الجمعة، 25 يناير 2019

كانت مجرد صورة بقلم الشاعر /كرم الدين يحيى ارشيدات

كانت مجرد صورة
لكرم الدين يحيى ارشيدات
كنت قد ارسلت لها صورة
لقصر بجزيرة بعيدة هو ليس قصرا فقط
بل هو تحفة فنية من نسج الخيال
وكانت الشمس تسدل ظلال الغروب على أطراف البحر بلونه الأحمر القاني
وكانه لوحة من الخيال 
تهيم معه الروح
طلبت مني بأن نغمض عينانا
قالت تعال بنا نحلم
نعيش الحلم انا وانت
نسكن هذا القصر
نعيش به حلما نرسمه كما يحلوا لنا 
واغمضنا عيوننا
وقالت هذه الليلة هي لك
وانا امرأتك
هذه الليلة
شكلي كيفما تشاء
ارسم حدودي بشاعريتك
بلمسات
بقبلاتك
انا صلصالتك شكلي كيفما تريد
وكيفما تشتهي
حاصرني 
احتلني بأنفاسك
اطرب الأنثى التي بداخلي بهمساتك
كن الملهم الذي تستفزك تفاصيلي
انا الليلة مصدر الهامك
لم أكن ادري بأن الحلم يسحبني إلى حلم آخر
وتتبدل معه العوالم
حلم تشاركني به إمرأة تهتم بأدق تفاصيله
وهي من تملك مفاتيحه
لم أكن أعلم بأن الألوان المخملية قد حلت
في كل مكان
لربما تكون هي النشوة
أو لربما يكون الجمال والكمال هو من اربكني
وابتسامتها سحرتني
وشفتيها خطفت كل عناوين الجمال بهذا العالم
لا ادري عن أي شيء أتحدث
عن جسد امرأة منحوت به كل الفتن 
والروعة والجمال
لربما قد تكون رمقتني بأحد سهامها
فأردتني 
وكأنه مزيج من كل شيء
مزيج من الغبطة والفرح
وممزوج بنشوة الطبيعة الانسانية
تداخلت الأشياء ببعضها البعض من حولي
وكأن الألوان قد مزجت بلون واحد
وبين كل هذا وذاك سمعت صوتها
وهي تسألني
كيف تراني
وفتحت عيناي
واذا بالأشياء كلها ارجواني
الجدران
والشموع
وكل الأشياء لها نفس اللون
وسمعت وقع خطواتها تقترب مني
واذا بإمراة غير التي دخلت معها متاهة
الاحلام
امرأة وكأنه لم يخلق في هذا العالم إلا هي
وقد سبق خطواتها عبق عطرها
الذي تاهت معه كل الأشياء
وقبلها كانت روحي
اقتربت
وكأن هناك موسيقى تعزف على وقع نبضاتي التي فضحت أمري
وشقت خطوط الألوان بدخولها
ونظرت اليها
وتاهت نفسي معها
لون مخملي اوقد كل البراكين بداخلي
شفتان بلون العناب
وكان معاصي الدنيا قد وضعت عليهما
وفتن الأرض انطلقت منهما    
 وحيوش العالم قد تسلحت من سهام عينيها
وفستانها القاني قد أخذ لون الدماء من أرض معركة الفتن التي انطلقت من سحر شفتيها
واقتربت واتخذت من احضاني مخدع لها
وانا لا أقوى على لملمة ما تبعثر من كياني
وكإني كنت قطعة من الجليد واذابتها نيران اشواقها
انا لست يوسف لامتنع عن فتنة زليخة
لأنه لم يعد للعقل مكان
وجسدي مفعم بالرغبة من أنثى لا مثيل لها بالوجود
أنفاسي مشتعلة
وهي كنيران جهنم ملتهبة
اوقدت كل خلية بكياني
هل هذا هو النعيم
أم هي نيران ساكنة لم تكن محتاجة إلا لشرارة لتوقضها من سباتها
واقتربت
لتضع جمرة من شفتيها على شفتي
وكأني انا الطفل المدلل بين يديها
تلاطفني
تداعبني
تسرق الرعشة من جسدي بتفنن
وهمست بصوت لو وصل لأهل القبور لايقضهم
وكأنها تسحب الروح من جسدي مثل خيط يرثى به ثوبا عتيقا
فنتها كانت من صنع إبليس
لا يقوى عليها البشر
تزينت معها كل الأشياء من حولي
اسكرتني
وانتزعت من أعماقي رغبة كنت قد دفنتها منذ زمن بعيد
وهمست مرة أخرى في أذني
وكانت قشعريرة كألاشواك نبتت على جسدي
قالت
أيها الفاتن
يا كرم الدين 
يا شاعر الاشواق
يا أمير الكلمات
انا لك  
بجسدي
بروحي
انا فتنتك
انا جهنمك
انا التي ستحرق كل مدوناتك
انا هي امرأتك
وهذه الليلة ليلتك
انظر حولي
وأرى النجوم معلقة بالسقف بألوانها البراقة
والقمر توشح بوشاخها
وأخذ اوصافها منها
تلك هي حوراني
تلك فاتني
تلك هي التي سرقت كل عباراتي من لساني
وامسكت بيدي تريد أن تراقصني
هي لا تراقصني
هي فقط تريد أن تتفنن بأثارتي
وانا لست بحاجة لها
هي تريد أن تحرق ما تبقى في جسدي من طاقة
فأصبحت كالدمية بين يديها
تعانقني
تطوقني بين يديها
ترمي بظلال جسدها على جسدي
جسدها ملاصق لحسدي
اميل معها
اتبع حركات جسدها
ولأول مرة أدرك أن الروح قد سلخت من
جسدي الف مرة وتعود
قالت
غازلني أيها الشاعر
صفني يا سيد الكلمات
دع كلماتك تدغدني
وتلامس شفاف نفسي
أي كلمات ستحظرني
وأي العبارات سينطق بها لساني
وانا في موقف اندملت به كل الكلمات
بواقع تعجز كل اللغات عن وصفه
بماذا اصفك
وأي الكلمات ستفيك حقك
انت 
يا انت
أنت فاتنتي ومعذبتي
أنت محراك الفتنة في نفسي
انت صيادة قلبي
وقناصة روحي
انت
من نفخ الهواء تحت رماد رغبتي لتوقظي
نيران إلحاح نفسي إليك
انت فتنة نفسي
التي اتوق للغفوة على صدرها
انت التي اختلطت أنفاسها بأنفاسي
لتهدم أركان امارتي
انت الفتنة التي لا تقبل التوبة بعدها
انت
انت حبيبتي
التي سرقت واقعي إلى حلم بصورة
لن استيقظ بعده ابدا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق