قصة الكابوس
بقلمى / الفيلسوف (على محمد )
دخلت سميرة إلى غرفتها بعد أن إنتهت من تناول طعام العشاء مع والدتها وأخيها الأصغر أمير وأغلقت خلفها الغرفة فى هدوء لترتاح من عناء اليوم الشاق فى العمل والذى يبدأ مبكراً كل يوم وينتهى بنهاية اليوم بعد أن تنتهى من عملها بالعيادة الخاصة بها ودقت الساعة تمام منتصف الليل وخلعت بعدها ملابسها لحرارة الجو فى مثل هذا الوقت من العام وأشعلت جهاز التكييف الخاص بالغرفة ووضعت رأسها على الوسادة وراحت فى نوم عميق ، قامت سميرة مفزوعة من نومها وهى تصرخ وتقراً بعض آيات القرآن الكريم وبدا على وجهها الشحوب والرعب ودخلت أمها إليها فى سرعة وهى تتسائل عن سبب الصراخ فقالت سميرة : كابوس مرعب يا أمى أعطتها أمها بعض الماء فشربت وهى تنظر فى كل مكان حولها وبدأت تهدأ قليلاً وتركتها الأم وخرجت وبدأت تعود إلى النوم مرة أخرى ولكن قبل أن تغمض عينيها سمعت صوت يشبه إحتراق الاوراق فأعتدلت فى سريرها ورأت أمامها صورة إمراة على الحائط وهى تنظر إليها فى حدة وعنف والصورة بدأت تحترق وتشتعل فيها النيران والمرأة لا تزال تنظر إليها نظرات رعب مخيفة وبدأت المرأة أيضا فى الإحتراق وتطلق صرخات مخيفة وهى تقول : حان دورك الآن ستموتين ، ستموتين قبل الباقين، ستحترقين يا صغيرة الموت لك ، الموت لك حرقاً ، وفجأة بدأت تصرخ سميرة بصورة مرعبة ونظرت حولها فوجدت والدتها قد دخلت لها مرة أخرى على صراخها فأخذتها فى حضنها وهى تحاول تهدئتها ماذا حدث يا سميرة ؟ أشارت سميرة إلى الحائط إنها هناك على الحائط يا أمى هناك تحترق وتقول أنى سأموت مثلها حرقاُ يا أمى، تعجبت الأم وبدأ الإنزعاج والخوف على محياها وقالت لها :لا تخافى يا حبيبتى إنه كابوس وأخذت تزيد فى إحتضان إبنتها لتشعرها بالأمان أكثر فقالت لها سميرة : لتنامى معى يا أمى لا تتركينى وحدى فانا خائفة جدا لا تتركينى ولتنامى معى فى سريرى ، ربتت الأم على كتفيها وأشارت بالإيجاب وأخذتها فى حضنها وهى تشعر بالخوف بشدة من قصة إبنتها ولكنها أخذت تربت على شعرها وكتفيها فى حنان حتى نامت تماما ونامت الأم بجوارها حتى ساعات الصباح المبكرة وقامت الأم من جوار إبنتها لتستعد لبداية يومها وتركت إبنتها قليلاً ثم دخلت عليها بعد فترة قليلة لتوقظها فقامت سميرة من النوم ودخلت لتأخذ حمامها الدافئ المعتاد وخرجت لترتدى ثيابها ولا تزال الصورة فى مخيلتها ولم تخرج من بالها وخرجت من غرفتها كان أخيها الأصغر أمير قد استيقظ من نومه وإرتدى ثيابه لينزل معها لتوصيله إلى الجامعة وتناولوا جميعا طعام الأفطار ونزلت سميرة وأخيها وركبت سيارتها وانطلقت فى هدوء حتى وصلت إلى كلية الزراعة بجامعة القاهرة وأنزلت أخيها ، ثم توجهت فى سرعة إلى مستشفى القصر العينى حيث تعمل سميرة هناك طبيبة بقسم جراحة التجميل ، كانت سميرة فى الثلاثين من عمرها ولم تكن متزوجة لإرتباطها بعملها الذى تحبه جدا وأخيها الأصغر أمير فى السنة الأخيرة من كلية الزراعة فى الخامسة والعشرين من العمر ووالدها توفى من زمان بعيد وهى فى العاشرة من عمرها وأمها هى التى ترعاهم منذ هذا الوقت لأنهم من الأسر الثرية وعندها عيادتها الخاصة بميدان الجيزة ، دخلت سميرة ووضعت سيارتها فى المكان المعتاد لها كل يوم ودخلت إلى غرفتها وإرتدت معطفها الأبيض وتوجهت لتمرعلى الحالات الخاصة بقسم الجراحة وقابلتها الممرضة وأسرعت إليها لتقول إن هناك حالة حرجة فى قسم الطوارئ أتت فى الصباح الباكر يا دكتورة سميرة ونحتاج إليك بشدة هناك ، تبعتها سميرة بسرعة إلى حيث تكون هذه الحالة وبمجرد دخولها للغرفة شعرت ببعض الرهبة وإقتربت من المرأة الممدة على السرير وإقتربت من وجهها وفجأة بدا الرعب على وجهها حينما رأت وجه المرأة كانت شديدة السواد من إحتراق أجزاء كثيرة منها وهى تختفى تماما من أثر الضمادات التى تم وضعها لها حينما أتت إلى المستشفى ولكن نفس العيون ونفس الوجه الذى رأته فى الكابوس تقدمت إليها مرة أخرى وسمعت الممرضة تقول لها : ماذا بك يا دكتورة إنها تحت تأثير المخدر الذى أعطاها أياه دكتور/ سامح حينما أتت إلى هنا فحالتها كانت خطيرة جدا وكانت تصرخ بشدة من الألم وقال الدكتور / سامح إنها تحتاج لأكثر من عملية تجميل لتعود إلى حيث كانت عليه فى الماضى ولكن بعد أن يتوقف نزيف الدم بالمخ ولهذا سيتم وضعها فى غرفة الرعاية المركزة حتى يتم إيقاف نزيف الدم بالمخ ويبدأوا معها بعد ذلك عمليات التجميل ، شعرت ببعض الرهبة والخوف وخرجت مسرعة لتفقد بعض الحالات التى لديها ثم عادت مرة أخرى لتلك المراة وسألت سميرة الممرضة هل أتى معها أى شخص أم أتت وحدها إلى المستشفى ؟ قالت الممرضة : إن إبنتها أتت معها وهى تنتظر بالخارج وتقول إن أمها تعانى من بعض الأمراض المزمنة والتى أدت لحدوث حالة من الهيستريا والتشنجات التى أدت إلى قيامها بحرق نفسها فى المنزل ، خرجت سميرة للخارج لترى إبنتها ووجدتها فى الإستقبال فنادت عليها لتسألها عن سبب الحادث مع أمها فأجابت إبنتها إن أمى منذ أن تركها أخى الأكبر وسافر وهى تعيش وحيدة فى المنزل وهذا جعلها تتغير كثيراً وتبدوا أكثر إكتئاباً ووحدة وأزدادت حالتها النفسية سوءأ وكنت دائما بحكم قربى من مسكنها أزورها كل يوم ومنذ أن تركها والدى قبل أن يتوفى منذ سنوات بعيدة كانت أمى تصاب بحالات تشبه الهذيان والجنون فى أواخر الأيام وكان دائما تذكر الموت والموت حرقاً وبالأمس رأيتها تمسك صورة صغيرة لم أتبين ملامحها من بعيد ولكنها كانت تتكلم إليها وتقول لها ستموتين ، الموت بإنتظارك ستحترقين فقلت لنفسى إنها ستعود لصوابها بعد قليل ودخلت إلى المطبخ وبعدها سمعت صراخها وخرجت مسرعة فوجدت أمى تصرخ برعب وهلع والنيران تحيط بها من كل مكان وإلتهمت جزء كبير من الغرفة ورأيتها تمسك فى شدة الصورة وقد إحترقت فى يديها تماما وسمع الجيران صوتنا وساعدونا على إخماد الحريق وأتيت بها إلى هنا ، كانت سميرة تستمع إليها فى ذهول فكل كلمات الأم سمعتها فى الكابوس ولكن من صاحبة الصورة ؟ لابد وإنها أنا هل هى صدفة أن تكون هذه المرأة فى الكابوس وتراها فى الواقع ، إستاذنت ابنة المرأة من سميرة وتركتها وعادت لغرفتها فطلبت سميرة فنجاناً من القهوة وجلست تتابع بعض التقارير وتنظر لبعض الأشعات الخاصة ببعض الحالات وهى تشرب فنجان القهوة وفجأة إنطفات أضواء الغرفة وقبل أن تعود الإضاء مرة أخرى رأتها سميرة نفس المرأة ولكنها تبتسم فى شكل مرعب ومخيف حاولت الصراخ ولكن صوتها لم يخرج من حلقها وبسرعة الأنوار عادت وأختفت الصورة وشعرت سميرة بالخوف الشديد ونظرت حولها لم يكن هناك أى أثر لأى صورة أو أى شيئ قامت سميرة بعد أن تمالكت أعصابها وذهبت إلى هناك حيث ترقد المرأة ورأتها وهى لا تزال ترقد على السرير وأجهزة التنفس الصناعى تحيط بها وقالت لها الممرضة إنها لا تزال فى غيبوبة ولم تتحرك حتى الآن من مكانها وخرجت سميرة من غرفة الرعاية وتوجهت إلى الدكتور/ أنور رئيس القسم ورحب بها وجلست وسألته عن حالة هذه المرأة فأخبرها أنها تعانى من حروق شديدة وكدمات فى أجزاء شديدة فى جسدها ومحطمة نفسياً حسب شهادة إبنتها وتقارير كانت قد أحضرتها معها إبنتها وسنقوم بإجراء هذه العمليات لها ولكن بعد أن تخرج من تلك الغيبوبة التى لا نعرف إلى متى ستستمر؟ هذه هى مهمتك يا دكتورة سميرة وستكون مريضتك من الآن ، قالت له سميرة : من دواعى سرورى يا دكتور سأبذل ما فى وسعى لها وأٍستأذنت منه وخرجت لتعود مرة أخرى إلى غرفتها وهى تشعر بالخوف هل ستكون هذه المرأة مريضتها وهى التى تصيبها بالفزع والرعب ، سمعت سميرة طرقات خفيفة على الباب فأجابت بالدخول فدخلت إبنة المرأة كانت فى العشرينات من عمرها يبدو عليها الفقرمن منظر ملابسها القديم الطراز فقالت لها سميرة : إجلسى هنا قالت السيدة وهى تجلس بالكرسى المواجه لسميرة كيف حال أمى ؟ وهل ستعيش بعد كل هذا يا دكتورة ؟ أخبرينى الصدق وهل ستظل هنا كثيراً وهل سأنتظرها أم أعود للمنزل وأرجع لها فى الغد يا دكتورة ؟ قالت سميرة إهدأى قليلا والدتك تحتاج إلى رعاية شديدة وستبقى هنا فى الرعاية المركزة وستبقى قليلاً هناك ولن يكون هناك أى داعى لتواجدك هنا ، ولكن أخبرى أخيك بهذا كى يعود ليرى والدته فلا أحد يعرف ما الذى سيحدث لها فى الغد وتستطيعى الإنصراف الآن لن يُجدى وجودك معها ، شكرتها الإبنة كثيراً وأستأذنت منها وأنصرفت وبعدها لملمت سميرة أوراقها فقد حان موعد إنصرافها وخلعت معطفها وتوجهت فى سرعة إلى سيارتها وهى تقول لنفسها إنه فقط كابوس يا سميرة لا داعى لكل هذا الخوف سيكون الأمر على مايرام ووصلت إلى البيت ووجدت أخيها أمير قد وصل قبلها ودخلت إلى غرفتها لتأخذ حماماً دافئاً وخرجت لترتدى ملابسها فى سرعة كانت والدتها قد أعدت الطعام وجلست هى وأخيها بالخارج وقامت سميرة لتساعد أمها بتحضير الطعام وبدأوا بتناول الطعام ولم يستغرق الأمر كثيراً حتى فرغوا من تناول الطعام وقامت سميرة مع والدتها للمطبخ فقالت لها والدتها لترتاحى أنت سأقوم أنا بكل شيئ يا حبيبتى ، فقالت لها سميرة : ليكن يا أمى ولكنى أريدك بعد أن تنتهى من أعمال المنزل لأمر هام ، أجابت الأم بالإيجاب لإبنتها ودخلت سميرة لغرفتها وبعد دقائق دخلت أمها لها وسألتها ماذا بك يا سميرة أراك متوترة ؟؟ ردت سميرة وهى تنظر حولها رأيتها اليوم يا أمى ؟؟ رأيت السيدة التى كانت فى الكابوس بالأمس يا أمى ، اندهشت الأم من كلام إبنتها وقالت لها : وأين رأيتها يا سميرة إنه كابوس عابر يا حبيبتى ؟ ردت سميرة : فى المستشفى اليوم دخلت وهى محترقة وهى الآن فى غرفة الرعاية المركزة وتحتاج الكثير من الوقت حتى تشفى والعناية الإلهية حتى يتوقف نزيف المخ ، قالت أمها قد يكون الشبه قوى يا إبنتى وليست هى لا داعى لتشغلى بالك كثيراً ودعى عنك هذا الأمر . ردت سميرة أنا متأكدة من كلامى يا أمى ، أخذتها أمها بين ذراعيها وهى تهدأ من روعها وقالت لها هيا يا حبيبتى أنت لديك مواعيد كثيرة فى العيادة الخاصة بك وتحتاجى لبعض الهدوء ، قالت سميرة لأمها لقد ألغيت كل مواعيدى اليوم ولن أنزل يا أمى لأنى أشعر بالتعب وسأقوم لأتكلم قليلأ مع أمير قد أرتاح ويخف هذا الخوف من قلبى ، خرجت سميرة مع أمها من الغرفة وطرقت باب غرفة أخيها بهدوء وسمعت صوته من الداخل فدخلت وكان يجلس على مكتبه يذاكر فقالت له سأخذ منك بعض الوقت أحتاج للكلام معك قليلا يا أمير ، قال لها كما تحبي يا حبيبتى قالت له سميرة : ماهى أخبار الجامعة والدراسة معك ؟ رد عليها كل شيئ على ما يرام يا أختى لا تقلقى ، قالت له أعرف إنها السنة الأخيرة لك ولابد من الإهتمام بها حتى تحصل على تقدير كبير يا أمير لننفذ لك المشروع الذى كنت تحلم به لا تنسى هذا أبدا يا أمير، أخذت تضحك مع أخيها وبعد فترة خرجا سوياً من الغرفة ليشاهدوا فيلم من الأفلام الأجنبية الأكشن كان الفيلم شيقاً جدا ولكن سميرة بدأ عليها النعاس وفجأة وجدت على الشاشة صورة المرأة التى إحترقت وهى تنظر لها فى رعب وعينيها لا تظهر إلا بريق مخيف فانتفضت فى مكانها فى خوف وصرخت سميرة فقالت لها الأم : ماذا بك يا حبيبتى ؟ نظرت فى كل إتجاه حولها بخوف وقالت لأمها لا شيئ يا أمى سأقوم لأنام يبدو أنى قد تعبت جدا اليوم وعندى غدا الكثير من الأعمال والحالات سأقوم لأنام ولكن لتنامى معى يا أمى اليوم فأنا أريدك جوارى، ردت أمها سأنهى بعض الأشياء وأتى إليك يا حبيبتى ، تركتهم سميرة ودخلت لغرفتها ونظرت حولها فى ترقب وخوف ثم ألقت بجسدها على السرير وراحت فى نوم عميق ، دوت ضحكة عالية وأخرى أكثر صوتاً ولكنها مخيفة وظهرت إمرأة ترتدى ثوباً أسوداً وترتكز على عكازين وهى تنظر فيما حولها والتفت فبدت شديدة السواد لها عينين حمراوين بلون الدم تطلق شراراً وأبتسمت ابتسامة مخيفة وهى تقول : لا يزال الوقت مبكراً وسنحترق جميعاً سنموت معاً سنموت جميعاً ، سنحترق بالنار ستحترقين يا سميرة ستموتين ، دوت ضحكات مخيفة ورأت سميرة المرأة وقد أقتربت لتحاول الإمساك بها من عنقها وبدأت تضغط على عنقها بعنف وسميرة تحاول أن تتخلص منها وصرخت بصوت عالى وفجأة فتحت عينيها ونظرت حولها لم يكن هناك أى شيئ كان قلبها يخفق فى عنف شديد وبدأ العرق يتصبب على جبينها ودخلت أمها عليها بسرعة تتسائل ماذا حدث يا إبنتى ؟ ردت سميرة نفس الكابوس يا أمى ولكنها اقتربت منى كثيراً وحاولت خنقى حاولت الأم فى تهدئة سميرة ولكنها قالت لها : أنت دخلت غرفتك منذ دقيقة واحدة ولا أعتقد أن يستغرق كل هذا الكابوس دقيقة يا إبنتى ، بدأ الخوف يزداد فى عيون الأم وإبنتها حينما رأت آثار لأصابع على رقبة إبنتها ولكنها لم تخبر إبنتها بهذا فردت سميرة مستحيل يا أمى لقد أخذ الكثير من الوقت حتى أغمضت عينى واستغرقت فى النوم فكيف يكون هذا ؟ قامت الأم وأشعلت جهاز الراديو على القرآن لتهدأ إبنتها قليلاً وبالفعل هدأت سميرة ونامت جوارها أمها حتى الصباح ، قامت الأم مبكراً وخرجت فى هدوء حتى لا توقظ إبنتها ولكن سميرة شعرت بحركتها من جوارها وقامت معها ودخلت إلى الحمام لتاخذ حماماً بارداً لتستعيد نشاطها وبدأت فى خلع ملابسها وبينما تلتفت نظرت فى المرآة فوجدت صورة المرأة أمامها وهى تبتسم فى رعب شديد فصرخت سميرة ولم تتمالك نفسها ووقعت على الأرض فأصابت يديها حافة الحوض فجرحتها ودخلت الأم سريعا إليها لتجدها على الأرض فصرخت على أمير ليأتى لها ويحمل أخته معه للخارج بعد أن غطت جسدها بالملابس وقاموا سويا بوضعها فى السرير وبدأت تستعيد وعيها وقالت وهى تصرخ: لقد كانت فى المرآة يا أمى لقد رأيتها هناك لم أعد أتحمل هذا، وإنهارت سميرة فى بكاء شديد وحاولت الأم تهدئتها وقامت بتشغيل القرآن مرة أخرى لتهدأ من روعها وبعد فترة قليلة هدأت سميرة ودخل عليهم أمير وقال لن أنزل للجامعة اليوم وسأنتظر معكم ، ردت سميرة: لا يا أمير سأرتدى ثيابى سريعاً ثم ننزل سوياً لن أنتظر هنا وعندى الكثير من العمل وبالفعل إستجمعت قواها وبعد أن ربطت يديها ببعض الشاش الطبى من أثر الجرح إرتدت ملابسها ثم خرجت ونزلت سريعاً قبل أخيها للسيارة وفتحت باب السيارة وركبت وتسمرت فى مكانها حينما نظرت بمرآة السيارة فهناك بالمقعد الخلفى رأتها، رأت المرأة وهى تنظر لها فى حقد وكره شديد و قبل أن تصرخ لمحت أخيها أمير يأتى فنظرت إليه لتناديه ولكن المرآة قد إختفت كما ظهرت فجأة من العدم ،وفتح أمير الباب ولاحظ الخوف على وجه أخته فسألها هل حدث شيئ لك يا سميرة ؟ لم تفصح عن ما حدث حتى لا يقلق وقالت له : لا شيئ هيا بنا لقد تأخرنا كثيراً اليوم ، ومضت فى طريقها حتى نزل أمام الجامعة وانصرفت هى لعملها وحينما دخلت سميرة لم تجد المكان الذى تضع فيه سيارتها كل يوم وأخذت تبحث بعينيها فوجدت مكاناً بعيداً قليلاً بالقرب من مدخل المستشفى الخلفى ومن باب المشرحة ركنت السيارة سريعاً وخرجت منها وإتجهت إلى الباب الخلفى المؤدى لداخل المستشفى ودخلت كان الطريق خالياً من العاملين وفجأة سمعت سميرة صوت نفس الضحكات التى رأتها فى الكابوس نظرت خلفها لم تجد أى شيئ فأسرعت الخطى حتى وصلت لمكتبها وفتحت الباب وألقت بجسدها على أٌقرب مقعد وهى تحاول أن تستجمع قواها وطلبت فنجان من القهوة لتستطيع الإنتباه وبالفعل مرت دقائق قليلة حتى وجدت القهوة أمامها مع الساعى وبدأت تشرب فى هدوء وتحاول التركيز وتذكرت المرأة بغرفة الرعاية المركزة فرفعت سماعة الهاتف بجوارها وأتصلت بوحدة الرعاية وهناك أجابتها الممرضة بأن الحالة لا تزال كما هى ولا يوجد أى جديد فى حالتها ، شكرتها سميرة وأغلقت الهاتف وبدأ عقلها يسرح فى الصورة التى رأتها فى الحمام وفى السيارة هى نفس المرأة ولكنها لا تتخيل هذا أبداً وفجأة قررت الذهاب إليها لتتأكد من كل شيئ وفى دقائق وصلت إلى غرفة المرأة وتقدمت سميرة منها وبالفعل لم يكن هناك أى جديد فى حالتها ولكن صورتها لا تزال فى عقلها ونظرت سميرة إلى دفتر الحالة الخاص بها وشاهدت إسمها / سعاد فاضل لم يشغلها الإسم بقدر ما شغلها حالتها المكتوبة فى الدفتر الخاص بها ، فهى تعانى من إنفصام حاد فى الشخصية وعدم إتزان منذ مدة طويلة وبالإضافة لبعض المضاعفات العقلية التى كانت تشعر معها فى بعض الأحيان بالهذيان وبعض الجروح والكدمات الشديدة التى تغطيها بالضمادات ، تركت دفتر الحالة وخرجت لتعود إلى غرفتها وهناك وجدت الساعى قد أحضر لها فنجان آخر من القهوة فجلست وبدأت تشرب فيه وتفكر فى هذه المرأة وقطع تفكيرها طرقات هادئة على الباب فانتبهت وردت بالدخول لمن بالخارج ، دخلت إبنة المرأة وطلبت منها سميرة الجلوس فشكرتها إبنتها وسألتها فى لهفة: أخبرينى ما الحال الآن يا دكتورة هل ستعيش أمى أخبرينى بالحقيقة وسأحتمل أى شيئ فنحن أرتضينا بقضاء الله ؟ بدأ التعاطف يظهر على ملامح سميرة وقالت لها : ما هو إسمك ؟ قالت لها إسمى أميرة ، ابتسمت سميرة وقالت لها : لن أخفى عليك فالحالة لا تزال كما هى ولا يوجد أى تحسن ولكننا سنبذل أقصى مع عندنا لتتجاوز هذه الحالة وكل شيئ بأمر الله سبحانه وتعالى ، ولكن أخبرينى لقد قرأت فى حالة والدتك إنها تعانى من إنفصام فى الشخصية وعدم إتزان هل هذا بسبب إبنها ؟ ردت أميرة ليس سمير أخى هو السبب ولكنه والدى لقد كانت تحكى عنه فى يوم من الأيام لى أنها كانت منذ زمن بعيد تعيش حياة فقيرة جدا وكان لديها الكثير من الأخوة وكانت أجملهم ولكن لم يكن هناك سبيل إلا أن تعمل خادمة عند إحدى العائلات الكبيرة الثرية وكانت تثير إهتمام الجميع بجمالها وهدوئها الشديد وخفة ظلها وأمانتها وكان الكل يحبها هناك فكانوا ينفقون عليها الكثير وكان إبن صاحب المنزل متزوج من سيدة من عائلة فى مثل ثراء عائلته ولكنه أعجب بأمى بشدة وبعد فترة من الوقت إتفق معها على الزواج ولكن زواجاً عرفياً بدون أن يعلم أى مخلوق وبالفعل إشترى لأمى غرفة صغيرة فى أحد المنازل القريبة من منزلهم الكبير وكان يزورها قليلاً كلما تسمح ظروفه ومضى على زواجهم فى السر خمس سنوات وكانت قد أخبرتهم بأنها قد تزوجت من أحد أقاربها ولكنه سمح لها بالعمل كما هى كانت أمى وقتها قد أنجبت سمير أخى الأكبر وكنت أنا لا أزال وقتها فى بطن أمى حينما أكتشفت الزوحة الأولى خيانة زوجها وكان الرجل لديه منها إبنة وولد ولأنها خافت على أولادها وسمعة زوجها أتت لأمى وهددتها بالسجن لو لم تبتعد عن أبى وبالفعل انتهت القصة على هذا وترك أبى أمى وقتها وسافر مع زوجته بعد أن مزق ورقة الزواج العرفى التى كانت معه وأصبحت أمى بلا عائل وبدأت تنفق من بعض الأشياء التى قد أهداها لها زوجها ومضت السنين وأمى عادت مرة أخرى للخدمة فى المنازل بعد أن أنجبتنى وكانت تتركنا أنا وأخى عند إحدى الجارات فى البيت القديم الذى كنا فيهثم تركت العمل بالمنازل وعملت أمى مرة أخرى ولكن فى أحد المحلات وحكت قصتها لصاحب المحل فكان شخصاً كريماً وساعدها كثيراً ولكن أمى كانت دائما تفكر فى الإنتقام منه ومن زوجته التى حرمتها وحرمت أبنائها من أبيهم ومع مرور الوقت عرفت أمى إن أبى قد مات وأن زوجته عادت برفقة إبنتها وإبنها الصغير ، كانت سميرة تستمع إليها وهى لا تكاد تصدق فهى أشبة بقصص الأفلام العربية القديمة ، قالت سميرة : حسنا سأكون أنا فى أى وقت جواركم إن أحتجت لأى شيئ يا أميرة ، ابتسمت وشكرتها وقامت لتزور والدتها فالوقت قد حان لموعد الزيارة وتركت سميرة فى غرفتها وهى تفكر فى السبب الذى يربطها بهذه المرأة ورغبة الإنتقام التى بداخلها ولماذا انا ؟ لماذا أنا ؟ قالت بصوت عالى وقاطعتها الممرضة التى دخلت من الباب : دكتورة سميرة هناك بعض الحالات تحتاج للمرور، انتبهت سميرة وقالت لها : حسنا سأتى على الفور وقامت سميرة بالفعل وقابلت دكتور أنور فى طريقها وسألها عن حالتها وإنه يشعر أنها ليست كما اعتاد عليها فهل هناك ما حدث ؟ ردت سميرة كل شيئ بخير يا دكتور وأشكرك على السؤال ، تركها وأنصرف ودخلت سميرة إلى غرف المرضى التى من المفترض المرور عليهم كان كل شيئ يسير فى هدوء وبلا أى مشاكل وخرجت سميرة لتعود إلى حجرتها ودخلت إلى الحمام الخاص بالغرفة لكى تغسل وجهها وهنا إنطفئت أضواء المكان وحينما همت بالخروج من الغرفة وجدت صورة المرأة أمامها فى المرآة الموجودة بالحمام وهى تنظر بعيون سوداء خالية من أى تعبير ودوت ضحكاتها المرعبة بالمكان وسمعتها تقول : الموت .. الموت .. الموت .. صرخت سميرة فى رعب ولم تتمالك نفسها ووقعت على الأرض أمام باب الحمام وفقدت الوعى ، فتحت سميرة عينيها وهى تنظر حولها وهى تسأل ماذا حدث أين انا وأين ذهبت هذه المرأة أين هى ؟؟ هدأ من روعها الدكتور / أنور وهو يعطيها مهدئأ ويقول لها كل شيئ بخير يا دكتورة فانت الآن فى أمان لا ترهقى نفسك تحتاجى لبعض الوقت وسيكون كل شيئ على مايرام ، حاولت النهوض ولكن جسدها خذلها ولم تستطع النهوض من على السرير الذى كانت تنام عليه وسألته أخبرونى ماذا حدث ؟ ردت عليها الممرضة لقد سمعت صوتك عاليا وأنت تصرخين فدخلت الغرفة فوجدتك ملقاة على الأرض أمام الحمام فطلبت الدكتور أنور بسرعة وأحضرناك إلى هنا بعد أن تركناك لبعض الوقت حتى ترتاحى ، قالت سميرة : بالفعل لقد كنت بالحمام والنور قد إنطفأ فى المكان ورأيتها فى المرآة وبعدها ، قاطعتها الممرضة ولكن يا دكتورة النور لم ينقطع اليوم إطلاقاً ، نظرت لها سميرة وقالت لها : ما هذا الهراء لقد إنقطع النور وأنا بالحمام أنا لن أتخيل ذلك ، قاطعها الدكتور / أنور قائلاً : ولكن النور بالفعل لم ينقطع يا سميرة ، شعرت بالخوف والإرتباك والحيرة ونظرت فى كل أرجاء الغرفة وهى تكاد لا تصدق نفسها والكل من حولها يؤكد لها أن كل ما تتفوه به من كلام لا يصدقه أى عقل ،أغمضت عينيها وهى تشعر بكم هائل من التضارب فى الأفكار وفتحت عينيها فوجدت الجميع قد خرجوا من الغرفة ولم يبقى سوى الدكتور/ أنور وهو ينظر إليها فى رقة وشفقة مسحت بعض الدموع التى سالت على وجنتيها وأخبرها الدكتور أنور أنها تحتاج للقليل من الراحة وأنه قد أتصل على والدتها بالمنزل وأخبرها بأنك لديك بعض العمل وستسهرين اليوم فى المستشفى أومأت برأسها علامة الموافقة ، وقام من جوارها وخرج وتركها فى الغرفة لترتاح وقبل أن يغلق الباب أخبرها أنه قد أعطاها مهدئأ لتنام قليلاً وأغلق الباب وتركها مع نفسها تحاول البحث عن سبيل لكل هذا وسبب ما يحدث لها ولكن المهدئ قد بدأ مفعوله فى السريان بالدم وراحت سميرة فى نوم عميق ، لماذا أنا يا سيدتى ؟ أخبرينى لماذا لا أريد أن أموت ، سمعت سميرة ضحكات عالية ورأت المرأة أمامها فى كامل هيئتها هذه المرة وهى تقترب منها وتقترب وتقترب وفجأة نظرت لسميرة بعينيها ولم تكن العيون حمراء كعادتها ولكنها عيون سوداء خاوية من أى شعور وقالت بصوت مبحوح ممتلئ بالكراهية ، ستموتين لأنه قتلنى وقتل كل أحلامى معه ، ستموتين وتحترقين كما حرق قلبى على نفسى وعلى أولادى ستموتين وأقتربت منها أكثر وحاولت أن تضغط على عنقها محاولة لخنقها وبدات سميرة فى الصراخ وصوتها يدوى بشدة وفجأة استيقظت من نومها مفزوعة ودقات قلبها تكاد تسمعها بوضوح ونظرت فى رعب شديد حولها كانت أضواء الغرفة مغلقة فقامت بالضغط على زر الإضاءة المجاور للسرير وبدأت تتنبه لما حولها وفجأة تذكرت كلمات السيدة فى هذا الكابوس الرهيب من هو الشخص الذى كانت تتحدث عنه ؟ وما هى علاقتها به ولماذا تريد قتلها ؟ تساؤلات عديدة جعلتها تضغط على رأسها وتطلب الممرضة المسئولة عن المكان وتطلب منها نزع الأسلاك التى تربطها لتنهض من مكانها وتذهب إلى غرفتها فقد تعافت وشعرت بالكثير من الراحة الآن ولكن الممرضة أخبرتها بأن النهار على وشك الظهور وسيأتى الدكتور / أنور للأطمئنان عليها قبل ذلك ، أطاعت سميرة كلمات الممرضة وحاولت أن تهدأ من نفسها وتنام قليلا ولكن النوم قد غافل عينيها وقامت سميرة وأمسكت بالهاتف وأتصلت بغرفة الرعاية المركزة وسألت عن المرأة فأجابتها الممرضة بعدم وجود أى جديد فى حالتها وإنها لا تزال تقع تحت تأثير الغيبوبة التى دخلت فيها منذ دخولها للمستشفى وإنه لا يوجد أى شخص يسأل عنها سوى إبنتها التى تأتى كل يوم فى موعد الزيارة وتجلس معها قليلاً ثم تغادر الغرفة والدموع تغطى وجهها ولا شيئ جديد ، شكرتها سميرة وأغلقت الهاتف وهى تسأل نفسها فى تعجب شديد، ماعلاقتى أنا بهذه المرأة وكيف دخلت لعالمها وأحلامها وصارت تشكل لها عبئاً شديداً فى حياتها ، كانت الشمس قد بدأت فى السطوع ودخلت من نافذة الغرفة وشعرت سميرة ببعض الراحة حينما قامت ووقفت أمام النافذة وهى تتنفس الهواء النقى ونظرت حولها لتشاهد السيارات تسير أمام المستشفى ونظرت للأسفل فوجدت سيارتها بالقرب من النافذة ولكنها نظرت بدقة إلى سيارتها فهناك رأت عبارة مكتوبة على زجاج السيارة " ستموتين لن أتركك إلا وأنت محترقة أمامى " بدا الخوف والقلق على وجهها وقررت النزول للسيارة وهمت بالخروج من الغرفة ولكنها وجدت أمامها الدكتور/ أنور وهو يبتسم ويقول بصوته الهادئ الحنون : يبدو أنك قد أصبحت فى حالة جيدة يا سميرة ، ابتسمت سميرة وقالت له بالفعل أنا على ما يرام يا دكتور ولكن أعذرنى سأنزل للسيارة لأحضر شيئ منها وسأصعد سريعاً إليك ، ونزلت مسرعة إلى سيارتها ومرت على المشرحة وسمعت بعض الأصوات من خلفها خطوات أقدام تسرع ونظرت ورائها ولكن لم يكن هناك أى شيئ وأسرعت الخطى للخارج وذهبت إلى سيارتها ولكنها توقفت مذهولة فلم يكن هناك أى كلام موجود على السيارة ، نظرت سميرة يميناً ويساراً فلم يكن هناك أى شيئ بالفعل ونظرت إلى نافذة الغرفة التى رأت منها الكلام مكتوب على الغرفة وأرتدت إلى الخلف فهناك كانت المرأة تقف فى النافذة وهى تبتسم فى سخرية وحقد شديد ، وهنا أسرعت سميرة تجرى إلى هناك وهى تطارد أفكارها وهواجسها هل بالفعل كل ما رأته مجرد خيال ؟ هل ما رأته مكتوب كان من تأثير المخدر الذى أعطاه له الدكتور / أنور كانت تفكر وهى تسرع إلى الغرفة لتتأكد من كل ما شاهدته وحينما فتحت الغرفة لم يكن هناك أى أثر لأى شيئ ولكن هناك عند النافذة وجدت ورقة صغيرة مطوية فأسرعت إليها ووجدت عليها بعض الكلمات الصغيرة وكأنها كتبت بالدم " الموت .. ستحترقين .. سأعود لتأتى معى للجحيم ، شعرت سميرة بالخوف والرجفة بدأت تسرى بأوصالها ونظرت حولها لم تجد هناك شيئ فجلست قليلاً على السرير بالغرفة وهى تحاول أن تهدأ من نفسها ولكن نبضات قلبها لا تزال تعلو وتعلو وشعرت بالدوار الخفيف يتملك منها فأراحت جسدها على السرير ودخلت عليها الممرضة فسألتها: هل أنت بخير ؟ هل أحضر لك شيئ يا دكتورة سميرة ؟ ردت عليها بإشارة من يدها علامة النفى وشكرتها بإيماءة من رأسها ، فخرجت الممرضة وتركت سميرة وهى تحاول أخذ نفسها بشكل منتظم وبدأت تشعر بقليل من الراحة وتماسكت سميرة وقامت بعد فترة قليلة من الوقت لتعود إلى مكتبها وحينما دخلت طلبت من الساعى أن يحضر لها كوباً من الشاى الأخضر وجلست تفكر فى كل ما حدث لها وما يحدث معها الآن وسمعت طرقات خفيفة على الباب فطلبت الدخول لمن بالخارج وكان الساعى قد أحضر لها كوب الشاى فشكرته وخرج بسرعة وأغلق الباب خلفه وبدأت ترتشف من كوب الشاى حتى فرغت منه وهى لا تزال تفكر وتفكر حتى إنها ظنت أنها قد إستغرقت وقتاً طويلاً فى التفكير وفجأة رن جرس الهاتف بجوارها فأنتبهت إليه ورفعت سماعة الهاتف ، كانت والدتها تطمئن عليها فأخبرتها سميرة أن كل شيئ بخير وأنها ستأتى للغداء معهم فى البيت اليوم وأغلفت الهاتف وفجأة تراجعت للخلف سميرة من المفاجأة فأمام عينيها وجدت كوب الشاى الأخضر وبخار الماء يتصاعد منه والكوب لا يزال فى مكانه لم يتحرك وهو لا يزال ساخناً جدا !! كيف هذا لقد شربت الكوب بأكمله قبل أن تتحدث مع والدتها فى الهاتف ، نظرت حولها ومدت يديها نحو كوب الشاى وأمسكت به وكان بالفعل لا يزال ساخناً ونظرت إليه سميرة وهى فى أشد حالات التعجب والقلق ثم وضعته على فمها وأخذت تشرب منه وكان مذاقه جميلاً وانتهت منه ثم قامت لتغتسل فى الحمام وحينما دخلت أغلقت الباب خلفها وفتحت الماء فوجدت سائل أحمر ينزل من الصنبور لم يكن بلون الماء الشفاف ما هذا ؟ إنها دماء وصرخت سميرة من الخوف صرخة مكتومة حينما نظرت بالمرآة أمامها لتجد صورة السيدة التى ترقد فى الرعاية المركزة أمامها وهى تضحك بصورة مرعبة مخيفة والدماء تسيل من وجهها ومن يديها ، حاولت أن تخرج من الحمام ولكن قدميها لم تستطيع أن تتحرك وفجأة سمعت صوت طرقات على باب الحمام والباب يُفتح من الخارج ، كانت الممرضة ومعها الساعى وفجأة بدأت تغيب عن الوعى سميرة وحملتها الممرضة وساعدها الساعى ووضعوها على أريكة كبيرة فى غرفتها ودخل سريعاً الدكتور أنور للمكان فوجدها على الأريكة وشاهدت سميرة الممرضة وهى تبتسم فى شماتة والساعى أيضا وهو ينظر لها نظرات نارية حادة قبل أن تغمض عينيها تماماً ، مضى الوقت سريعاً وفجأة فتحت سميرة عينيها وهى تشعر بصداع شديد ولم يكن هناك حولها أى إنسان وهى وحدها بغرفتها ونظرت إلى ساعتها كان الوقت قد مضى سريعاً فكانت الساعة قد إقتربت من الخامسة مساءاً وقامت سميرة من مكانها وهى تحاول الوقوف على قدميها وفتحت باب حجرتها ونادت على الممرضة لتسألها ماذا حدث لها ؟ ردت عليها الممرضة بأنها قد سمعت صراخاً شديداً لها من داخل الحمام وحاولنا فتح الباب ولكنه كان مغلق من الداخل فناديت على الساعى وكسرنا الباب وكنت فاقدة للوعى بالحمام فحملناك إلى هنا وأتى الدكتور أنور ليطمئن عليك وأعطاك مهدئ حتى ترتاحى قليلاً وقال أنه سيأتى بعد قليل ليراك ، ودخل فعلا الدكتور أنور ليجد سميرة أمامه ويطلب منها أن تأخذ إجازة لمدة يومين لترتاح بالمنزل قليلاً وتترك العمل لأنه يرى أن حالتها النفسية غير مستقرة وإنها لا بد من الراحة التامة حتى تعود للعمل فى أفضل حال شكرته سميرة وقالت له: فعلا إنها كانت ستطلب منه إجازة لعدة أيام لشعورها بالإجهاد الشديد ، قامت من مكانها ونزلت من مكتبها ونزل معها أنور إلى السيارة وسألها إن كانت تحتاج لشيئ يقوم بعمله لها ، فشكرته سميرة وأثنت كثيرا على تعبه معها وركبت سيارتها وخرجت من المستشفى لتعود للمنزل فى سرعة ، ودخلت للمنزل فوجدت والدتها فى إنتظارها وهى تسألها عن حالها وما الذى حدث لها فى اليومين الماضيين ؟ قالت لها سميرة: سأرتاح قليلاً يا أمى ثم أخبرك بكل شيئ ودخلت إلى غرفتها وألقت بجسدها المنهك على السرير دون أن تستبدل ثيابها وراحت فى نوم عميق ، فتحت سميرة عينيها فوجدت نفسها داخل غرفة صغيرة متهالكة الآثاث لا يوجد فيها سوى سرير صغير وكرسى قديم وبعض زجاجات الدواء موجودة على منضدة صغيرة بجوار السرير ورأت سميرة جسد لإمرأة ممدد على السرير وهى تعطيها ظهرها ، فنادت سميرة عليها وهى لا تجيب وكررت النداء ولا يوجد إجابة فتحركت سميرة نحوها وهى لا تزال تنادى ووصلت إليها فجلست على طرف السرير وحركت جسد المرأة وفجأة رأت المرأة التى تظهر لها دائما ولكن هذه المرة لم يكن وجهها محترق ولكنه وجه أبيض جميل لا يوجد به أى شيئ وملامحها بريئة وهزتها سميرة برفق لكى تستفيق فقامت المرأة من مكانها وحينما رأت سميرة بجوارها بدأت ملامح وجهها تتبدل فى صورة عجيبة وبدأت تتحول إلى صورة المرأة المحترقة التى كانت تراها دائما وفجأة أمسكت بها المرأة وهى تقول لقد أتيت بنفسك ولن تخرجى ،هنا ستكون مقبرتك سنحترق سوياً كلنا سنحترق وفجأة شعرت سميرة بالحرارة فى الغرفة وشاهدت ألسنة نيران تتصاعد من كل إتجاه وبدأت تصرخ سميرة وتقول للمرأة إتركينى ماذا فعلت لك لتفعلى بى كل هذا؟ إتركينى وبدأ صراخها يعلو ويعلو وانتفضت سميرة على صرخة مدوية ونظرت حولها لتجد نفسها فى غرفتها وسمعت ضربات قلبها وهو يخفق بصوت عال ودخلت أمها على صوتها مذعورة وهى تسألها ماذا حدث لك يا سميرة ؟ لم تستطيع أن تتفوه بحرف واحد من شدة الرعب والخوف ولكنها أخيرا أطلقت صرخة عالية وأنفجرت فى البكاء فى أحضان أمها وهنا قررت الأم بعد أن رأت منظر إبنتها قالت الأم لن ينفع هذا فأنا أراك يا سميرة كل يوم أمامى والحالة تسوء وقامت إلى الهاتف وأخذت مفكرة صغيرة بجوار الهاتف وأخذت منه رقم الدكتور/ رشاد حامد أستاذ بالطب النفسى بجامعة عين شمس الذى كان يعالج والد سميرة فى أواخر أيام حياته وكان من المقربين للعائلة أيضا واتصلت عليه وأخبرته أنها تريده لأمر هام جدا لأن إبنتها مريضة وتحتاج لزيارة عاجلة منه ، وبالفعل أجاب عليها بالموافقة وأنه فى خلال ساعة سيكون هناك مرت الساعة فى سرعة وسمع الجميع جرس الباب فقام أمير سريعاً ليفتح الباب ودعى الدكتور رشاد للدخول ورحب به وسلم عليهم جميعا كانت سميرة تعرفه فلقد تقابلوا كثيرا فى بعض المناسبات العائلية وتعجبت من سبب حضوره ونظرت إلى والدتها فى حيرة وهى تحاول أن تفهم منها سبب زيارته المفاجئة ، قالت لها والدتها ستعرفين يا حبيبتى انتظرى ولكن سميرة أستأذنت منهم ودخلت لغرفتها ، نظر الدكتور رشاد إليها وهى تنصرف أمامه وسأل والدتها : ماذا يحدث أخبرينى وما هذا الشكل الذى أرى عليه سميرة ؟ أخبرته بكل شيئ منذ بدأ هذا الكابوس اللعين الذى يأتى لإبنتها وأن حالتها النفسية والصحية تزداد سوءاً يوما ً بعد يوم وقالت للدكتور رشاد إنها الآن فى إجازة من عملها وهى فرصة مناسبة جدا لمحاولة معرفة ما يدور هنا ومحاولة السيطرة عليها فأنا أتصلت بالدكتور/ أنور بالمستشفى وقال لى الكثير من الأمور المرعبة التى تفعلها سميرة ولم أستطيع التحمل لأكثر من هذا ولذلك إتصلت بك ، إبنتى تضيع منى يا دكتور أمام عينى فأنا أعرف جيداً أن هذه الحالة المرضية نادرة جدا ولكن لا أستطيع التحمل أكثر من هذا فيكفينى ما عانيت قديماَ فهى تتخيل الكثير من الأشياء فى العمل والجميع هناك أصبح يتعامل معها على إنها مختلة ومريضة نفسياً ولولا علاقة الود والصداقة بين العائلة والدكتور / أنور رئيسها بالعمل لكانت قد تم فصلها من العمل ، لقد تخيلت أن هناك إمراة فى المستشفى ولها إبنة تحدثها وأختلقت قصة عجيبة لا أساس لها من الصحة تماماَ لقد ذهبت بالأمس إلى عملها دون أن تعرف هذا وقابلت دكتور أنور هناك وأخبرنى بصعوبة حالتها وإنها تحتاج لطبيب نفسى لأن حالتها أصبحت حرجة جدا ولهذا طلبتك يا دكتور رشاد فهل يا تُرى هناك أمل فى شفائها من هذه الحالة ؟ رد عليها الأمل دائما موجود ولكنى أخشى أن يكون هذا الذى تعانى منه قد وصل لمرحلة متأخرة للحد الذى معه تحاول قتل نفسها أو عمل أى شيئ بنفسها أو بغيرها حسبما تتخيل وتحكى ، دعينا نسابق الوقت ودعينى أجلس معها أولاً لكى أعرف ما الحالة بدقة أكثر وهل هذا الذى تعانى منه موروث من نفس مرض والدها قبل وفاته؟؟ حالة الهذيان العصبى التى كان يعانى منها وهل له علاقة بها حينما شاهدته وهو يحاول قتلك ؟، يا لها من ذكريات أليمة ، دعينى أجلس معها قليلاً ولا أريد أن يدخل علينا أحد سأنتظرها فى غرفة المكتب ، قامت الأم لتستدعى إبنتها للدكتور، وطرقت الباب عليها ودخلت لتجد إبنتها تنظر إلى المرأة وهى تقوم بتصفيف شعرها وهى تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة ونادت عليها أمها ولكنها لم تسمعها فأقتربت منها والدتها وفجأة إلتفتت إليها سميرة ولكنها لم تكن إبنتها أبداً لقد رأت وجه آخر داكن اللون وعينيها شديدة السواد ويسيل من عينيها خيط خفيف من الدم وصرخت والدتها فى رعب فأتى سريعا أمير ودخل خلفه على صوت الأم الدكتور رشاد ،وسمعوا سميرة وهى تقف أمامهم وتنظر لهم بنظرات مرعبة مخيفة " الموت .. الموت .. ستموتين " رددت الكلمات أكثر من مرة فأسرع الدكتور رشاد وأخرج حقنة مهدئة من حقيبته واقترب من سميرة ولكنها نظرت إليه فى شراسة مخيفة وهى تتكلم بصوت مخيف لن يفيد هذا ستموت أنت أيضاً الجميع هنا سيموت، وفجأة رأى الجميع وجه سميرة وهو يتلون من الداكن للون الاحمر النارى ثم بدأت حالة من التشجنات تعتريها ثم وقعت على الأرض دون كلمة واحدة بعدها ، أسرع الدكتور إليها مع أمير وحملوها إلى السرير ، كانت نبضات قلبها ضعيفة جداا وبدأت والدتها تبكى لحال إبنتها والدكتور رشاد يحاول السيطرة على حالة سميرة وبدأت ضربات القلب فى الإنتظام رويداً رويداً وبدأت تشعر سميرة بالمكان وبمن حولها فسألت أمها ما الذى حدث وكيف دخلتم إلى هنا يا أمى ؟ وبدأت تنفعل وتصرخ فأسرع دكتور رشاد وأعطاها حقنة مهدئة وطلب منها الراحة التامة والهدوء وكل شيئ سيكون على مايرام وأن هذه الحقنة ستساعدها على النوم لفترة قليلة ، وبدا تأثير الحقنة يبدو واضحاً على وجهها فأغلقت عينيها وراحت فى نوم عميق ، وتركها الجميع فى غرفتها وخرجوا للخارج وهنا قال لهم الدكتور/ رشاد لا أخفى عليكم فالحالة حرجة للغاية لابد أن تأتى فى الغد إلى المستشفى عندى لعمل بعد التحاليل والأشعات على المخ تحديداً لمعرفة كل شيئ ، نظرت إليه الأم وهى تبكى فى صمت سأحضرها فى الغد معى يا دكتور لا تقلق بإذن الله ، استأذن منهم الدكتور وانصرف على وعد باللقاء فى الغد وجلست الأم تفكر وجلس جوارها أمير وهو لا يزال لا يصدق عينيه فكأنه يشاهد أحد أفلام الرعب على شاشة السينما وسأل أمه حالة سميرة صعبة جدا ماذا حدث لكل هذا ؟؟ وهل أبى مات بسبب شيئ كهذا ؟ ردت أمه عليه إطمئن يا أمير لن يحدث شيئ لأختك غدا سنعرف كل شيئ هيا الآن لتنام لأنك ستأتى معنا غدا واليوم سيكون طويلاً ، قام أمير وهو يشعر بالحيرة والخوف على أخته ولم يكن يتوقع أن تكون الحالة بهذا السوء ودخل غرفته وأغلق الباب وقامت أمه ودخلت على سميرة بغرفتها كانت مستغرقة فى النوم وقررت بأن تنام جوارها حتى الصباح ودخلت فى السرير جوار سميرة ونامت أيضا من شدة التعب والإرهاق ، فتحت الأم عينيها على صوت الآذان فقامت بسرعة وفى هدوء وخرجت من الغرفة وتوضأت لتصلى الفجر وبعدها قامت بعمل بعد الأشياء فى المنزل وجهزت طعام الأفطار لهم ولم تشعر بالوقت ونظرت إلى ساعة الحائط كانت قد اقتربت من الثامنة صباحاً ودخلت لتوقظ أمير وسميرة لتناول الطعام قبل النزول إلى المستشفى ،وأعدت طعام سميرة ودخلت عليها وقامت بإيقاظها وجلست جوارها وأحضرت الطعام لها وهى تعطيها الطعام بنفسها وقالت لها بهدوء : سنخرج سويا يا سميرة لنعرف ما سبب هذا الكابوس يا حبيبتى ؟ فقالت سميرة فى دهشة إلى أين يا أمى وهل عرفتم حقيقة هذه المرأة التى أراها فى هذا الكابوس ؟ ردت عليها بعد قليل سنعرف كل شيئ يا حبيبتى لترتدى ثيابك بعد أن ننتهى من تناول الإفطار فلا يوجد أى وقت لنضيعه ، وتركتها وخرجت لتستعد هى الأخرى وفى غضون ساعة كان الجميع قد أستعدوا للنزول وطلبت الأم من أمير أن يقود هو السيارة وبعد ساعة كانوا جميعا فى مستشفى الدكتور رشاد فى المعادى ، حينما وصلوا استقبلهم الدكتور/ رشاد فى ترحاب شديد و أطمان على حالة سميرة وقال أنها تبدو أفضل من الأمس ودخلوا جميعا لغرفته وبعد نقاش قليل طلب منهم أن يبقى مع سميرة وحدهم وبالفعل خرجت الأم وأمير للخارج و طلب الدكتور من سميرة أن تقوم لتجلس على أريكة وثيرة أمامه وتعتدل فى جلستها وأخذ يطرح عليها بعض الأسئلة وهى تجيب فى هدوء تام ،وقال لها سنقوم بعمل بعض الفحوصات لك يا سميرة لنتأكد من بعض الأشياء ، لم ترد عليه سميرة وأعتدلت فى جلستها ووضعت قدماً فوق الأخرى وابتسمت وهى تقول له : لن تجد شيئا يا دكتور فانا بصحة جيدة جدا كان يدون بعض الأشياء وحينما إلتفت إليها وجدها تنظر إليه فوجد عينيها وقد تحولت إلى لون أسود داكن وظهرت بعض الهالات السوداء أسفل عينيها وبدأت تتزايد ولون وجهها يتحول إلى اللون الداكن وكانت تجلس وكأن شيئا لم يحدث لها فأسرع الدكتور رشاد لمكتبه وأحضر حقنة مهدئة وقبل أن يقترب من سميرة أمسكت يديه بقسوة وبدات تضغط عليها ووقعت منه الحقنة على الأرض وسمع صوتها وقد تغير وكانه يأتى من بئر عميق " لا مفر من الموت .. سنموت .. سيموت الجميع .." وأطلقت ضحكة عالية مدوية وفجأة تغير لون وجهها وملامحها وبدأت تعود لحالتها الطبيعية مرة أخرى وجلست مكانها وكان شيئا لم يحدث والدكتور رشاد فى حالة ذهول حينما سمعها تقول بصوتها المعتاد لنكمل يا دكتور ما كنت تسألنى عنه لماذا توقفت عن الحديث ؟ وهل ستظل تنظر لى هكذا اليوم كله ؟ رد الدكتور رشاد: كل شيئ سيكون بخير وقام من أمامها ورفع سماعة الهاتف وتكلم بسرعة للحظات وأغلق الهاتف ودخلت ممرضة بعد ذلك وطلب منها أن تأخذ سميرة لعمل بعض الفحوصات ثم تعود إليه وقامت سميرة فى هدوء حذر مع الممرضة وذهبت لعمل الأشعة المطلوبة وبعض التحاليل ، بعد أربع ساعات جلس الدكتور رشاد مع والدة سميرة وقال لها :كل التحاليل سلبية لا شيئ فيها ولكن الأشعة التى تم عملها على المخ أثبتت وجود نشاط زائد فى المخ وقد يكون هو سبب هذه الطاقة العالية التى تؤثر على عقلها الباطن لإختلاق هذه القصص وفجأة فتحت سميرة الباب ودخلت مع أمير أخيها وجلست على الأريكة الوثيرة أمام الدكتور رشاد ووالدتها وأكمل الدكتور رشاد كلامه، بأن سميرة حالتها ستتحسن وأنها ستكون بخير ولكن تحتاج للكثير من الراحة والابتعاد عن العمل وفجأة سمع الجميع صوتاً مخيفاً وحينما التفتوا كانت سميرة قد وقفت وقالت لقد تركتكم كثيرا للعبث معى ولم تجدوا شيئا فى فحوصاتك الغبية يا دكتور ولكنى أذكى منكم جميعا وكلكم لا بد وأن تموتوا الجميع سيموت ، وقف أمير وأقترب من أخته ليحاول تهدئتها ولكنها دفعته بعنف فارتطم بالحائط واقتربت سميرة من والدتها التى كانت لا تصدق عينيها مما تراه وسمعت سميرة تقول : الموت .. الموت.. ستموتين .. ستموتين أنت من قتل أبى ، ولهذا ستموتين وأمسكت بعنق أمها بشدة وعنف وفجأة شعرت سميرة بالتخاذل فى قدميها ونظرت جوارها لتجد الدكتور رشاد قد غرس فى ذراعها حقنة من المهدئ وترنحت قليلاً ثم سقطت على الأرض ، استدعى الدكتور رشاد سريعاً بعض العاملين وقاموا بحملها إلى غرفة خاصة مجاورة و قاموا بتقييدها فى السرير وبعد أن أطمأنت الأم على حالة إبنها أمير توجهت إلى غرفة إبنتها لتجدها راقدة على السرير ونظرت للدكتور رشاد وقالت له فى حزن وهى تبكى : لقد تملك منها هذا المرض ولن تعود مرة أخرى لن تعود مثل أبيها ، وفجأة رأى الجميع سميرة وهى تحاول الجلوس وسمعوا ضحكة مخيفة ساخرة وهى تقول : ستموتين .. ونظرت إلى أمها وهى تبكى من خلف زجاج الغرفة وقالت لها : ستموتين أوأنا من سيموت ليستريح الجميع .. وفجأة جذبت يدها من القيد المثبت فى يدها والتقطت من جوارها مقصاً صغيراً ونظرت إلى والدتها ورددت سينتهى الآن الكابوس ، وضحكت ضحكة عالية مخيفة وأخترق المقص صدرها فى موضع القلب مباشرة ودخل سريعا المسعفين إليها ولكنها قد فارقت الحياة وتحول لون وجهها من اللون الداكن إلى اللون الأبيض وصرخت الأم فى رعب ولوعة : لا يا سميرة لا إبنتى .. سميرة لا يا حبيبتى وسمعت فى أّذنيها صوت سميرة يقول : الآن يا أمى الآن لقد إنتهى الكابوس .. النهاية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق