الجمعة، 18 نوفمبر 2016

قصة / الــمــتـــــــاهـــــــــــــة بقلم / الفيلسوف (على محمد )


قصة / الــمــتـــــــاهـــــــــــــة
بقلم / الفيلسوف (على محمد )
أنطلقت سيارة فى الطريق الصحراوى السريع  فى إتجاه محافظة قنا إحدى محافظات الصعيد وكان يستقلها أربعة شباب يبدو عليهم السعادة والمرح ، كان ماجد صبرى قائد السيارة قد قرر مع أصدقائه قضاء بضعة أيام فى مزرعة جده والتى تقع فى محافظة قنا ولا يفصلها إلا القليل عن محافظة الأقصر ، كان ماجد قد وعدهم بهذه الرحلة بعد نهاية الدراسة فى السنة الأخيرة من الجامعة وطلب منهم البقاء معه هناك للاستمتاع بجمال الطبيعة وبعض الأماكن الأثرية القريبة من مزرعة جده ، كان أصدقائه المقربين أشرف شوقى ، مصطفى رياض ، أحمد راضى  ، وفى الطريق أخذ يتحدث معهم ماجد عن المكان وأنه منذ فترة طويلة لم يذهب إلى هناك وإنها فرصة جميلة للترفيه عن أنفسهم مرت ساعات توقفوا خلالها بعض الوقت لشراء بعض العصائر فى الطريق الطويل وأخيرا وصلت السيارة إلى مزرعة الجد ، كان المنزل كبير جدا على مساحة واسعة من الأرض ويحيط به الأشجار من كل الجهات وقربه زراعات القصب على مساحة شاسعة من الأرض بجوار المنزل الكبير ودخل ماجد وأصدقائه إلى المنزل كان من الداخل على الطراز القديم وكأنك قد عدت لخمسين عام للوراء ولكنه مرتب جدا وبه الكثير من اللوحات وصور لبعض روساء البلد الراحلين ، استقبلهم الجد فى ترحاب شديد وعانق حفيده فى حرارة وحب شديد  لم يكن قد رآه منذ فترة طويلة وكان الجد دائما لا يريد ترك هذا المنزل الذى بناه منذ سنوات طويلة وأحترم أبنائه رغبته فى البقاء فى هذا المنزل ولكن معه العديد من الخدم الذين يساعدوه هناك ويقوموا برعايته على خير ما يكون ، قال الجد لماجد لقد كبرت كثيرا وأصبحت رجلاً يا حفيدى الغالى ، رحب بأصدقاء ماجد فى ترحاب وود شديد وطلب منهم الصعود إلى غرفهم لتغيير ملابسهم من عناء السفر والنزول بعدها لتناول طعام العشاء ، صعدوا جميعا للطابق العلوى وكان فيه العديد من الغرف وتم إعداد غرفتين له ولأصدقائه  ، دخل ماجد مع أشرف فى غرفة و دخل مصطفى وأحمد فى غرفة أخرى مجاورة لهم ووضع كل منهم ملابسه فى الدولاب المخصص له وأرتدوا ثياباً اخرى بعد أخذهم لحمام دافئ  ونزلوا جميعا وكان الجد قد طلب من الخدم إعداد عشاء كبير يليق به وبحفيده لأصدقائه كان الأكل كثيراً ومختلف الأصناف والفواكه والعصائر كان الجد كريماً معهم للغاية وبعد العشاء تناولوا جميعا أكواب الشاى بالنعناع و توجهوا إلى غرف النوم ليأخذوا قسطاً من الراحة والأستعداد  للقيام ببعض الزيارات فى الغد لأكثر من مكان فى البلدة التى تقع فيها مزرعة جد ماجد ، فى الغرفة الأولى تحدث ماجد و أشرف قبل النوم عن خطة الغد والذهاب لبعض المعابد القريبة من المزرعة وقال له أنه سمع من والده عن مكان يسميه أهل القرية بـ ( المتاهة ) جذبت الكلمة إنتباه أشرف فأعتدل فى السرير وقال له : أى متاهة !! هل هى لعبة من الألعاب التى نراها فى الكمبيوتر، إبتسم ماجد وقال له : لا يا أِشرف إنها حسبما سمعت متاهة حقيقية ولا يدخلها أى إنسان إلا ومعه دليل من أهل المكان لأن الدخول هناك محفوق بالخطر أو لأكون دقيقا معك الموت مصير كل من يدخل هناك دون دليل ، انتبه أشرف أكثر لكلمات ماجد وهل سنذهب إلى هناك يا ماجد؟ رد ماجد سنذهب ولكن سيكون معنا دليل لا تخاف يا أشرف وهى بنا لننام الآن أغمض أشرف عينيه وراح فى نوم عميق وماجد من بعده ، وفى الغرفة الأخرى جلس مصطفى يداعب أحمد ويحاول أن يخيفه ويقول له بعض الأشياء المرعبة لأنه يعرف أن أحمد يخاف وبشدة من الظلام ومن الحيوانات وبدأت أصوات الضفادع والهواء الذى يحرك الأشجار بالخارج تعلو وساد الصمت طويلا قبل أن ينام الأثنان وكل منهما يفكر فى ما سوف يحدث فى الصباح ، استيقظ ماجد على صوت المنبه بجواره وقام بإيقاظ مصطفى وخرج من الغرفة ليطرق باب الغرفة المجاورة ليقوم بإيقاظ أحمد وأشرف وبعد أن تأكد بأنهم جميعا قد خرجوا من غرفهم نزل إلى الطابق السفلى فوجد جده يجلس فى الحديقة أمام المنزل فتقدم إليه وهو يبتسم فى حب ويقبل يديه فقال له جده : هل نمت جيداً أنت وأصدقائك يا حفيدى ؟ رد عليه ماجد نعم لقد نمت جيداً والكل فى الداخل ننتظر الإفطار لكى نخرج ونذهب إلى المتاهة ، التفت سريعاً جده وقال له بحدة : ماذا تقول إين تريد الذهاب ؟ قال ماجد : إلى المتاهة يا جدى التى حكى لى والدى عنها كثيراً وسنأخذ معنا أحد الأشخاص الذى تعرفه جيداً ويعرف المكان لن نذهب بمفردنا ، قاطعه الجد : لا يا ماجد لن تذهبوا لإى مكان عندك الكثير من الأماكن هنا فى المزرعة لتقوم بقضاء الوقت فيها أو الذهاب للصيد فى النيل بالقرب من هنا أيضا ولكن إياك والذهاب إلى هناك ولن أسمح لاى إنسان بالتفكير فى الذهاب معك هناك أنا أخاف عليك ولا أريد أن تُصاب بأى أذى أو أحد من أصدقائك يا ماجد أستمع لكلماتى جيداً ولا تفكر فى هذا مطلقاً فالذهاب إلى هناك أشبه بالذهاب بلا عودة هل تفهم كلامى جيداً ؟ تعجب ماجد من كلام جده وقال : حسنا يا جدى لن أذهب إلى هناك سأعود لأصدقائى لنتناول طعام الأفطار قبل الخروج ألن تأتى معنا ؟ رد الجد مسرعاً لقد تناولت الطعام مبكراً ، أذهب أنت مع أصدقائك ، تركه ماجد وفى قرارة نفسه قد قرر دخول المتاهة مع أصدقائه ولكن دون علم جده ، دخل ماجد لأصدقائه المنزل لتناول الطعام وكان الجد ينظر إليه من بعيد ويفكر فى عمق فى ما قاله له ماجد وبدأ الخوف يتسرب إلى داخل صدره فهذا المكان معروف منذ وقت طويل بأنه ذهاب بلا عودة ولا يدخله إنسان ويخرج منه سالماً إلى القليل من الناس هنا يستخدمهم البعض فى الدخول للبحث عن ذويهم أو أى أشياء مفقودة منهم فى منازلهم والبعض تحدث أن هناك لعنة فى هذ المكان وآخرون رددوا إن هناك بعض العصابات التى تعيش فى الداخل  ولكن العديد من رجال الشرطة كانوا قد داهموا هذا المكان مرات عديدة ولم يكون هناك أى شيئ من هذا الكلام وبات هذا المكان المعروف بالمتاهة مشهور مثل مثلث برمودا الشهير من يدخله لا يعود إلا بضعة أفراد من السكان القدامى فى هذه القرية ولكنهم لا يدخلون لهذا المكان إلا فى حالات نادرة جدا وفى ظروف خاصة لأن هناك بعض حالات الإضطراب العقلى تصيبهم وبدأ الخوف يدخل لقلوب الباقيين وبات الأمر بالنسبة لهم محفوف بالمخاطر ، قام من مقعده وأتجه لداخل المنزل كان ماجد وأصدقائه يتناولون طعام الأفطار ويتضاحكون فى سعادة كبيرة وبمجرد دخوله للمنزل وقف الجميع إحتراماً للجد فأقترب منهم مداعباً حفيده ماجد الذى وقف جواره وقال لهم أرجو أن تستمتعوا بقضاء أجمل الأيام هنا فى مزرعتى الصغيرة ولكن أرجوكم ألا تحاولوا الذهاب بعيداً وخصوصا كما قلت لك يا ماجد لا أريد أن أذكركم مرة أخرى كل الأماكن هنا لامانع عندى فى الذهاب إليها ولكن وبدات الصرامة على وجهه وهو يتكلم إياكم والذهاب لوادى الموت أو كما يقول الناس المتاهة وهذا الكلام لا رجعة فيه مطلقاً اتمنى لكم يوماً سعيدا جميعا وتركهم الجد وذهب لمكتبه والجميع ينظرون إلى بعضهم فى حيرة وماهو وادى الموت الذى تحدث الجد عنه أخذ ماجد مكانه على المقعد وقال لهم لنكمل الطعام وبعدها سأحكى لكم جميعا عن وادى الموت أو المتاهة ، إنتهى الجميع من الطعام وصعدوا للغرف لأرتداء ثياب الخروج ونزلوا جميعا وخرجوا من باب المزرعة وهم يركبوا السيارة التى حضورا بها من القاهرة وخرجوا وقال لهم ماجد سنذهب للصيد بعد العصر أما الآن فسنذهب إلى بعض الأماكن الأثرية القريبة من مزرعة جدى لنشاهد معا تلك الحضارة الرائعة قاطعه مصطفى ولكنى أريد أن أشاهد وادى الموت أو المتاهة كما قلت لى يا ماجد أوقف السيارة ونظر إلى مصطفى وأصدقائه وقال لهم لقد سمعتم منذ قليل تحذير جدى ولكن ، توقف عن الكلام وأخذ ينظر لوجوه أصدقائه وقال فى حماس : أنا أريد أن أزور وادى الموت هذا وتعمدت أن أقول لكم أننا سنذهب لبعض الأماكن الأثرية بصوت مرتفع حتى يطمئن جدى فما هو رأيكم ؟؟ ساد بعض الصمت فى السيارة وبعدها قال أشرف أنا معك ومصطفى رد معه وأنا أيضا ونظروا جميعا إلى أحمد فقال فى تردد: لن أكون الوحيد الذى سيترككم ، فضحك الجميع وقاد ماجد السيارة مرة أخرى فى .الطريق الذى يؤدى إلى هناك إلى وادى الموت إلى ( المتاهة )
 وصل ماجد إلى المكان الذى عرفه الناس بالمتاهة أو وادى الموت كان قد تحدث مع أحد الخدم القدامى فى مزرعة جده وعرف منه المكان بالتحديد وتوقف مع أصدقائه بالسيارة فى هذا المكان الواسع كان عبارة عن ممر جبلى ممتلئ بالصخور لا تستطيع السيارة الوصول إليه ومن جانبيه الأثنين مرتفعين وكأنه جبل قد انقسم لنصفين وقف ماجد وأصدقائه طويلاً لمتابعة المكان بعيونهم ومالبث أن صاح أحمد ما هذا المكان يا شباب يبدو أن الناس تثير الفزع حول مكان فارغ لا يوجد فيه أى شيئ مثير للخوف وبدأ فى الضحك وفجأة سمع دوى ضحكاته فى المكان وصمت أحمد ونظر حوله ولكن الضحكات لم تتوقف وبدأت تزداد وتعلو وتعلو فى صوت مخيف ثم ساد الصمت المكان فجأة نظر ماجد لأصدقائه وقال لهم هل سنظل هنا طوال اليوم حتى يهبط الظلام علينا أخبرونى هل نتقدم لنعرف مايحدث بالداخل أم نعود إلى المنزل فى أمان ؟ سكت الجميع وبدأ التفكير على ملامحهم كان اليوم قد بدأ ينتهى وبدأت الشمس تميل للغروب فى سرعة شديدة فى هذا الوادى وكأن عقارب الساعة تتسارع لتعلن نهاية اليوم والظلام يسود المكان صاح مصطفى فى خوف وتردد لا يا ماجد سنعود للمنزل لن أغامر واليوم قد بدأ فى الإنتهاء بدخول هذا الطريق الذى لا نعرف ماذا فيه وماذا سيقابلنا فيه لتعود بنا للمنزل فورا ، نظر ماجد لباقى أصدقائه ورأى علامات عدم الأرتياج على وجوههم فقال لهم هيا بنا لنعود وفى الغد سأتى إلى هنا لأعرف سر هذا المكان ومن يريد القدوم معى ليأتى معى كان الظلام قد ساد المكان بالفعل وركب الجميع السيارة وحاول ماجد السير بالسيارة ولكن المحرك لم يعمل حاول مرة وأخرى وأكثر من مرة ولكن بلا فائدة كان المكان مهجور ولا يوجد أى بصيص لضوء فى المكان فأشعل احمد الكشاف الخاص الذى أحضره معه ونزلوا جميعا من السيارة وفتح غطاء السيارة ليرى ما الذى حدث فى المحرك ولكنه رأى المحرك كما هو ليس به أى عطل ونظر لأصدقائه بعد أن كشف عن أى عطل جيداً فى السيارة ولكن بلا فائدة وقبل أن ينطق أى واحد منهم بكلمة اشتعل المحرك فجأة  وأشتعلت أضواء السيارة دون أن يقترب من السيارة من الداخل أى مخلوق ساد الوجوم والرعب على الجميع فى المكان ودخل ماجد إلى السيارة لينظر بالداخل فوجد كل شيئ على ما يرام ولا يوجد أى شيئ غير طبيعى فى السيارة ونادى عليهم فى صوت مرتجف هيا بنا من هذ المكان قبل أن يحدث شيئ وهنا سمع الجميع صوت ضحكات عالية تردد صداها فى كل مكان وتوقفت الضحكات فجأة كما ترددت فجأة أدار ماجد السيارة مرة أخرى ودار فى مكانه عائداً إلى مزرعة الجد ولم ينظق إلى منهم بكلمة واحدة حتى وصلوا إلى المنزل وهناك قابلهم الجد فى قلق بالغ وسأل حفيده : أين كنتم لهذا الوقت يا ماجد ألم أخبرك بعدم الرجوع متأخر ؟ رد ماجد وهو ينظر لأصدقائه لقد ذهبنا لزيارة بعض الأماكن الأثرية وتعطلت السيارة وتوقفنا كثيرا حتى أصلحناها وعدنا يا جدى لا تخف علينا فنحن بخير ، نظر الجد فى عين حفيده وهو يشعر أنه يكذب عليه ولكنه لم يفصح عما بداخله وقال لهم هى سريعاً لتغتسلوا فطعام العشاء على المائدة ولن ينتظر طويلاً صعدوا جميعا فى سرعة إلى غرفهم واستبدلوا ثيابهم دون أن ينطقوا بكلمة واحدة وقبل أن يخرج أحمد من الغرفة سمع صوت الضحكات ينطلق فى أذنيه بصوت مرتفع فوضع يده على أذنيه ونظر حوله فى خوف وترقب ولم يجد شيئ ورأى أمامه مصطفى فسأله هل سمعت هذه الضحكات التى سمعناها عند المتاهة ؟ رد عليه مصطفى لم أسمع شيئ ولا تثير الرعب والخوف فى قلبى يا أحمد أرجوك هيا بنا سأنزل معك للأسفل ، ونزل الأثنان فى سرعة وكان الجميع قد جلسوا على مائدة الطعام التى أمتلئت بالكثير من الطعام ولكن الجميع كان يأكل وهو مترقب ويبدو عليهم علامات القلق والتفكير الذى أثار الشك فى نفس الجد وسألهم : ماذا حدث أنتم لم تأكلوا أى شيئ هل حدث مكروه لأى منكم أخبرونى ؟ رد ماجد لا يا جدى لم يحدث شيئ ولكنه إرهاق اليوم الأول لنا هنا سنتناول الطعام ونشرب الشاى فى الخارج بالحديقة فى الهواء وبعدها سنصعد للغرف لكى ننام يا جدى فهل تأتى معنا أم ستبقى فى المكتب كعادتك فى كل مساء لتقرأ ، تبسم الجد وقال لهم كما تحبون سأكون هنا إن أحتجتم لأى شيئ يا ماجد وتركهم الجد وأتجه إلى مكتبه وقام الجميع وطلبوا من الخادم تحضير أكواب الشاى وإحضارها فى الخارج وخرجوا سوياً للخارج ونظر ماجد خلفه ليتأكد من عدم سماع جده لأى شيئ من الكلام وطلب منهم جميعا إلتزام الصمت وعدم الحديث عن رحلة اليوم لأى مخلوق وفى هذه الأثناء حضر الخادم ومعه الشاى فأخذه منه أحمد وقبل أن يضه الأكواب على المائدة الصغيرة لمح قطة سوداء اللون تمشى على سور الحديقة أمامه مباشرة وعينيها تومض فى الظلام بشدة وفتحت فمها وظهرت أنيابها ولمعت فى الظلام وخاف أحمد وصاح بأصدقائه أنظروا هناك فوق السور ، التفتت الجميع حيث أشار ولكن لم يرى أى منهم أى شيئ وقالوا لأحمد ماذا حدث لك يا أحمد لا يوجد أى شيئ وظل أحمد ينظر أمامه والقطة تسير فى تحدى وتنظر إليه وهو يقول لهم انا أرى قطة كبيرة سوداء أمام عينى يا مصطفى ألا تراها أنت أيضاً نظروا جميعا حيث أشار ولكنهم لم يجدوا أى شيئ وفجأة سمع الجميع صوت دوى انفجار مكتوم واختفت القطة من أمام أحمد وكانها تبخرت ولم يعد لها أى أثر وساد الوجوم على المكان وبدأت الحيرة تعلو وجوهم جميعا وقال لهم ماجد : لا بأس يا شباب سنصعد لغرف النوم وفى الغد كما أتفقنا سنذهب لنعرف السر الذى يخفيه هذا الوادى الملعون هيا بنا الآن لنصعد للنوم وفى الصباح لنناقش ما حدث حينما نخرج من المنزل يا أصدقائى ، صعدوا جميعا إلى غرف النوم ودخلوا كل واحد إلى سريره وقام أحمد من النوم بعد فترة ليشرب بعض الماء وتوقف فجأة فهناك على شرفة النافذة وقفت القطة تنظر إليه وعينيها تومض فى بريق مخيف وحاول أن ينطق أو ينادى على من معه فى الغرفة ولكن بلا جدوى وكأن الكلام قد توقف فى حلقه وأخذ يحاول مراراً وتكراراً دون جدوى وفجاة وقعت من يديه زجاحة الماء فى الأرض ونظر لموضع الزجاجة وعاد ببصره فلم يجد القطة فى مكانها شعر أحمد بالرعب الشديد وهو يحاول إيقاظ مصطفى رفيق غرفته ولكنه لم يستطيع الحركة وأخيرا خرج الصوت مبحوحاً وبدأ يعلو تدريجياً فقام مصطفى من النوم منتفضاً ورأى صديقه وقد على الرعب وجه وهو ينظر إلى النافذة ويشير إليها واتجه مصطفى إلى النافذة ليرى ماذا هناك ولكنه لم يجد أى شيئ وقرر أن يغلقها تماماً وبعد أن أغلقها وجد فى ركن الغرفة شيئ لامع اتجه إليه ورأى مصطفى قطعة ذهبية لامعة ، إنحنى ليلتقط العملة الذهبية وحينما رأها تسمر فى مكانه فهذه القطعة الذهبية عليها صورة قط أسود على الوجهين ، نظر طويلاً مصطفى فى القطعة ثم أعطاها لأحمد لكى يراها فأنتفض أحمد حينما رأى القط الأسود وقال له : هذا هو القط الأسود الذى أراه  ورأيته فى الحديقة يا مصطفى ولم يصدقنى أى شخص فى المكان ، قال له مصطفى وهو يناوله زجاجة الماء لتشرب قليلا من الماء يا أحمد وتنام وفى الصباح سنتحدث فى هذا الأمر ، أطاع أحمد مصطفى وقال له : حسناً ولكنى لن أذهب معكم إلى المتاهة يا مصطفى فهذا المكان به لعنة وبدأت تظهر ملامحها فى هذا المكان ، قاطعه مصطفى قائلاً : فى الغد يا أحمد سنتناقش ونتخذ القرار الأفضل لنا جميعا هيا لتنام قليلاً فالفجر أوشك على البزوغ ، أطاعه أحمد وألقى جسده فى تهالك على السرير وراح فى سبات عميق ومصطفى وضع القطعة المعدنية فى جيبه وراح هو الآخر فى سبات عميق ، استيقظ مصطفى قبل أحمد ووضع يديه ف جيبه ليلتقط القطعة المعدنية وانتفض من سريره ليس لأن القطعة المعدنية لم تكن فى جيبه ولكنها كانت هناك أمام عينيه فوق الدولاب وكان أحدهم قد قام بلصقها فى الدولاب ، قام من مكانه مصطفى وتوجه للدولاب وتحسس القطعة المعدنية التى فى الدولاب والتى لم يشاهدها فى هذا المكان من قبل ولكنه انتبه لشيئ مهم جدا القطة على القطعة المعدنية كانت تنظر فى الإتجاه الآخر وهنا بدأ القلق والخوف يتسرب لقلب مصطفى وحاول أن ينتزعها من مكانها ولكنها كانت ملتصقة فى شدة فتركها وعاد إلى أحمد ليوقظه ويخبره بما حدث وأخذه ونزل إلى الأسفل وهناك كان ماجد وأشرف مع الجد يجلسون فى الحديقة وهم يتحدثون وحينما رأهم ماجد نادى عليهما ليشاركا فى الحديث معهم كان القلق والإرتباك يبدو على ملامح أحمد ومصطفى فسألهم الجد ماذا حدث أرى الأرتباك يبدو على ملامحكم هل حدث لكم شيء بالأمس ؟ نظر أحمد ومصطفى إلى بعضهم وقال مصطفى فى تردد لا شيئ يا جدى يبدو أننا لم ننم جيدا بسبب حرارة الجو ونظر بعدها إلى ماجد ففهم ماجد أن هناك شيئ فقال فى سرعة هى ياشباب لنتناول طعام الإفطار فاليوم سنكمل باقى برنامج الرحلة التى أعددنا سويا وأستاذن من جده وقاموا جميعا للداخل ليتناولوا طعام الإفطار والجد ينظر إليهم فى ترقب وحذر وشيئ ما يخبره بأنهم يخفون أمرا هاماً عنه ، اختفى الجميع من أمامه لداخل المنزل وهناك سأل ماجد مصطفى ما الذى حدث ؟ فأخبره مصطفى بكل ما حدث بالأمس معه ومع أحمد وساد الصمت بينهم لعدة دقائق وتكلم ماجد بعدها لقد قررت الذهاب إلى المتاهة لأعرف ما الذى يحدث هناك فهل ستأتوا معى أم أذهب بدونكم ؟ نظروا جميعا لبعضهم البعض وأخيرا قرروا جميعا الذهاب معه وتناولوا الطعام بسرعة وخرجوا إلى السيارة وانطلقوا بها إلى حيث المجهول إلى وادى الموت إلى المتاهة .
وصلت السيارة إلى الوادى ووقف الجميع بعد أن نزلوا من السيارة يشاهدوا الطريق الصخرى الغير ممهد أمامهم ونظروا إلى بعضهم قليلاً قبل أن يحسموا أمرهم بالدخول إلى الطريق مرت الدقائق هادئة ولا يوجد اى شيئ حتى تحدث أحمد فى تهكم وهو ينظر إليهم هل هذا هو الوادى المرعب المخيف الذى يتحدث عنه الناس لا يوجد فيه أى شيئ وأنفجر فى الضحك أحمد وبدأ صدى صوته يملأ المكان وتوقف أحمد عن الضحك ونظر لأصدقائه وفجأة سمع الجميع سوى ضحكات تملأ المكان ولكنها لم تكن ضحكات أحمد أو أى منهم كانت ضحكات مخيفة أثارت الذعر والرجفة فى أوصالهم جميعا ونظروا جميعا حولهم لم يكن هناك أى أثر لأى شخص وفجأة ظهر بالقرب منهم هذا القط الأسود يقف على مكان مرتفع وارتسمت علامات الرعب على الجميع حينما سمعوا الضحكات تخرج من حيث يقف القط ونظر إليهم القط فى تحفز وعينيه تطلق وميضاً مخيفاً وقفز القط خلف صخرة كبيرة وأختفى من أمامهم مثلما ظهر فجأة ، بدا الرعب على الجميع وقرر أحمد أن يعود إلى السيارة من شده الخوف واستدار ولكنه فجأة رأى مجموعة من الكلاب المتوحشة وبدأ الرعب حينما شاهد شكل الكلاب كانت كل الكلاب لها رأسين وتمشى نحوهم فى هدوء وهى تنظر إليهم فى غصب صاح أحمد فيهم هى لنهرب من هذا المكان وبدأ الجميع فى الركض فى هذا الوادى والكلاب تجرى خلفهم وصوت نباح الكلاب يدوى ف المكان  وفجأة وجدوا كهف صغير فدخلوا فيه بسرعة وبعدها لم يسمعوا أى أصوات بالخارج توقفوا جميعا وهم يحاولوا إلتقاط أنفاسهم من هول المفاجاة وتكلم أشرف ماهذا الشيئ الغريب كأننا نشاهد فيلما من أفلام الخيال العلمى هذه الكائنات لم أشاهد مثلها من قبل وتسمر وهو يشاهد أصدقائه ينظرون فى رعب إلى الحائط فهناك كانت نقوش ورسوم لبعض المحاربين القدماء وصورة القط الأسود على الحائط أيضا وشعر الجميع بحركة خفيفة فنظروا حولهم فى كل مكان ولم يكن هناك أى سبيل للخروج ودفعهم الخوف للدخول فى اعماق هذا الكهف وبدأ الظلام يسود المكان وأخرج مصطفى من جيبه مصباحا صغيراً كان يأخذه معه وبدأ الجميع فى حالة رعب من المكان وبدأ الجميع فى السير فى رفق وتمهل خشية ظهور أى شيئ أمامهم وفجأة وجد الجميع حائط كبير يسد المكان ولا يوجد أى مكان للخروج بحثوا جميعا فى كل مكان ولكن بلا فائدة وبعفوية من ماجد قذف بقدمه حجراً صغيرا فارتطم بجزء صغير فى الحائط المجاور لهم وسمع الجميع صوت تحرك صخرى داخل هذا المكان وانشق الجدار وظهر خلفه مدخل لطريق دخلوا جميعا إليه وبمجرد دخوله عاد كما كان الجدار ونظر الكل حولهم فى خوف وصاح أحمد ماهذه المتاهة نخرج من مكان لندخل فى مكان آخر ما الذى سيحدث لنا ؟ وجلس على الأرض ووضع رأسه بين كفيه وهو يحاول أن يتماسك قبل أن تنزل الدموع من عينيه وصاح فى رعب أنا خائف جدا وأريد أن أعود إلى البيت لا أريد البقاء هنا لدقيقة أخرى وفجاة دوى صوت انفجار مكتوم وبدأت الأرض تهتز من تحت أقدامهم وكأن زلزالا قد ضرب المكان فجأة وبدأوا يتخبطون فى بعضهم ولا يوجد أى مكان للأحتماء به وظهرت أشعة الشمس ووضع الجميع أيديهم على أعينهم من أشعتها التى حرقت أعينهم وخرجوا سريعا ً إلى الخارج ولكنهم لم يعرفوا فى أى إتجاه عليهم الذهاب فكل الأماكن والطرق متشابهة وحاولوا جميعا الوصول لمكان ما يذهبوا إليه وظهر أمامهم مرة أخرى هذا القط الأسود كان الليل قد هبط عليهم وكانت عينيه تلمع فى الظلام وهو ينظر إليهم فى تحد كبير والخوف يسرى فى عروقهم وسمع الجميع صوت عواء فى المكان والتفت القط وغادر المكان وظهر ذئب هائل الحجم يمشى فى هدوء وارتسم الرعب على وجوهم جميعا وقال لهم ماجد هى لنهرب بعيدا فى أى إتجاه وبدأ الجميع فى الركض مرة أخرى دون هدف وفى كل الاتجاهات والذئب يركض خلفهم وتعثر أحمد ووقع على الأرض وألتوت قدمه تحت منه وحاول القيام ولكن كان الذئب قد اقترب كثيرا منه وحاول أصدقائه العودة إليه ولكنقد فات الأوان فالذئب لم يمهلهم الوقت وقفز قفزة هائلة أصبح فيها أمام أحمد وهو يرتجف فى رعب ويصرخ مناديا على أصدقائه وانقض عليه الذئب وقام بعضه من رقبته وبدأ نزف الدم فى كل مكان وهنا لم يتمالك باقى أصدقائه أنفسهم وهم يشاهدوا الذئب وهو يفترس صديقهم أحمد دون أى رحمة أو شفقة وأسرعوا جميعا للركض دون النظر خلفهم وتوقفوا بعد فترة من الجرى وبكى الجميع على فراق أحمد وصرخ مصطفى أريد الخروج من هذه المتاهة المميتة بأى ثمن سيكون الموت هو جزاء الجميع لأننا لم نستمع لكلام الجد بعدم الدخول إلى هنا الموت سيكون مصير الجميع وأبدا لن نعود ولن نخرج من هنا سالمين ، صرخ أشرف فيه ليهدأ ولكن صرخته كانت تحمل الكثير من الخوف والترقب ونظر إلى ماجد فوجده فى حالة ذهول تام وهو لا يكاد يصدق عينيه من مشهد احمد والذئب يفترسه أمامهم ولم يكن بمقدورهم عمل أى شيئ له نظر مصطفى إلى ساعته فوجدها قد توقفت فسأل أشرف عن الوقت الآن فوجد هو الآخر ساعته وقد توقفت وماجد هو الآخر ولم يصدقوا أعينهم فهذا المكان ملعون فعلا لقد توقف الوقت ولا يعرفوا فى أى ساعة من ساعات الليل هم وهل ستظهر الشمس عليهم أم سيكون الموت من نصيبهم ، قرروا السير سريعا حتى يستطيعوا العودة إلى السيارة ولكن فى أى طريق ستكون هى والطرق كلها متشابهة بنفس الطبيعة الصخرية الغير ممهدة ونظروا إلى بعضهم و أتخذوا طريقهم وهم يلتفوا حولهم بين الحين والحين ورأو من بعيد شجرة كثيفة الأوراق والجذوع فأسرعوا إليها وصعد أشرف هذه الشجرة ليرى من فوق الطريق قد يعرف الطريق الصواب وبينما يصعد أشرف إلى أعلى لمست يديه شيئا ناعما وبدأ هذ الجسم رطباً ولم يتبينه فى هذا الظلام ولكنه شعر بحركة تأتى من خلفه ونظر خلفه فى سرعة فوجد ثعبان ضخم الحجم يمشى على فروع الشجرة ويتجه نحوه مباشرة لم يستطع أشرف أن يتحرك من مكانه وحاول القفز من مكانه ولكن الثعبان كان أسرع منه فالتفت حول جسده بسرعة رهيبة وسمع ماجد ومصطفى صرخات أشرف من فوق الشجرة وهو يحاول الخلاص من الثعبان وهو يصرخ فى صديقيه أنقذونى !! أنقذونى !! ولكن ضاعت صرخاته بعد لحظة واحدة فالثعبان انقض على رأسه فابتلعها وسمع ماجد ومصطفى صوت تحطم عظام جسد أشرف وأسرعوا بالركض فى رعب وخوف شديد وكأن شياطين الجن تطاردهم وتوقفوا بعد فترة طويلة من الركض ونظروا خلفهم كان الصمت يسود المكان ولا يوجد أى أثر لأى حركة فى المكان فأنفجر مصطفى فى البكاء فى شدة وهو يقول فى رعب وخوف من التالى منا يا ماجد من التالى ؟؟ لم يستطيع الحديث أو النطق بأى شيئ ماجد ولكنه حاول أن يخفف عن مصطفى بقليل من الكلمات ومحاولة تهدئته ولكنه من فرط الخوف والرعب الذى رآه لم يتمالك نفسه هو الآخر وجلس على الأرض بجوار مصطفى وهو يلوم نفسه على دخوله هذه المتاهة والتضحية بصديقى عمره وهو الآن محتجز فى هذه المتاهة الملعونة ولا يدرى كيف سيخرج منها أو هل سيخرج منها ؟ وسمعوا دوى انفجار مكتوم وأصوات لصرخات وعويل من كل مكان وكأن كل من دخل هذه المتاهة ولم يعد يصرخ ليعلن لهم أن الموت قادم لا محالة وهنا وقف ماجد وصرخ بأعلى الصوت ماذا تريدى منا أيتها المتاهة الملعونة ؟ أنا لا أخاف منك ولم أعد أخاف لتظهروا لنا هيا لتظهروا لنا سمع ماجد صدى صوته وصوت صرخاته فى كل مكان دون أن يرى أى شيئ  نظر فى كل مكان وبدأ يشعر ببعض قطرات المياه تبلل وجهه فوجد السماء قد بدأت تمطر وبغزارة فقال له مصطفى كيف هذا نحن فى شهور الصيف وهذا لم يحدث أبدامن قبل ؟ وقبل أن يكمل كلامه سمعوا دوى رعد وبرق فى كل مكان ، وبدأ الخوف يسرى فى أوصالهم وقام ماجد مع مصطفى ومشى الأثنان بجوار بعضهم وهنا ظهر لهم القط الأسود وهو يموء فى صوت مخيف وتلتمع أنيابه فى الظلام وتوقف المطر فجأة وبدأت المياة تنحصر وكأنها أخذت الأمر بالتوقف ونظر مصطفى إلى ماجد والقط لا يزال يموء فى شراسة  وهنا ظهرت من بعيد أسراب من الفئران تأتى بسرعة نحوهما وأسرع ماجد بالجرى مع مصطفى ولكن الأعداد كانت تتزايد بشكل رهيب و أحاطت بماجد وبدأت الصعود على جسده وهو يحاول التخلص منها ولكن بلاجدوى فالفئران أخذت تعض جسدة بأسنانها وبدأ الدم يسيل من جسد ماجد والفئران تزداد وتزداد ورائحة الدم تزيد من اعدادها ومن بعيد أخذ يصرخ مصطفى على ماجد ولكنه رآه وقد لفظ أنفاسه والفئران قد غطت جسده كله فأسرع يجرى ويجرى فى كل خوف ورعب وفجأة ظهرت السيارة أمام عينيه وأسرع يركض نحوها ولكن قبل أن يصل إليها وجد القط الأسود وقد جلس فوقها وسمع صوت ضحكات أحمد قبل موته وصراخ أشرف  وصرخات ماجد المتقطعة وهنا أدرك أن الموت سيكون مصيره هو الآخر فوقع على الأرض فى مكانه ونزل القط وهو يتجه إليه فى هدوء وظهر خلفه الكثير من القطط السوداء وكان هذا القط قد استنسخ مثله المئات بل الألوف وسمع مصطفى صوت مخيف يأتى من بعيد من داخل وادى الموت وهو يقول : الموت لمن دنس أرضنا ولا حياة لمن زار هذا المكان ، الموت . الموت . الموت  وأنقضت عليه القطط وحاول مصطفى أن يهرب منهم ولكنه لم يستطيع لكثرة عددهم ووقع على الأرض والقطط تتزايد حوله تنهش فى جسده وبدأ يفارق الحياة وشاهد القط الأسود وكأنه يبتسم فى شكل مخيف وسمع نفس الصوت وهو يتردد الموت ، الموت ولفظ أنفاسه الأخيرة هناك أمام هذا الوادى أو كما يقول الناس عنه فى هذا البلد وادى الموت أو المتاهة .....
النهاية 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق