قصة / الكوكب الملعون
بقلمى / الفيلسوف ( على محمد )
منتصف النهار فى ولاية نيويورك الأمريكية فى إحدى ليالى الصيف الحارة ولم يكن هناك الكثير من المارة فى أحد الشوارع الجانبية والتى إختفى منها الناس إلا من القليل من السيارات وعلى مقربة من الطريق كان يمشى رجلاً فى الأربعينات من عمره يرتدى بدلة سوداء كاملة ويرتدى نظارة طبية ويمشى فى هدوء حذر وهو يتجه إلى منزله القريب من هذا المكان وفجأة إستوقفه بعض الأشخاص وطاليوه بالركوب معهم فى سيارة كانت تنتظرهم ولكنه إستطاع أن يجرى مسرعاً وأسرعوا خلفه محاولين اللحاق به فى أحد الشوارع الجانبية وهو يجرى أمامهم ولا يعرف من الذى يطاردنه وفجأة وجد نفسه فى ممر ضيق ولا يوجد مفر أمامه ليهرب ونظر حوله وهو يتوقف ويتنفسس بصعوبة بالغة وأتى الرجال نحوه وأغمض عينيه وهو ينطق بالإنجليزية : حسناً أنا أستسلم لكم ولكن دون أن تؤذونى ، ولكن فجأة هبط اثنان من الرجال من فوق البناية المجاورة وبدأوا فى القتال مع الرجال الذين كانوا يطاردونه وما هى إلا دقائق قليلة حتى رأى الرجلين أمامه وباقى الأشخاص فاقدى الوعى على الأرض ، بدا الخوف على وجهه وهما يتجهان نحوه ولكنه سمع صوتا يتحدث باللغة العربية : لاتقلق أنت الآن فى أمان يا دكتور/ عاصم هيا بنا الآن من هنا وسنشرح لك كل شيئ بالطريق ، أسرع معهم وتكلم مع قائدهم ولكنك لم تخبرنى حتى الآن من أنتم ؟هل أنت تعرفنى يا سيدى؟ ابتسم الرجل وقال له نحن من رجال المخابرات العلمية المصرية وكيف لانعرفك يا سيدى، فأنت الدكتور/ عاصم السعدى أشهر علماء أبحاث الفضاء فى وكالة ناسا الأمريكية المصرى الجنسية والحاصل على العديد من الشهادات الموثقة والمعتمدة فى أبحاث الفضاء الخارجى ، نحن نريد منك خدمة صغيرة لبلدك وستكون هذه الخدمة بمثابة رد الجميل للبلد التى ولدت فيها يا دكتور/ عاصم ، ابتسم فى شموخ وقال: أنا رهن إشارة بلدى فى أى وقت قال له رجل المخابرات : سنبقى اليوم فى منزل آمن وفى الصباح نطير إلى مصر فى طائرة خاصة وهناك ستعرف كل شيئ عن المهمة التى تريدك مصر فى إنجازها لها لتنعم ببعض الراحة الآن وإلى الغد يا دكتور/ عاصم وتركه وهو يفكر فى شدة عن المهمة التى ستكون فى إنتظاره ودخل إلى الغرفة المخصصة له فى هذا المكان وراح بعدها فى نوم عميق .
فى أحد شوارع ستوكوهولم عاصمة السويد صار رجل قصيرعلى قدميه وهو يتوجه إلى أحد محلات المأكولات الشهيرة هناك وذلك لتناول وجبة العشاء وقبل أن يدخل المكان وجد رجل ضخم الجثة يسد عليه الباب ويقف أمامه مباشرة فحاول أن يبتعد عنه ويدخل إلى المكان ولكن الرجل توقف أمامه بشكل مستفز وفجأة توقفت خلفه سيارة سوداء كبيرة من نوع الجيب ونزل منها بسرعة رجلين وقبل أن يلتفت كان الرجل الضخم يضربه على رأسه فيقع فاقد الوعى ويحملوه إلى السيارة وتفر هاربة بسرعة جنونية وهى تحمل الرجل معها وفى داخل السيارة تكلم أحد الرجال فى هاتفه المحمول ، لقد تم اختطاف العالم الكويتى يا سيدى ونحن فى الطريق إليكم وقبل أن يكمل كلامه قطع عليهم الطريق شاحنة كبيرة وانفتح باب الشاحنة من الخلف وبدأ دوى إطلاق الرصاص فى الطريق الجبلى وما هى إلا دقائق قليلة حتى توقف سائق السيارة معلنا استسلامه ونزل رجلان ملثمان وفتحا السيارة وأخذوا العالم الكويتى وركبوا فى الشاحنة وأختفوا بعيداً عن الأنظار وفى أحد المنازل على بحيرة صناعية استيقظ الرجل وهو يتألم ويضع يده على رأسه وينطق بالإنجليزية أين أنا الآن ومن أنتم وماذا يحدث هنا ؟ رد أحد الرجال باللغة العربية أنت فى أمان يا دكتور/ راشد ، إندهش كثيرا من معرفة الرجل لإسمه وقبل أن ينطق أكمل الرجل كلامه ، نحن نعرفك جيداً فأنت الدكتورالسعودى / راشد المهدى دكتور فى أبحاث الفضاء ومن ألمع علماء الفضاء فى الوطن العربى ونحن نحتاج إليك فى مهمة سرية عاجلة قد تؤدى إلى تفوق الأمة العربية بأكملها ويكفى أن أقول لك أن المسئول الأول عن هذه العملية الدكتور / عاصم السعدى ، زادت دهشة الرجل وبدأ الإعجاب فى عينيه بمجرد ذكر إسم الدكتور / عاصم وقال لهم : نعم فهو أستاذى ومثلى الأعلى فى مجالنا هذا ونعتبره الأب الروحى لنا فى علوم الفلك والفضاء أنا أعلن إنضمامى لكم بلا تردد ، رد الرجل وهو يبتسم فى إرتياح هذا ما كنا نأمله منك يا دكتور سنسافر فى الغد إلى القاهرة وهناك ستعرف كل شيئ عن المهمة لترتاح قليلاً قبل موعد السفر تركه الرجل وخرج من الغرفة ونظر الدكتور راشد لسقف الغرفة وهو يفكر فى نوعية المهمة التى سيخوضها مع الدكتور/ عاصم وتنهد تنهيدة طويلة قبل أن يدخل فى نوم عميق .
فى الصباح الباكر فى مدينة هامبورج الألمانية خرج رجل من منزله الذى يبدو عليه الثراء وركب سيارته متجهاً إلى عمله وبالطريق وجد هناك سيارة تقف فى الطريق وتمنع مرور السيارات فتوقف فى هدوء ونزل من السيارة فى حذر ولكنه فؤجى بخروج العديد من الرجال من كل الإتجاهات وأقتادوه فى السيارة التى كانت تسد الطريق وأسرعوا ولكنهم وقبل أن يخرجوا إلى الطريق وجدوا سيارة مرسيدس كبيرة تقطع عليهم الطريق وبدأوا فى إطلاق النيران فيما بينهم فخرج الرجال من السيارة وفروا هاربين ومن داخل السيارة وفى المقعد الخلفى جلس الرجل فى خوف و فجأة انفتح باب السيارة وسمع صوت ينادى بالعربية هيا بنا لنسرع من هنا ، أسرع الرجل معهم ولكنه لم يستطيع الوقوف وفقد الوعى من تأثير الصدمة وحمله الرجال داخل سيارتهم وانطلقوا بسرعة وبعد ساعة تقريبا استيقظ الرجل ليجد نفسه فى غرفة بسيطة الآثاث وتحدث وهو يفتح عينيه : أين أنا ومن أنتم أريد الذهاب إلى منزلى وقام من مكانه فاستوقفه أحد الرجال بإشارة بسيطة من يده وهو يقول له فى هدوء : أنت فى مكان أمين يا دكتور عبدالله ، لاتخف نحن رجال المخابرات العلمية المصرية زادت دهشة الرجل وقبل أن ينطق كلمة ،أكمل رجل المخابرات ، نحن نتابعك منذ زمن طويل وكنا نعلم أنك مهدد بالإغتيال بعد البحث الأخير عن وجود حياة على سطح كوكب المريخ وأنت من أنبغ علماء دولة الكويت الشقيقة ونحن نقدر هذه النوعية من العلماء ونحرص على أمنهم ورعايتهم حسب إتفافية الرعاية والسلامة بين الدول العربية الشقيقة وفى الحقيقة نحن نحتاج إليك فى مهمة خاصة وعاجلة وسرية جدا لا تحتمل التأجيل لأنها ليست بالهينة والسهلة وستأخذ منك ومن معك من العلماء الآخرين الجهد الكبير، وقبل أن ينطق بكلمة الدكتور/ عبدالله قال له الرجل : فى الغد نسافر وكل أشيائك تم جمعها وستجدها فى المطار فى الغد وستعرف فى القاهرة كل شيئ يخص هذه المهمة .
مرت عدة أيام وفى أحد الأماكن السرية التابعة لمعامل أبحاث الفضاء والتابعة للمخابرات العلمية المصرية فى مكتب المسئول عن هذا المقر جلس الثلاثة علماء ومعهم أحد الرجال يحمل رتبة اللواء و ساد الصمت المكان ثم أظلمت الغرفة وبدأ عرض فيديو على شاشة كبيرة فى الغرفة وسمعوا مع بداية عرض الفيلم صوت اللواء / صافى الديب يتحدث فى هدوء : نحن هنا فى أحد معامل أبحاث الفضاء فى داخل مصر ونحن الآن مجتمعين لأننا بصدد المشاركة فى تصنيع أول سفينة فضاء وبطاقة أيونية خالصة وذلك للذهاب فى رحلة بعيدة لكوكب المريخ لنكتشف طبيعة الجو هناك وهل من الممكن الحياة على هذا الكوكب أم لا ؟ علت الدهشة وجوه العلماء الثلاثة وقبل أن ينطق أى منهم بكلمة واحدة تابع اللواء / صافى حديثه ، لقد تم إختياركم بعناية شديدة وذلك للقيام بالمستحيل وهو تجهيز وبناء هذه السفينة الفضائية وهذا ضمن مشروع كبير بين الدول العربية المتحالفة وهنا تحدث د / راشد منفعلا ً ولكن كيف هذا؟ أنا لا أعتقد أننا نمتلك مثل هذه الإمكانيات الفائقة التطور مثل هذه المعدات والإمكانيات أعمل بها فى المعامل بالخارج ، فجأة أضيئت الغرفة وابتسم اللواء / صافى وقال لهم: انظروا معى هنا فألتفت الجميع حيث يشير وهنا انزاح الحائط من أمامهم وظهر من خلفه مكان واسع كبير يمتلئ بالمعدات وأجهزة الكمبيوتر والآلات وهنا علت الدهشة وجوه العلماء جميعا فلم يكن يتوقع أحداً منهم أن يجدوا هنا كل هذا الكم من الإمكانيات العالية والمتطورة والتى يتمناها أى عالم فضاء لكى يعمل وتابع اللواء/ صافى هذه المهمة لا تحتمل الفشل أيها السادة هى حياة أو موت بالنسبة للوطن العربى ولن نتنازل عنها بأى ثمن ، أخذهم اللواء / صافى معه لخارج الغرفة ونزلوا فى مصعد بالقرب من الغرفة التى كانوا بها إلى أسفل وفُتح باب المصعد وخرجوا فوجدوا أكثر مما كانت عقولهم تريد وتفكر فهناك كان أكبر معمل لأبحاث الفضاء فى الوطن العربى بل هو يعد الثالث على العالم بعد الصين وأمريكا على الترتيب من حيث التجهيزات والإمكانيات الفائقة ، قال اللواء/ صافى هنا كل ما ستحتاجون إليه وسيتم دعمكم ببعض العلماء وببعض خبراء الكمبيوتر لكى يتم تسهيل أى عقبات أمامكم ولكن الوقت يا سادة نحن نسابق الزمن ، قال الدكتور/ عاصم ولكنى حتى الآن لا أجد مبرر للبحث عن إمكانية للحياة فوق سطح المريخ فنحن هنا فى أمان تام ولا يوجد أى شيئ يجعلنا نخاطر بكل هذا للبحث فوق كوكب من تكوينه وطبيعته لن يكون صالح للحياة ، رد الدكتور عبدالله مقاطعاً له : لا يا دكتور عاصم فالتغييرات التى حدثت بعد الحرب العالمية الثالثة والتى كان لها تأثير كبير على التغيير الملحوظ فى المناخ على سطح كوكب الأرض أدت بالتالى لبعض التغيرات على كوكب المريخ وفى بحثى الأخير كتبت هذا وأن هناك جزء على الكوكب فيه ماء وأرض صالحة للزراعة ولكن مع قليل من التدخل العلمى فيها سيكون هناك إمكانية للحياة هناك ، تابع اللواء / صافى كلام الدكتور عبدالله / صحيح 100% ولهذا قررنا العمل على هذا الأمر ولكن الأمر الأخطر يا سادة هو تعرض كوكب الأرض لنيزك كبير قد يدمر جزء كبير من كوكب الأرض ولن ننتظر حتى يتم تدمير الكوكب ونقف ساكنين هنا نشاهد الموت بأعيننا وهذه المعلوما ت فى غاية السرية ولكن كان لابد لى أن أطلعكم عليها حتى يتم تقدير الموقف جيدا الأمر حتمى وبالغ الخكورة ولن يكون هناك أى تقاعس من أى فرد أنه كوكب الأرض وحياة البشر يا سادة ، نظر العلماء الثلاثة إلى بعضهم لدقائق ثم قال الدكتور/ عاصم على بركة الله لنبدأ سريعاً حتى يتم تنفيذ المشروع فى أقرب وقت ممكن .
مرت خمسة أشهر وكانها خمسة أيام وفى داخل المعمل الموجود تحت سطح الأرض وقفت سفينة الفضاء العملاقة " نسر الشرق " فى هيبة وفخامة والكل من حولها يعمل فى جهد ونشاط ونظر الدكتور/عاصم لزملائه وقال بفخر : من يُصدق هذا لقد إنجزنا المستحيل فى فترة قليلة رد عليه الدكتور / راشد بالفعل نحن سابقنا الزمن والآن أصبحنا جاهزين لعبور الفضاء وأقتحام المجهول لمعرفة كل شيئ عن هذا الكوكب الأحمر كوكب المريخ ، تنهد الدكتور / عبدالله وهو يعدل نظارته على وجهه قائلاً : أنا سعيد جدا للعمل معكم يا زملائى وفخر لى ولك العرب أن يكون لنا مثل هذا العمل الجبار الخارق ، توقف عن الكلام فجأة حينما سمع رنين الهاتف فى المكتب المخصص لهم ورفع السماعة الدكتور/ عاصم وبدا الإهتمام على وجوههم جميعا وأنهى الإتصال دون أن ينطق بحرف واحد ونظر إليهم وقال : هناك إجتماع عاجل الآن فى مكتب اللواء / صافى هيا بنا إلى هناك ، قاموا جميعا إلى حيث يكون مكتب اللواء / صافى وطرقوا الباب طرقات خفيفة ودخلوا إلى المكتب كان اللواء / صافى على مكتبه ومعه رجل يحمل رتبه العميد بالمكتب وطلب منهم الجلوس وأغلقوا الباب خلفهم مرت دقائق قليلة والكل يترقب ما هوا الأمر العاجل الذى طلبهم فيه اللواء / صافى ؟؟ قام اللواء صافى من خلف مكتبه وبدأ الحديث للجميع : أيها السادة لقد قمتم بعمل عظيم للغاية سيذكره التاريخ وتتناقله الأجيال بعدنا ، لقد أتممتم عمل خارق للعادة وهذا ما كنا نتوقعه منكم ولهذا تم إختياركم بعناية بالغة ولم نقصر فى أى شيئ حتى يظهر لنا هذا العمل الخارق، تحياتى الشخصية لكم جميعا وتحية كبيرة من القادة وصناع القرار فى بلدنا وأحمل لكم تهنئة من مكتب الرئاسة على مجهودكم الكبير ، نظر العلماء الثلاثة فيما بينهم والكل سعيد بما يسمع وأكمل اللواء / صافى ولكن يا سادة نحن لدينا عمل آخر مهم جدا وهو رحلة كوكب المريخ ولهذا لن ننتظر طويلاً وسيكون الشهر المقبل موعد رحلة الفضاء التى تم تحديد موعدها بعناية شديدة وبسرية تامة وسيكون وجودكم على متن سفينة الفضاء أمر حتمى لهذا أخبركم الآن بالإستعداد للسفر عبر الفضاء لإكتشاف السر ومعرفة ما نطلبه منكم أيها السادة صمت قليلا ليرى بعض علامات الدهشة والتوتر على وجوه العلماء وتحدث دكتور/عاصم لم يكن فى الحسبان هذا إننا علماء على الأرض ولم يكن لدينا شك نظراً لخبراتنا فى إنجاز وتصنيع نسر الشرق ولكننا لا نعلم عن الفضاء والسفر أى شيئ قاطعه اللواء/ صافى نحن نعلم جيداً كل هذا ولكننا لا نريد أن يحدث أى شيئ فى الفضاء أنتم من كان لكم الفضل بعد إرادة الله عزوجل فى تصنيع نسر الشرق ولكن إن حدث هناك أى شيئ من سيكون مع العلماء المسافرين هناك ليحل هذه المشكلة تفهم العلماء الثلاثة وجهة النظر وهنا تحدث الرجل المتواجد مع اللواء / صافى فى هدوء شديد : أيها السادة سيكون لى الشرف أن أكون معكم فى هذه الرحلة أنا العميد / أشرف صادق من المخابرات العلمية المصرية وسيكون هناك معنا بصفة سرية بعض الرجال من المخابرات لتأمين الرحلة أمنياً لأننا لا نعرف ما الذى سيحدث هناك ولا بد من تأمينكم وتأمين نسر الشرق لأبعد حدود سيكون موعدنا بعد شهر من الآن أيها السادة وتقبلوا تحياتى وتقديرى الشخصى لكم لإنجازكم الكبير وسنتقابل هنا تستطيعوا الإنصراف الآن للإستعداد واستكمال عملكم ووضع الرتوش الأخيرة فى سفينة الفضاء ، انصرف العلماء الثلاثة ووقف العميد / أشرف فى مواجهة اللواء / صافى وقال له : لقد أخبرناهم بالمطلوب منهم ولكننا لم نخبرهم بالمصاعب التى ستواجههم هناك فطبقاً لآخر تقارير الأقمار الصناعية أن هناك نشاط زائد على سطح الكوكب والصورالمقربة اثبتت لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك كائنات على سطح الكوكب ولهذا سنكون معهم هناك لهذا الأمر يا سيادة اللواء ، نظر إليه اللواء /صافى وقال له ليكون الأمر كما تم الترتيب له يا أشرف وأنا أثق بك بشدة وعلى قدرتك العالية على حل أى مشكلة قد تواجهكم هناك وسيتم تسليحكم تسليح عالى ومتطور للغاية وكله من المكتب الفنى للجهاز الأمنى عندنا ولندعو الله أن يوفقكم جميعا فى هذه المهمة الشاقة التى قد تساعدنا كثيراً فى توفير الأمان والأمن للبشر بعد كل ما نراه على سطح كوكب الأرض بسبب الحروب التى حدثت فى الأونة الأخيرة وأتمنى أن نجد ما نريده هناك يا أشرف ، هيا لتستعد أنت وفريقك العلمى الذى سيرافق السفينة فى رحلتها أدى التحية العسكرية وأنصرف فى سرعة وترك اللواء صافى يفكر فى هذه الرحلة إلى المجهول إلى كوكب المريخ أو كما يطلق هو عليه اسم الكوكب الملعون .
إجتمع العميد / أشرف مع الفريق المكلف بالعملية وهو مكون من 3 أفراد المقدم / فريد الصاوى وهو من رجال المخابرات العلمية الأكفاء وخبير فى القتال بشتى أنواعه وأيضا الرائد / أسامة صالح وهو خبير فى الكمبيوتر والتحكم الآلى والبرمجيات والملازم / راندا التاجى خبيرة فى الإتصالات السلكية والرقمية وأخبرهم جميعا بطبيعة المهمة الملقاة على عاتقهم دون إخفاء والكل إلتزم وأطاع الأمر فى هدوء وصرامة شديدة وبعدها أخبر العميد / أشرف الجميع بموعد قيام الرحلة للإستعداد بكافة المعدات المطلوبة للسفر ، مضت الأسابيع فى سرعة وفى الموعد المحدد للقيام بالرحلة إلى كوكب المريخ تجمع العلماء والفريق المكلف بالتأمين الكامل للعملية وفى فجر اليوم انطلقت سفينة الفضاء نسر الشرق إلى حيث وجهتها إلى كوكب المريخ وبدأ العد التنازلى لإنطلاق سفينة الفضاء وما هى إلا دقائق قليلة حتى أرتفعت فى هدوء من على سطح الأرض وانفتحت من فوقها فتحة كبيرة فى سقف المختبر السرى وظهرت السماء بما فيها من نجوم ومن داخل السفينة قال الدكتور / عاصم عبر السماعات لننطلق على بركة الله فى طريقنا الرحلة ستستغرق ثلاث شهور بالزمن على الأرض وأنطلقت السفينة وما هى إلا دقائق حتى أختفت من أمام الأعين وأصبحت فى السماء كنجمة مضيئة وفى داخل السفينة سمع الجميع صوت النداء الآلى للكمبيوتر الخاص بسفينة الفضاء أنهم يمكنهم فك أحزمة الأمان الخاصة بمقاعدهم لتعادل الجو الخارجى مع الجو العام بالسفينة وفك الفريق الخاص بالأمن أحزمتهم وأنطلقوا فى داخل السفينة وكل واحد منهم يعرف ما الدور المطلوب منه وبدأوا فى تنفيذ المهام المكلفين بها فى هدوء وصمت وسرعة وقام العميد / أشرف وأتجه للدكتور عاصم وهو يحاول معرفة زمن الوصول المتوقع منه لكوكب المريخ والنقطة التى ستكون مهبط للسفينة رد عليه الدكتور الهبوط بعد 6 ساعات من الآن لا تقلق كل شيئ هنا تم الإعداد له بدقة متناهية وستكون الرحلة بسيطة ولن يكون هناك أى داعى للقلق يا سيادة العميد / أشرف ، ابتسم فى هدوء وتركه وتوجه إلى فريقه ليتابع معهم سير العمل والتكليفات الخاصة بالرحلة وكل شيئ كان يمضى فى هدوء ورتابة ودقة بالغة وكل مؤشرات السفينة تعمل بدقة بالغة ولا يوجد أى شيئ مثير للدهشة أو الخوف ومضى الوقت والكل يعمل فى جدية شديدة وفجأة حدث ارتجاج للحظات فى السفينة ونظر الجميع إلى الدكتور / عاصم وهو يتابع ما يوجد أمامه من صور للفضاء المترامى أمامه ولا يوجد أى شيئ يبدو أمامه ونظر أكثر من مرة للشاشات التى ترصد أى حركة فى الفضاء ولم يجد شيئ و فجأة حدث ارتجاج آخر ولكنه أكثر عنفاً من السابق وحاول الجميع معرفة السبب ولكن دون جدوى وهنا سمع الجميع صوت الكمبيوتر الناطق يخبرهم بأنهم أقتربوا من الدخول للمجال الخاص بكوكب المريخ أسرع الجميع بالجلوس فى مقاعدهم والإستعداد للهبوط على الكوكب وهنا حدث إرتجاج آخر فى السفينة وكاد يعصف بالسفينة كلها ولكن الجميع تشبثوا بمقاعدهم وهنا تبين للدكتور/ عاصم أن هذا نوع من أنواع الدفاعات الألكترونية لمجال الكوكب وسمع الجميع الكمبيوتر يذكر أن أمامهم دقيقة واحدة للهبوط فى المكان المحدد مسبقاً من قبل بداية الرحلة وبدأ العد التنازلى وأخترقت السفينة مجال الكوكب فى عنف شديد وبدأت السفينة فى الإرتجاج بعنف شديد استمر لدقيقة أو يزيد وفجأة سكن كل شيئ وسمع الجميع النداء الآلى للكمبيوتر : إقتربنا من الهبوط لسطح الكوكب متبقى خمس دقائق ومرت الدقائق بسرعة و تم الهبوط بنجاح وبدأت النتائج تظهر على شاشة الكمبيوتر الرئيسى نسبة الأعطال صفر نسبة الخسائر صفر المعدلات الحيوية هنا طبيعية جدا تم الهبوط بنجاح ، وقف الجميع فى سعادة شديدة للهبوط أخيراً على الكوكب وهنأ الجميع بعضهم ولكن العميد / أشرف لم يكن معهم فلقد كان عقله مشغول بما سيواجهه فوق سطح هذا الكوكب بعد ساعات من الآن وتوجه ببصره تجاه فريقه وأخذ منهم التأكيد على سلامة كل شيئ وأنه لا يوجد أى شيئ غير طبيعى وهنا تكلم العميد /أشرف مع الدكتور /عاصم :أخبرنى كم من الوقت لنستطيع أن نغادر السفينة لتفقد الكوكب ومعرفة ما نحن أتينا من أجله لهذه الرحلة ؟ رد الدكتور / عاصم لا تقلق يا سيادة العميد سنتوقف هنا لإلتقاط الأنفاس ثم إرسال الروبوت الخاص الذى أتى معنا إلى هنا لأكتشاف طبيعة الهواء وسطح التربة الموجود بالخارج وبعدها تستطيع أنت وفريقك الذهاب مع مجموعة العلماء لمعرفة كل ما تريد هناك ، أمامنا ساعة واحدة من الآن ونستطيع العمل فى الخارج لا تقلق كل شيئ على مايرام حتى الآن أبتسم العميد / أشرف إبتسامة بسيطة واستدار إلى فريقه وهو يبدأ معهم للتجهيز للرحلة التى أتى من أجلها على هذا الكوكب وبدأ الجميع فى الاسستعداد لإخراج الروبوت من السفينة وتم كل هذا فى دقة وسرعة وأصبح الروبوت جاهز للخروج من السفينة وفتح الكمبيوتر الباب الخاص بالخروج وهبط منه الروبوت وعدسات السفينة وكاميرات المراقبة تتابعه بدقة شديدة وسار الروبوت بهدوء ليتفحص المكان من حوله وأخذ يجمع بعض عينات من تربة المكان الذى هبطت عليه السفينة وأخذت قراءات الشاشة تمتلئ بالمعلومات عن الجو وكمية الأكسجين ومعدلات الحرارة الموجود فى الخارج كل البيانات التى يحتاجها الدكتور / عاصم وأصدر القرار للروبوت بالرجوع إلى السفينة وتابع الجميع الروبوت وهو يتجه نحو السفينة فى هدوء شديد وفجأة إنطفأت الشاشة أمام الدكتور عاصم وعادت فى أقل من الثانية ونظر إلى الشاشة ولكنه لم يجد أى أثر للروبوت على الشاشة حاول النظر فى الشاشة والكمبيوتر مرة أخرى ولكن دون جدوى فقام بتشغيل جميع كاميرات السفينة للنظر فى كل مكان بالخارج ولكن لم يكن هناك وجود للروبوت وكأنه تبخر وهنا بدأ القلق على وجه العميد / أشرف وهو ينظر بالخارج ولم يكن هناك أى أثر لأى حركة بالخارج وهنا أمر فريقه بالإستعداد للخروج لمعرفة ماذا حدث هناك ؟ ولكن الدكتور/عاصم أستوقفه بيديه وقال له : انتظر قليلا يا سيادة العميد هذا الروبوت ناطق وتم إضافة بعض الخواص والبرامج له بحيث يشعر مثلنا تماما بما حوله وعندى هنا الذاكرة الخاصة به سأقوم بفتحها من هنا ولكنى أنتظر لأرى هنا شيئا ما ، قاطعه أشرف ماهو الشيئ الذى تنتظره ؟ رد الدكتور/ عاصم فى هدوء السبات ! مرحلة الإنتقال من الحالة البشرية للحالة الجامدة فى هذا الحالة أتيقن أن الروبوت تم التخلص منه أو فقد القدرة على الحياة لأى سبب وهو لديه تعليمات بأى محاولة للأختطاف أو التعدى عليه ومحاولة كشف سر إختراعه الوصول لما قلت لك عليه السبات وحتى الآن لم أجد هذا أمامى على شاشة الكمبيوتر وهنا فقط أضاءة نقطه صغيرة فى الشاشة أمامه ، هنا ظهرت علامات القلق على وجوه الجميع فهذا يعنى أن هناك من قام بإختطاف الروبوت أو التخلص منه ، أسرع الدكتور/ عاصم يتابع وهو يكتب فى سرعة على اللوحة الأكترونية أمامه وفجأة ظهرت أمام الجميع صورة للروبوت وهو يحاول الهروب من العدم هكذا رأى العلماء الصورة ولكن خبراء الكمبيوتر عرفوا أن هناك كائنات أو ظلال تطارد الروبوت فى عنف وقامت بالفعل بالقبض عليه وأطلقت عليه شحنة مغناطيسية أدت لوفاة الجزء الحيوى منه وتوقفه تماما عن العمل ، هنا تبدلت الصورة أمام الجميع وظهرت الظلال بصورة أكثر وضوحاً صورة لأشكال تشبه الإنسان وبعيون واسعة جدا داكنة البشرة وهى تصدر أصواتا ووميض يصدر من رؤسهم واختفت الصورة تماما أمام الجميع وانطفئت الشاشة وساد الصمت التام المكان لأكثر من خمس دقائق وهنا قال العميد / أشرف لقد عرفنا الآن أن هناك مخلوقات لا نعرف طبيعتها بالخارج ولقد عرفنا الجو الخارجى من خلال المعلومات التى رصدها الروبوت قبل أن يختفى من أمام الأعين ،حان الآن الوقت للعمل يا سادة ، ونظر لفريقه وأشار إليهم بالإستعداد لركوب المركبة الصغيرة المتنقلة التى تكفى لعشرة أفراد فى سهولة ويسر وتتحرك آليا ويدوياً أيضا ، سنعود لكم بالحقيقة كاملة يا دكتور /عاصم فهذا ما أتينا لأجله فى هذه السفينة أتينا لإكتشاف حقيقة هذا الكوكب الذى اطلقنا عليه اسم الكوكب الملعون ، بدأ الجميع يعملون فى سرعة لتجهيز المركبة الصغيرة و فى دقائق كان الجميع أرتدى الملابس الملائمة للخروج إلى سطح الكوكب و تم سريعاً كل شيئ وركبوا للمركبة وودع الدكتور /عاصم الفريق بأكمله وخرجت المركبة من السفينة وكانت المركبة مجهزة بمعدات قتالية لأى هجوم متوقع حدوثه ، دارت المركبة حول السفينة دورة رأسية كاملة ولم يكن هناك أى شيئ فى الفضاء الشاسع لهذا الكوكب ودارت المركبة مرة أخرى وأخرى ولا يوجد أى شيئ يثير الأهتمام وهنا قرر العميد / أشرف الهبوط بالمركبة والنزول منها لمحاولة معرفة ماذا حدث للروبوت الآلى وبالفعل أبلغ الدكتور / عاصم أنه سوف يهبط مع فريقه فقط بمعداتهم لمعرفة ماذا حدث هناك وأمر المركبة بالعودة للسفينة وإنتظار اتصال منه للعودة لنفس المكان وأخذهم جميعا إلى داخل السفينة ونزل الفريق المكون من أربعة أفراد والباقى عاد مع المركبة إلى السفينة ودار العميد/ أشرف حوله فلم يكن هنالك بالفعل أى شيئ تابع مع أفراد فريقه السير بحذر وتحدث معهم عبر السماعات اللاسلكية بعدم الإبتعاد عن بعدهم وتشغيل الأجهزة الخاصة التى أتوا بها معهم و أمرالملازم/ راندا بتشغيل أجهزة الإستشعار الحرارى والصوتى لمراقبة أى شيئ يتحرك من حولهم وأخذ السكون والصمت يملئ المكان وفجأة شعر الجميع بإرتفاع فى درجات الحرارة وبدأت الأجهزة تسجل نشاط حرارى كبير يأتى من هناك من تحت أقدامهم وشعر الجميع بإهتزار سطح الكوكب من تحتهم وتوقف كل شيئ بعدها كما بدأ نظر الجميع إلى بعضهم لمحاولة فهم ما يحدث وهنا نطقت الأجهزة تشير إلى إقتراب أجسام نحونا نظر الجميع فى كل إتجاه حولهم ولم يكن هناك أى أثر لأى شيئ ثم ظهرت فجاة ظلال كالأشباج لها شكل الانسان الآلى بعيونها الداكنة ولها أيادى كثيرة تشبه أذرع الأخطبوط وتتحرك فى هدوء دون أى صوت وكانها تطير ولا تسير على الأرض التفت الجميع إليها وأشهر الجميع أسلحتهم فى وجه الظلال ولكن قبل أن يطلق أى منهم سلاحه دوى صوت طنين جعل الجميع يضعوا أيديهم على أذانهم وأغلقو أعينهم من شدة الألم وفجأة توقف الطنين وفتحوا أعينهم ولم يجدوا تلك الظلال نظر الجميع فى تعجب وذهول وبدأ الخوف يسيطر على الجميع وبدأ العميد / أشرف بالتواصل مع سفينة الفضاء وهو يتكلم مع الدكتور /عاصم ويتسائل فى قلق هل تم تسجيل ما حدث الآن ؟ وهل رأيتم أين أختفت هذه الأشباح بعد سماع هذا الصوت الشديد ؟ سمع صوت الدكتور /عاصم وهو يقول له : لم نشاهد أى شيئ فالكاميرات كلها أمام عينى لا يوجد أى شيئ سواكم أمامى منذ أن غادرتم السفينة ولم نشاهد أى شيئ على شاشات المراقبة ، تعجب بشدة العميد / أشرف وهنا تحدثت راندا وقالت له فى قلق إن هذا الصوت مجموعة مكثفة من الموجات الصوتية فائقة السرعة والدقة و الإرتجاج الذى حدث عبارة موجات كهرومغناطيسية تعمل على إفساد عمل أى كاميرات مراقبة ، تفهم أشرف حينها الموقف وقال لهم هى لنعود للسفينة الآن ونحاول ترتيب الأمور سريعا ً وقام أشرف بإستدعاء مركبة الفضاء الصغيرة وركبوا فيها جميعا ودارت متجهة إلى سفينة الفضاء فى هدوء دون أن يحدث أى شيئ ، دخلت المركبة إلى السفينة فى هدوء شديد وخرج منها الفريق الأمنى بأكمله وتوجه أشرف للدكتور / عاصم ليطالع شاشات العرض والتسجيلات كلها منذ خرج مع فريقه للخارج وعلت الدهشة الشديدة وجهه فلم يكن هناك أى شيئ يتم عرضه سوى المركبة والفريق والهدوء التام نظر أشرف بإستغراب شديد لفريقه العلمى ولمجموعة العلماء المتواجدين وقبل أن ينطق بحرف واحد حدث إرتجاج كبير فى السفينة وبدأت صافرات الأنذار فى الإنطلاق ونظر الجميع لشاشات المراقبة ولم يكن هناك أى أثر لاى حركة بالخارج صاح أشرف لابد من أنهم قد عادوا مجددا لابد أن نخرج لملاقاتهم لن ننتظر هنا حتى يقتحموا السفينة أو يحاولوا السيطرة عليها وقام مسرعاً وخرج مع فريقه للخارج فى المركبة الصغيرة وأنطلقوا إلى المجهول ومواجهة العدو الخفى وبسرعة خرجت المركبة للخارج ونظر الجميع من خلال شاشات المراقبة و بالأجهزة لم يكن هناك أى أثر لهم وهنا أصدر جهاز الموجات اللاسلكية إشارة تفيد بوجود حركة غير عادية بالخارج وتحرك أشرف بالمركبة ودار بها دورة كاملة وهنا ظهرت أمام عيونهم مجموعة كبيرة من الظلال ولكن هذه المرة كانت تحمل فى أيديهم أشياء تبدو كالكشاف الضوئى وفجأة ضغطوا جميعا على أجهزتهم وشعر الجميع بإرتجاج عنيف فى المركبة وأصابهم الجميع حالة من الفقدان اللحظى للوعى وشعر الجميع أن المركبة تسير بدون قيادتهم وفى إتجاه الظلال ولم يشعر أى منهم بأى شيئ وفقد الجميع الوعى ..
فى داخل السفينة زاد القلق على فريق العميد / أشرف ورفاقه حينما رأى الجميع إختفاء المركبة من أمام أعينهم مثلما حدث مع الروبوت وهنا أرسل الدكتور/ عاصم رسالة سريعة للقيادة على الأرض أخبرهم فيها بكل ما حدث وأن الرحلة تواجه أشباحاً لا ندرى طبيعتها والفريق الأمنى لا نعرف عنه شيئا حتى الآن ، أتت رسالة محددة للدكتور / عاصم " هل الكوكب صالح للحياة عليه أم لا ؟ " أرسل الدكتور / عاصم الرد بالإيجاب وأن كل المعلومات أتت إيجابية جدا ولكننا لا نعرف حتى الآن ما الذى نواجهه هنا ولا نعرف مدى التقدم لهذه الأشباح ، أتت الرسالة واضحة ومختصرة لتعود السفينة بكل ما فيها وفورا ، أرسل الدكتور / عاصم رسالة سريعة ولكن فريق العميد / أشرف لا يزال مفقود ونحن لا ندرى أى شيئ عنهم كيف نعود بدونهم ؟ أتى الرد سريعاً التحرك فورا يا دكتور/ عاصم أو لن يعود أحد فنحن لا نريد أن نخسر سفينة الفضاء التى ستكون المعبر الوحيد لنا للصعود لهذا الكوكب هيا قبل فوات الأوان وفجأة توقف البث والأرسال وفجأة أظلمت المركبة بأكملها لدقيقة وتم تشغيل الأضاءة الإحتياطية و هنا ظهرت فجأة كائنات تشبة الأشباح تحيط بالسفينة من كل مكان وفجأة بدأت تطلق فى الأسلحة التى تمتلكها وكل أسلحة السفينة توقفت عن العمل بسبب المجال الكهرومغناطيسى وبدأ غزو شامل ورأى الجميع مركبات فضائية صغيرة الحجم ،وشعر الجميع بالهجوم الساحق على السفينة ولم يكن هناك أى مجال للمقاومة فكل من على السفينة من العلماء ولا يمتلك منهم أى فكرة عن القتال وبدأ جسد السفينة من الخارج يتعرض للضغط الهائل كانت السفينة معدة لصد أى هجم محتمل ولكن عامل السرعة أربك كل الأجهزة والموجات الكهرومغناطيسية أوقفت عمل كل أسلحة الدفاع بالسفينة وفجاة إنفجر أحد أبواب السفينة وبدأ الضغط المتواجد بالداخل يطيح بكل شيئ وسط أصوات الإنذار وطارت الأجهزة والكثير من المعدات وخرج العلماء وتصاعدت حدة العنف والحريق يشتعل فى كل مكان والأشعة التى تصدرها أسلحة الأشباح تجاه الأشخاص تخفي الأجساد تمام ولا يتبقى منها أى ذرة وحاول الدكتور/ عاصم ومن معه البحث عن أى شيء ولكن كانت الأشباح قد تمكنت بسرعة مذهلة من كل شيئ ولم تبقى على أى شخص فى السفينة وخرجوا جميعا بعدها وأنفجرت فى دوى هائل كأنها قنبلة نووية فى الفضاء إختفى الوميض وتراجعت الظلال فى سرعة إلى حيث تختفى فى هذا الكوكب ودخلوا جميعا لمقرهم وهناك على شاشتهم كان فريق العميد / أشرف محتجز والجميع فاقد الوعى وفى الغرفة بدأ شلال من المياه ينهمر على الغرفة بأكملها وبدأ الجميع فى النهوض من أماكنهم بعد هذا الشلال الهادر من المياه ووقف الجميع فى حيرة وترقب يراقبوا الغرفة جيدا لم يكن هناك أى أثر للمياه التى أغرقتهم منذ قليل والأغرب من ذلك لم يكن هناك أى تأثير على ملابسهم لهذه المياه وقبل أن يتكلم أى منهم سمع أشرف صوتا يحادثه فى خشونة من أى مكان أتيتم وما الذى تفعلونه هنا على سطح كوكبنا ؟ كان الصوت من العقل للعقل مباشرة وقبل أن يجيب أشرف سمع الصوت يرد عليه لا تحاول ولا تفكر فأنا أقرأ أقكاركم جميعا وأتحدث معك عن طريق ذبذبات عقلية فائة التطور لم تصلوا بعد إليها ، لقد دخلنا على ذاكرة كل منكم وعرفنا كل شيئ عنكم منذ صغركم حتى أتيتم إلى هنا ، رد أشرف نحن أتينا فى سلام لا نود أى عداء مع أى مخلوق على هذا الكوكب فكوكبى يتعرض لحالة من التفكك والأندثار بسبب الحروب الكثيرة به ونحن هنا نبحت عن موطن جديد لنا ووجدنا أن أنسب مكان هو هذا الكوكب لتشابه الهواء به عندنا مع اختلاف طفيف فى بعض خواصه الجوية ولكنه أنسب للحياة وأقرب من أى كوكب آخر هذا كل ما عندى ولن تجد سواه وإن فتشت فى أعماق ذاكرتى ، ساد الصمت قليلاً دون أن يسمع أى شيئ ودوى الصوت فى عقل أشرف مرة أخرى إذن أنتم فريق عسكرى علمى تابع لكوكب زد أوكما تقولون لديكم كوكب الأرض وتريدون وطنا لكم هنا ولكن كيف تعيشون معنا وأنتم لا تملكون القليل من حضارتنا وتكنولوجيتنا الفائقة التى قهرت سفينتكم الفضائية وأبادت كل من عليها فى أقل زمن ممكن ؟؟ تلفت الجميع فيما حولهم فى قلق بالغ وقال أشرف فى غضب شديد : هل نسفتم السفينة بمن عليها ؟ ولكن لماذا نحن أتينا هنا فى سلام ولا نريد عداء لأى مخلوق أنتم بلا رحمة ؟!! سمع أشرف ضحكات قصيرة وقال له هذا الصوت : هنا لا يوجد لدينا أى رحمة فهذه الصفة ليست بيننا البقاء دائما للأقوى ونحن أقوى منكم كثيرا وليس لكم أن تحاولوا الدخول فى حرب معنا أو حتى التفكير فى احتلال كوكبنا ، عقد أشرف ساعديه أمام صدره وقال : وماذا بعد ذلك ولما أبقيتم علينا لماذا لم تقتلونا مثل ما فعلتم بطاقم السفينة ودمرتم كل ما عليها ؟ رد الصوت لأننا كنا نريد التعرف على الحضارة التى أتيتم منها واتفقنا هنا على أنكم حضارة بدائية لن تقف أمامنا إن حاولنا يوما غزو كوكب زد لم يعد عندى الكثير لأقوله لكم أستعدوا فقد حان الوقت لإعدام الجميع وهنا انطلقت بعض الأضواء فى المكان بألوان مختلفة ووجد الفريق الباب يتم فتحه ويدخل إليهم بعض من تلك الأشباح ويدخل ورائهم شبح يبدو من شكله والتاج الذى يزين رأسه أنه هو القائد عليهم جميعا إلتف الفريق حول بعضه ونظروا جميعا فى ترقب إلى الجميع وهنا سمع أشرف من خلال الحديث بين عقليهم نحن نريد منكم التعاون ونريد السلام مثلكم جميعا ولتغفروا لنا ما حدث لسفينتكم وسيتم تحديد المسئول عن هذا وعقابه على كل ما فعل ، رد أشرف فى تعجب هل هذه حيلة أم خدعة أنا لا أصدق ما سمعت منك ؟ فجأة تحرر الجميع من تلك الأصفاد الألكتروستاتيكية التى كانت تُكبل أيديهم جميعا وسمع صوتاً يقول هل هذا يعطيكم نوعاً من الأمان ؟ ستأتوا معى لمقابلة الملك وبعدها سنتدبر كل الأمور، هيا بنا الآن فنحن لا نريد التأخير على الملك ، نظر أشرف إلى أفراد فريقه الذى وقف فى حيرة لا يعرف ماالذى يحدث ولكنه أخبرهم بسرعة بالتحرك وروى لهم فى سرعة ما حدث من خلال الحديث العقلى وتحركوا خلفهم جميعا وفى أثناء السير تابع أشرف وفريقه ما حولهم وشاهدوا أشياء كثيرة عجيبة وغريبة ولكنها متقدمة ومتطورة للغاية ، لم يستغرق الطريق طويلاً ووقف الجميع أمام باب كبير ووقف الرجل فى هدوء ووقار أمام الباب وسمع الفريق صوتا حاداً رفيعا وانفتح بعدها الباب ودخل الرجل ومعه الحرس قبلهم وأشار لهم بالدخول فدخل الجميع فى حرص شديد وشاهدوا عرش كبير مصنوع من مادة تشبة الذهب الأبيض فى اللون ولكنها شفافة كالبللور ويجلس عليه أحد المخلوقات الشبيهة بالرجل الذى أتى معهم وتقدموا جميعا إليه وأنحنى الرجل أمام الملك هو والرجال ثم قاموا بعد أن سمعوا صوت الملك يتحدث إليهم بنفس الصوت الرفيع تقدم أشرف نحو الملك ولم يفتح شفتيه ولكنه شعر أن الكلام يخرج من عقله إلى الملك وهو يقول : أيها الملك نحن من سكان كوكب الأرض أو كما عرفت تطلقون عليه كوكب زد أتينا هنا فى مهمة استكشافية وأتينا فى سلام لم نأتى للحرب أو نأتى للدمار فكل شيئ فى كوكبنا أصبح على حافة الهاوية ونبحث عن مكان جديد نعيش فيه لأهل كوكبى نحن من رجال المخابرات العلمية فى بلدى وأعتقد أن الفترة التى قضيناها هنا فى السجن ومع تحليل العلماء لأجهزتنا والدخول إلى عقولنا بأجهزتكم المتطورة تعرفون جيداً عنا كل شيئ ، نحن أتينا فى سلام ولا نريد سوى السلام ، وقف الملك من على عرشه وسمع أشرف صوته يدخل لعقله مباشرة لقد تابعت بنفسى ما حدث منذ قدوم سفينتكم الفضائية على كوكبنا ولقد قمنا بأسر الروبوت القديم الطراز الذى جمع لكم كل شيئ عن سطح كوكبنا وعن الهواء ولقد جمعنا كل هذه الأمور واستقر المجلس الملكى على أنكم مسالمون ولكن رى- فى قائد الحرس الملكى أتخذ قرارات دون الرجوع إلينا وقام بالذى لم نكن نرغب به لأننا أقوى منكم علمياً وتكنولوجيا كوكبنا تفوق بكثير كوكب زد ، لقد أمر قواته بعد أن رأكم وراى الأجهزة التى تحملوها معكم والأسلحة البسيطة أنكم تحاولون الدخول فى حرب معنا هنا وقررأن يقاتل للدفاع عن كوكبه ولكننا أتخذنا اللازم تجاه رى – فى نحن مسالمون مثلكم جميعا ولا نريد سوى السلام ولكننا لا نريد مزيداً من الحروب نحن نتابع كوكب زد وأرسلنا إليه بعثات استكشافية فى كثير من المرات لنعرف مدى تطوركم لانكم الكوكب الأقرب إلينا وكنا دائما لا نرى منكم سوى العداء والأستخدام الخاطئ لآليات الحروب ثم تعود سفننا الفضائية بعدها بعد أن نترك لكم رسائل أننا نأتى للسلام ولكن الكثير من المواقف أثبتت لنا أنكم لا تريدون سلاماً وأى مكان تقصدونه تحاولون السيطرة عليه واحتلاله ولهذا قررنا بأغلبية فى المجلس الملكى الاستعداد الجيد لأى محاولة منكم لغزو كوكبنا وتم تطوير كل شيئ هنا ليصبح أكثر تطوراً منكم وأصبحنا ما عليه الآن ، توقف الملك عن الحديث فجأة ونظر حوله فى الجميع ولم يصدر أى شخص من الموجودين أى حركة كان الملك يقرر قراراً ملكياً ويأخذ وقته بالتفكير هكذا تخيل أشرف وبالفعل بعد دقائق تحدث الملك للجميع ولم يفهم أشرف أى شيئ ولكن الجميع أنصرفوا فى سرعة وبدأ الخوف على ملامح أشرف وفريقه بعد أن أصبحوا وحدهم مع الملك وهنا قال الملك : ستعود إلى كوكبك أنت ومن معك وستأخذ معك أيضا كل الأجهزة التى كانت معكم حينما تم سجنكم هنا وسنعطيكم سفينة صغيرة تكفي عددكم الصغير ونعطيكم الروبوت أيضا لنكون معكم حسنى النية ولكن بشرط وحيد ألا تفكروا يوما فى محاولة الرجوع إلى هنا مرة أخرى لأننا وقتها سنعتبركم كوكب معادى للسلام هذا كل ما عندى وأريد منكم إجابة فورية الآن ، فكر أشرف قليلاً وتذكر أن كل ما يفكر به سيصل إليهم ويعرفونه جيداً ، قال أشرف ليكن أيها الملك العظيم سنعود وسنقول للجميع هناك أن هذا الكوكب لا يصلح للحياة حتى لا يكون هناك أى محاولة للتفكير بالعودة إلى هنا تفهم الملك كلماته ، ورد عليه فى هدوء ليكن أعتقد إن هذا هو الحل الأمثل ستجد كل شيء فى انتظاركم بالخارج لتعودوا فى سلام وأعتذر لكم على ما حدث لكم هنا وعلى السفينة التى تم تدميرها هى وأفراد طاقمها أشار لهم الملك فخرج الجميع فى صمت ودهشة لم يكن يتوقع مثل هذا الأمر لقد أيقنوا أنهم مثل باقى الطاقم المرفق لهم فى السفينة سيتم التخلص منهم ولكم كانت الدهشة حينما سمع أشرف كلام الملك له وشرح لأفراد فريقه ما حدث هناك لأنه الوحيد القادر على الحديث العقلى بينهم لأنهم أختاروه وحده من دون الجميع لهذا وتوقف الجميع فجأة أمام سفينة صغيرة تبدوأشبه بإحدى طائرات ال إف 250 الفائقة السرعة المتطورة فى سلاح الجيوش العربية دخل الجميع إلى داخل السفينة واستقر الجميع بالداخل وفى هدوء سمع الجميع صوت الروبوت يتحدث بالعربية : كل شيئ جاهز للإنطلاق تنهد الجميع فى راحة كبيرة وقام الروبوت بتشغيل المحركات للأنطلاق ووقف مخلوقات كوكب المريخ وهم يرفعون أيديهم لهم فقام الجميع برفع أيديهم بالسلام لهم وقال أشرف للروبوت هل كل شيئ معد للعودة لكوكب الأرض ؟ نطق الروبوت كل شيئ على ما يرام لقد تم برمجة الكمبيوتر الخاص بالسفينة بالأحداثيات وكل شيء هنا يعمل أوتوماتيكيا دون تدخل بشرى لنستعد للأنطلاق ، وسمع الجميع صوت الكمبيوتر يقوم بالعد التنازلى من العاشرة وحينما وصل للصفر انطلقت السفينة فى نعومة شديدة دون أن يشعر أى منهم بأى ارتجاج فى السفينة وانطلقت بسرعة شدية وأخترقت حاجز الضوء وفجأة وجد الفريق العدم أمامهم ومن بعيد ظهر كوكب الأرض بشكله المعروف أمامهم وبدأ الفرح والسرور يظهر على وجوه الفريق بأكمله وفجأة ظهرت بعض السفن الفضائية الصغيرة جوارهم وبدأ الخوف يطل من أعينهم ولكنه سرعان ما تبدد حينما سمع الجميع بداخل السفينة صوتاً يقول : نحن فريق التأمين الخاص بكم حتى تصلوا إلى حدود كوكب زد ومهمتنا حماية السفينة حتى تصلوا إلى هناك ، رد أشرف وهو يتكلم فى فرح : لا يسعنا إلا شكركم جزيل الشكر على هذا التعاون معنا أبلغوا تحياتنا لكل من على الكوكب وللملك والمجلس الملكى وعادت السفن بعد أن ظهر الكوكب أمامهم وأخترقت السفينة سطح الكوكب وبدأت السفينة ف الإرتجاج بعنف وهدأ كل شيئ وسمع الجميع عبر سماعات السفينة صوت بالعربية يقول : نرجو تحديد هويتكم وإلا سنضطر للتعامل معكم وكرر النداء اكثر من مرة وهنا تحدث أشرف عبر الموجات اللاسلكية الموجودة بالسفينة أنا العميد /أشرف صادق من المخابرات العلمية المصرية نحن الفريق الوحيد الذى نجا من رحلة كوكب المريخ نرجوالهبوط فى سلام فجأة ظهرت فى سماء الأرض طائرات مقاتلة وأخذت تحاصر السفينة وسمع الجميع الصوت مرحبا بكم على كوكب الأرض وأهلا بكم فى وطنكم ستقودكم الطائرات للهبوط فى مكان آمن الآن ،وما هى إلا دقائق معدودة وهبطت السفينة فى المكان المحدد لها من قبل حسب الإحداثيات المثبتة على أجهزة الكمبيوتر بالسفينة فى أحد قواعد الجيش المصرى بالسويس ، تم فتح باب السفينة وخرج منه الفريق والروبوت فى سلام وكان فى مقدمة المستقبلين لهم رئيس المخابرات العلمية وقابلهم فى ود وترحاب شديد وفجاة اغلقت السفينة أبوابها وانطلقت بسرعة شديدة مفاجئة وأختفت سريعا عن الأنظار توقف الجميع فى دهشة وسمعوا الروبوت يقول: لقد إنتهت مهمتها وعادت إلى موطنها تلك هى التعليمات التى تم تخزينها على السفينة وقت الإقلاع ، تنهد الجميع فى هدوء وتحركوا سريعاً إلى داخل مقر الجيش وفى أحد الغرف إجتمع رئيس الجهاز مع العميد /أشرف لمعرفة كل ما حدث وأخبره أشرف بكل ما قابلهم هناك وقبل أن يكمل حديثه تذكر العهد الذى أعطاه للملك هناك عن عدم المحاولة للسفر إلى هناك مرة أخرى ، فأكمل كلامه مع رئيسه وقال له كل شيئ هناك جيد ولكننا لن نستطيع العيش هناك فكل ما واجهناه من تكنولوجيا لن نستطيع معها الحياة هناك يا سيدى فهذا الكوكب غير صالح للحياة ولقد مر بنا الكثير من الصعاب التى كادت أن تقتلنا جميعا سيدى أرجو إن تكون الفكرة قد تغيرت لديكم فالعودة إلى هناك تعنى الموت على هذا الكوكب الملعون .
النهاية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق