قصة / أخيراً عادت الحياة
بقلم / الفيلسوف ( على محمد )
إقتربت عقارب الساعة من منتصف الليل تقريباً ولم يكن هناك بالشارع صوتاً إلا صوت القليل من السيارات التى تمر فى هذا المكان والذى لا يكاد يسمعه إنسان ، وقف سمير فى شرفة المنزل فى برج كبير فى أحد أحياء الزمالك وتحديداُ فى الدور الرابع عشر ووقف يتأمل الأضواء بالخارج ومنظر النيل الجميل وبعض المراكب تسير فيه وعلى مدى بصره رأى بعض الأضواء فى هذه المراكب وهى تعبر فى هدوء ، وفجأة سمع رنين الهاتف جواره فأسرع الخطى إلى الهاتف ورفع السماعة مجيباُ : السلام عليكم ، سمع صوت ماجد زميله وصديقه وهو يقول له: يا سمير أين أنت أنا أنتظرك منذ وقت طويل فى النادى ولم تحضر اليوم كعادتك ماذا حدث ؟ قال له سمير : لا أريد النزول اليوم يا ماجد فأنا مشغول البال قليلاً والدتى متعبة وأبى لم يعد حتى الآن للمنزل فهو فى السويس يقوم بإنهاء بعض الإجراءات الجمركية الخاصة بالمصنع الخاص به فى مدينة العاشر من رمضان وهو مصنعه الجديد ، قاطعه ماجد إذن سأتى إليك أنا أريد الحديث معك فى أمر هام للغاية ولن ينفع الإنتظار حتى الصباح قال له سمير ليكن سأنتظرك وأتمنى أن يكون حقاً الأمر خطير كما تقول، أغلق الهاتف وأخذ ينظر إلى غرفة والدته والممرضة معها كانت تعانى من ورم فى المعدة وحالتها الصحية متعبة كثيراً ولم يكن يشغل باله إلا والدته لأنه الأبن الوحيد لها ولا يوجد غيره وهى عنده كل شيئ ولا يعرف كيف سيحيا إن حدث لها أى مكروه لا قدر الله ، كان سمير الإبن الوحيد فى الأسرة الصغيرة السعيدة الأب له مصنع لإنتاج مواد التغليف ويفتتح المصنع الآخر فى مدينة العاشر من رمضان وعندهم الكثير من الأموال التى تؤمن لهم الحياة الرغدة الهادئة وهو يمتلك عيادة صغيرة فى حى الدقى فى إحدى العمارات الشاهقة فهو قد تخرج من كلية الطب منذ سنوات وتخصص فى طب جراحة الأطفال ويمتلك الخبرة الكافية ليفتح تلك العيادة ويعمل فى النهار فى مستشفى خاص بحى المهندسين حتى الساعة الرابعة عصرا والعيادة تفتح من الساعة السابعة مساءً حتى الحادية عشر مساءً كان سمير فى الثلاثينات من عمره ولا يزال أعزب فهو لا يريد الزواج لمجرد الزواج فهو لديه ما يكفى للزواج ولكن لديه بعض المواصفات التى لا يبغى التنازل عنها لمن ستشاركه حياته ، وفجأة رن جرس الباب فذهب سريعاً ليفتح لصديقه الباب وأدخله سمير لحجرة الصالون وطلب له من الخادمة إحضار فنجانين من القهوة لكلا منهما ودخل معه للحجرة سأل ماجد عن حالة والدة سمير الصحية فأجابه أن الحالة تزداد سوءاً يا ماجد ولكن الحالة اليوم تبدو مستقرة وأعتقد إننا سنقوم بالذهاب بها للمستشفى فى وقت قريب فالممرضة معها بالداخل وتعطيها الأدوية بانتظام وأتمنى أن تكون فى خير حال يا ماجد ، إن شاء الله ستكون فى أفضل حال يا سمير ، لنترك الأمور لرب الكون وهو سيكون لها خير معين ، أومأ برأسه سمير وقال : ونعم بالله يا صديقى العزيز ، أخبرنى ماهو السبب الخطير الذى أتى بك إلى هنا اليوم ؟ قال له ماجد أن هناك سيدة تتردد على النادى منذ وقت قصير وتسأل عنك ، ظهرت علامات الدهشة على وجه سمير وأكمل ماجد هذه السيدة تأتى معها طفل صغير للنادى فى أوقات كثيرة من اليوم لتسأل عنك وقد أخبرنى بذلك أحد الأصدقاء وذهبت اليوم هناك لأراها وأعرف منها ماذا تريد منك ولكنها لم تخبرنى بشيئ سوى أنها تريد أن تتحدث إليك شخصياً وإنها قد سألت عنك بعض الأشخاص ودلها الناس على عيادتك فى الدقى ، وأنك تذهب للنادى فى بعض الأيام وأنك ستكون هنا اليوم ، وأخبرتنى أنها تريدك بنفسك يا سمير ، ازدادت دهشته وهو يسمع ماجد وسأله تقول أمر شخصى من هذه هى السيدة يا ماجد وما قصتها ؟ قال ماجد: لقد قومت بتصويرها دون أن تلاحظ شيئاً وهذه هى صورتها أخذ الهاتف من ماجد بسرعة ورآها كانت فى أواخرالعشرينات من عمرها ويبدو عليها البساطة وكان معها طفل صغير فى يديها ويبدو من ملابسها أنها من أسرة متوسطة الحال وكان الطفل يبدو عليه علامات التعب بشكل ملفت للنظر قال سمير لماجد وماذا حدث بعد ذلك ؟ قال ماجد أنتظرتك وحينما لم تحضر أخبرتها أنك ستكون فى عيادتك إن أرادت أن تراك، وقامت وخرجت بسرعة من النادى فى شكل غريب يا سمير ، تعجب سمير كثيراً وقال له أعطنى الهاتف يا ماجد مرة أخرى وفتح الصورة مرة أخرى وقام بتكبير الصورة ليرى الوجه فى وضوح وهنا كانت المفاجأة لقد رأيت هذا الوجه من قبل يا ماجد طبع الحسن وهذه الوحمة الصغيرة على خدها ، لقد رأيتها من قبل عاد بالذكريات بعيداً إنها ( إحسان شكرى ) لابد أنها فعلا يا للقدر هل أعادها القدر لى ؟ أنها جارته فى حى السيدة زينب قبل أن ينتقل مع والديه منذ أكثر من عشر سنوات وتتغير الأحوال ويرث والده مصنع جده وينتقلوا للعيش فى منطقة الزمالك ولم يعرف عنها أى شيئ من وقتها ولكن الآن قد تأكد إنها هى كل هذا وهو سارح بتفكيره وماجد ينتظر منه الكلام قال له سمير إن حضرت فى الغد يا ماجد لتحضرها إلى العيادة بأى شكل هل تفهمنى جيداً ؟ قال له ماجد فى إستغراب : لماذا يا سمير؟ قاطعه سأخبرك بكل شيئ فيما بعد لتنفذ ما أطلبه منك فقط الآن إتفقنا ، قال له ماجد حسناً فى الغد إن ظهرت فى النادى سأنفذ لك ما تريد يا سمير، سأتركك الآن لتنام لأن غدا عمل كثير وسأنتظرك فى المستشفى فى الصباح ، ودعه سمير ودخل ليطمئن على والدته فأخبرته الممرضة إنها قد نامت بعد أن أخذت العلاج الخاص بها شكرها وخرج ليذهب لحجرته ودخل وهو يفكر فى إحسان وفجأة توقف عند صورة الطفل من يكون هذا الطفل وأخذ يفكر ويفكر وقال لنفسه سأعرف كل شيئ فى الغد وغلبه النعاس فأغلق حجرته وأطفأ مصباح الحجرة ونام .استيقظ سمير فى الصباح متأخراً وأخذ حماماً باردأ وتوجه لغرفة والدته ليطمئن عليها وقبَل يديها وجبينها بعد أن أطمئن من الممرضة على أحوالها وأخبرته أنها بخير والحالة لا تزال مستقرة وخرج مسرعاً وأحتسى فنجانأ من القهوة وأنصرف إلى المستشفى وفور دخوله لحجرته هناك دخلت عليه الممرضة وأخبرته بوجود حالة تحتاج لإجراء عملية جراحية والدكتور/ رامز أمين نائب القسم هو المتابع للحالة قد أمر بأن تقوم أنت بإجراء هذه العملية والتقارير جميعها على مكتبك يا دكتور سمير، أشار لها بالفهم وطلب منها أن تحضر له فنجاناً من القهوة قبل الدخول لحجرة العمليات ، خرجت مسرعة وجلس سمير على المكتب ليتابع التقارير الخاصة بالحالة التى سيقوم بعمل العملية الجراحية لها وبعد نصف ساعة توجه سمير للحجرة الملحقة بغرفة العمليات للأستعداد والتعقيم لإجراء العملية وهى استئصال ورم صغير فى الغدة الدرقية ودخل لحجرة العمليات ووجد هناك ماجد صديقه وهو المساعد له فى هذه العملية ، استغرقت العملية حوالى ثلاث ساعات ونصف الساعة وأنتهت العملية بنجاح وخرج سمير مرهقاً إلى حجرته وألقى بجسده على أريكة مريحة وأغمض عينيه لبعض الدقائق وسمع طرقات على الباب فأعتدل فى جلسته وقال : تفضل ، دخلت فتاة فى العشرين من عمرها يبدو على وجهها علامات الحزن والفرح فى وقت واحد فتسائل سمير ماذا أستطيع أن أفعل لك ؟ قالت له: أنا أخت الطفل الذى قمت بإجراء العملية له الآن وأتيت لأشكرك على إنقاذك له يا دكتور ، رد سمير فى هدوء لا شكر على واجب هذا هو واجبى وعملى ولم أفعل إلا ما يتحتم علي فعله ، سلمت عليه والدموع تبلل خديها وهى تشكره فى حرارة فتأثر كثيراً سمير وودعها وخرجت من المكتب ونظر فى ساعته وجدها قد إقتربت من الثالثة والنصف عصرا وتذكر صورة إحسان فرفع سماعة الهاتف وأتصل بماجد وسأله عنها هل من جديد بخصوص ما طلبته منك بالأمس يا ماجد ؟ رد عليه لا جديد لم يراها أى إنسان اليوم فى النادى حتى الآن فأنا أخبرت بعض الأصدقاء المتواجدين على الدوام بالنادى إن شاهدها أى شخص يخبرنى على الفور ولكن قل لى أنا أراك مهتم للغاية بهذه السيدة قال له سمير ليكن يا ماجد سأخبرك بكل شيئ فى حينه ولكن لا تنسى يا صديقى ما اتفقنا عليه ، وسأذهب للنادى الآن هل ستأتى معى أم لديك بعض العمل ، قال له لا إذهب أنت فأنا سأبقى هنا لمتابعة الحالة التى قمنا بإجراء العملية لها حسب تعليمات الدكتور / رامز ، أغلق الهاتف وخلع المعطف وارتدى جاكت بدلته وأتجه للنادى ليتناول طعام الغداء هناك وذهب حيث يتجمع الأصدقاء فلم يجد منهم أحد فتوجه لكافيتريا النادى وطلب طعام الغداء وجلس ينظر إلى حمام السباحة والأطفال تتمرن فى هذا الجو الجميل وانتهى من طعامه وطلب فنجاناً من الشاى وجلس يفكر ملياً فى أحداث كثيرة فى حياته وقبل أن يسرح بأفكاره سمع صوتاً يقول: أهلا بك يا دكتور سمير نظر خلفه فوجدها هى بالفعل كانت إحسان وقف مندهشاً وهو ينظر لها لم تتغير مع مرور الزمان نفس الملامح تقريباً ونفس الإبتسامة ولا يوجد سوى السن الذى قد تغير فقط قال لها أهلا بك تفضلى إجلسى ،جلست جواره قال كيف حالك يا إحسان ؟ ردت بسرعة إحسان !! أنا لست إحسان . ازدادت دهشته كثيراً وقالت قبل أن ينطق بكلمة واحدة أنا إسمى/ إيمان وأبحث عنك منذ أيام كثيرة وأريدك فى أمر هام ولكن لن ينفع الكلام هنا أريدك أن تأتى معى، كان فى قمة الدهشة فكل ملامحها تشبه إحسان بشدة وكيف عرفت إسمه إذن، إنه لا ينسى أبداً وجهاً رآه من قبل وإحسان كانت صديقته وحبيبته وجارته كانت الحب الأول له والوحيدة التى دق لها القلب ولا يزال من بعد أن غادر حى السيدة لا يشعر بأى أنثى ، سرح طويلاً وهى أمامه ورفع رأسه إليها لقد سمعت أنك تسألين عنى منذ فترة فماذا أستطيع أن أقدم لك يا أستاذة / إيمان ، ثم أخبرينى لقد كان معك طفل صغير لقد أخبرونى بهذا ما هى الحكاية ؟ قالت له سأخبرك بكل شيئ ولكن كما قلت لك لن ينفع هنا تعال معى فالمكان ليس ببعيد عن هنا ، تصاعدت فى رأسه العديد من الهواجس والأفكار أى مكان تريد أن أسير معها إليه رأت التساؤل فى عينيه وقالت له ستعرف كل شيئ لتثق بى يا دكتور سمير ، قام سمير وخرج معها وركب سيارته وركبت معه وأشارت له بالذهاب لحى الدقى ووجد نفسه فى الشارع المجاور للشارع المتواجد فيه عيادته نظر لها فى دهشة ووجدها تبتسم هيا بنا سنصعد إلى المنزل وهناك ستجد إجابة على كل التساؤلات صعد معها وهو يشعر أنه كالمُخدر ولكن حتى يرتاح فكره صعد معها فى المصعد حتى الدور السابع وخرجوا سوياً وضغطت على جرس الباب فتراجع قليلاً للخلف وفتح الباب صبى صغير فى الرابعة عشر تقريبا من العمر ودخلت إيمان وطلبت منه الدخول تردد قليلاً ولكنه دخل بعد هذا وأغلقت الباب خلفه ونظر حوله كانت الشقة متوسطة الحال والأثاث بسيط ولكنها مؤثثة بشكل جيد وتوجه لحجرة الصالون وفجأة سمع صوت من خلفه ألتفت سريعاً فوجد سيدة كبيرة فى السن تجلس على مقعد متحرك وإيمان تسير بالكرسى الذى تجلس عليه وطلبت منه الجلوس فجلس على الكرسى مواجهاً لها وخرجت إيمان فى سرعة فسألها سمير ماذا يحدث هنا أخبرينى يا سيدتى ؟ قالت له لا تقلق يا دكتور / سمير زادت دهشته جدا ً وقبل أن ينطق قالت له سأخبرك بكل شيئ وكيف عرفت إسمك ولكن انتظر قليلاً دخلت إيمان ومعها طفل صغير فقال لها هذا هو الطفل الذى كان معك وأنت تسألين عنى ؟ أخذت الأم الطفل وقبلته على جبينه كان يبلغ من العمر الرابعة ولكن يبدو عليه التعب والمرض أخذته إيمان وخرجت واعتدل سمير ليسألها عن الطفل ولكن فجأة سمع طرقات على الباب فقالت الأم أدخلى يا ابنتى ، دخلت سيدة ترتدى ثياباً سوداء وترتدى النقاب ولا يظهر منها سوى كف يديها وجلست جواره وشعر سمير ببعض القلق والخوف ونظر لها ونظر للأم وقبل أن ينطق سمع صوتها يأتى من تحت النقاب: أهلا بك يا سمير ، ورفعت النقاب عن وجهها وكانت المفاجأة الكبيرة إنها إيمان ولكن لماذا ترتدى هذا النقاب وأنا كنت معها منذ قليل و لا يبدو عليها أبداً أنها ترتدى النقاب وقبل أن يكمل جملته دخلت إيمان أخرى من الباب وهى تحمل الشاى نظر لها ونظر لمن تجلس جواره فى دهشة شديدة وسمع صوت من تجلس جواره وهى تقول لم تعرفنى بعد يا سمير نطقتها بشكل مألوف وعاد بالذاكرة بعيداً إنه صوت إحسان بالفعل صوتها ونفس النبرة التى إعتاد عليها معها فى الكلام قالت له وهى تضغط على يديه نعم هو أنا( إحسان شكرى ) وهذه إيمان أختى التؤأم وهذه الأم الحنون أمى والطفل الذى كانت إيمان تأخذه معها لتسأل عنك هو ابنى / أيمن ، تضاعفت دهشته كثيراً وأكملت الأم بعد أن رأت الدموع تغمر وجه إحسان ،إن إحسان بعد أن تركت أنت حى السيدة وسافرت مع والديك يا ولدى لم تتحمل وجلست فى البيت ولم تكمل دراستها وكانت تسأل عنك كثيراً ولكن لظروف سفرك مع والديك وهى كانت تحبك كثيراً لم تستطيع أن تنسى الأيام التى كنت تقضيها معها وبالطبع لم تكن تعلم أنت أن هناك أخت لها تؤأم لأنك لم تحضر لمنزلنا من قبل ولأن إيمان كانت عند أختى فى الأسكندرية وبعد مرور وقت طويل ولم يعد هناك أى أخبار عنك تقدم لخطبة إيمان رجل ثرى أكبر منها بعشر سنوات ولكننا إندهشنا حينما أخبرتنا إحسان أنها تريد الزواج منه هى لكى تنساك يا ولدى وبعد مرور وقت قصير تم بالفعل الزواج وسافرت مع زوجها إلى بلد عربى وهناك ذاقت إحسان الأمرين فقلبها كان هنا وعقلها معنا وزوجها حسبى الله ونعم الوكيل فيه كان لا يراعى الله فيها ويتركها بالأيام دون نقود ولكنها كانت قد أمنت نفسها قبل الزواج منه بالكثير من الأشياء والتى من خلالها انتقلنا إلى هذه الشقة وتركنا حى السيدة وأكملت إيمان هنا باقى دراستها وبعد مرور سنتين حدث الحمل لإحسان ولم تكن تريد هذا ولكنها خافت أن تغضب ربها وأكملت الأيام والشهور ورزقها الله بهذا الطفل الجميل أيمن وبعد خلافات مع زوجها انفصلت عنه واتفقت معه أن تترك له كل شيئ وهو يترك لها أيمن لتقوم برعايته وتربيته ونزلت إلى مصر منذ شهور قليلة ، وكانت لا تزال تسأل عنك وعن أخبارك وعرفنا بعد وقت قصير أن والدك قد أفتتح مصنعاً فى العاشر من رمضان ومنه بدأنا نتتبع أخبارك وعرفنا أن لديك عيادة فى نفس الحى الذى نسكن فيه ، وتعب أيمن وذهبنا به للطبيب وبعد عمل الفحوصات اللازمة أكد لنا أن هناك ورم خبيث بالمخ وهو نادر جداً وهنا قالت لنا إحسان بأنك الشخص المناسب لعمل العملية لإيمن يا ولدى وكانت تذهب إيمان ومعها أيمن إلى النادى حتى تخبرك بالقصة ولكنها لم تعثر عليك سوى اليوم تلك هى القصة كاملة يا ولدى ، نظر إليها سمير وألتفت ببصره ليجد إحسان قد غمرت الدموع وجهها فربت على كفها وقال لها لا تقلقى يا إحسان سأقوم بعمل اللازم له لا تخافى وسيكون فى خير حال إن شاء الله ، ردت عليه إحسان أنت وحدك يا سمير بعد إرادة الله الذى سينقذ أبنى فأنا أعتبره أبنك أنت منى ، انظر إليه ستجد فيه الكثير من ملامحك أخذ سمير أيمن بين يديه وبالفعل كان به الكثير من ملامحه ، قال لها سمير ليكن يا إحسان سأمشى الآن وفى الغد فى العاشرة صباحاً أحضريه للمستشفى التى أعمل بها فى المهندسين وسأقوم بإجراء العملية له بعد عمل الفحوصات اللازمة ، ردت إحسان ولكنى أعرف أن العملية ستتكلف كثيراً وأنا ليس معى ما يكفى لإجرائها فى هذ المكان يا سمير ، ابتسم سمير وقال لها لا تقلقى سأقوم بعمل اللازم ولا تشغلى بالك بأمر تكاليف العملية وفى الغد موعدنا وسلم عليهم وسلم علي إحسان وطبع قبلة على جبين أيمن وانصرف من المنزل ونظر فى ساعته كانت الساعة قد تجاوزت السابعة مساءً توجه لعيادته ولم يكن هناك كثير من الحالات فقام بالكشف عليهم وفى الحادية عشر انتهى من عمله ونزل ليعود لمنزله ودخل للمنزل فوجد والده قد عاد من السويس جلس معه قليلا ليطمئن عليه وسأله عن والدته وأخبره بأنها تحتاج لرعاية فائقة ولا بد من نقلها للمستشفى هناك ستكون الرعاية أفضل يا أبى ، قال له والده لقد أخذت راحة لبعض الأيام لأبقى معها ومعك يا سمير لا تقلق سأكون جوارها وإن إحتاجت لشيئ سأفعله بدون تردد ، قبل يدى والده ودخل لغرفة أمه ليطمئن عليها وأكدت له الممرضة أنها فى حالة مستقرة ولا شيئ يدعو للقلق جلس جوارها وقبل يديها وأخبرها أن تدعو له بالتوفيق بالغد فهو يستعد لإجراء عملية خطيرة لإبن إحسان جارتهم القديمة وكأن أمه قد شعرت بكلماته ففتحت عينيها وأطبقت على يديه وضغطت عليها برفق وأومأت برأسها وهى تدعو له بالتوفيق فى عمله ، قام سمير ودخل غرفته وأغلق الباب وألقى بجسده على السرير وراح فى نوم عميق .
استيقظ سمير فى الصباح ونظر لساعته كانت التاسعة تقريباً ، قام مسرعاً وأخذ حمامه المعتاد وخرج ليطمئن على والديه وتناول قطعة من الكيك مع كوب الشاى ونزل سريعاً للمستشفى وحين وصل هناك كانت إحسان فى إنتظاره هى وأيمن ومعهم التحاليل والفحوصات التى قامت بعملها من قبل له ، طلب منها أن تنتظره فى المكتب الخاص به وأخذ أيمن لعمل الفحوصات اللازمة له والأشعات للتأكد من كل شيئ قبل إجراء هذه العملية ترك سمير أيمن مع الممرضة وعاد لإحسان فى مكتبه لكى تطمئن وأخبرها أن الأمور تمضى فى سهولة ويسر وكل شيئ سيتم على أكمل وجه هدأت قليلاً بعد كلام سمير معها وطلب لها عصير برتقال لتهدأ وطلب منها التحلى بالصبر وأن العملية ستأخذ وقتا كثيراً ، أقتربت منه إحسان ومسكت يديه وهى تنظر فى عينيه وتقول له : أنا لا زلت أحبك يا سمير ولم أحب سواك ولم أتزوج إلا هرباً وضعفاً منى لأنك بعيداً عنى ولم أكن أعرف أنى سأرك فى يوم من الأيام مرة أخرى سامحنى يا سمير وارتمت بين ذراعيه والدموع تملأ عينيها أخذها بين ذراعيه وأحتضنها فى حنان وحب وقال لها بعد أن نطمئن على أيمن يا إحسان سنجلس معاً لنحاول أن نعيد ما مضى من العمر يا حبيبتى احتضنته فى شدة وأجلسها على الكرسى سمير وطلب منها أن تنتظره حتى يفرغ من إجراء العملية وبعدها سيكون معها ، قالت له حسناً يا سمير ليكن الله معك ولتحافظ على إبننا يا حبيبى طبع قبلة على جبينها وتركها ودخل ليستعد لإجراء العملية وكان معه ماجد قبل الدخول للغرفة وقال له هذا هو الطفل الذى كان مع السيدة فى النادى أو إحسان كما قلت لى من قبل ، أشار برأسه علامة الإيجاب سمير وأخبره أنه سيحكى له كل شيئ ولكن الآن علينا التركيز فى العملية قال له ماجد : حسنا ً يا صديقى على بركة الله وقبل أن يدخلا سويا قال له سمير : هذا الولد هو إبنى يا ماجد أو بمثابة إبنى لنحاول جاهدين أن نعيده إلينا فى صحة وسلام ، تأثر ماجد لكلماته وقال له : إن شاء الله يا سمير هيا بنا ، دخل سمير ووجد أيمن ممداُ على السرير والأجهزة تتصل بجسده ونظر له فى حنان وبدأ فى إجراء العملية ومرت ساعة تلو الأخرى وإنتهى سمير من العملية بعد ست ساعات تقريباً ولكنها إنتهت بنجاح وخرج سمير إلى مكتبه حيث تنتظره هناك إحسان ووجد إيمان ا مع أختها ووالدتهم قد حضروا للأطمئنان على أيمن وأخبرهم سمير أن العملية قد نجحت ولكنه سيظل هنا تحت الرعاية لبعض الوقت وأنه سيكون فى الرعاية المركزة ولن يراه أحد اليوم شكرته الأم كثيراً ومسكت يديه إحسان فى حنان لتشكره فربت على كتفيها وقال لها : الحمد لله يا إحسان إبننا فى خير حال لا تقلقى عليه ، هيا بنا لكى أقوم بتوصيلكم للمنزل فى طريقى وصديقى ماجد سيتابع الحالة هنا ولا تقلقوا عليه وغدا فى الصباح لتأتى لكى تطمئنى عليه ، انصرفوا جميعاً وقام سمير بتوصيلهم للمنزل وقال لها : سأتى لتوصيلك معى غدا يا إحسان للمستشفى ، ابتسمت وقالت له إن شاء الله يا سمير فى رعاية الله وأشكرك جدا مرة أخرى وصعدوا جميعا للمنزل وانصرف سمير وعاد لمنزله وقد قام بإلغاء مواعيده فى العيادة فى هذا اليوم وعاد ليجد والده هناك فى مكتبه يتابع بعض التقارير سلم عليه ودخل ليأخذ حماماً دافئا ً من تعب وإرهاق اليوم كله وبعدها خرج ليطمئن على والدته كانت قد بدأت تتناول الطعام وجلس جوارها ويعطيها الطعام بنفسه وأخذ يحكى لها على إحسان وعن أنه يرغب فى الزواج منها ولكن بعد أن يطمئن على إبنها أيمن قالت له ولكنها مطلقة يا ولدى وأنت لا تزال فى مقتبل العمر ولا أرتضى لك مثل هذه الزيجة ، رد عليها فى حنان وهدوء ولكنها يا أمى التى أحببتها ولا أشعر بالحب إلا معها ولا ذنب لها فى ما حدث لها وأنا على قناعة أنها ستكون لى ما أريد وستكون لى زوجة صالحة أيضا قالت له : لقد أخبرتك برأيى وأنت الوحيد الذى تملك القرار فأنت الذى ستتحمل كل شيئ فى ما بعد يا ابنى، قبَلها سمير وقال يا أمى حفظك الله لي وسأقوم بإخبارك بكل شيئ فى حينه وقام بعد أن أنتهت من تناول الطعام وذهب لغرفته وفتح درج المكتب الخاص به وأخرج منها بعض الصور القديمة وبعض الرسائل القصيرة بينه وبين إحسان وأخذ بعض الوقت يفكر ويفكر فى كل شيئ فى قصة إحسان وكلام والدته ونظر فى ساعته فوجدها تجاوزت العاشرة مساءً ، أخذ الهاتف وأتصل على إحسان ليطمئن عليها وعلى أحوال والدتها وطمئنته على حالتها وعلى والدتها وأبلغته شكر والدتها له على كل ما فعل من أجلها هى وأيمن وطلبت منه أن ينام الآن ليستطيع أن يقوم فى وقت مبكر لأنها تريد أن ترى أيمن فى أسرع وقت ، ابتسم سمير وودعها وقال لها سأنام الآن وأحلم بك يا إحسان وفى الغد سيكون لنا كلام كثير فى رعاية الله وتصبحين على خير .
استيقظ سمير فى الصباح ونظر لساعة الحائط أمامه كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة صباحاً قام من السريروتوجه ليأخذ حمامه المعتاد وبعدها خرج لغرفة والدته كانت قد أستعادت بعض من صحتها وقد إعتدلت فى جلستها وابتسمت حينما رأت إبنها يدخل عليها قبَل يديها وجبينها وأطمئن عليها وقبل أن يتركها ويمشى قالت له : هل لا زلت مصرعلى ما أبلغتنى به بالأمس يا ولدى ؟ قال لها سمير : نعم يا أمى وأتمنى أن تباركى لى فى هذا الأمر فأنا حقاً فى أشد الإحتياج لها وستكون هى من أبتغى يا أمى العزيزة ، قالت له هل أخبرت والدك بما تود أن تفعل يا سمير ؟ رد عليها لم أخبره بعد ولكنى أعرف أن والدى لن يعترض يا أمى على شيئ فهو يتمنى لى الزواج فى سرعة لكى يرى أحفاده معه ، ضحك سمير وودع والدته وهى تدعو له بالتوفيق فى حياته وأن يرزقه الله الخير دائما ، توجه بعدها سمير إلى والده ليطمئن عليه ووجده فى المكتب منهمك فى أوراق كثيرة أمامه دخل عليه فى هدوء وقال له سأذهب إلى عملى يا والدى هل تريد منى شيئ ؟ قال له بعد أن أعتدل إجلس يا سمير أريدك فى أمر هام ، ظهرت علامات الإهتمام على وجه سمير وقال لأبيه : خيراً يا والدى ، قال له أبوه أنت تعلم جيداً أنك ولدى الوحيد وأن كل ما أملكه الآن سيكون لك فى يوم من الأيام وأريد أن أطمئن عليك قبل أن يحدث لى أى شيئ ، ابتسم سمير وقال له : أطال الله فى عمرك يا أبى لا تقلق فأنا سأتزوج يوماً ماً وستجد أحفادك حولك هنا يا أبى ، قال له والده لذلك أنا أريد منك أن تستعد لأننا سنقوم بزيارة أحد أصدقائى فى الغد يا ولدى لنتقدم لخطبة إبنته الكبيرة فهى دكتورة مثلك وتعمل فى مستشفى خاص ولديها أيضا عيادة صغيرة لأمراض النساء والتوليد فى حى مدينة نصر ، نزلت عليه الكلمات باردة ولم يستطيع أن يتحدث وأكمل والده هى من عائلة محترمة جدا ووالدها أحد رجال الأعمال ولديه مصنع مجاور لى فى مدينة العاشر من رمضان لتجارة الأخشاب والموبيليات فماهو رأيك يا سمير ؟ قال له سمير حينما أعود اليوم يا والدى لنجلس سوياً لنتحدث فى هذا فأنا الآن فى عجلة من أمرى وعندى الكثير من الأعمال وأستأذن من والده وأنصرف وطوال الطريق وهو يفكر فى كلام والدته وكلام والده له كيف يقول له أنه قد أستقر به الأمر وسيتزوج من إحسان فهى التى أرادها منذ زمن طويل والأقدار قد باعدت بينهم والآن قد قاربت بينهم فكيف يترك الحلم الجميل الذى لطالما أنتظره منذ وقت طويل ؟ وصل سمير إلى منزل إحسان وكانت تنتظره فى أسفل العمارة فى الوقت المحدد بالظبط وركبت معه السيارة بعد أن سلمت عليه وقالت له : كيف حالك يا سمير ماذا بك أرى علامات التفكيرعلى وجهك هل أيمن بخير أم أن هناك أمراً آخر يشغل بالك لست سميرالذى عهدته أخبرنى ولا تطل حيرتى من فضلك ؟ نظر إليها سمير فى حنان وأخذ يديها بين يديه وهو يقول لها لا تقلقى سنذهب لنطمئن على إيمن أولاً وبعدها سأخبرك بكل شيئ ، احمر وجهها خجلاً وهى تبتسم وتقول ليكن يا سمير ، وصلا إلى المستشفى ودخل سمير لمكتبه وطلب منها البقاء قليلاً حتى يطمئن على حالة أيمن ويسمح لها برؤيته وتركها وأنصرف مسرعاً لحجرة الرعاية التى يوجد فيها أيمن وأطمئن عليه من الممرضة الموجوده هناك ودخل ليرى التقارير الخاصة به وكان كل شيئ على مايرام وفى إنتظار تعليماته ليخرج من الرعاية فأمر سمير التمريض هناك بنقله إلى غرفة منفصلة بها سرير آخر لكى يجلس مع والدته أو من يرغب فى البقاء معه ، أسرعت الممرضة بتنفيذ أوامره وخرج سمير ليجد أمامه ماجد فسأله عن أخبار أيمن فقال له أنه بخير حال ولكن الحركة ليده اليسرى ضعيقة قليلة أو لنقل أنه لا يحركها تقريباً انتبه سمير لكلمات ماجد وقال له وماذا أيضا ، قال له لا يوجد شيئ آخر ولكنه فى حالة جيدة بعد العملية نظر إليه سمير وقال له لقد طلبت منهم نقله لإحدى الغرف يا ماجد لكى تراه أمه ، قال له ماجد لتخبرنى ما القصة كاملة يا سمير جلس معه ما يقرب من النصف ساعة وحكى له كل شيئ حتى كلام والده له وبعد أن أنتهى من كلامه مع ماجد دخلت الممرضة لتخبره أنها نفذت ما أمر به وأن الغرفة رقم 117 بها الطفل أيمن وانصرفت وقبل أن يتكلم قال له ماجد أنا أرى أن والدك على حق يا سمير وكيف لك أن تتزوج من واحدة لديها طفل فى الخامسة تقريبا الآن من العمر وأنت لا تزال فى مقتبل العمر ولديك أحلامك والكثير من الفتيات تتمنى منك كلمة واحدة وأنت تعرف ذلك جيداً هنا الكثير من الطبيبات معنا وفى النادى الكثير من العضوات أنا أعرف هذا جيداً فكيف لك أن تفعل هذا بنفسك ؟ أستمع لكلمات صديقه جيداً وقال له : يا ماجد أنت لا تعرف من هى إحسان عندى أنا عرفت الحب منذ كنا أطفال سوياً معها وأنا أجد أنها المناسبة تماما لى ولن أتنازل عنها وسأخبر والدى بكل شيئ فأنا حقا لا أرغب إلا بها ولكن لأطمئن أولا على أيمن وبعدها سأذهب لوالدتها وأطلب الزواج منها قال له ماجد لقد قلت لك وجهة نظرى كاملة فأنت أعز صديق عندى ويهمنى جدا مصلحتك يا سمير، ابتسم سمير ووضع يديه على كتفى ماجد وقال له : أنت فعلا أخى ولست صديقى يا ماجد سأتركك قليلاً للذهاب إلى إحسان لكى ترى أيمن إبنها وتركه سمير وذهب للمكتب ليجد هناك إحسان وقد تملكها القلق على أيمن وقامت مسرعة لتسأله عن أيمن قال لها إنه بخير وأنها ستراه بعد قليل لا تقلقى يا إحسان وأخذها وذهبا معاً لغرفة أيمن وحينما دخلت عليه أسرعت لتحتضنه وهى تقبله فى مشهد مؤثر جدا وقالت لها الممرضة أرجوكى احترسى فهناك بعض المحاليل التى يتم أعطائها له فأحترسى من يديه تراجعت إحسان وهى تنظر لإبنها وهو نائم على الفراش ونظرت إلى سمير فقال لها سيكون بخير سيمراليوم فقط وفى الغد يكون فى أحسن حال لا تقلقى ولكن أخبرينى هل كان يعانى من شيئ ما فى يده اليسرى قبل مرضه ، قالت له نعم كانت يديه اليسرى بها بعض التعب ولا يحركها بصفة مستمرة ولقد قال لنا الطبيب أن هذا من تأثير الورم الذى يعانى منه فى المخ يا سمير ، قال لها لم تخبرينى بهذا من قبل ولكن لنرى بعد أن يكمل باقى العلاج خلال الأيام القليلة القادمة هيا بنا الآن سنعود للمنزل لأنى عندى الكثير من العمل فى عيادتى الخاصة يا إحسان ، خرج معها وقالت له أريد أن أتحدث معك بعض الوقت هل من الممكن أن نذهب إلى مكان هادئ يا سمير ، ابتسم سمير وقال لها لنذهب سوياً إلى النادى ونتناول طعام الغداء سوياً هناك ، وافقت إحسان وذهبا معها إلى النادى وجلسا فى مكان بعيد عن الناس وطلب الغداء لكل منهما واثناء تناولهما للطعام قالت له إحسان : هناك شيئ آخر لم أخبرك به يا سمير عن زوجى ، انتبه سمير لكلامها وقال ماذا عنه يا إحسان قالت له إنه يريد أن يعود لى وحينما عرف أن أيمن فى المستشفى أتصل بنا فى الأمس وسيحضر إلى القاهرة ليراه ، اندهش سمير وقال لها لم أتوقع هذا كنت أتوقع أن يكون قد أنتهى الامر بينكما منذ أن إنفصلتما يا إحسان ردت عليه بالفعل أنا لا أعرف كيف أستطاع معرفة أن أيمن قد أجرى عملية فى المخ ولقد تفأجئنا كلنا بهذا الاتصال قال لها سمير إذن هو سيأتى لكى يراه وبالطبع ستكون فرصة مناسبة لمحاولة إرجاع ما مضى بينكما ، نظرت له فى دهشة وقالت : كيف هذا أنا لن أعود إليه مرة أخرى أنا تعبت مع هذا الرجل كثيراً ولكنه والد أبنى ، قالتها فى حدة وأندهش سمير لكلامها وقال لها بالفعل هو أبو إبنك يا أحسان ، ليكن ويفعل الله ما يشاء قالت له فى هدوء: لا تغضب منى يا سمير فأنا فى حيرة من أمرى ، أنا فى قمة السعادة لأننى وجدتك وأصبحت معك ولكنه إبنى ويستطيع أن يأخذه منى فى أى وقت إن عرف بأننى سأتزوج يا سمير ، كانت كلماتها شديدة التأثير عليه ويبدو كأنه قد أستفاق من الغفوة التى قد حدثت له وتذكر كلمات ماجد صديقه وكلمات أمه وأبيه وانتبه حينما لامست يديها يديه وهى تقول : أين ذهبت أنا أتحدث معك وأنت لست معى ماذا حدث ؟ قال لها لا شيئ يا إحسان هيا بنا لكى اوصلك للمنزل ، واخذها سمير أنصرف وودعها وتركها وأنصرف وعقله يبحث عن إجابة للكثير من التساؤلات وهل سيكمل مع إحسان للنهاية أم بعد ما سمع منها كل هذا سينظر للأمور بهدوء ومن منظور جديد
وصل سمير لعيادته ودخل ليجد بعض الحالات هناك وطلب من الممرضة أن تُدخل الحالات تباعاً وبعض مرور ساعة دخلت عليه الممرضة لتخبره أن هناك سيدة تطلب مقابلته تعجب سمير وقال لها ماذا تريد هذه السيدة ؟ قالت تقول أنها تريد الحديث معك فى أمر شخصى أخبرها سمير أن تدخلها بعد هذه الحالة وتابع عمله وما هى إلا بضع دقائق حتى انتهى من الحالة التى معه ونادى على الممرضة لتدخل من تريد أن تراه دخلت سيدة ترتدى النقاب وعرفها سميرإنها إحسان وحينما دخلت للمكتب أغلقت الباب ورفعت النقاب عن وجهها وقالت أهلا بك يا سمير ، قال لها ماذا حدث يا إحسان ولماذا حضرت إلى هنا هل هناك جديد ؟ قاطعته ووضعت يديه على شفتيه وقالت : أنا إيمان لست إحسان كيف لم تلحظ هذا يا سمير إنتبه ونظر إلى وجهها قليلاً بالفعل كانت إيمان والفرق الوحيد بينهم حينما نظر لهما معا فى منزل إحسان أن إيمان تبدو أطول قليلاً وممتلئة عن إحسان قليلاً ، قال لها ماذا حدث يا إيمان هل هناك ما يسوء أو أن أحسان بها شيئ ما قالت وهى تجلس أمامه لا يوجد شيئ يا سمير فأنا حضرت هنا دون ان أخبر أحد بمقابلتك سوى أمى لأنى أريد أن أتحدث معك قليلاً ولم أستطيع أن أتكلم معك على إنفراد من قبل ، قال لها أنا مصغى لك يا إيمان تكلمى ماذا تريدين أن تخبرينى ؟ قالت له سأحكى لك كل شيئ ولكن لتعدنى أن يكون هذا الكلام بيننا فقط ولا يعرفه سوانا تعجب من كلامها ، ولكنه قال لها : أعدك يا إيمان تكلمى فأنا منصت لكلامك ، أراحت رأسها على الكرسى وقالت فى صوت منخفض : أنت لم تكن تعلم أننا تؤام يا سمير ولم تكن إحسان تريد أن تخبرك بهذا لأننى كنت الأجمل والأحلى وكانت دائما تطلب من أمى أن تتركنى عند خالتى فى الإسكندرية وبعد وقت قصير رأيتك يوماً وأنا فى الشارع وأنت وقفت لتطلب منى لو تتذكر أن أعطيك بعض الماء وأنت فى مدخل البيت عندنا يومها لم تعرفنى وأعتقدت أنى إحسان ومن هذا الوقت وأنا أحبك يا سمير ، لكن لم أستطيع أن أبوح لك بكل هذا ولقد قابلتك أكثر من مرة ولكنك للأسف لم تتعرف بى وكنت دائما تظن أنى إحسان وكان هذا يؤلمنى بشدة ولكن تسلط أختى وفرض سيطرتها علينا منعنى من الحديث معك وتحينت الفرصة المناسبة لكى أبوح لك بكل شيئ ولكن سافرت أنت وتركت المكان ولم يعد هناك أمل فى أى شيئ وتقدم لخطبتى أنا أحد الأثرياء وكان قد تعرف علي عن طريق أحد أقاربنا وأخبروه أننا تؤأم وعليه أن يختار بيننا وبالفعل حضر لمنزلنا ورأى إحسان أولا ثم بعد ذلك أنا دخلت وحينما رأنى اختارنى أنا ولكن نظراً لأن إحسان لا تريد أن أكون أفضل منها ولأنك قد سافرت تركت كل شيئ ورائها وأندفعت لتسافر مع زوجها لتعيش الحياة وكنت أبحث أنا عنك دون أن أخبرهم بأى شيئ وحينما بدأت أعرف أخبارك كانت هى بأسلوبها قد عكرت صفو حياتها مع الرجل الذى أعطاها الكثير وهذا هو الجانب السيئ فى أختى يا سمير ، أنا أسفة جداً لأننى أتحدث عن أختى بهذا الشكل ولكنها فعلا لا ترى سوى نفسها فقط وحينما رزقها الله طفل جميل أهملت فيه كثيرا حتى تعب بشدة ومن شدة حبى له كنت أنا أنزل به لكى أذهب معه للدكتور وهى تجلس فى المنزل وحينما عرفت مكانك وعرفت تخصصك النادر فى طب الأطفال أخبرت أمى ولكنها سمعتنا ونحن نتحدث وهنا قالت لأمى أنها ستفعل المستحيل لكى تصل إليك وتعيدك إليها وكانت تطلب منى أن أذهب للبحث عنك وكنت أنا أوافق لكى أراك يا سمير وأخيرا وجدتك وكنت فى قمة السعادة ولكن ليست كل الأشياء تكتمل ، لقد أخبرتك بكل شيئ وتستطيع أن تعرف إن كنت أكذب من والدتى فلقد تحملت هى الأخرى الكثير من دلع وتسلط إحسان يا سمير ، مرة أخيرة أعتذر لك عن كلامى هذا ولكنى أخبرتك الصدق لأنى أحبك جدا ولا أدرى ما المصير بعد أن أخبرتك بكل هذا ، كان سمير يستمع لها وهو يشعر أنه يشاهد أحد الأفلام العربية القديمة ، قامت إيمان لتستعد للخروج فأمسك يدها وقال لها : أنتظرى سأوصلك للمنزل فى طريقى ونزلت معه بعد أن أنهى عمله وأوصلها للمنزل وتركها وهو يفكر فى شدة هل بالفعل هى صادقة ولكن كل ملامح وجهها تدل على صدق كلامها يا للغرابة هل هذه إحسان التى كنت أريد الزواج منها وتذكر ما حدث منها فى الصباح وأان زوجها يريد أن يعود لها وهنا قرر سمير التفكير فى هدوء فالأمر أصبح شائك ولا مجال للخطأ وصعد لمنزله ودخل متأخراً وكان الجميع قد ناموا ودخل لحجرته ونام نوماً عميقاً . استيقظ سمير على أصوات عالية تأتى من غرفة والدته فقام مسرعاً ليدخل إليها وقد تجمع حولها الطبيب ومساعدته وأبيه فسأل ما الذى يحدث هنا أجابه والده أزمة قلبية ونحاول إسعافها عن طريق بعص الصدمات الكهربائية وبالفعل إستجابت لهذه الصدمات وبدأت تتنفس بصورة طبيعية وطلب سمير من والده نقلها للمستشفى فربت على كتفه وقال له أنا طلبت الإسعاف وهى فى الطريق يا سمير لترتدى ثيابك سريعا ً لتذهب معنا ، أسرع لغرفته وأرتدى ثيابه فى سرعة وكانت سيارة الأسعاف قد حضرت بالأسفل وحملوها ونزلوا بها إلى السيارة وأنطلق خلف سيارة الأسعاف سمير للمستشفى التى يعمل بها فى المهندسين وأدخلها المسعفين إلى الطوارئ وقام سمير بالسؤال عن الدكتور المختص للكشف السريع على والدته وحضر مسرعاً زميل له وبعد الفحص المبدئى طلب منهم أن يتم حجزها بغرفة الرعاية الفائفة لأن حالة القلب غير مطمئنة وبالفعل دخلت وتم إبقائها هناك وطلب سمير من والده البقاء جوارها حتى يعود بعد قليل وذهب لحجرة أيمن لكى يطمئن عليه وقبل أن يطرق الباب سمع صوت إحسان من الداخل وهى تتحدث بصوت مرتفع كان باب الحجرة غير مغلق وكانت تقول لمن معها : لا أظن أنه سيفكر فى هذا أبدا فهو الآن مقتنع تماماً أننى قد عدت إليه لأننى أحبه وهو لا يعلم أنى قد عدت فقط من أجل إبنى فأنا لم يكن معى المال الكافى لإجراء عملية بهذا الحجم وتكاليفها مرتفعة جداً ، قرر الدخول عليها ولكن قبل أن يدخل سمعها تقول سأنتظرك اليوم وتأتى لتكمل ما اتفقنا عليه بأنك تريد الطفل معك يا سعيد وأنك لن تتحمل أن تراه فى هذا الوضع ونحاول أن نأخذ منه بعض المال ونسافر كما كنا فأنا تعبت من المعيشة مع أمى المريضة العاجزة وأختى التى ستظل هكذا لا تريد أن تتذاكى على الناس لتجارى الأمور فالكل يفعل هذا ، تراجع قليلاً سمير من هول ما سمعه من إحسان ولم يكن يصدق أبداً أن تكون إحسان هكذا وأن يكون كلام إيمان عنها صحيح وقرر أن يواجهها بما سمع ولكنه أراد أن يعرف الكثير فتراجع وقام بطرق الباب فردت عليه من الداخل : تفضل بعد أن أغلقت الهاتف ووضعته فى حقيبة يدها , دخل سمير ليطمئن على أيمن وحاول أن يبتسم فى وجه إحسان ولكنه لم يستطيع وكان وجهه يظهر الكثير مما يخفى فسألته إحسان ماذا بك يا سمير ؟ ماذا حدث يا حبيبى هل هناك شيئ ؟ رد عليها مسرعاً لا تقلقى أمى مريضة قليلاً وهى معى هنا فالمستشفى يا إحسان كان رد فعله طبيعى جداً فلقد قامت مسرعة إليه وهى تمسك بيديه وتقول له أين هى أريد أن أراها ؟ قال لها إنها فى غرفة الرعاية وممنوع الزيارات لها يا إحسان ، تطلع إليها وهو لا يكاد يصدق عينيه وأذنيه التى سمعت منذ قليل وسألها سمير هل زوجك سيحضر اليوم مثلما قلت لى ليرى أيمن ؟ قالت نعم لقد حدثنى منذ قليل وطلب منى أن أستعد لأنه سيأخذ الطفل ويسافر به للعلاج فى الخارج وأنا لا اريد هذا يا سمير أنا أريدك أنت معى ولا أريد البقاء إلا معك ، أرتمت بين ذراعيه وهو يقول لنفسه إنها لممثلة بارعة تجيد التمثيل ببراعة أخدها بين يديه من كتفيها وقال لها لا تخافى أنا معك سأكون جوارك ولن أتركه أبدا يأخذ أيمن ، قالت لا أعتقد يا سمير فهو يريد أيمن وبشدة ولا أدرى إن كان سيقتنع أننى قد قمت بدفع مصروفات العملية عن طريقك أنت وسيظن أن معى نقود كثيرة ويشك أنى قد أخذتها منه قبل أن أنفصل عنه ووقتها سيخيرنى بين ابنى أو أن أعطيه بعض المال وأنت تعلم جيداً أننى لا امتلك أى شيئ سوى هذه الشقة التى نعيش فيها كلنا ، وبدأت تبكى وتحتضنه بشدة وتقول له لا تتركنى يا سمير أفعل أى شيئ لأبقى معك أنا وأيمن ، نظر سمير إلى الطفل الذى يرقد على السرير وهو يقول لنفسه ما ذنب هذا الطفل لكى تكون هذه أمه حقا يا لها من دنيا غريبة ، قال لها سأفعل أى شيئ لأجلك يا إحسان ولكنى سأنصرف الآن لأرى والدتى وترك الغرفة وخرج منها وهو لا يكاد يتخيل كل ما حدث هل كنت سأقع فى فخ هذه السيدة التى لا تملك قلباً مثلما قالت عنها أختها ؟ شكر سمير ربه على أنه قد أتى مع والدته فى غير موعده المعتاد وسمع بأذنيه كل شيئ وهنا قرر سمير أن يتركها للأبد ولكن بعد أن يُشفى إبنها فهو لا ذنب له فى هذه القصة ، وألتفت عائداً إلى غرفة والدته ليطمئن عليها وأخبره زميله أن الأمور فى تحسن وأنها ستحتاج لبعض الوقت لتعود لطبيعتها أما بخصوص المعدة فالأمور أصبحت فى أحسن حال والورم المتواجد بالأمعاء قد شُفى تماماً وهى فى أحسن حال ولا تحتاج إلا لبعض الأخبار السارة لتستعيد عافيتها ، شكره سمير كثيراً وطلب من والده إن كان يريد العودة للمنزل أو للعمل وهو سيظل جوارها ولن يتحرك إلا وهى فى أحسن حال ، تركه والده وعاد للعمل وبقى سمير جوارها ينظر لها من خلال زجاج الغرفة وهى نائمة وسألها فى صوت خفيض كأنما يحادث نفسه ، سأجعلك تفرحين يا أمى الغالية لتعودى لى بسلامة الله وبعدها سأتزوج من إيمان فأنا أرى فيها الكثير من الطباع الجميلة وأرجو أن تكون مثلما أظن بها ، أما إحسان فليعاقبها الله على عملها وعلى إهمالها لإبنها الذى لا تستحق أن تكون له أماً و تركها وعاد لمكتبه وأتصل بمنزل إيمان وطلب منها أن تقابلة فى النادى فهناك خبر سعيد سيكون له مردود جميل لديها ، وافقت إيمان وذهب سمير إليها فى النادى وهناك أخبرها بما سمع من إحسان مع زوجها فأنزلت عينيها فى الأرض وقالت : أنا أسفة بشدة يا سمير لم أكن أتوقع منها كل هذا سامحنى على خطأ لم أفعله ، وضع يديه على يديها وقال لها أنت مختلفة عنها يا إيمان وأنا أريد الزواج منك فهل توافقين ؟ لم تصدق عينيها ونزلت بعض دموع الفرح من عينيها وهى تقول له هل أنت صادق يا سمير فى ما تقول ؟ هل بالفعل تريد الزواج منى رغم كل ما سمعته عن أختى ؟ هل ترضى حقا بأن أكون لك شريكة الحياة ؟ ضغط على يديها برقة وقال أوافق يا إيمان وسأتقدم لخطبتك رسميا بعد خروج والدتى من المستشفى فهى مريضة جدا ومحجوزة فى نفس المستشفى التى أعمل بها كانت فى قمة السعادة وقامت معه لتعود للمنزل قبل أن تعود إحسان وهناك أخبرت أمها بكل ما حدث من سمير ومن كلامه عن إحسان وعن المكالمة التى سمعها ، قالت أمها لا تخبرى أختك بأى شيئ من هذا حتى لا تفعل أى شيئ يجعلك تبتعدى عن سمير هل تفهمين جيداً ما أٌقوله لك ؟ قالت أفهم يا أمى لا تقلقى وهنا دخلت إحسان عليهم وهى تقول لهم : لقد عدت من المستشفى وسيأتى سعيد معى إلى المستشفى لكى يأخذ أيمن وبالطبع لن يوافق سمير وسيحاول جاهداً معه وتكون هذه هى الفرصة لأخد كل ما نريد من سمير لنعود لما كنا عليه أنا وسعيد ويعيدنى إليه مرة أخرى ، كانت الأم تستمع وإيمان دون أن تنطق أى واحدة منهما بكلمة واحدة وتركتهم ودخلت للنوم وهنا قالت الأم مثلما قلت لك لا تخبريها عنك أى شيئ فأنا من اليوم لم يعد عندى سوى بنت واحدة وهى سأعتبرها قد ماتت فى نظرى ، عاد سمير مرة أخرى للمستشفى وأطمئن على والدته وبعد أن حضر والده تركه مع أمه ثم عاد ليكمل يومه المعتاد فى عيادته وعاد للمنزل فى قمة الأرهاق ودخل لغرفته لينام فى هدوء .
مرت أيام قليلة وخرجت الأم من المستشفى وعادت للمنزل وأطمئن عليها سمير وقال لها كل ما حدث وطلبت منه ألا يفرط فى إيمان لأنها بنت جيدة وستكون له خير زوجة ووالده أيضا قال له أنا موافق على هذه الزيجة و تركهم سمير ونزل مسرعاً للمستشفى كان هو اليوم المحدد ليخرج أيمن من المستشفى وهناك رأى إحسان مع أختها وامها ورأى رجل معها فتقدم نحوهم ليقول لهم أن أيمن فى أحسن حال الآن و يستطيع أن يخرج فى أمان ويعود إليك يا إحسان ، قال الرجل تقصد أن يعود لى فأنا والده وأنا لن أفرط فيه بعد اليوم حتى لو دفعت كل ما أملك ، قالت إحسان كيف هذا لن يأخذ أبنى أى مخلوق ، تكلم يا سمير لماذا انت صامت هكذا ؟ قال لها سمير ماذا أقول فهذا هو حقه ولا يستطيع إنسان أن يأخذ طفل من أبيه أبداً ، أصابت كلماته دهشة إحسان ودهشة زوجها أيضا ولكن الأم ابتسمت وأختها وهنا قال لهم سمير لقد سمعت كل شيئ يا إحسان وعرفت القصة كاملة وأنا لا أريدك بعد اليوم فى حياتى وأسمحى لى يا سيدتى أن أطلب الزواج من إبنتك إيمان فهل توافقين ؟ ردت الأم فى سرعة أوافق طبعا يا سمير وهى أيضا موافقة أخذها من يديها وقال لأمها سأذهب بها لكى تراها أمى وأبى وسنعود بعد قليل لكى نتمم كل شيئ يا أمى وتركهم وذهب هو وإيمان وإحسان لا تصدق عينيها وهنا قال لها زوجها يا لك من مغفلة لتذهبى عنى لا أريد أن أراك مرة أخرى أنا أيضا وخرجت إحسان والدموع تملأ عينيها ومعها ابنها وهى تشعر بالضياع ، وعاد سمير مع إيمان لأبيه وأمه وحينما رأها الأب والأم وافقوا عليها وباركت أمه الزواج منها وإتمام مراسم الزفاف سريعا وقال سمير لأمه وهو يبتسم : وأخيراً يا أمى أخيراً عادت لنا الحياة..
النهاية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق