الجزء الثانى
فتح أكرم عينيه ونظر إلى ساعته فوجدها قد تجاوزت السابعة صباحاً وسمع طرقات خفيفة على الباب فأعتدل وقام من مكانه فرأى مصطفى يدخل عليه ومعه بعض الملفات وفى يده الأخرى حقيبة طعام صغيرة وأبتسم وهو يقول له : أعلم أنك لم تتناول الطعام منذ الأمس فأحضرت لك بعض الطعام السريع هيا لتناول الطعام وبعدها سأريك ما وجدته من خلال البحث الدقيق عن الحالات التى تريد معلومات عنها يا أكرم ، لم يستطع أكرم الإنتظار فهو بالفعل كان جائعاً وبشدة فأخذ منه الطعام وطلب مصطفى من الساعى إحضار القهوة وحينما إنتهى من الطعام أكرم ، نظر لمصطفى باسماً وقال له : الآن عرفت لماذا تحب الطعام فالجوع أمر صعب للغاية ؟ ضحك مصطفى وجلس على الكرسى أمامه ، وماهى الإ دقائق وقد إنتهى أكرم من تناول الطعام وأحضر حينها الساعى القهوة وخرج سريعاً وبدأ الأثنان فى إحتساء القهوة وبعد أن شربا القهوة ، فتح مصطفى الملف الذى أحضره معه وبدأ يقرأ ما به ويسمع أكرم ما فى التقرير وقال : أن هناك علاقة غير مباشرة بعد التحريات الدقيقة بين المجنى عليهم جميعا تبين أنهم يجمعهم منذ أربع سنوات علاقة عمل مشتركة فى أحد المشروعات الكبيرة لبناء مول تجارى ضخم حيث كان رجل الأعمال صاحب هذا المول التجارى الكبير الممول الرئيسى للمشروع وهناك المقاول الذى قام بتوريد الأدوات اللازمة من مواد البناء والعمالة لهذا المول الكبير وتم تصميم المول عن طريق اثنين من المهندسين المشهود لهم وقتها بالكفاءة فى العمل ولكن كان يعيبهم الطمع الشديد والسعى الدائم لتحقيق أكبر قدر ممكن من الثراء حيث أفاد المقربون منهم بعد جمع التحريات عنهم وعمل الجميع فى هذا المشروع الكبير حتى تم الإنتهاء منه ولكن بعدها بعامين حدث حريق كبير فى المبنى وأتلفه تماماً وأرجعت التحقيقات وقتها أن الحريق بسبب ماس كهربائى أدى إلى هذا الحريق الهائل وتم التصديق على كلام الجميع عن طريق مدير أمن المول المسئول عنه والذى كان يومها متواجداً فى مكان الحادث ولقد حدث العديد من الإصابات جراء هذا الحريق وتوفى أحد الرجال وكان يعمل فى أحد المحلات فى هذا المول رجل كبير فى السن كان يعمل فى النظافة فى أحد الأدوار والذى لم يستطيع الخروج وقتها من المول التجارى وأنتهت القضية فى هذا الوقت وتم أخذ تأميناً كبيراً من أحد شركات التأمين التى كانت قد قامت بعمل بوليصة تأمين على المول التجارى ضد الحريق وبعدها صارت الحياة بشكل طبيعى وكلا منهم مارس حياته بصورة طبيعية وإن كانت هناك بعض الشواهد التى أظهرتها التحقيقات الدقيقة عن المجنى عليهم أفادت بتغيرالحالة الإقتصادية لهم جميعاً وتحول الكثير منهم لمرحلة الثراء ومسئول الأمن الوحيد الذى لم يظهر عليه الثراء ولكنه قام بشراء محل صغير لبيع المواد الغذائية وترك العمل وتفرغ للعمل بهذا المحل الصغير الذى بدأ يكبر مع الوقت ، توقف مصطفى وهو ينظر إلى أكرم الذى أستغرق فى تفكير عميق وسأله مصطفى ما الذى تفكر فيه بعد كل هذه المعلومات التى طلبتها ، كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة صباحا فقام أكرم وجلس خلف مكتبه وهو يعقد أصابعه أمام وجهه وقال لمصطفى : قضية معقدة فعلا !! ولكنى بدأت أضع يدى على القليل من الخيوط التى قد تساعدنا فى العثور على القاتل يا مصطفى فى أقرب وقت ، وقام أكرم من كرسيه وشبك أصابع يديه خلف ظهره وهو يفكر بعمق وترك مصطفى له الحرية ولاذ بالصمت ولم يتكلم وألتفت أكرم إليه وقال له أريد تقريراً مفصلاً عن الرجل الذى مات فى حريق المول التجارى يا مصطفى رجل النظافة ، ظهرت الدهشة على وجه مصطفى وقال لأكرم : بماذا تفكر وبماذا قد يفيد البحث فى ملف رجل نظافة فقير ؟ ابتسم أكرم وقال له : ستعرف إن صدق حدسى فالخيط الأقوى من هناك من عند هذا الرجل ؟ هيا لا داعى للكلام الكثير أريد اليوم أو فى الغد على الأكثر تقريرك يا مصطفى ، قام مصطفى مسرعاً وهو يبتسم وهو يشير برأسه بالإيجاب وترك أكرم وخرج مسرعاً، جلس أكرم فترة يفكر ويحاول أن يستنتج أى شيئ من تقرير مصطفى ومر الوقت سريعاً ونظر أكرم إلى ساعته كانت قد إقتربت من الثانية عشر ظهراً فرفع سماعة الهاتف ليتصل على والدته ليطمئنها عليه ويطمئن على حالها فأخبرته أن الجميع بخير وسألته عن موعد عودته للمنزل فأخبرها أنه سيأتى قريباً إن شاء الله ولا تنزعجى وإنه فى أفضل حال وودعها وأغلق الهاتف ، تنهد أكرم تنهيدة طويلة ثم قام من كرسيه وتوجه إلى الباب وخرج أكرم من مكتبه متوجها ً إلى مكتب مديره العميد /راشد وطرق الباب طرقات خفيفة وسمع صوتا ينادى له بالدخول ففتح الباب وأدى التحية العسكرية أمام مديره فطلب منه الجلوس على الفور وسأله عن القضية وكيف وصلت التحريات حتى الآن ؟ فأخبره أنه لديه قناعة أن أسباب القتل باتت معلومة لديه وأخبره بما يدور بعقله وأنه يحاول جاهداً الوصول فى أسرع وقت ممكن للدليل الذى يثبت به صدق توقعاته وتخمينه وسيكون حل القضية قريباً جدا ، كما وعده من أول يوم تم تكليفه بهذه القضية والقاتل صار قريباً جدا ، طالبه العميد / راشد بالسرعة والدقة لإنهاء هذه القضية التى شغلت الرأى العام فأومأ برأسه أكرم علامة الفهم ، وأستأذن أكرم فى الإنصراف وأستدار مسرعاً وخرج وأغلق خلفه الباب ، نظر إلى ساعته فوجد الوقت قد مر بسرعة وقرر أن يخرج لتناول الطعام بأحد المطاعم القريبة من المديرية دخل أكرم لمطعم معروف بالقرب من مكان عمله ، وجلس على طاولة بقرب نافذة تطل على الشارع وكان جهاز التلفاز يعرض أحد البرامج ولم يشغل باله كثيراً بما يشاهد الناس وحضر إليه الجرسون وسأله عن الطعام الذى يود أن يتناوله فأخذ منه قائمة الطعام وأشار إليه بأصبعه إلى ما يريد أن يتناوله وأنصرف الجرسون بسرعة وفجاة جذب إنتباه أكرم صورة فى التلفاز كانت الصورة لرجل كبير السن وهو يتحدث فى برنامج عن الفقراء وكيف يتم الإطاحة بهم بلا ثمن عن طريق أصحاب المال والأعمال وكيف يتم طردهم شر طردة ومن يحاول أن يتكلم أو يطالب بحقه من الممكن جدا عمل أى مشكلة لطرده وقد تصل إلى حد إتهامه بالسرقة أو أى شيئ آخر ، وانتبه أكرم إلى الجرسون وهو يضع أمامه الطعام وانصرف ، وبدأ أكرم فى تناول طعامه وهو يفكر ويفكر وتوقف عن الطعام فجأة وابتسم قائلاً لنفسه : معلومات مصطفى ستحدد بشكل كبير من هو الجانى وأكمل تناول طعامه وطلب بعدها فنجاناً من القهوة وأخذ يتناوله على مهل وهو لا يزال يفكر وبعد أن إنتهى قام أكرم بعد أن ترك للجرسون قيمة الطعام وخرج مسرعاً إلى مقر عمله وتوجه إلى مكتبه وجلس يطالع مرة أخرى كل التقارير التى تم جمعها عن الضحايا الخمس الذين قتلوا وتم التعرف على جثثهم من بطاقاتهم الشخصية ومن هذه التقارير إستنتج أكرم أن الدافع هنا ليس بغرض السرقة لأنهم جميعا كانوا يحملون نقودهم والعديد من الأشياء والمتعلقات الخاصة ، تعب أكرم من التفكير وقام ليمدد جسده على الأريكة الموجودة بمكتبه وراح فى نوم عميق ،
استيقظ أكرم فوجد مصطفى أمامه فى المكتب وهو يبتسم ونظر حوله كانت الشمس قد أشرقت فنظر لساعته ووجدها بالفعل تجاوزت السابعة صباحاً وقبل أن يتكلم قال مصطفى لقد وصلت منذ قليل ولكنى كنت أتناول بعض الطعام مع الشاى وطلبت لك فنجاناً من القهوة وكنت سأوقظك بعد أن أنتهى من طعامى ، أعتدل أكرم وهو يبتسم له قائلاً : يبدو أنى قد نمت كثيراً من الإرهاق ، ضحك مصطفى قائلأ: بالتأكيد فأنت تعمل على قضية فى غاية الأهمية والتعقيد ومنذ أن طلبت منى المعلومات عن هذا الرجل وأنا فى الخارج وهذه هى المعلومات التى طلبتها بكل دقة ، قال أكرم له أقرأ لى كل ما جمعت من معلومات وبمنتهى الدقة والهدوء ، جذب مصطفى كرسياً وأصبح مواجهاً لأكرم وفتح الملف الموجود معه وقال : هذا الرجل يدعى موسى إبراهيم وله إبنة إسمها ( ولاء ) متزوجة من عامل فى أحد المصانع ولديها ولدين وطفلة صغيرة وأيضا لديه ولدين الأكبر إسمه ( أسامة ) يعمل بمخازن شركة لأدوات الصيد ولكنه مصاب بشلل أطفال منذ كان صغيراً وعنده 30 سنة الآن والأخ الأصغر هو( إبراهيم ) يعمل بأحد الورش فى المكان الذى يسكن فيه والده بأحد المناطق الشعبية ، ولا يوجد لديهم أى سابقة ومعروف عنهم جميعا الأخلاق فى المنطقة التى يسكنوا فيها وهذه صورهم الإبنة والأخوين ، أخذ منه أكرم الصور وتفحص الصور جيداً وعقد حاجبيه وبدا كأنه يحادث نفسه لا يمكن أن يكون إبراهيم أبداً وأسامة تكوينه الجسمانى لا يساعد أبداً على قتل أى شخص فالقضية بعد أن كنت أوشكت على حلها إزدادت تعقيداً ،ونظر إلى مصطفى وهو ينظر إليه دون أن ينطق بكلمة واحدة وقال فى حنق : أريد أن أرى أسامة هذا ولكنى لن أنتظر سأذهب إليه بنفسى فى مكان عمله الآن هيا بنا لتأتى معى يا مصطفى ، رد سريعاً ولكنك لم تتناول شيئا منذ الصباح ، ابتسم أكرم وقال سأشترى بعض الطعام ونحن فى الطريق هيا بنا لا داعى للتأخير فأنا واثق بأنى سأجد حل هذه القصية اليوم وليس فى الغد .
نهاية الجزء الثانى ويليه الجزء الثالث
بقلم/ على محمد ( الفيلسوف)
فتح أكرم عينيه ونظر إلى ساعته فوجدها قد تجاوزت السابعة صباحاً وسمع طرقات خفيفة على الباب فأعتدل وقام من مكانه فرأى مصطفى يدخل عليه ومعه بعض الملفات وفى يده الأخرى حقيبة طعام صغيرة وأبتسم وهو يقول له : أعلم أنك لم تتناول الطعام منذ الأمس فأحضرت لك بعض الطعام السريع هيا لتناول الطعام وبعدها سأريك ما وجدته من خلال البحث الدقيق عن الحالات التى تريد معلومات عنها يا أكرم ، لم يستطع أكرم الإنتظار فهو بالفعل كان جائعاً وبشدة فأخذ منه الطعام وطلب مصطفى من الساعى إحضار القهوة وحينما إنتهى من الطعام أكرم ، نظر لمصطفى باسماً وقال له : الآن عرفت لماذا تحب الطعام فالجوع أمر صعب للغاية ؟ ضحك مصطفى وجلس على الكرسى أمامه ، وماهى الإ دقائق وقد إنتهى أكرم من تناول الطعام وأحضر حينها الساعى القهوة وخرج سريعاً وبدأ الأثنان فى إحتساء القهوة وبعد أن شربا القهوة ، فتح مصطفى الملف الذى أحضره معه وبدأ يقرأ ما به ويسمع أكرم ما فى التقرير وقال : أن هناك علاقة غير مباشرة بعد التحريات الدقيقة بين المجنى عليهم جميعا تبين أنهم يجمعهم منذ أربع سنوات علاقة عمل مشتركة فى أحد المشروعات الكبيرة لبناء مول تجارى ضخم حيث كان رجل الأعمال صاحب هذا المول التجارى الكبير الممول الرئيسى للمشروع وهناك المقاول الذى قام بتوريد الأدوات اللازمة من مواد البناء والعمالة لهذا المول الكبير وتم تصميم المول عن طريق اثنين من المهندسين المشهود لهم وقتها بالكفاءة فى العمل ولكن كان يعيبهم الطمع الشديد والسعى الدائم لتحقيق أكبر قدر ممكن من الثراء حيث أفاد المقربون منهم بعد جمع التحريات عنهم وعمل الجميع فى هذا المشروع الكبير حتى تم الإنتهاء منه ولكن بعدها بعامين حدث حريق كبير فى المبنى وأتلفه تماماً وأرجعت التحقيقات وقتها أن الحريق بسبب ماس كهربائى أدى إلى هذا الحريق الهائل وتم التصديق على كلام الجميع عن طريق مدير أمن المول المسئول عنه والذى كان يومها متواجداً فى مكان الحادث ولقد حدث العديد من الإصابات جراء هذا الحريق وتوفى أحد الرجال وكان يعمل فى أحد المحلات فى هذا المول رجل كبير فى السن كان يعمل فى النظافة فى أحد الأدوار والذى لم يستطيع الخروج وقتها من المول التجارى وأنتهت القضية فى هذا الوقت وتم أخذ تأميناً كبيراً من أحد شركات التأمين التى كانت قد قامت بعمل بوليصة تأمين على المول التجارى ضد الحريق وبعدها صارت الحياة بشكل طبيعى وكلا منهم مارس حياته بصورة طبيعية وإن كانت هناك بعض الشواهد التى أظهرتها التحقيقات الدقيقة عن المجنى عليهم أفادت بتغيرالحالة الإقتصادية لهم جميعاً وتحول الكثير منهم لمرحلة الثراء ومسئول الأمن الوحيد الذى لم يظهر عليه الثراء ولكنه قام بشراء محل صغير لبيع المواد الغذائية وترك العمل وتفرغ للعمل بهذا المحل الصغير الذى بدأ يكبر مع الوقت ، توقف مصطفى وهو ينظر إلى أكرم الذى أستغرق فى تفكير عميق وسأله مصطفى ما الذى تفكر فيه بعد كل هذه المعلومات التى طلبتها ، كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة صباحا فقام أكرم وجلس خلف مكتبه وهو يعقد أصابعه أمام وجهه وقال لمصطفى : قضية معقدة فعلا !! ولكنى بدأت أضع يدى على القليل من الخيوط التى قد تساعدنا فى العثور على القاتل يا مصطفى فى أقرب وقت ، وقام أكرم من كرسيه وشبك أصابع يديه خلف ظهره وهو يفكر بعمق وترك مصطفى له الحرية ولاذ بالصمت ولم يتكلم وألتفت أكرم إليه وقال له أريد تقريراً مفصلاً عن الرجل الذى مات فى حريق المول التجارى يا مصطفى رجل النظافة ، ظهرت الدهشة على وجه مصطفى وقال لأكرم : بماذا تفكر وبماذا قد يفيد البحث فى ملف رجل نظافة فقير ؟ ابتسم أكرم وقال له : ستعرف إن صدق حدسى فالخيط الأقوى من هناك من عند هذا الرجل ؟ هيا لا داعى للكلام الكثير أريد اليوم أو فى الغد على الأكثر تقريرك يا مصطفى ، قام مصطفى مسرعاً وهو يبتسم وهو يشير برأسه بالإيجاب وترك أكرم وخرج مسرعاً، جلس أكرم فترة يفكر ويحاول أن يستنتج أى شيئ من تقرير مصطفى ومر الوقت سريعاً ونظر أكرم إلى ساعته كانت قد إقتربت من الثانية عشر ظهراً فرفع سماعة الهاتف ليتصل على والدته ليطمئنها عليه ويطمئن على حالها فأخبرته أن الجميع بخير وسألته عن موعد عودته للمنزل فأخبرها أنه سيأتى قريباً إن شاء الله ولا تنزعجى وإنه فى أفضل حال وودعها وأغلق الهاتف ، تنهد أكرم تنهيدة طويلة ثم قام من كرسيه وتوجه إلى الباب وخرج أكرم من مكتبه متوجها ً إلى مكتب مديره العميد /راشد وطرق الباب طرقات خفيفة وسمع صوتا ينادى له بالدخول ففتح الباب وأدى التحية العسكرية أمام مديره فطلب منه الجلوس على الفور وسأله عن القضية وكيف وصلت التحريات حتى الآن ؟ فأخبره أنه لديه قناعة أن أسباب القتل باتت معلومة لديه وأخبره بما يدور بعقله وأنه يحاول جاهداً الوصول فى أسرع وقت ممكن للدليل الذى يثبت به صدق توقعاته وتخمينه وسيكون حل القضية قريباً جدا ، كما وعده من أول يوم تم تكليفه بهذه القضية والقاتل صار قريباً جدا ، طالبه العميد / راشد بالسرعة والدقة لإنهاء هذه القضية التى شغلت الرأى العام فأومأ برأسه أكرم علامة الفهم ، وأستأذن أكرم فى الإنصراف وأستدار مسرعاً وخرج وأغلق خلفه الباب ، نظر إلى ساعته فوجد الوقت قد مر بسرعة وقرر أن يخرج لتناول الطعام بأحد المطاعم القريبة من المديرية دخل أكرم لمطعم معروف بالقرب من مكان عمله ، وجلس على طاولة بقرب نافذة تطل على الشارع وكان جهاز التلفاز يعرض أحد البرامج ولم يشغل باله كثيراً بما يشاهد الناس وحضر إليه الجرسون وسأله عن الطعام الذى يود أن يتناوله فأخذ منه قائمة الطعام وأشار إليه بأصبعه إلى ما يريد أن يتناوله وأنصرف الجرسون بسرعة وفجاة جذب إنتباه أكرم صورة فى التلفاز كانت الصورة لرجل كبير السن وهو يتحدث فى برنامج عن الفقراء وكيف يتم الإطاحة بهم بلا ثمن عن طريق أصحاب المال والأعمال وكيف يتم طردهم شر طردة ومن يحاول أن يتكلم أو يطالب بحقه من الممكن جدا عمل أى مشكلة لطرده وقد تصل إلى حد إتهامه بالسرقة أو أى شيئ آخر ، وانتبه أكرم إلى الجرسون وهو يضع أمامه الطعام وانصرف ، وبدأ أكرم فى تناول طعامه وهو يفكر ويفكر وتوقف عن الطعام فجأة وابتسم قائلاً لنفسه : معلومات مصطفى ستحدد بشكل كبير من هو الجانى وأكمل تناول طعامه وطلب بعدها فنجاناً من القهوة وأخذ يتناوله على مهل وهو لا يزال يفكر وبعد أن إنتهى قام أكرم بعد أن ترك للجرسون قيمة الطعام وخرج مسرعاً إلى مقر عمله وتوجه إلى مكتبه وجلس يطالع مرة أخرى كل التقارير التى تم جمعها عن الضحايا الخمس الذين قتلوا وتم التعرف على جثثهم من بطاقاتهم الشخصية ومن هذه التقارير إستنتج أكرم أن الدافع هنا ليس بغرض السرقة لأنهم جميعا كانوا يحملون نقودهم والعديد من الأشياء والمتعلقات الخاصة ، تعب أكرم من التفكير وقام ليمدد جسده على الأريكة الموجودة بمكتبه وراح فى نوم عميق ،
استيقظ أكرم فوجد مصطفى أمامه فى المكتب وهو يبتسم ونظر حوله كانت الشمس قد أشرقت فنظر لساعته ووجدها بالفعل تجاوزت السابعة صباحاً وقبل أن يتكلم قال مصطفى لقد وصلت منذ قليل ولكنى كنت أتناول بعض الطعام مع الشاى وطلبت لك فنجاناً من القهوة وكنت سأوقظك بعد أن أنتهى من طعامى ، أعتدل أكرم وهو يبتسم له قائلاً : يبدو أنى قد نمت كثيراً من الإرهاق ، ضحك مصطفى قائلأ: بالتأكيد فأنت تعمل على قضية فى غاية الأهمية والتعقيد ومنذ أن طلبت منى المعلومات عن هذا الرجل وأنا فى الخارج وهذه هى المعلومات التى طلبتها بكل دقة ، قال أكرم له أقرأ لى كل ما جمعت من معلومات وبمنتهى الدقة والهدوء ، جذب مصطفى كرسياً وأصبح مواجهاً لأكرم وفتح الملف الموجود معه وقال : هذا الرجل يدعى موسى إبراهيم وله إبنة إسمها ( ولاء ) متزوجة من عامل فى أحد المصانع ولديها ولدين وطفلة صغيرة وأيضا لديه ولدين الأكبر إسمه ( أسامة ) يعمل بمخازن شركة لأدوات الصيد ولكنه مصاب بشلل أطفال منذ كان صغيراً وعنده 30 سنة الآن والأخ الأصغر هو( إبراهيم ) يعمل بأحد الورش فى المكان الذى يسكن فيه والده بأحد المناطق الشعبية ، ولا يوجد لديهم أى سابقة ومعروف عنهم جميعا الأخلاق فى المنطقة التى يسكنوا فيها وهذه صورهم الإبنة والأخوين ، أخذ منه أكرم الصور وتفحص الصور جيداً وعقد حاجبيه وبدا كأنه يحادث نفسه لا يمكن أن يكون إبراهيم أبداً وأسامة تكوينه الجسمانى لا يساعد أبداً على قتل أى شخص فالقضية بعد أن كنت أوشكت على حلها إزدادت تعقيداً ،ونظر إلى مصطفى وهو ينظر إليه دون أن ينطق بكلمة واحدة وقال فى حنق : أريد أن أرى أسامة هذا ولكنى لن أنتظر سأذهب إليه بنفسى فى مكان عمله الآن هيا بنا لتأتى معى يا مصطفى ، رد سريعاً ولكنك لم تتناول شيئا منذ الصباح ، ابتسم أكرم وقال سأشترى بعض الطعام ونحن فى الطريق هيا بنا لا داعى للتأخير فأنا واثق بأنى سأجد حل هذه القصية اليوم وليس فى الغد .
نهاية الجزء الثانى ويليه الجزء الثالث
بقلم/ على محمد ( الفيلسوف)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق