رؤسائك لك أيها الرائد ، لهذا تم أختيارك للعملية بالإضافة لمعرفتك بتضاريس الجبال هنا لقضائك الكثير من الوقت فى الخدمة فى هذه المنطقة ، هذا المدعو/سعد السعدى ليس تاجر مخدرات فقط ولكننا أكتشفنا منذ فترة تجارته فى السلاح ولهذا قمنا بعمل عملية أخرى سريعة ستكون بعد ثلاثة أيام فنحن نراقبه جيداً منذ وقت طويل وسيتم تنفيذ العملية تحت قيادتى شخصياً نظراً لأنه أصبح مطلوب وعلى أعلى المستويات أستعد أيها الرائد فأمامك الكثير لتعطيه لبلدك مصر ، وقف أشرف وشد قامته ورفع يديه فى تحية عسكرية وقال : كلنا فداء لمصر يا سيدى انا رهن إشارة منك سأكون مستعد للقيام بالعملية فوراً ، قاطعه لا ليس بعد ستذهب إلى مقر القيادة فى العريش وهناك يتم تعريفك بدورك فى هذه المهمة والآن عليك الأستعداد للسفر إلى العريش أيها الرائد ، أدى التحية وانصرف أشرف وقال اللواء / عزت أراهن عليه بعمرى فأنا أعتبره أبنى وهو ذكى للغاية ولديه مهارات متعددة فى القتال واستخدام السلاح ، سيكون خير عون لكم فى هذه المهمة يا سيادة / العميد ، قام من مكانه وسلم على اللواء عزت وشكره جداً على كرمه وأنصرف هو الآخر وترك اللواء / عزت يفكر فى مصير العملية ولماذا أشرف مادام الجيش سيقوم بهذه العملية ترك التفكير والتساؤلات جانباً ونظر فى تقرير العملية الأخيرة .
دخل أشرف لمكتبه وقام بالجلوس على مقعده ونظر لساعته كانت قد تجاوزت السابعة مساءُ ولكنه لم يشعر بأى وقت فعقله يفكر فى هذه العملية التى يرى أنها ستكون فى غاية الخطورة وخصوصاُ لتدخل قوات الجيش الخاصة فى هذه العملية على غير المعتاد بمثل هذه العمليات ولكنه ترك كل التفكير لما بعد وأخذ بعض الأشياء من مكتبه وانصرف ألى حيث السكن الخاص به بجوار المديرية ليرتاح قليلاً وبالفعل دخل لمسكنه وأخد حماماً دافئا ونظر للساعة كانت قد اقتربت من العاشرة مساءً فدخل لحجرته واستلفى على فراشه ونام نوماً عميقاً واستيقظ فى الخامسة من صباح اليوم التالى واستعد وجمع بعض ملابسه فى حقيبة صغيرة تحمل على الكتف وانطلق إلى المديرية حيث يستقل من هناك سيارة تقوم بتوصيله إلى مكتب القائد العميد / صفوان فى مدينة العريش وفى الطريق أخذ يفكر أشرف فى العملية بكل حواسه ولم يكن يشغله سواها حتى وصل بعد ساعتين إلى مقر الإقامة هناك فى العريش ودخل لمسكنه وقام سريعاً بالإتصال بالعميد / صفوان ليخبره بوصوله وأنه ينتظر التعليمات وأخبره العميد / صفوان أنه فى أجازة لمدة يوم ونصف هذا اليوم وبعدها سيلتقى به فى مقر العمليات الخاصة ، تنفس أشرف الصعداء وأخذ يفكر فى محاولة الأسترخاء قبل العملية وفكر أن ينزل ليجلس قريباً من البحر لبعض الوقت فى غروب الشمس حيث يهوى دائما كلما ذهب إلى أى مكان به بحر الجلوس أمام البحر لفترات طويلة وأخيراً قرر النزول فعلا ، ارتدى ثياباً خفيفة ونزل ليمشى إلى شاطئ البحر لم يكن يبعد عن مكان إقامته اكثر من 5 دقائق سيراً وهو قريب من العمران وصل أشرف للبحر وهناك جلس على أحد الكراسى المواجهة للبحر وأخذ يتأمل جمال الطبيعة وزرقة ماء البحر الجميلة واغمض عينيه وفجأة شعر بخطوات قريبة منه ، فتح عينيه ووجد بعض الأولاد يلعبون بكرة المضرب نظر إليهم وابتسم فلقد كانوا يلعبون بشكل مرح جدا ولا يشغلهم أى شيئ وفجاة تذكر أمر العملية التى سيقوم بها بعد يومين وشرد قليلا بذهنه وبينما يفكر وجد فتاة جميلة تقف أمامه ونظر إليها أشرف فى دهشة كانت جميلة بحق متوسطة الطول خمرية اللون وذات شعر بنى طويل يميل الى الأصفر ولها عينين عسلية صافية جدا ورأها تتبسم وهى تطلب منه الكرة التى ذهبت أسف الكرسى الذى يجلس عليه أشرف قام أشرف من مكانه واحضر لها الكرة وقال لها : تفضلى الكرة أخذت منه الكرة وأبتسمت له إبتسامة جميلة وانصرفت مسرعة من أمامه لتعطى الأولاد الكرة ليكملوا اللعب وتابعها أشرف بعينيه ووجدها تجلس قريبا منه مع بعض صديقاتها اخذ ينظر إليها قليلاً ثم قام من مكانه ليعود إلى مسكنه ليرتاح من عناء اليوم والسفر وبينما هو يمضى سمع صوت من خلفه يقول له : أشكرك جدا وأعتذر إن كنت قد عطلتك عن الذهاب ، قال لها : لا شكر على واجب وسعيد جدا أننى قد رأيتك أنا / أشرف محمود وأنت ما اسمك ،قالت أنا : ريهام السعيد معيدة فى جامعة الأسكندرية فى كلية الأداب وأنا هنا فى رحلة لمدة أربعة أيام مع بعض صديقاتى واليوم هو الأخير لى هنا وفى الغد أعود للأسكندرية ، قال لها أشرف أنا من ساكنى الأسكندرية أنا أيضا وأسكن فى ميامى هناك ، ابتسمت وقالت : انا أسكن فى العجمى تشرفت بمعرفتك كثير يا أشرف رد سريعا عليها وأنا كذلك وأرجو أن نتقابل يوماً هناك فى الأسكندرية أعتذر منك فأنا فى عجلة من أمرى وسأذهب مع صديقاتى لنستعد للسفر واخبرته برقم هاتفها المحمول ووعدها بالأتصال بها فى أقرب وقت ممكن ، وانصرفت سريعاً وهو لا يزال يقف فى مكانه يتعجب من هذه الصدفة الغريبة وانصرف أشرف لمسكنه ودخل لينام وأخذ هاتفه المحمول وأتصل بأهله لكى يطمئنهم عليه واخبرهم انه فى مأمورية هامة وسرية جدا وبمجرد الإنتهاء منها سيعود إليهم على الفور، أنهى الإتصال أشرف ونظر لهاتفه وأخذ يقلب فيه ثم توقف عند رقم ريهام وأخذ يفكر فى الأتصال بها ولكنه توقف ولغى الفكرة تماما من رأسه لأنه لابد له من التركيز فى العملية الهامة جدا التى سيقوم بها بعد غد واتخذ قراره ووضع الهاتف جواره وأطفأ نور الغرفة ونام .
استيقظ أشرف فى موعده المعتاد وقام ليأخذ حماماً بارداً وتناول بعض الطعام فى الثلاجة من المعلبات وقرر ان ينزل ليشاهد بعض المحلات هناك ليشترى لأختيه بعض الأشياء المشهورة بها مدينة العريش وأرتدى ثيابه ونزل أشرف من المنزل وبينما هو فى الطريق وجد أتوبيس كبير وبعض الناس تنقل فيه حقائبها ورأى ريهام وهى تنزل من الأتوبيس لتحضر بعض الأشياء والتفتت إليه وابتسمت له فى سعادة وقالت له : أنا سعيدة جدا برؤيتك الآن سأسافر بعد قليل وأتمنى كما أتفقنا أن أراك فى الأسكندرية فى رعاية الله يا أشرف ، ودعها أشرف وأكد لها أنه سيقوم بلقائها فى أقرب وقت ممكن وتحرك الأتوبيس وأشارت له من شباك الأتوبيس وغاب من أمام عينيه الأتوبيس ووجد نفسه يعود للمنزل دون أن يشترى أى شيئ ولم يعد يشغل باله إلا ريهام ونظرتها المفعمة بالحياة والبسمة التى لا تفارق شفتيها عاد ودخل إلى المنزل وجلس ليطالع نشرة الأخبار وفجأة رن جرس الهاتف المحمول الخاص به فرد مسرعاً ليجده العميد صفوان يطمن عليه وعلى أخر الأخبار بخصوص استعداده لعملية الغد فشرح له أشرف كيف سارت الأمور معه وأنه سيكون فى تمام الساعة السادسة صباحاً فى المكان المحدد لتلقى أخد التعليمات الخاصة بالعملية وأنهى المكالمة و أخذ يتابع باقى الأخبار ورن جرس الهاتف مرة أخرى وكانت ريهام تتصل به رد عليها سريعاً فقالت له : أنها سعيدة جدا لمقابلته وكانت ترغب فى سماع صوته وقررت أخيرا أن تتصل به لتطمئن عليه شكرها جدا وقال لها انه سيقابلها فى القريب العاجل وانهى الأتصال بشكل غريب ، بعد أن أغلق الهاتف نظر إليه وهو لا يكاد يصدق عينيه ما الذى فعله معها لقد كان فظاً جدا فكر أن يتصل بها مرة أخرى ولكنه تراجع سريعاً لأنشغاله فى عملية الغد وقرر أن يتحدث إليها بعد أن ينتهى من العملية ، قام من مكانه واخذ يمشى فى الغرفة وقرر أن ينزل لشراء بعض الأشياء للعشاء ونزل للمتجرالقريب من المنزل وأشترى من هناك بعد الأطعمة سريعة التجهيز وصعد للمنزل وقام بإعداد عشاء خفيف ليستطيع أن ينام وتناول العشاء وهو يشاهد أحد الأفلام العربية القديمة وأتت فجأة على باله ريهام ونظر للساعة أمامه وفكر أن يتصل بها ولكنه قرر أن ينتظر لبعد إنتهاء العملية المكلف بها وقام أشرف بعد تناول الطعام بعمل كوب من الشاى وخرج للنافذة وهو يتطلع للسماء والجو الهادئ الجميل ومنظر النجوم الخلاب وظهرت فى الأفق صورة إبتسامة ريهام أمام عينيه وسمع دوى ضحكتها فى أذنه وابتسم فى قرارة نفسه وذهب إلى الفراش لينام وأغمض عينيه وراح فى سبات عميق . استيقظ أشرف على صوت المنبه ونظر فيه ليجد الساعة قد وصلت الخامسة صباحاً قام وتوضأ وصلى الفجر وخرج مسرعاً إلى مقر القيادة ووصل هناك فى الموعد المحدد له وهناك قابل العميد/ صفوان بزيه العسكرى التقليدى ورفع يده ليحيه بالتحية العسكرية وطلب منه الدخول معه لغرفة العمليات الخاصة بعملية القبض على / سعد السعدى وتم الأتفاق على كل الخطوات وتحديد المهمام للجميع وأنصرفوا إلى السيارات لتنفيذ العملية المكلفين بها وفى تمام الثامنة صباحاً تم مداهمة الموقع الذى تم تحديده من قبل أجهزة المخابرات العسكرية وبدأ الإشتباك بين القوات ورجال سعد السعدى وما هى إلا نصف الساعة وتم التعامل مع الموقف وتم القبض عليهم جميعا وعلى سعد السعدى وهو متنكر فى هيئة سائح ألمانى ومعه جواز سفر ألمانى مزور للهروب به من الحدود فى سيناء وتم الإتصال بالعميد / صفوان لإبلاغه بنجاح المهمة والقبض على جميع رجال العصابة بما فيهم الزعيم المحرك لهم سعد السعدى وتم إقتيادهم جميعاً لمقر القوات الخاصة بالعريش وهناك تم ترحيلهم إلى النيابة مع الرائد / أشرف ووصل بهم جميعا وتم تسليمهم للقوات هناك وأنتهت المهمة بنجاح شديد ودخل بعدها الرائد / أشرف على رئيسه المباشر وهنأه على نجاح العميلة أن العميد صفوان قد أشاد بدورك يا أشرف كثيرا وطلب لك ترقية استثنائية على نجاح العملية وعلى مجهودك الكبير فى العمليات الأخيرة ، شكره كثيراً أشرف وطلب منه الإنصراف وقبل أن يخرج أخبره انه قد حصل على أجازة لمدة أسبوعين بعد إنتهاء العملية الأخيرة ، ابتسم أشرف وشكر رئيسه وأنصرف لمقر إقامته وأخذ يجمع بعض الثياب فى حقيبة يد صغيرة وأستبدل ثيابه العسكرية وتوجه إلى مدينة الأسكندرية مسقط رأسه واستغرق الطريق ما يقارب الثلاث ساعات وأخيرا وصل للمنزل وفتح الباب ليجد والده فى حجرة مكتبه ووالدته فى المطبخ دخل مسرعاً ليقبل يد والده وأحتضن والدته فى حب وشوق لم يكن قد رآهم منذ شهرين منذ بداية عملية سعد السعدى ، وسأل عن أختيه فأجابته والدته أن أختيه أسماء وهناء فى الجامعة وأمامهم القليل ليصلا إلى المنزل ، قال له والده قم لتغيير ثيابك سريعاً يا أشرف فالطعام جاهز وابتسم قائلاً ولن أنتظر أحد سأتناول الطعام وحدى ضحك أشرف وقال له سريعاً سأكون أول من يجلس على مائدة الطعام يا أبى ودخل لغرفته سريعاً وأبدل ثيابه وخرج إلى والديه ووجد أختيه أمامه فتعلقت برقبته أسماء واحتضنهما فى حب شديد وأطمئن عليهما وعلى سير الدراسة فى الجامعة فهما تؤأم ولكن أسماء دخلت كليه التجارة وهناء دخلت كلية الأداب وكلاهما فى السنة الثالثة فى جامعة الأسكندرية وهما من المتفوقات فى دراستهم وتناولوا جميعا طعام الغداء وقام أشرف ليرتاح قليلاً فى غرفته ودخلت والدته عليه وجلست بجواره على الفراش وهى تسأله هل يوجد ما يشغل بالك يا أشرف أنا أراك شارد الذهن قليلاً ، ابتسم فى وجه أمه وقال لها سأحكى لك يا أمى كل شيئ ولكنى أحتاج للراحة الآن وسأخبرك بكل شيئ فى القريب يا والدتى وطبع قبلة حانية على يديها وربتت عليه أمه ودعت له بالسلامة والأمان فى حياته كلها وتركته والدته وخرجت وأطفئت النور خلفها وأغلقت الباب واغمض أشرف عينيه ونام من كثرة الإرهاق والتعب ، استيقظ أشرف فى العاشرة صباحاً واخذ حماماً سريعاً وأرتدى ثيابه وخرج من غرفته فوجد أمه ووالده فى حجرة المعيشة سلم عليهما وجلس جوار أبيه يطمئن على أحواله فأخبره أبيه أن الأمور على مايرام وكل شيئ فى أفضل حال وبعد ان تناول طعام الإفطار قام أشرف ليخرج من المنزل وقال لوالديه أنه سيذهب إلى النادى ليقابل عصام صديقه والذى يعمل أيضا فى الشرطة ولكن فى المباحث العامة فى مديرية أمن الأسكندرية ونزل مسرعاً وتوجه إلى النادى وهناك قابل عصام صديقه المقرب وبعد أن تبادلا الأخبار والاسئلة على أحوال الأعمال قال له أشرف عن ريهام السعيد التى قابلها فى العريش وأنها تسكن فى مدينة الأسكندرية وقبل أن يكمل كلمته نظر خلف عصام وهو لا يكاد يصدق عينيه فوجد ريهام أمام عينيه تدخل من باب النادى مع بعض صديقاتها فقال أشرف أنظر خلفك يا عصام إنها البنت التى كنت أحكى لك عنها منذ قليل ، التفت عصام ورأى بعض الفتيات يقتربن من مكان جلوسهم وقال له أيهم يا أشرف ؟ قال له التى ترتدى ثياباً فضفاضة بيضاء، نظر إليها عصام وقال له : إنها جميلة حقاً ولكن أحذر يا أشرف لابد أن تسأل عنها جيداً فهذه الأيام لم يعد هناك أى شيئ مضمون ، ابتسم أشرف وقال له ستسأل أنت يا صديقى العزيز فهذه هى مهمتك لقد أعطيتك الأسم منذ قليل ومعك أيضا رقم الهاتف أمامك 24 ساعة وتعطينى كل التفاصيل يا عصام وضحك أشرف وقاما سوياً قبل أن تلاحظ وجوده ريهام وخرجا إلى سيارة أشرف وقام بتوصيل عصام لمنزله وعاد أشرف للمنزل وقد أقتربت الساعة على الرابعة عصراً وتوجه إلى غرفة أختيه وطرق الباب ودخل بعد ان سمع صوت أخته ترد من الداخل ، دخل أشرف فوجد أخته أسماء تجلس على جهاز الكمبيوتر وتطالع بعض المنشورات على الأنترنت وأخته هناء فى يدها كتاب تقرأه إلتفتا إليه الاثنين وجلس جوارهما يتحدث معهم قليلا ليعرف تفاصيل الحياة لدى كلا منهما فهو كان قريب جدا منهم ودائما فى كل الأجازات يجلس معهم ليعرف كل شيئ عنهم وعن دراستهما وعن أصدقائهما مرت ساعتين وهما يتحدثون سويا وبعدها سمع والدته تنادى عليهم لتناول الطعام فخرجا سريعاً لتناول طعام العشاء وبعدها جلسوا جميعا ليشاهدوا أحد الأفلام حتى اقتربت الساعة من العاشرة مساء ورن هاتف أشرف فقام ليلتقطه وكانت ريهام اخذ الهاتف ودخل لغرفته وهو ينظر حوله ورد عليها : كيف حالك ريهام ؟ لقد كنت انوى الأتصال بك اليوم ولكن ، قاطعته أنا بخير يا أشرف ولكنك بخيل لا تريد الأطمئنان أو الأتصال بى ولكنى أنا سأكون الأحسن وقومت بالأتصال عليك أبتسم وضحك أشرف وقال لها ليكن سأراك غداً ف السادسة مساءً فى النادى الذى كنت فيه اليوم مع صديقاتك ، اندهشت وقالت له هل رأيتنى هناك ولم تفكر حتى فى السلام على أشكرك ولى معك غدا حديث طويل سأنتظرك غدا لا تتأخر مع السلامة وأغلقت الهاتف قبل أن يرد عليه السلام وفجأة سمع صوت والدته من خلفه وهى تناديه فأنتفض أشرف والتفت إليها ليجدها قد ابتسمت وقالت له يبدو ان هناك جديد فى حياة أبنى الكبير وهو يخفى على والدته حبيبته أمراً ما ، ابتسم أشرف وقال لها لا يوجد أسرار يا والدتى ولكن هناك بعض الوقت لكى أتعرف عليها اكثر وسأخبرك بكل شيئ فى حينه يا والدتى العزيزة ، سأقابلها فى الغد وبعدها سأقول لك بكل شيئ عنها لا تقلقى تركته أمه وحده فى الغرفة وجلس ينظر للهاتف دقيقة ثم قال لنفسه فى الغد سأضع كل الأمور فى نصابها الطبيعى واغلق مصباح الغرفة وأستلقى على السرير وهو يفكر فى لقاء الغد وتذكر عصام صديقه وما طلبه من معلومات عن ريهام فقام ليتصل به ولكنه تراجع عن الفكرة لتأخر الوقت وقال لنفسه سأتصل به غدا فى الصباح وألقى بالهاتف جواره وراح فى سبات عميق ، استيقظ أشرف على رنين الهاتف فوجد ريهام قد أتصلت به وأغلقت المكالمة أتصل بها ليعرف سبب المكالمة فوجدها تبلغه أن هناك ظروف تمنعها من مقابلته فى السادسة مساء وأنها تريد ان تقابله بعد ساعتين من الآن لإنها ستسافر إلى القاهرة فى أمر عاجل وخطير ، قال لها حسناً سأكون هناك فى الموعد يا ريهام وأغلق الهاتف وقام سريعاً ليأخذ حمامه المعتاد وأرتدى ثيابه وخرج ليجد والدته قد أعدت له طعام الأفطار فتناوله سريعاً ونزل من المنزل واستقل سيارته واتجه إلى النادى ليقابل هناك ريهام حسب الموعد المحدد ونسى تماما إن يتصل على عصام قبل أن يراها ودخل إلى النادى ووجدها قد وصلت هناك وتجلس على مائدة صغيرة فتوجه إليها وسلم عليها ووجد ملامح القلق والتوتر على محياها فسألها ماذا بك وماذا حدث أخبرينى ولماذا هذا الوقت وماذا حدث لكى تسافرى اليوم إلى القاهرة ؟ ردت عليه والدموع فى عينيها سأسافر اليوم للقاهرة لأن عمى يمر بوعكة صحية شديدة وسنسافر جميعا ولكنى لم أرغب ان أضيع فرصة أن أراك اليوم يا أشرف لذا طلبت منك الحضور قبل أن أسافر ، ابتسم أشرف وقال لها أتمنى لعمك الشفاء العاجل ولكن لا تقلقى سيكون فى أفضل حال وإن أردت أسافر معك ، قالت له أشكرك يا أشرف لن ينفع هذا فالكل هنا سيسافروا معى وقد نغيب بعض الأيام هناك ، أشرف أنا أحببتك منذ أن رأيتك فى أول يوم هناك فى العريش وأعرف أنه من الصعب لفتاة أن تعترف بحبها هكذا ولكنى لا أريد أن أنتظر كثيراً فأنا أعرف عنك الكثير جدا ولقد سألت عنك هنا فى النادى وسألت بعض الأقارب من الجيران لديك وأنت من عائلة محترمة جدا علاوة على أنك ظابط فى الشرطة ومجتهد كثيراً فى عملك ، اندهش من كلامها أشرف وقبل أن يرد قالت له لا تقلق كنت أود ان أعرف الكثير عن الشخص الذى أتمنى ان أكمل حياتى معه فهل تتزوجنى يا أشرف ؟؟ كانت مفاجأة كبيرة وإعلان صريح منها بالزواج وكان يرى فيها الكثير من الصفات الجميلة التى يتمناها فى شريكة حياته ووجد نفسه يقول لها بدون أن يفكر : نعم أوافق يا ريهام على الزواج بك وسأتقدم لخطبتك فورا حينما تعودى من القاهرة ، ابتسمت ريهام وهى تمسك يديه وتقول له أنا سعيدة جدا يا أشرف وسأنتظر بفارغ الصبر اليوم الذى ستأتى فيه لخطبتى وقامت من مكانها فى سرعة وقالت له سأراك قريبا بعد أن أعود من القاهرة أعذرنى فأنا فى عجلة من أمرى وسيمر أخى بعد قليل ليأخذنى إلى المنزل أراك فى أحسن حال وسلم عليها أشرف وانصرفت وهو ينظر إليها وهى تغيب أمام عينيه حتى خرجت ورأها تستقل سيارة من نوع المرسيدس بستائر سوداء ولوحات معدنية عليها جمرك البحر الأحمر ، توقف قليلا ثم اخرج هاتفه وأتصل على عصام صديقه فى مكتبه فأخبره فرد الأمن المكلف بمكتبه أنه خرج لمأمورية عاجلة وسيغيب لعدة أيام وهنا قال لنفسه لتكن ما تكون فأنا قد أعطيتها كلمتى وسأتزوج منها قريباً بعد أن تعود من القاهرة ، خرج أشرف من النادى وتوجه إلى المنزل وهناك أخبر والدته بكل ما جرى وبكل شيئ عن ريهام وعن تفاصيل اللقاء الذى حدث من ساعات قليلة ، فقالت له لقد تسرعت يا أشرف كان لابد لك من السؤال عنها وكنت تنتظر رد صديقك عليك فى أمرها ، ابتسم أشرف وقال لها لا تقلقى يا أمى أنا ظابط شرطة وأعرف جيدا أن أتدبر أمورى فى مثل هذه الأمور فقط لتباركينى فى ما أفعل لكى أشعر بالفرح والسعادة ، تمنت له أمه السعادة والفرح وقام لحجرته وأتصل على ريهام وكان الهاتف مغلقاً وحاول أكثر من مرة والهاتف لا يزال مغلقاً وألقى الهاتف جانباً وهو يفكر هل حقاً تسرع فى إتخاذ القرار أم أن الأمر سيمر فى صورة عادية جدا ولن يعكر صفو الأمر شيئ ،مرت عدة أيام ولم يكن هناك أى جديد فى أمر ريهام وخرج أشرف ليقابل عصام صديقه فى النادى وأثناء توجهه للنادى لاحظ وجود سيارة مرسيدس تتابعه من بعيد وانتبه بحس الظابط لهذا الأمر ولم يتوجه للنادى وأخذ يدور بسيارته فى بعض الشوارع والسيارة لا تزال تتابعه من بعيد فقام بالأتصال بأحد أصدقائه فى إدارة المرور وتمهل قليلاً حتى يستطيع أن يلتقط أرقام السيارة ولكن لأن الليل قد هبط على المكان فلم يتبين سوى جزء من الرقم وخصوصاً أن قائدها حينما شعر بأن أشرف يريد معرفة رقم السيارة ولاحظ إنتباهه إليه أسرع فى أحد الشوارع الجانبية وشعر أشرف بالقلق لأنه لم يعتاد على هذا الأمر من قبل وانصرف إلى النادى مرة اخرى وهناك ألتقى بعصام وأخبره عن شكوكه بأنه مراقب فبدأ الإهتمام على عصام وقال له: هل أنت متأكد من هذا يا أشرف ؟ قال له لست متأكداً ولكنى تخيلت رؤيتى لهذه السيارة من قبل أكثر من مرة ، لابد أن هناك شيئ يا عصام ولكن لماذا أنا ؟ رد عليه عصام لأنك أصبحت شاهد إثبات فى قضية سعد السعدى يا أشرف لا تنسى أن القضية لا تزال فى المحكمة وأن الحكم لم يصدر بعد وأنت الوحيد الذى استطعت القبض عليه وبيدك وحدك سيتم وضع حبل المشنقة حول رقبته ، فكر قليلاً أشرف وساد بعض الصمت بينهم وأحترم عصام صمته حتى قال له أشرف : لا بد من العودة إلى العمل يا عصام لم يتبقى سوى خمسة أيام على القضية وعلى إنتهاء الإجازة الخاصة بى ولابد من تواجدى فى مقر عملى وهناك سأفتش عن سر هذه السيارة وخصوصاُ لأن لوحاتها تعلق جمرك البحر الأحمر ،وهنا تذكر فجاة السيارة التى أقلت ريهام من أمام النادى وهل هى نفس السيارة أم كانت سيارة أخرى ؟ قال أشرف لعصام هل عملت التحريات المطلوبة عن ريهام يا عصام ؟ رد عصام بالطبع يا صديقى وهذه الورقة بها كل المعلومات التى تم جمعها بعناية وعن طريق بعض الأصدقاء لها ومن المقربين منها والجيران ، التقط من يديه الورقة وأخذ يقرأ ما بها من معلومات بصوت عال : ريهام أحمد السعيد 28 سنة حاصلة على ليسانس أداب وتعمل معيدة فى جامعة الأسكندرية لها ثلاثة أخوات وأخ وحيد هى الصغرى فى الترتيب ووالديها على قيد الحياة لديهم شقة كبيرة فى العجمى بالأسكندرية وأخرى فى حى الزمالك بالقاهرة على كورنيش النيل ، كل هذه المعلومات عادية جدا يا عصام لا أجد فيها أى شبهة لأى شيئ رد عليه عصام هناك معلومة لا أدرى إن كانت تهمك أم لا يا أشرف ، قال له ماهى هذه المعلومة تكلم يا عصام ، قال له أن أخو ريهام منذ شهور قليلة يتردد على مدينة العريش وهناك بعض المعلومات تفيد وجود بعض المعاملات والتجارة مع بعض عرب سيناء هناك، قال له أشرف هذه معلومة خطيرة جدا يا عصام ، هيا بنا سأقوم بتوصيلك للمنزل وبعدها سأتصل على مديرى وأطلب منه قطع الإجازة وخصوصا بعد هذه المعلومة لا بد أن أتيقن بنفسى من هذه المعلومات يا عصام وقاما سوياً وانصرفوا من النادى وتوجه إلى منزل عصام وبعدها عاد إلى منزله وهو يفكر فى هذه الأحداث المتلاحقة التى تسببت فى قطعه للأجازة وفجأة رن الهاتف جواره كانت ريهام رد عليها سريعاً فى لهفة : كيف حالك يا ريهام وهل رجعت من القاهرة أم لا زلت هناك ؟ ردت عليه لا يا أشرف لم أعد بعد ولكنى سافرت مع أخى الأكبر إلى مدينة العريش لإنهاء بعض الأمور هناك ، تعجب أشرف وقال لها وهل أخيك يعمل هناك فى العريش يا ريهام ؟ قالت له أنه يعمل بالتجارة يا أشرف ولديه شحنة ستأتى عن طريق البحر الأحمر وسيتسلمها فى العريش بعد يومين ، وأنا معه لان والدى طلب منى الذهاب معه لأنه يمر بحالة نفسية صعبة بعد معرفته لظروف عمى الصحية ، قاطعها أشرف ولكن ماهى التجارة التى يعمل بها أخيك فقد أساعده فى عملية تسلم هذه البضائع لأن عندى الكثير من الأصدقاء هناك بسبب طبيعة عملى ، قالت له أنه يعمل فى مجال التوابل والعطور ولديه فى الأسكندرية محل كبير للعطور والبخور والتوابل ، قال لها ليكن يا ريهام أنا سأكون هناك فى العريش غدا صباحاً أرجو أن ألتقى بك أنت وأخيك وسأقوم بما أستطيع لكى أساعدكم فى تسلم هذه البضائع وخصوصا أننا سنكون أسرة واحدة يا ريهام ، ضحكت وقالت له : بالفعل يا أشرف سأنتظرك فى الغد وسأراك فى نفس المكان الذى ألتقيتك فيه هناك مع السلامة يا أشرف واغلقت الهاتف أخذ نفساً طويلاً وقام بالأتصال بمديره وأخبره أنه سيقطع الأجازة ويعود فى الغد إلى العريش لأن لديه بعض المعلومات يريد التأكد منها خاصة بتاجر المخدرات سعد السعدى انتبه رئيسه لكلامه وتابع معه لأكثر من نصف ساعة أخبره أشرف فيها بكل شكوكه وطلب منه إرسال بعض الأفراد لمراقبة ريهام وأخيها حتى يصل إلى هناك ، تفهم رئيسه وجهة نظره وأخبره بأنه سيقوم بإبلاغ العميد صفوان بهذه المعلومات الخطيرة الجديدة واغلق أشرف الهاتف وأبلغ والديه بأنه سيعود للعمل فى الغد لظروف طارئة واستعد أشرف وجهز حقيبته وخلد إلى النوم مبكراً واستيقظ وتوجه إلى المطار واستقل طائرة عسكرية من مطار برج العرب وتوجه إلى العريش مباشرة وهناك توجه مباشرة إلى العميد / صفوان ليشرح له الخطة التى وضعها لمعرفة الحقيقة الكاملة وتم وضع قوة تحت تصرف الرائد أشرف من القوات الخاصة وبعض قوات مكتب إدارة المخدرات وتم مراقبة ريهام وأخيها مراقبة شديدة وقام أشرف بالأتصال بها وأخبرها انه يود أن يقابل أخيها ليعرف كيف يستطيع أن يساعده فى حل امر هذه الشحنة الخاصة به وقالت له ريهام أنهم سيقابلونه بعد ساعة فى كافيتريا قريبة من منزل أشرف وتم إعداد الخطة اللازمة لتصوير هذا اللقاء وتسجيله وبعد ساعة كان هناك أشرف يجلس فى إنتظار ريهام وأخيه على مائدة قريبة من الشارع وفجأة توقفت سيارة من نوع المرسيدس أمام الكافيتريا ونزل منها ريهام وأخيها ولفت أنتباه أشرف أن هذه السيارة تقريبا نفس السيارة التى كانت تتابعه فى الأسكندرية وقام من مكانه وهو يبتسم فى وجه ريهام وأخيها وسلم عليهما وقدمت ريهام أخيها لأشرف هذا هو أخى الأكبر راضى السعيد ولقد أخبرتك بالأمس عن طبيعة عمله يا أشرف أشار لهم أشرف بالجلوس وتكلم راضى فى هدوء مفتعل لقد تحدثت معى ريهام عنك يا حضرة الرائد أشرف وبالطبع لن أجد لأختى مثلك زوجاً لها فانا قد سألت عنك بعض أصدقائى فى جهاز الشرطة والكل يشهد لك بالكفاءة والتفانى فى العمل شكره أشرف على هذه المجاملة الرقيقة وأبلغه عن سعادته لمقابلته وأن هذه المقابلة كانت ستكون قبل هذا الوقت لأنه كان يود التقدم لخطبة أخته ريهام ، ابتسم راضى وهو يقول له لقد أخبرتنى ريهام بكل شيئ يا أشرف بك وأنه من دواعى سرورى أن تتم هذه الزيجة لأنها ستوفر السعادة لأختى ريهام وأيضا ستكون لها فائدة أخرى كبيرة فى العمل لأن أختى لها ربع حجم أعمالى وبالتالى ستكون لك بالتبعية بعد الزواج منها ولا أعتقد أنك ستكره الخير لك ولزوجتك فى حينه ، ابتسم أشرف بعد أن فهم مغزى كلامه وقال بالطبع سيكون هذا خير على الجميع إن شاء الله والآن لتخبرنى عن أمر الشحنة التى تود أستلامها من هنا وسأكلم لك أحد أصدقائى بميناء البحر الأحمر لكى تعبر دون أى مشاكل ، تهللت أسارير راضى وابتسمت له ريهام وهى تحتضن ذراعه وتقول لأخيها ألم أقل لك أن زوجى العزيز سيساعدنا يا راضى ، ابتسم أشرف وهو يلتقط كف ريهام ويقبل يدها فى رقة ويقول لها أنا مستعد للتضحية بعمرى لأجلك يا ريهام دعونا سريعا ننهى أمور هذه الشحنة لكى نفرح جميعا بحفل زفافنا قال له راضى لك ما تريد بعد أن أتسلم هذه الشحنة يا زوج أختى العزيز وضحك فى صوت عال وقال له أشرف هذا كل ما أبغيه يا أخو زوجتى العزيز دقيقة واحدة معى واخرج الهاتف من جيبه وقام بطلب رقم من هاتفه المحمول وقام بتشغيل سماعة الهاتف ليسمعوا جميعا الحديث، أهلا بك يا أيمن كيف حالك معك الرائد أشرف مكتب مكافحة المخدرات سمعوا صوت أيمن من الهاتف يقول : أشرف باشا كيف الحال منذ وقت طويل لم اسمع صوتك أخبرنى ما الجديد انا فى أتم الأستعداد لعمل أى شيئ لك فأنت لك العديد من الأفضال على وتستحق كل الخير ، ابتسم أشرف لهم وهو يقول أشكرك يا أيمن عندى شحنة ستصل إليك اليوم بعد ساعة من الآن هى تخص أخو خطيبتى راضى السعيد هى شحنة توابل وعطور أريد منك إنهاء أجراءات هذه الشحنة على الفور وأرغب فى سماع صوتك مرة أخرى وأنت تبلغنى أنها خرجت من الميناء وتم نقلها لسيارات أخو خطيبتى يا أيمن ، رد عليه أنت تأمر يا أشرف باشا سأتصل بك بعد قليل لأخبرك بكل ما ترغب مع السلامة أشرف باشا واغلق الهاتف أشرف ونظر إليهم وراضى لا يصدق عينيه هو وريهام وقال له راضى أنت فعلا ثروة كبيرة لعائلتنا يا أشرف بك و سيزيدنا شرف أن تكون أحد أفرادها ، ابتسم أشرف أنا أيضا أتوق كثيراً لدخول هذه العائلة الكبيرة يا أستاذ راضى ، ابتسم راضى وقال له ما رأيك لنرفع الألقاب فأنت بعد أيام قليلة ستكون زوج أختى ولا داعى للرسميات ، ضحك أشرف وقال له لك ما تريد يا راضى ومرت ساعة يتحدث فيها راضى عن أعماله وأخته ريهام صامتة لا تتكلم وتنظر كل حين إلى ساعتها ورن هاتف أشرف فتوجهت الأنظار كلها له وكان أيمن على الهاتف وسمعوا أشرف يقول له : هل تمت الأجراءات كلها يا أيمن وتم نقل الشحنة بالكامل لسيارات شركة السعيد ، حسنا يا أيمن أشكرك كثيرا مع السلامة ، وأغلق الهاتف وقال لراضى تم كل شيئ كما تريد يا عزيزى أتصل راضى بأحد أفراد شركته وأخبره عن أمر الشحنة وقام الآخير بإبلاغه فعلا بعبور الشحنة فى سيارات الشركة والأمور مرت بسلام وأمان ، شكر راضى أشرف كثيرا ووعده بلقاء قريب لتحديد ميعاد الزواج من ريهام وسلم عليهم أشرف وانصرفوا من أمامه وقام أشرف ليعود لمنزله وهناك كان يجلس العميد / صفوان وأبلغة بنجاح الخطة الأولى وأنه قد أمر بخروج هذه الشحنة بما فيها من كمية بسيطة من المخدرات حتى يأمن له راضى وأعوانه وأبلغه العميد صفوان أنهم بمراجعة بيانات راضى وأخته تبين لهم أنهم أولاد عم سعد السعدى وهنا فطن أشرف للخطة التى كانوا يرغبون فى تنفيذها معه وقال للعميد / صفوان سنكمل ما بدأناه وفى القريب سأقوم بالقبض على جميع أفراد الأسرة يا سيدى ، شد العميد / صفوان على يديه وقال له أنت حقاً مخلص فى عملك وتستحق ما سمعته عنك من قبل يا أشرف سأتركك قليلا لترتاح ولا تنسى باقى الخطة فالقادم سيكون أصعب ، ابتسم أشرف وقال له لا تقلق يا سيدى فأنا أعتدت على الكثير من هذه الأمور ، ودعه العميد / صفوان ونزل من منزله وترك أشرف يفكر فى باقى الخطة التى أعدها بنفسه ليلقى القبض على جميع أفراد الأسرة بما فيهم ريهام التى لمس فيها الجمال وبعض الحنان وشعر أنها من الممكن أن تكون له الزوجة المناسبة وتوجه لغرفته وأطفأ النور وأستغرق فى النوم ولم يوقظه سوى صوت المنبه فى السادسة صباحاً وقام ليأخذ حمامه المعتاد فى الصباح وتوجه إلى مكتبه وقبل أن يدخل للمكتب وجد رئيسه أمامه مباشرة وطلب منه القدوم إلى مكتبه ودخل أشرف خلف مديره ووقف فى صمت ومديره يقول له : تم التأكيد على كل المعلومات الخاصة بعائلة السعيد يا أشرف وبالفعل جميعهم يعمل فى تجارة المخدرات والبعض الأخر فى تجارة السلاح وسيتم تنفيذ عملية كبيرة جدا خلال الشهر المقبل وتحديداً بعد أن يتم أعلامك منهم بموعد الزفاف يا أشرف ، ابتسم أشرف وقال لمديره: أنا أدرك جيداً ما يحاولوا فعله يا سيدى ومستعد جيداً لهذا وأدركت بما لا يدع مجال للشك أنهم سيقوموا بعملية تهريب كبيرة جدا فى الفترة المقبلة لأنى رأيت الطمع فى عينى راضى السعيد وقت مقابلتى له وتأكد لى حين عرف أن الشحنة قد مرت بسلام من الميناء وهنا تأكد لى أنهم سيقوموا بتنفيذ عمليتهم الكبرى فى أقرب فرصة إستغلالاً لزواجى من أخته وبالفعل أبتلع الطعم ووردت لنا أنباء عن شحنة مخدرات كبيرة فى الطريق لهم من لبنان وستأتى عن طريق نفس الطريق وبنفس الطريقة على أنها شحنة توابل وبخور ومواد عطرية خاصة لمحلات العطور التى يملكها راضى السعيد وكأن القدر يريد أن يتم الحكم عليهم جميعا فى توقيت واحد فالحكم على سعد السعدى سيكون بعد أسبوعين من الآن والعملية ستتم فى نفس التوقيت يا سيادة اللواء ، وأرجو أن يتم إتخاذ اللازم حتى لا يحدث أى شيئ فى العملية وقريبا ً جدا نغلق ملف أكبر عائلة لتجارة المواد المخدرة و تجارة السلاح أيضا التى تهدد أمن البلاد ، وقف اللواء / عزت أمام الرائد / أشرف وقال له وهو يمسك كتفيه أنا أرى فيك الكثير من حماسى حينما كنت فى فى مثل عمرك ، على بركه الله لتكمل معهم المهمة والخطة كما هو مرتب له يا أشرف ، رفع أشرف يديه لتحية رئيسه التحية العسكرية قبل أن ينصرف وقال له : إن شاء الله يا فندم سيتم كل شيئ فى توقيته وعلى أكمل وجه ، التفت أشرف وخرج من المكتب وتوجه لمكتبه وقام بالأتصال بريهام وطلب منها أن يقابلها لأنه متشوق للجلوس معها لتحديد ترتيبات الزفاف ليقوم بإبلاغ أسرته ليتم التنسيق لعمل حفل زفاف كبير يليق بالعائلتين فى أكبر فنادق الأسكندرية ، أخبرته أنها ستقابله بعد ساعة من الآن فى نفس المكان الذى تقابلت معه فيه مع أخيها راضى و أغلقت المكالمة ، أخذ يفكر أشرف فى كل تفاضيل العملية منذ بدأت من شهور وكيف تم القبض على العقل الكبير والمدبر لهم سعد السعدى وكيف حاولوا النيل منه لكى يستطيعوا بعد ذلك التهريب عن طريقه وعن طريق معارفه ووجد الوقت يمضى سريعا ً فخرج مسرعاً واستقل سيارته وذهب سريعا إلى الكافيه الذى تقابل مع ريهام فيه وكانت هناك سيارة من نوع الجيب تتابعه من بعيد ، ابتسم أشرف وقال لنفسه قريبا ستقعوا جميعا فى قبضتى أيها الحثالة وفجأة وجد السيارة تتقدم فى سرعة منه ووجد رجل جوار السائق يحمل مسدساً ويحاول أن يطلق عليه النار منه وبالفعل أطلق النار على سيارته ولكنه سيطر على السيارة وضغط فرامل السيارة ووجد السيارة تهرب سريعاً ، توقف على جانب الطريق ليلتطق أنفاسه وقال فى قرارة نفسه أن الأمر أصبح غير هين والأمور تتصاعد فى سرعة ، ليكن فالنهاية أقتربت كثيراً ، دخل للكافيه ووجد ريهام قد وصلت وقامت من مقعدها لتستقبله ، كانت ترتدى ثوباً جميلا زهرى اللون وتبدو في أجمل حال ورأت وجه يبدو عليه التوتر فسألته هل هناك شيئ قد حدث ؟ أخبرها أن الأمر عابر ولم يحدث شيئ دعينا نتحدث فى حياتنا يا ريهام وأمسك يديها ونظر فى عينيها وقال لها سأكون أسعد زوج فى العالم لأن معى أجمل بنات الأسكندرية فأنت عروس البحر حقا وخصوصا فى هذا الثوب الجميل ، أحمر وجهها خجلاً وقالت فى إرتباك : أشكرك على هذه المجاملة الرقيقة يا حبيبى ونظرت إلى الأرض وأكتسى وجهها حمرة من الخجل فرفع عينيها بيديه أشرف وقال لها : لا أستطيع أن أنتظر أكثر من هذا يا ريهام ليكن الزفاف فى أول الشهر القادم أى بعد أسبوعين من الآن فكل شيئ عندى معد شقتى فى نفس العمارة مع أسرتى وكاملة التشطيب وسأقوم معك حين نعود بشراء كافة الأثات يا ريهام هل تواففين ؟ ابتسمت وقالت له : سأطلب أخى وأخبره وليكن رأيه هو الأفضل يا أشرف ، قال لها ليكن أطلبيه الآن وأخبريه بكل ما أخبرتك به ولنرى ما هو رأيه يا حبيبتى ، ابتسمت وقامت بالإتصال بأخيها وأخبرته بكل شيئ وسمعته يقول ستكون فرصة ممتازة فهذا هو نفس يوم تسلم الشحنة وسيكون الجميع مشغولين بالزفاف وننهى هذه العملية فى سلام أخبريه أننى أوافق يا ريهام وأنهت الإتصال ، التفتت إلى أشرف وأخبرته أن أخيه لا يمانع فى هذ الموعد وأنه يرحب به فى أقرب وقت ليتم الأتفاق على كل شيئ بخصوص الزفاف وترتيباته ، ابتسم أشرف وقال لها ليكن سأقوم بأخذ أجازة قبل موعد الزفاف بيومين حبيبتى وفى الأسبوع المقبل سننزل سويا لنشترى كل شيئ ونشترى فستان الزفاف يا ريهام هيا بنا الآن سأقوم بتوصيلك إلى حيث تقيمين ، ردت عليه لا يا حبيبى فسيارة الشركة الخاصة بنا تنتظر فى الخارج يكفى هذا فأنا أخذتك من عملك اليوم هيا لتعود إلى العمل ، ابتسم أشرف وقال لها : مثلما ترغبين وقامت لتنصرف وتابعها من بعيد بعينه ووجد نفس السيارة المرسيدس السوداء التى كانت تتابعه فى الأسكندرية وهنا تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الأمور كلها تمضى إلى حيث خطط لها وعاد إلى منزله وتناول طعام العشاء وجلس يقرأ قليلاً ثم غلبه النعاس فنام فى مكانه ، قام فى الصباح أشرف على صوت الهاتف ، كانت ريهام تخبره بانها ستسافر إلى الأسكندرية لتبدأ فى تجهيز إحتياجاتها هناك وتنتظره فى أقرب وقت لإستكمال باقى الأشياء رد عليها بالموافقة وأن تخبره حينما تصل إلى الأسكندرية وسألها على أخيها راضى فأخبرته انه لا يزال هنا لبعض الأمور ولكنه سيسافر أيضا بعد أيام ليحضر معنا ترتيبات الزفاف وأغلق الهاتف معها وقام من مكانه ليغتسل ويتناول إفطارا سريعاً قبل النزول للمكتب ونزل سريعاً للمكتب ودخل إلى اللواء / عزت وأخبره بكل ما حدث فى الأمس وبمكالمة ريهام له فى الصباح ، وأنه قد تأكد أن العملية ستتم يوم الزفاف والجميع منشغل فى الحفل يا سيادة اللواء وهنا ستكون المفاجأة الكبرى لهم فجميع أفراد المكتب معروفين لسعد السعدى وأفراد عصابته وسأقوم بدعوة الجميع بما فيهم سيادتك للحفل ليطمئنوا وسيكون هنا الدور الأكبر على العميد / صفوان ورجاله فى العمليات الخاصة يا سيدى ، ابتسم اللواء / عزت لشده ذكاء أشرف وللخطة المحكمة التى قد وضعها بالترتيب وبالتزامن مع قوات العمليات الخاصة ، تمنى له اللواء عزت التوفيق وطلب منه الأستعداد للنزول إلى الأسكندرية للتجهيز للخطوات النهائية للعملية ، انصرف أشرف إلى مكتبه وأخذ يجمع أوراقه وطلب من زميله فى المكتب الأهتمام بكل الترتيبات التى وضعها لهم لهذه العملية وأنه سيكون على إتصال دائم بهم وتركه وانصرف ليسافر إلى الأسكندرية فى طائرة تابعة لمكتب الإدارة وبعد ساعات قليلة كان قد وصل إلى المنزل وجلس مع والديه ليخبرهم بما سيتم وبكل الامور المتعلقة بالقضية حتى يكونوا على أتم أستعداد لهذا كله ، وتركهم وأتصل بصديقه عصام ليتم التنسيق معه فى بعض الأمور الخاصة بالترتيب هنا واتفق معه على كافة التفاصيل وعلى مراقبة جميع ممتلكات راضى السعيد ، مرت الأيام سريعة وفى يوم الزفاف طلب راضى من أشرف الإتصال بزميله فى الميناء لترتيب تسليم الشحنة وتم الإتصال بالفعل وتم التصريح للشحنة بالمرور وهنا فى قاعة الزفاف جلس أشرف وأمامه راضى وكانت ريهام تجلس فى مقعد العروس والمأذون يجلس بينهم وفى الساعة الثامنة مساءً بدأت مراسم عقد القران وفجأة رن هاتف أشرف والكل ينتظر أن يضع المأذون المنديل الأبيض على يد أشرف وراضى وبعد أن أنتهى أشرف من المكالمة أشار أشرف إشارة معينه وأخرج القيود من جيبه ووضعها فى يد راضى وقال له : أنت مقبوض عليك يا راضى السعيد بتهمة الإتجار بالمخدرات وفى حيازة أسلحة بدون ترخيص لقد تم إلقاء القبض على جميع رجالك وعلى الشحنة التى وصلت منذ ساعات وداعاً لآخر عضو فى عائلة السعدى تم القبض على جميع المتهمين وذهب أشرف إلى ريهام التى أصابها الذهول من المفاجأة وقال لها : لم يكن يخطر ببالك أن أكتشف اللعبة التى كنت تودين عملها مع أخيك ، لقد كنت فى البداية معجب بك جداً وكنت أتمنى فعلا أن تكونى زوجة لى ولكن الرغبة المحمومة لديكم فى الثراء والثأر لعمك سعد السعدى جعلتك فى هذه الحالة يا ريهام ، تم اقتيادها إلى الخارج مع باقى أفراد العائلة المشتركين فى عمليات التهريب ، خرج أشرف مع زملائه ووقف اللواء/ عزت ليبلغه أن الوزير قام بترقيته لرتبه المقدم نظير نجاحه فى هذه العميلة وأنه من الآن إجازة لمدة أسبوع ليحتفل بهذه الترقية ، ابتسم أشرف فى سعادة وأبلغ والديه بهذه الترقية وبالإجازة أيضا وفى قرارة نفسه قال : الحب نصيب وقدر وسيأتى القدر قريبا وشكر ربه على كل شيء وخرج مع أسرته وعمت الفرح والسعادة علي الجميع .
النهاية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق