الخميس، 24 نوفمبر 2016

الجريمة الغامضة بقلم / على محمد ( الفيلسوف)

الجريمة الغامضة
بقلم / على محمد ( الفيلسوف )
الجزء الأول
نزل  الرائد /أكرم من البيت وركب سيارته فى سرعة وهو يتجه إلى مقر عمله بإدارة البحث الجنائى بمديرية القاهرة كان اليوم هو الجمعة يوم إجازته ولكن ظروف العمل وتلك المكالمة التى تلقاها صباحاً من المدير أسرعت به إلى هناك وحينما دخل إلى مكتبه طلب من الساعى أن يحضر له قهوته المعتادة ورفع سماعة الهاتف بجواره وطلب مديره ليخبره بأنه قد وصل للمكتب فى الحال وأنه سيأتى إليه بعد عشر دقائق وأغلق الهاتف ، دخل الساعى على أكرم ووضع فنجان القهوة أمامه و تركه وأغلق الباب خلفه ، أخذ اكرم فنجان القهوة وبدأ يشرب فى تمهل وعقله شارداً يفكر فى هذه الجريمة الغامضة التى أتى للتحقيق فيها  ومضت الدقائق بطيئة أنهى فيها أكرم فنجان القهوة وتوجه لمكتب المدير وطرق الباب فسمع من الداخل صوتا ً يدعوه للدخول ففتح الباب ودخل ليلقى التحية العكسرية ويسلم على مديره العميد / راشد وجلس أمامه بعد مصافحته وهو يقول له : خيراً يا سيدى !! هل هى نفس القضية التى مازلنا نعمل عليها منذ أسابيع ؟ رد عليه بالإيجاب وقال بالفعل نفس القضية  وبنفس التفاصيل  رجل فى مقتبل العمر وقد تم طعنه خمس طعنات نافذة ولا أثر للقلب فى الجسد , أمامنا الكثير والكثير من العمل يا أكرم فأنت أكفأ من عندى هنا فى إدارة البحث الجنائى وبعد بحث طويل مع القيادات  تم ترشيحك أنت لهذه العملية التى لا نعرف حتى الآن ماهى الدوافع التى تدفع لهذه الجرائم البشعة ؟ هذا هو التقرير الذى تم إعداده من رجال المباحث وبه العديد من الأشياء التى قد تساعدك فى هذه القضية وأنا أعرف انها قضية ليست سهلة ولكنى أثق بك جدا يا أكرم هيا لتذهب الآن لتفحص التقرير ومعه الإعترافات من بعض الناس التى تم أخذ أقوالهم والمقربين من الضحايا الخمس ، كان الله فى عونك وأريد أن أرى نتيجة إيجابية خلال أيام قليلة ، قام أكرم وصافح المدير وأدى التحية العسكرية وخرج مسرعاً ووصل لمكتبه وقبل أن يجلس سمع طرقات على الباب فطلب من الطارق الدخول  فوجد زميله / مصطفى يدخل وهو يتثائب قائلا ً: خيراً يا أكرم طلبوا منى الحضور بسرعة إلى هنا ما الأمر الذى يدعونا للنزول فى هذا الوقت المبكر من اليوم ؟ طلب منه أكرم الجلوس وطلب فى الهاتف من الساعى أن يحضر لهما قهوة ونظر إلى مصطفى وقال له : عملية جديدة يا مصطفى ولكن هذه المرة عملية شديدة التعقيد وتحتاج للكثير من الجهد والتركيز لنصل فيها إلى الجانى فى أقرب وقت ممكن أعرف عنها القليل منذ أسبوع ولكنى تم تكليفى اليوم بها . دخل الساعى عليهما بعد أن طرق الباب ووضع القهوة  فقال له أكرم: أبلغ العسكرى بالخارج لا أريد دخول أى شخص علينا رد عليه بالإيجاب وأغلق الباب وبدأ كل منهما فى شرب القهوة وبعد أن إنتهوا من القهوة  جلس أكرم أمام مصطفى وقد فتح التقرير أمامه وبدأ فى القراءة بصوت عال ما فى الأوراق " حدثت خمس حوادث قتل فى أقل من عشرة أيام الجريمة تحدث فى فجر اليوم وفى أماكن معروفة جداا ونجد الجثة بالقرب من سلة مهملات ولا يوجد  حتى الآن أى تفاصيل تربط بين المجنى عليهم أو أى خيط يربط بينهم فقط تشابه أداة القتل ونفس الطريقة التى يقوم بها الجانى بالقتل الغريب فى الأمر أن الجثث الخمس لرجال فى مقتبل العمر ف الثلاثينات ولهم تقريبا نفس شكل الجسد النحيل القصير منهم أثنين مهندسين فى العمارة وأخر رجل أعمال والرابع مقاول  والخامس فرد أمن  ولا يوجد أى شيئ أخر يشير إلى أى تفاصيل آخرى قد تصل بنا لأى ربط بين الضحايا وعرض أكرم على مصطفى بعض الصور للجثث وبعد أكثر من ساعتين فى قراءة ومتابعة التقرير وضع الأوراق جانباً ونظر إلى مصطفى وهو يبتسم قائلاً  يبدو أنها ستحتاج الكثر من الجهد وأنا أعرف جيداً أنك لابد أن تاكل لتستطيع التفكير ، ضحك مصطفى وقال وأنت تعلم أنى أتيت هنا دون تناول الإفطار ، قام أكرم من مقعده وأخذ مصطفى من يديه وقال هيا بنا إذن لنتناول طعام الإفطار ونستعد لصلاة الجمعة وبعدها نعود للعمل خرج الأثنان وتوجها إلى أقرب مطعم  بجوار مقر العمل وتناولوا بعض السندوتشات الخفيفة وبعدها ذهبوا سويا لأداء الصلاة  ثم عادا إلى مقر العمل وهناك وقبل أن يتكلم مصطفى صاح أكرم أريد كل شيئ تستطيع الحصول عليه عن الخمس ضحايا من بداية مولدهم حتى وفاتهم وبكل دقة يا مصطفى ، رد مصطفى ماذا حدث ولماذا تطلب هذا ؟ قال أكرم فيما بعد سأشرح لك كل شيئ أريد هذه المعلومات الليلة على مكتبى  الليلة يا مصطفى لا يوجد الكثير من الوقت أمامنا أسبوع واحد لنجد القاتل وأنا لم أعتاد الخسارة من قبل ولن أخسر يوماً قضية تم إسنادها لى هل تفهم كلامى  جيداً؟؟ هيا لا تضيع الوقت بسرعة يا مصطفى ، أسرع مصطفى للخارج وهو يتسائل فى قرارة نفسه عن السبب الذى يريد لأجله أكرم هذه المعلومات وعلى وجه السرعة .
جلس أكرم يفكر وسرح بتفكيره بعيداُ وهو يطالع الصور والأوراق التى أمامه على مكتبه وفجأة رن الهاتف بجواره فرفع السماعة كانت والدته تريد الأطمئنان عليه فطمأنها عليه وأنه سيغيب لبعض الوقت عن البيت لأنه لديه الكثير من العمل  وأنه سيعود وقتما ينتهى من العمل المكلف به واطمئن عليها وعلى أخيه الأصغر وبعدها أغلق الهاتف  وعاد مرة أخرى ليطالع الأوراق مرة بعد المرة حتى شعر بالنوم يغالب عينيه فنظر فى ساعته كانت قد تجاوزت الثانية عشر مساءً وهو لا يزال يعمل ويتابع أوراق القضية كلها ويقرأ أقوال الناس التى تم التحقيق معها وطرق الباب ودخل الساعى وقام بحمل أكواب القهوة من أمامه وبعدها التفت خارجاً ونظر أكرم إليه فى هدوء وطلب منه كوباً من الشاى الأخضر فألتفت إليه الساعى فلم يعتاد أبداً على شرب الشاى فرد عليه قائلاً : هل طلبت كوباً من الشاى يا سيدى ؟ قال له أكرم دون أن ينظر إليه : نعم هيا لا تتأخر وأعرف أننى لم أطلب من قبل أن أشرب الشاى هيا لاتقف هكذا أسرع يا صالح ، خرج صالح متعجباً وعاد بعد عشر دقائق وهو يحمل كوباً من الشاى الأخضر ووضعه على المكتب أمام أكرم وشكره أكرم وخرج صالح وألتقط أكرم كوب الشاى وبدأ يشرب فيه كانت المرة الأولى التى يشرب فيها الشاى وشعر أنه لا يستيسغ طعمه ومع الرشفة الثانية توقفت عينيه عند كلمة الأخضر فى التقرير أمامه راجع التقرير أمامه وعندما وصل لنفس الكلمة توقف قليلاً وابتسم فهذا هو أول الخيط  كان جميع الضحايا يتم تقييد أيديهم بحبل غليظ أخضر اللون ويتم وضعهم فى أكياس قمامة بنفس اللون الأخضر وهذه الأكياس من نوعية خاصة هى وهذه الحبال أيضا من نوعية خاصة تستخدم فى أدوات الصيد إذن فالجانى ليس شخصا عاديا ولكنه يملك المال الكثير لشراء هذه الأشياء ، سأنتظر التقرير الذى طلبته من مصطفى وبعدها سيتضح الكثير من الغموض . نظر أكرم فى ساعته وقد تجاوزت الثالثة فجراً فقام من خلف مكتبه وتمدد على أريكة وثيرة بمكتبه ولم يستطيع أن يقاوم النوم فراح فى نوم عميق .
نهاية الجزء الأول ويليه الجزء الثانى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق