السبت، 31 ديسمبر 2016

دنيتى الغريبة بقلم / الفيلسوف على محمد

دنيتى الغريبة
كم أنت غريبة أيتها الدنيا 
وكل ما فيك يدعو للدهشة 
وأحيانا للحنق والشعور بالريبة ...
ساعات تمر علينا دون أن يغمض
لنا جفن وننتظر من نحب 
بكل الود والفرح والطيبة ...
فيأتى ما يعكر صفو هذه الأحداث
وفجأة تحدث للمرء وقتها 
أحداث متلاحقة عجيبة ...
يا للفاجعة ! يا للأسى كلمات الحزن
تنزل كالصاعقة على الرأس
يا لها حقا من مصيبة ...
تتلاحق الأحداث ثم ياتى الصمت 
الرهيب فلا كلام نسمعه 
وكل ما نراه إشارات غريبة ...
ماذا فعلنا لنجد كل هذه الأشياء
فى عمرنا ؟ ماذا فعلنا لتكون 
هذه الحياة رتيبة كئيبة ؟
يا لها من مفارقات ترسل بمشاعرنا 
كثيراً لأفاق بعيدة وقد نجد
هناك بالصدفة الحبيبة ...
ماذا تكتب الآن يا قلمى أخبرنى
فلا أجد صدى لكلماتى 
أمام عينى فهل باتت قريبة ؟
هل كل الهموم ترحل وتمضى بعيداً
عنا الآن ؟ تُرى هل أحلم أنا 
بأيام قادمة تبدد الغيبة ؟
غريبة حقاً هذه الدنيا 
وكل ما فيها تعدى المألوف فعساه 
يعود زمان الصدق والطيبة ...
بقلمى / الفيلسوف ( على محمد 

الاثنين، 26 ديسمبر 2016

داعبت قلبى بإبتسامة بقلم / الفيلسوف ( على محمد )

<3 داعبت قلبى بإبتسامة <3
داعبت قلبى بإبتسامة صافية ترتسم فوق شفتيها 
وأطرقت بعينيها خجلاً فتسارع نبض قلبى الصغير
ماذا أقول فى سحر عينيها ؟ ماذا أقول لصوتها 
الدافئ ؟ وكأنه صوت العنادل يشدو قرب الغدير 
أيتها الساحرة التى سحرت قلبى وعقلى بفتنتها
وكلما أقبلت نحوى أشعر بقلبى إليها يطير 
هى المعشوقة الأبدية وقلبى لن يدخله سواها 
وستظل جوار قلبى حبيبتى حتى الرمق الأخير 
تفاجئنى كثيراً فأرأها تارة أمام عينى أو ألمح
طيفها تارة أخرى يتهادى فيصبح القلب لها أسير 
أسعد لسعادتها وينطفئ قنديل الغرام لحزنها 
ولا أتردد يوماً لطلبها فهى حقاً حبى الكبير 
أتحمل معها كل الصعاب ولا يهمنى غيرها بدنيتى 
وهى بالمثل تبادلنى الغرام وتعطينى الكثير 
حبيبتى ونبض حياتى ولن أرحل عنها يوماً 
فأنا فارس الأحلام ومليك القلب الحنون الأثير 
أحبك وأهواك ولن يمل لسانى تكرارها يوماً 
فأنت غاليتى ودرتى وأشكر عليكٍ ربى القدير ..
بقلمى الفيلسوف ( على محمد )
26/12/2016

خاطرة بعنوان اللعنة على الأرق بقلم الفيلسوف ( على محمد )


خاطرة ...
اللعنة على الأرق.. 
فكيف تنام العين.؟
والقلب من الغياب قد احترق.. 
الأماكن تشابهت..
والعين تبحث عنها هناك 
والعقل مني الان قد سرق..
الحب غاليتى.. 
هو اسمي المشاعر وقلبي
في غرامك وهواك قد غرق.. 
تمر الساعات تلو الأخرى.. 
وكل حين
أرى طيفك أمام العين قد مرق .. 
لا أستطيع العيش دونك.. 
وسأظل دائما أنتظرك
وسأنقش كلماتي على الجدران والورق.. 
اهواك وحبك بقلبي.. 
ملئ الكون كله ولن اتنازل
عنك وسنحاول بكل الطرق .. 
دعيني معك لنهاية العمر.. 
حبييتي وقيثارتي 
من شروق الشمس
وحتى يلوح الغسق..
 الفيلسوف ( على محمد)

السبت، 24 ديسمبر 2016

هل تعود ؟ بقلم / الفيلسوف ( على محمد )

هل تعود ؟
هل تعود أيام الماضى الجميل معك ليسعد
قلبى وأرى الدنيا جميلة حبيبتى بلا شجون ؟
هل تعود تلك البسمة على الشفاه والعين تلمع 
من الفرحة بقربك أميرتى أم تُراها ظنون ؟
لا زال عندى الكثير من الأمل أن يعود الحال 
لما كان سابقاً والعشق يطغى يا نور العيون 
أنت حقاً نور عينى التى أرى بها سبيلى 
وكلما أراك تسعد دنيتى فهل حقاً يكون ؟
هل سألت القلب يوماً كيف أمضى الليل 
دونك وأنا للعهد عازم دائما أن أصون 
أبداً يا حبيبتى لقلبك وحبك لن أتنازل يوماً 
وسأبقى جوارك للنهاية وقلبى لن يخون 
سأحتمل لأجلك كل المصاعب وسأبذل قصارى
جهدى لتبقى على الدوام فقربك أجد السكون
هل تعود ؟.. هل تجود مثلى بالغرام وتتحمل معى 
لسنوات آتية أم تغادر وقلبى عليها يهون ؟
لا ستبقى فالحب فى عينيها وعلى الشفاه يتكلم 
أنا أحبك وسأظل أهواك فأنت إنسان حنون 
كل عمرى لك أعطيه طوعاً فأنت ملكت قلبى
والعشق قربك صار حقاً كدربٍ من الجنون ..
بقلمى / الفيلسوف ( على محمد )

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

لماذا أحبك بقلم / الفيلسوف ( على محمد )

لماذا أحبك ؟؟
لماذا أحبك ؟.. ولا أزال أحبك رغم البعاد بيننا
والقرب أصبح مستحيلاً ولم يعد بالأمر اليسير
لماذا أحبك ؟.. وكل نبضات قلبى تنادى بإسمك
ولم يعد يشغلنى سواك يا صاحبة القلب الكبير
لماذا أحبك ؟.. والعين لا ترى سواك الحين
وكل حين وأرغب بقربك حتى ولو وقت قصير
تساؤلات كثيرة والإجابة عليها واحدة دائما
أنت يا نبض حياتى أنت حبى الأول والأخير
معك لسنوات طويلة والعهد لا يزال بيننا والعمر
يمضى بنا ولن أرحل عنك فالأمر الآن عسير
كل نساء الدنيا لم تعد تشغلنى حبيبتى وصورتك
أمام العين والضحكات أسمعها كتغريد العصافير
أيتها الأميرة الجميلة التى عشقتك منذ أول وهلة
وقلبى خفق لها ولا يزال غرامك بالقلب الأثير
الآن عرفت لماذا أحبك ؟ .. فأنت بلاشك الوحيدة
فى هذه الدنيا التى جعلت قلبى وعقلى أسير
أهواك وأتمناك معى لنهاية عمرى فأنت مُنيتى
وأقسم على حبك وسأعطى لك الحب الوفير ..
بقلمى / الفيلسوف ( على محمد )

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016

أخذت قلبى بقلم / الفيلسوف ( على محمد )


أخذت قلبى
رحلت .. سافرت .. وأخذت قلبى معها
واليوم أصبحت وحيداً والقلب يتألم
تركت الدرب واختفت عن العين فجأة
والوقت يمضى ولازلت أنتظر لكى تتكلم
حبيبتى معك دنيتى أجمل وحياتى كلها
تسعد بقربك وربى بغرامى لك الأعلم
أنت منية القلب وكل شيئ جوارك
أجمل ولا أزال منك للعشق أتعلم
يا سلسبيلاً لقلبى وراحتى التى دائما
أجدها معك وكل مساء حبيبتى بك أحلم
أحلم بعودتك سريعاً لدربى وقلبى
ولن تغادريه أبداً وعلى العهد أقسم
أن أصون هواك وأفتديكِ بكل غالى
ونفيس وسأبقى جوارك ولن أندم
لأنى وجدت فيك فتاة أحلامى الجميلة
ولن ترحلى عنى فأنا بقلبك مغرم
رحلت .. لا لم ترحل يوماً  فهى بالجوار
تنتظر منك الإشارة لتأتيها فهل تتقدم ؟..
بقلمى / الفيلسوف ( على محمد )

السبت، 10 ديسمبر 2016

نظرة حطفت قلبى بقلم/ الفيلسوف ( على محمد )

<3 نظرة خطفت قلبى <3
رأيت فى عينيك نظرة خطفت قلبى وأسرتنى
وتعالى النبض بالصدر يبغى منك الإقتراب
أنت يا ملهمتى قطعت لك عهداً بالوفاء
ولن أخون العهد وأقسم بعدم الإغتراب
لأجلك أعطيك كل ما أستطيع طوعاً ومعك
ستظل أشواقى تتزايد وسأبقى بداخل المحراب
أتعبد قربك وأمارس طقوس الطاعة لك والآن
أصبحت الأوحد بقلبك وهذا عندى بألف حساب
سأكون جوارك على الدوام ولن أمضى بدونك
وإن رحلت وتركتك يوماً فليكن منك العقاب
ساعات طوال أتنسم معك الأشواق والحب
والوصال دائما وليبتعد عنا الألم والعتاب
رأيت فى عينيك الصافية كل الحب والغرام
ولأجلك أفعل المستحيل ولن يكون الغياب
لن تغيب عن العين لحظة وستظل قربى
وسأمضى إليك بكل جوارحى وأعطيك الخطاب
خطاب محبتى وعهدى بالبقاء معك والخوف
عليك دائما فلقد أصبحنا منذ التقيتك أحباب ..
بقلم / الفيلسوف (على محمد )

الخميس، 8 ديسمبر 2016

أهواك بقلم الفيلسوف ( على محمد )

أهواك..
أهواك
وقلبى وعقلى
لا يريد سواك
فهل أتيت معى
وهل لقربى الآن قبلت ..
ماتت كل المشاعر بقلبى
قبل أن أراك
وحينما ألتقيت بك حبيبى
بالغرام نعمت ..
أخبرينى هل أبادلك
الهوى والعشق بإخلاص ؟
أخبرينى فانا إن رحلت
عن عينى ندمت ..
لن أتوانى عن إسعادك يوماً
وهذا عهدى
فهل بأفعالى وأقوالى
تشعرين ؟ فأنا لازلت ..
لا زلت أعطيك
وأمنحك الحب بلا توقف
فالقلب يريد قربك
والعقل يعشقك
ومن عينيك ثملت ..
بقلم / الفيلسوف ( على محمد )

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

يوماً ما سنتذكر سوياً بقلم / الفيلسوف ( على محمد )


يوما ما سنتذكر سوياً
يوما ما ستجلس وحدك تتذكر كيف كنا سوياً
وكيف كان الحب يملأ الدنيا واليوم أنتهينا ؟
تمر الأيام بطيئة والساعات تمضى على مهل
وهى الأقدار عزيزتى شئنا لها هذا أم أبينا
كل الأحلام تبددت الآن وانقشعت الغيوم
من أمام العين وصرخ العقل لقد أكتفينا
هل إن رحلنا بعيداً ترتاح العيون كلا وربى
فالقلب يئن وجعاً والآلام كلها أتت علينا
أنا الآن أصبحت بلا هوية فهويتى أنت
وبرحيلك سقطت عنى فهل يوماً نسينا ؟
مازال الأمر غريباً على العقل والقلب والرفض
القاطع هو السائد فلماذا لدرب العشق أتينا ؟
الأحلام الوردية تبخرت ولم يعد سوى الواقع
المرير وعلينا أن نتقبل الوضع ولا نقلب كفينا
سنوات مضت عشنا سوياً فيها أجمل قصص
الحب وانسابت كالماء السعادة من بين يدينا
إنها الأقدار تجمع القلوب تارة وتفرقها تارة
أخرى فيارب هون علينا دائما ما قاسينا
بقلم / الفيلسوف ( على محمد )


السبت، 3 ديسمبر 2016

كثر الحديث عنا بقلم /الفيلسوف ( على محمد )


كثر الحديث عنا
تعبت حقاً من التساؤلات الكثيرة عن حبيبتى 
فهى واحدة فقط ولا يوجد سواها فى قلبى 
كل الشائعات صارت مغرضة ولكنى أنوء
عنها وأتجاهلها وأنظر دائما للأمام لدربى 
أخشى من الأيام فالموت يأتى بلا استئذان 
وأريد أن أكون نقى القلب ليغفر لى ربى 
لا أعطى بالاً لمن يتكلم من حولى وأضحك
كثيراً لما أسمعه فالأحقاد كثرت ولن ألبى 
لن أنساق خلف ترهات وإشاعات حمقاء 
وليكن ربى هو الحافظ لى ودائما قربى 
*** *** *** ***
لا تخشى من كلام الناس حبيبى فلا يهمنى 
سواك أنت والعالم بأسره صار لا يعنينى
أنت من سلب العقل والفؤاد وقربك الآن 
هو كل سعادتى وأصبحت بقلبى وقرة عينى 
أحببتك كثيراً ولن أنظر لغيرك يوماً أعاهدك
فأنت ترياقى وزادى بدنيتى ومن تُحيينى 
عاشقة حد الثمالة وقلبى ينادى بإسمك دوما
فلا تتأخر يوماً عنى فأنت أصبحت بتكوينى 
تسرى فى دمى وكل لحظة تمر دونك أتألم 
فأنظر حولى لعلك تأتى ومن آلامى تداوينى ..
بقلمى / الفيلسوف( على محمد )
24/11/2016

الجمعة، 2 ديسمبر 2016

حلم جميل بقلم/ الفيلسوف ( على محمد )


حلم جميل
حلم جميل لطالما كنت أحلمه به على الدوام
واليوم تحقق الحلم وأصبحت بالدرب الصحيح
كل ما مضى من العمر أعتبره البداية الحقيقية
والآن أطلق قلمى ليكتب فى مهب الريح
ولن يتوقف بعد الآن وقصائد شعرى تتغزل
وتبوح بمكنون الصدر ليسمو به ويستريح
ما عدت أريد سوى الإبداع فى نظم قصيدة
أو خاطرتى تمضى لداخل القلب وللغرام تبيح
هذا أنا العاشق المغوار أكتب أبياتاً وأنظم
نثراً والخاسر يمضى عنى وكلامى صريح
اليوم أطلقت شرارة البدء على النهج السليم
واليوم أغلقت باباً لأنطلق للعالم بلا تصريح
كنت دائما أشعر بالحنق والكلمات من حولى
بها الكثير من التحطيم والقليل يعطينى المديح
هذا الأمر أتعبنى قليلاً ولكن قلمى صامداً
لن ينكسر يوماً وسأظل أكتب بلا تجريح
الأيام تمضى والحلم حبيبتى أصبح واقعاً
ولن أتعب بعدها ولن ينام الجفن قريح ...
بقلمى الفيلسوف ( على محمد )

الأربعاء، 30 نوفمبر 2016

قصة الجريمة الغامضة بقلم الكاتب / على محمد ( الفيلسوف )

الجزء الثالث
أنصرف أكرم ومعه مصطفى سريعاً من الإدارة وركبا سيارة أكرم حيث كان المصنع الذى يعمل فيه إبن الرجل المتوفى - أسامة - فى أحد المناطق البعيدة عن السكان فى مدينة العبور وماهى إلا ساعة أو يزيد وقد وصلا إلى المكان وتوقفا أمام الباب وطلب أكرم من الحارس الموجود على الباب الدخول للمصنع بعد أن كشفا عن هويتهما وبالفعل سمح لهما الحارس بعد أن أبلغ صاحب المصنع بتواجدهما فى المكان ونزل مسرعاً لإستقبالهما وسألهما عن السبب لتواجدهما فى المصنع وأنه يعمل فى نزاهة ولا يوجد أى مخالفة عليه ، ابتسم أكرم وأخرج من جيبه صورة - أسامة - وقال له : أريد رؤية هذا الرجل الآن أو لتأتى معى لمكان عمله ، أخذهما صاحب المصنع وهو يسألهما عن الذى فعله فأجاب أكرم عليه : لا تقلق مجرد بعض الأسئلة العادية ،  وهنا دخلوا جميعا إلى صالة كبيرة بها الكثير من الأشياء والمعدات والآلات الخاصة بنشاط المصنع ، ولفت إنتباه أكرم نوعية الحبال المدلاة من السقف وتحمل بعض الأجولة وأيضا نوعية الأكياس البلاستيكية الموجودة فى هذا المكان ،ونادى الرجل على أسامة فألتفت إليهم أحد الرجال من بعيد  وأتى لصاحب المصنع فى هدوء مع خطوات قدميه البطيئة وسار فى إتجاههم وهو ينظر إليهم فى ترقب وحذر وحينما وصل إليهم مد أكرم يديه ليصافحه وهو يعرفه بنفسه فبدأ الإرتباك على وجهه وهو يتسائل عن سبب تواجد أكرم هنا وماذا يمكن أن يقدم له ؟ تركهم صاحب المصنع وأنصرف بعد أن طلب من أكرم ومصطفى تناول الشاى فى مكتبه قبل أن ينصرفا من المكان ، أخذ أكرم أسامة بعيداً قليلاً وسأله عن والده رحمه الله  عليه وكيف كانت الحياة قبل وفاته وهل سمع منه شيئا أو عرف منه شيئا خلال فترة عمله قبل وفاته ؟ نظر أسامة إلى أكرم فى حذر وهو يقول له : لقد كان هذا منذ عدة سنوات ولقد قلت وقتها للشرطة آنذاك كل ما أعرف وكل ما كان والدى يحكيه لى وليس عندى ما أقوله لكم يا سيدى ، وقبل أن يكمل أسامة الكلام ، سمع أكرم صوتاً يأتى من خلفه يقول : ماذا يحدث يا أسامة ؟ التفت أكرم فوجد رجلاً رياضياً يرتدى معطفاً أزرق اللون نفس اللون الذى يرتديه أسامة فقال له : لا شيئ يا أحمد لا يوجد شيئ ! نظر إليه أكرم فى عناية وسأل أسامة من أحمد هذا ؟ قال له أسامة إنه أحمد زميله وصديقه منذ الطفولة وجاره أيضاً ويعمل معه فى نفس المصنع منذ سنوات وقال أسامة لأحمد : أنه الرائد أكرم من المباحث يا أحمد وقد حضر ليسألنى بعض الأسئلة عن والدى رحمه الله لا تقلق لا يوجد شيئ  مجرد أسئلة عادية ، قال أكرم موجهاً الكلام إلى أحمد وما الذى يعنيك أنت لكى تتحدث هنا  ؟ رد أحمد بعصبية : لأنى أنا صديقه المقرب وجاره وأكتر من يخاف عليه ، فأنت ترى بوضوح أن حركته بطيئة وأنا من أساعده فى كل شيئ هنا ، تبسم أكرم وقال له فى هدوء : نعم الأخ والصديق أنت يا أحمد لقد عرفت ما أريد معرفته من أسامة  ولم يعد عندى أى إستفسار آخر وسأرحل الآن ولكنى قد أحتاج إلى أسامة فى أى وقت ولكن حينها سيأتى إلى مكتبى هناك فى مديرية الأمن ، والتفت أكرم ومصطفى وانصرفوا من المكان وبعد أن ابتعدوا قال مصطفى لأكرم : هل وجدت ما تبحث عنه يا أكرم ؟ نظر له أكرم وقال له بنسبة كبيرة يا مصطفى بنسبة كبيرة جدا!! تحرك أكرم ومصطفى خارج المصنع وقاد مصطفى السيارة وأكرم يفكر فى صمت وكل فترة ينظر إليه مصطفى دون أن يتحدث فهو يعرف جيداً أنه يفكر ولا يريد قطع تركيزه  ومضى الوقت فى الطريق وبدأ الزحام يطبق عليهما وقبل أن يصلا إلى الشارع المؤدى إلى مكتبه  نطق أكرم بكلمة واحدة : أحمد !! أحمد يا مصطفى أريد تقريراً وافيا وكل شيئ عن أحمد هذا يا مصطفى وأريد مراقبته أيضا ، ظهرت الدهشة على وجه مصطفى وقال له: لماذا أحمد وليس أسامة يا أكرم ؟ قال له : سأخبرك حينما نصل إلى المكتب يا مصطفى فانا توصلت الآن لسبب القتل ولمن قتل أيضا يا مصطفى ، أريد تقريراً مفصلاً عن أحمد هذا  يكون على مكتبى وأعدك فى الغد سنغلق ملف هذه القضية ، وصل أكرم إلى مبنى المديرية وترك مصطفى ليكمل ما طلبه منه ودخل لمكتبه سريعاً فدخل خلفه الساعى وسأله : هل تشرب شيئا يا أكرم باشا ؟ نظر إليه أكرم وقال فى هدوء: لا يا عم فوزى أشكرك ، وجلس خلف مكتبه وبدأ فى ترتيب الأفكار والأحداث ويراجع فى عقله كل ما مر به منذ أن أسندوا إليه هذه القضية وراح يراجع كل التفاصيل فى عقله بدقة شديدة استغرق أكثر من ساعة وهو على هذا الوضع ، ثم وقف ورفع سماعة الهاتف وتحدث إلى العميد راشد وطلب منه الإذن فى إستصدار أمر من النيابة بالقبض على أحمد وأسامة اليوم فهو لا يريد الإنتظار للمعلومات التى طلبها من مصطفى  فأخبره بأن الإذن سيكون فى يديه بعد قليل  ووضع سماعة الهاتف وطلب أكرم مصطفى على هاتفه المحمول وأخبره بأن هناك فى الطريق قوة من الأمن للقبض على أحمد  وأسامة سويا وإحضارهما إلى المديرية على وجه السرعة، وأخبره بأنه سيوضح له كل شيئ حينما يأتى بهما إلى مكتبه وأغلق الهاتف وجلس ينتظر بفارغ الصبر حضور مصطفى وهو فى قمة حماسه وقد توصل إلى الحل تقريبا لهذا اللغز الذى إحتار فيه منذ أيام منذ أن تم تكليفه به ومضى الوقت ببطئ شديد وهو ينظر إلى ساعته وسمع طرقات على الباب ورأى مصطفى وهو يدخل للمكتب ومعه أسامة وأحمد  ومكبلين بالقيود وألتفت إليهما أكرم وهو يقول لأسامة : إحترت كثيرا فى أمرك وتوقعت أن تكون أنت من قتل لأجل الثأر من الناس التى قتلت أبيك ولكنى حينما رأيتك عرفت أنك لن تستطيع فعل أى شيئ لضالة جسدك مع صعوبة الحركة فى قدميك وإن لم يأتى أحمد اليوم فى المصنع  ليسأل عنا وقتها لكنت رفضت الفكرة تماماً وكنت سأبحث عن دليل آخر ولا أدرى إلى متى كنت سأظل أبحث  عنه فكما كنا نسمع دائما فى حكايات الأطفال (المخ والعضلات ) كان هناك الكثير من الأطفال فى الماضى فى اللعب يكون أحدهم ضعيف البنيان ولكنه يملك من الذكاء الكثير فيصبح العقل وهناك من يكون وقى البنية ويقال عنه العضلات وهو من ينفذ للعقل ما يريد  ,فما رأيك هل ستعترف يا أسامة أم تريد منى أن أخبرك بكل شيئ ؟ كانت لهجة أكرم وطريقة حديثه فيها الكثير من الصرامة التى جعلت أسامة  ينهار ويبدأ فى البكاء وهو يقول  لأكرم : سأقول على كل شيئ سأعترف لك بكل شيئ يا سيدى ، فصرخ أحمد ماذا تقول يا غبى لا يوجد دليل ضدك لقد كشفت كل شيئ اسكته مصطفى بصفعة على وجهه ونظر أكرم إلى أسامة وقال له : أنا أسمعك تكلم لن أقاطعك ، ونظر إلى أحمد وقال لمصطفى : خذوه الى الحجز الآن  فلم يعد له فائدة عندى وأعرف أنه سيؤكد كل كلام أسامة ، نظر أحمد فى إنكسار وهو يتجه خارج الغرفة ويقول : لقد إنتهى كل شيئ ولم يعد هناك داعى للإنكار وخرج به مصطفى سريعاً وبقى أكرم مع أسامة وجلس أمامه ليستمع منه ، قال أسامة : إن أبى كان عاملا  بسيطاً ولقد ربانا على قدر إستطاعته بعد أن رحلت والدتى ونحن صغار ولقد كان يحكى لى دائما عن عمله المرهق جدا ولكنه لم يكن يشكو حتى كبرت وبدأت العمل لأساعده ولكن مرضى منعنى من العمل بشكل جيد نظراً لصعوبة الحركة فى قدمى وبالتالى وافقت على العمل مع صديقى وجارى أحمد فى مصنع لأدوات الصيد والبلاستيك  وكان أحمد بالفعل نعم الأخ والصديق كان بساعدنى فى كل شيئ فى العمل ومنذ كنا أطفالاً كان دائم اللعب معى وكان يأخذ لى حقى من الأطفال حين تسخر منى ومن قدمى ومن هنا صار أحمد أكثر من أخ عندى وكنا سويا فى كل الاوقات عنده فى المنزل أو عندى وكان والده متوفى وكان يعتبر أبى مثل والده بالظبط ، لذا لم يتأخر حينما فكرت ورتبت لقتل من قتلوا أبى وبدأ صوته يعلو والدموع تغرق عينيه بالفعل هم من قتلوا أبى ، لأن أبى كان يحكى لى كثيراً عن هؤلاء الناس وأنه فى يوم من الأيام وهو ينظف أحد مكاتبهم وجد أحد موظفى شركات التأمين وهو يقوم بعمل بوليصة للتأمين على المول التجارى وبالطبع هو سمع منهم الكلام لأنه لم يكن يعرف الكتابة أو القراءة ولأجل حظه السيئ بعدها بيوم كان ينظف الحمام الخاص بصاحب المول ولم يكن يعرف أن أبى بالداخل وسمعهم  أبى وهم يتحدثون عن عمل حريق هائل فى المول التجارى لتفادى العيوب الفنية فى التصميمات الهندسية التى كان أحد المهندسين والمقاولين كانوا قد أتموها بالفعل ولطيبة قلبه خرج أبى من الحمام ورآه مدير المول هو ومن معه وأخذوا يسألونه عن الذى سمعه فقال لهم : أنا لم أسمع شيئا خوفاً من طرده أو عمل أى شيئ فيه وبالفعل كان شكه فى محله فأمره المدير بالإنصراف على أن يأتى فى الليل لأنه فى الغد سيحضر عدد من المسئولين الكبار بالدولة لمشاهدة المول ويريد أن يكون المكان على أفضل ما يكون  وأن هناك الكثير من العمل ولا بد من إنجازه اليوم وحينما عاد أبى حكى لى كل شيئ وأخبرنى بأنه يخاف من هؤلاء الناس وأنه سيذهب اليوم وفى الغد سيترك هذا العمل ولكن للأسف كان هذا هو آخر يوم له فى الحياة وليس العمل فقد إتفق المدير ومعاونيه على إحداث الحريق فى هذا اليوم ومعه قتل أبى حتى لا ينكشف سرهم فى يوم من الأيام و حينما علمت بالخبر من الناس أسرعت إلى المول ولكن حينما وصلت كان قد مات أبى قبل أن ينقل للمستشفى و بعدها أتى لمنزلنا مدير المول ليعرض علينا بعض المال ولم يكن يدرى أن أبى قد روى لى كل شيئ فشكرته ولم نأخذ منه شيئا ولكنى يومها قررت الإنتقام والترتيب لقتله هو وكل من شاركه فى هذا المول الذى كان مقبرة والدى واتفقت مع أحمد بعد أن حكيت له كل ما قال لى أبى وكما رأيت فهو أشد منى فى البنيان وجسمه الرياضى هذا ساعده كثيرا ً فى تنفيذ المخطط الذى قمت بترتيبه بنفسى ، وقومت بالإتصال بهم كلا على حدا وفى أوقات متوالية وقمنا  بقتلهم جميعا هذا كل شيئ يا سيدى ولكنى لست نادماً على ما فعلت فهذا هو الثأر لوفاة أبى الذى مات بسببهم وإى إنسان فى موقفى كان ليفعل هذا ! سكت أسامة وقام أكرم من كرسيه وقال له : لو كل إنسان فعل مثلما فعلت أنت لأنقلبت الدنيا إلى غابة لا أنكر أنى متعاطف مع قصتك جدا ولكن القانون لا يعرف العواطف لقد دبرت وشاركت فى خمس جرائم قتل مع سبق الإصرار والترصد وهذه الجريمة عقوبتها الإعدام ، نادى أكرم على العسكرى بالخارج وطلب منه أن يأخذ أسامة إلى الحجز وبعد أن إنصرف رفع سماعة الهاتف وأخبر العميد راشد بإنتهاء القضية المكلف بها وإنه فى الصباح سيتم عرض المتهمين على النيابة  وبهذا يكون قد تم إعلاق هذه القضية إلى الأبد ، أنهى المكالمة أكرم ودخل عليه مصطفى فقال له : الآن تستطيع أن تنام وترتاح فلقد إنتهت القضية ، ضحك مصطفى قائلاً : وهل من يعمل فى هذه الوظيفة يستطيع أن ينام أو يرتاح يا أكرم ؟ رد أكرم أنا عن نفسى سأطلب إجازة لمدة أسبوع لأرتاح فيها فأنا لا أعرف شيئاً عن أسرتى ، هيا بنا الآن لنعود إلى منازلنا وفى الغد نغلق تماماً هذه القضية ، وفى صباح اليوم التالى تم عرض المتهمين على النيابة وتم  توجيه تهمة القتل العمد مع الإصرار والترصد لهما وإحالتهما إلى المحكمة ، وبعد أسبوعين تم الحكم عليهما بإحالة أوراقهما إلى المفتى  وبعد تنفيذ الحكم ببضعة أيام تم ترقية الرائد أكرم إلى رتبة المقدم لتفانيه وإخلاصه وكفائته فى العمل ....
النهاية

بقلم الكاتب / على محمد ( أبوأدهم الفيلسوف)





السبت، 26 نوفمبر 2016

قصة الجريمة الغامضة بقلم / على محمد ( الفيلسوف)

الجزء الثانى
فتح أكرم عينيه ونظر إلى ساعته فوجدها قد تجاوزت السابعة صباحاً وسمع طرقات خفيفة على الباب فأعتدل وقام من مكانه  فرأى مصطفى يدخل عليه ومعه بعض الملفات وفى يده الأخرى حقيبة طعام صغيرة وأبتسم وهو يقول له : أعلم أنك لم تتناول الطعام منذ الأمس فأحضرت لك بعض الطعام السريع هيا لتناول الطعام وبعدها سأريك ما وجدته من خلال البحث الدقيق عن الحالات التى تريد معلومات عنها يا أكرم ، لم يستطع أكرم الإنتظار فهو بالفعل كان جائعاً وبشدة فأخذ منه الطعام وطلب مصطفى من الساعى إحضار القهوة وحينما إنتهى من الطعام أكرم ، نظر لمصطفى باسماً وقال له : الآن عرفت لماذا تحب الطعام  فالجوع أمر صعب للغاية ؟ ضحك مصطفى وجلس على الكرسى أمامه ، وماهى الإ دقائق وقد إنتهى أكرم من تناول الطعام وأحضر حينها الساعى القهوة وخرج سريعاً وبدأ الأثنان فى إحتساء القهوة وبعد أن شربا القهوة ، فتح مصطفى الملف الذى أحضره معه وبدأ يقرأ ما به ويسمع أكرم ما فى التقرير وقال : أن هناك علاقة غير مباشرة بعد التحريات الدقيقة  بين المجنى عليهم جميعا  تبين أنهم يجمعهم منذ أربع سنوات علاقة عمل مشتركة فى أحد المشروعات الكبيرة لبناء مول تجارى ضخم حيث كان رجل الأعمال صاحب هذا المول التجارى الكبير  الممول الرئيسى للمشروع وهناك المقاول الذى قام بتوريد الأدوات اللازمة من مواد البناء والعمالة لهذا المول الكبير وتم تصميم المول عن طريق اثنين من المهندسين المشهود لهم وقتها بالكفاءة فى العمل ولكن كان يعيبهم الطمع الشديد والسعى الدائم  لتحقيق أكبر قدر ممكن من الثراء  حيث أفاد المقربون منهم بعد جمع التحريات عنهم وعمل الجميع فى هذا المشروع الكبير حتى تم الإنتهاء منه ولكن بعدها بعامين حدث حريق كبير فى المبنى وأتلفه تماماً وأرجعت التحقيقات وقتها أن الحريق بسبب ماس كهربائى أدى إلى هذا الحريق الهائل وتم التصديق على كلام الجميع عن طريق مدير أمن المول المسئول عنه والذى كان يومها متواجداً فى مكان الحادث ولقد حدث العديد من الإصابات جراء هذا الحريق وتوفى أحد الرجال وكان يعمل فى أحد المحلات فى هذا المول رجل كبير فى السن كان يعمل فى النظافة فى أحد الأدوار والذى لم يستطيع الخروج وقتها من المول التجارى وأنتهت القضية فى هذا الوقت وتم أخذ تأميناً كبيراً من أحد شركات التأمين التى كانت قد قامت بعمل بوليصة تأمين على المول التجارى ضد الحريق وبعدها صارت الحياة بشكل طبيعى وكلا منهم مارس حياته بصورة طبيعية وإن كانت هناك بعض الشواهد التى أظهرتها التحقيقات الدقيقة عن المجنى عليهم أفادت بتغيرالحالة الإقتصادية لهم جميعاً  وتحول الكثير منهم لمرحلة الثراء ومسئول الأمن الوحيد الذى لم يظهر عليه الثراء ولكنه  قام بشراء محل صغير لبيع المواد الغذائية  وترك العمل وتفرغ للعمل بهذا المحل الصغير الذى بدأ يكبر مع الوقت ، توقف مصطفى وهو ينظر إلى أكرم الذى أستغرق فى تفكير عميق وسأله مصطفى ما الذى تفكر فيه بعد كل هذه المعلومات التى طلبتها ، كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة صباحا فقام أكرم وجلس خلف مكتبه وهو يعقد أصابعه أمام وجهه وقال لمصطفى : قضية معقدة فعلا !! ولكنى بدأت أضع يدى على القليل من الخيوط التى قد تساعدنا فى العثور على القاتل يا مصطفى فى أقرب وقت ، وقام أكرم من كرسيه وشبك أصابع يديه خلف ظهره وهو يفكر بعمق وترك مصطفى له الحرية ولاذ بالصمت ولم يتكلم وألتفت أكرم إليه وقال له أريد تقريراً مفصلاً عن الرجل الذى مات فى حريق المول التجارى يا مصطفى رجل النظافة ، ظهرت الدهشة على وجه مصطفى وقال لأكرم : بماذا تفكر وبماذا قد يفيد البحث فى ملف رجل نظافة فقير ؟ ابتسم أكرم وقال له : ستعرف إن صدق حدسى فالخيط الأقوى من هناك من عند هذا الرجل ؟ هيا لا داعى للكلام الكثير أريد اليوم أو فى الغد على الأكثر تقريرك يا مصطفى ، قام مصطفى مسرعاً وهو يبتسم وهو يشير برأسه بالإيجاب وترك أكرم وخرج  مسرعاً، جلس أكرم فترة يفكر ويحاول أن يستنتج أى شيئ من تقرير مصطفى ومر الوقت سريعاً ونظر أكرم إلى ساعته كانت قد إقتربت من الثانية عشر ظهراً فرفع سماعة الهاتف ليتصل على والدته ليطمئنها عليه ويطمئن على حالها فأخبرته أن الجميع بخير وسألته عن موعد عودته للمنزل فأخبرها أنه سيأتى قريباً إن شاء الله ولا تنزعجى وإنه فى أفضل حال وودعها وأغلق الهاتف ، تنهد أكرم تنهيدة طويلة ثم قام من كرسيه وتوجه إلى الباب وخرج أكرم من مكتبه متوجها ً إلى مكتب مديره العميد /راشد وطرق الباب طرقات خفيفة وسمع صوتا ينادى له بالدخول ففتح الباب  وأدى التحية العسكرية  أمام مديره فطلب منه الجلوس على الفور وسأله عن القضية وكيف وصلت التحريات حتى الآن ؟ فأخبره أنه لديه قناعة أن أسباب القتل باتت معلومة لديه  وأخبره بما يدور بعقله وأنه يحاول جاهداً الوصول فى أسرع وقت ممكن للدليل الذى يثبت به صدق توقعاته وتخمينه وسيكون حل القضية قريباً جدا ، كما وعده من أول يوم تم تكليفه بهذه القضية والقاتل صار قريباً جدا ، طالبه العميد / راشد بالسرعة والدقة لإنهاء هذه القضية التى شغلت الرأى العام فأومأ برأسه أكرم علامة الفهم ، وأستأذن أكرم فى الإنصراف وأستدار مسرعاً وخرج وأغلق خلفه الباب ، نظر إلى ساعته فوجد الوقت قد مر بسرعة وقرر أن يخرج لتناول الطعام  بأحد المطاعم القريبة من المديرية دخل أكرم لمطعم معروف بالقرب من مكان عمله ، وجلس على طاولة بقرب نافذة تطل على الشارع وكان جهاز التلفاز يعرض أحد البرامج ولم يشغل باله كثيراً بما يشاهد الناس وحضر إليه الجرسون وسأله عن الطعام الذى يود أن يتناوله  فأخذ منه قائمة الطعام وأشار إليه بأصبعه إلى ما يريد أن يتناوله وأنصرف الجرسون بسرعة وفجاة جذب إنتباه أكرم صورة فى التلفاز كانت الصورة لرجل كبير السن وهو يتحدث فى برنامج عن الفقراء وكيف يتم الإطاحة بهم بلا ثمن عن طريق أصحاب المال والأعمال وكيف يتم طردهم شر طردة ومن يحاول أن يتكلم أو يطالب بحقه من الممكن جدا عمل أى مشكلة لطرده وقد تصل إلى حد إتهامه بالسرقة أو أى شيئ آخر ، وانتبه أكرم إلى الجرسون وهو يضع أمامه الطعام وانصرف ، وبدأ أكرم فى تناول طعامه وهو يفكر ويفكر وتوقف عن الطعام فجأة وابتسم قائلاً لنفسه : معلومات مصطفى ستحدد بشكل كبير من هو الجانى وأكمل تناول طعامه وطلب بعدها فنجاناً من القهوة  وأخذ يتناوله على مهل وهو لا يزال يفكر وبعد أن إنتهى قام أكرم بعد أن ترك للجرسون قيمة الطعام وخرج مسرعاً إلى مقر عمله وتوجه إلى مكتبه  وجلس يطالع مرة أخرى كل التقارير التى تم جمعها عن الضحايا الخمس الذين قتلوا وتم التعرف على جثثهم من بطاقاتهم الشخصية ومن هذه التقارير إستنتج أكرم أن الدافع هنا ليس بغرض السرقة لأنهم جميعا كانوا يحملون نقودهم والعديد من الأشياء والمتعلقات الخاصة ، تعب أكرم من التفكير وقام ليمدد جسده على الأريكة الموجودة بمكتبه وراح فى نوم عميق ،
 استيقظ أكرم فوجد مصطفى أمامه فى المكتب وهو يبتسم ونظر حوله كانت الشمس قد أشرقت فنظر لساعته ووجدها بالفعل تجاوزت السابعة صباحاً  وقبل أن يتكلم قال مصطفى لقد وصلت منذ قليل ولكنى كنت أتناول بعض الطعام مع الشاى وطلبت لك فنجاناً من القهوة وكنت سأوقظك بعد أن أنتهى من طعامى ، أعتدل أكرم وهو يبتسم له قائلاً : يبدو أنى قد نمت كثيراً من الإرهاق ، ضحك مصطفى قائلأ: بالتأكيد فأنت تعمل على قضية فى غاية الأهمية والتعقيد  ومنذ أن طلبت منى المعلومات عن هذا الرجل وأنا فى الخارج وهذه هى المعلومات التى طلبتها بكل دقة ، قال أكرم له أقرأ لى كل ما جمعت من معلومات وبمنتهى الدقة والهدوء ، جذب مصطفى كرسياً وأصبح مواجهاً لأكرم وفتح الملف الموجود معه وقال : هذا الرجل  يدعى موسى إبراهيم  وله إبنة  إسمها ( ولاء ) متزوجة من عامل فى أحد المصانع ولديها ولدين وطفلة صغيرة وأيضا لديه ولدين الأكبر إسمه ( أسامة ) يعمل  بمخازن شركة لأدوات الصيد ولكنه مصاب بشلل أطفال منذ كان صغيراً وعنده 30 سنة الآن والأخ الأصغر هو( إبراهيم ) يعمل بأحد الورش فى المكان الذى يسكن فيه والده بأحد المناطق الشعبية ، ولا يوجد لديهم أى سابقة ومعروف عنهم جميعا الأخلاق فى المنطقة التى يسكنوا فيها وهذه صورهم الإبنة والأخوين ، أخذ منه أكرم الصور وتفحص الصور جيداً وعقد حاجبيه وبدا كأنه يحادث نفسه لا يمكن أن يكون إبراهيم  أبداً وأسامة  تكوينه الجسمانى لا يساعد أبداً على قتل أى شخص فالقضية بعد أن كنت أوشكت على حلها إزدادت تعقيداً  ،ونظر إلى مصطفى وهو ينظر إليه دون أن ينطق بكلمة واحدة وقال فى حنق : أريد أن أرى أسامة هذا ولكنى لن أنتظر سأذهب إليه بنفسى فى مكان عمله الآن هيا بنا لتأتى معى يا مصطفى ، رد سريعاً ولكنك لم تتناول شيئا منذ الصباح ، ابتسم أكرم وقال سأشترى بعض الطعام ونحن فى الطريق هيا بنا لا داعى للتأخير فأنا واثق بأنى سأجد حل هذه القصية اليوم وليس فى الغد .
نهاية الجزء الثانى ويليه الجزء الثالث
بقلم/ على محمد ( الفيلسوف)

الخميس، 24 نوفمبر 2016

الجريمة الغامضة بقلم / على محمد ( الفيلسوف)

الجريمة الغامضة
بقلم / على محمد ( الفيلسوف )
الجزء الأول
نزل  الرائد /أكرم من البيت وركب سيارته فى سرعة وهو يتجه إلى مقر عمله بإدارة البحث الجنائى بمديرية القاهرة كان اليوم هو الجمعة يوم إجازته ولكن ظروف العمل وتلك المكالمة التى تلقاها صباحاً من المدير أسرعت به إلى هناك وحينما دخل إلى مكتبه طلب من الساعى أن يحضر له قهوته المعتادة ورفع سماعة الهاتف بجواره وطلب مديره ليخبره بأنه قد وصل للمكتب فى الحال وأنه سيأتى إليه بعد عشر دقائق وأغلق الهاتف ، دخل الساعى على أكرم ووضع فنجان القهوة أمامه و تركه وأغلق الباب خلفه ، أخذ اكرم فنجان القهوة وبدأ يشرب فى تمهل وعقله شارداً يفكر فى هذه الجريمة الغامضة التى أتى للتحقيق فيها  ومضت الدقائق بطيئة أنهى فيها أكرم فنجان القهوة وتوجه لمكتب المدير وطرق الباب فسمع من الداخل صوتا ً يدعوه للدخول ففتح الباب ودخل ليلقى التحية العكسرية ويسلم على مديره العميد / راشد وجلس أمامه بعد مصافحته وهو يقول له : خيراً يا سيدى !! هل هى نفس القضية التى مازلنا نعمل عليها منذ أسابيع ؟ رد عليه بالإيجاب وقال بالفعل نفس القضية  وبنفس التفاصيل  رجل فى مقتبل العمر وقد تم طعنه خمس طعنات نافذة ولا أثر للقلب فى الجسد , أمامنا الكثير والكثير من العمل يا أكرم فأنت أكفأ من عندى هنا فى إدارة البحث الجنائى وبعد بحث طويل مع القيادات  تم ترشيحك أنت لهذه العملية التى لا نعرف حتى الآن ماهى الدوافع التى تدفع لهذه الجرائم البشعة ؟ هذا هو التقرير الذى تم إعداده من رجال المباحث وبه العديد من الأشياء التى قد تساعدك فى هذه القضية وأنا أعرف انها قضية ليست سهلة ولكنى أثق بك جدا يا أكرم هيا لتذهب الآن لتفحص التقرير ومعه الإعترافات من بعض الناس التى تم أخذ أقوالهم والمقربين من الضحايا الخمس ، كان الله فى عونك وأريد أن أرى نتيجة إيجابية خلال أيام قليلة ، قام أكرم وصافح المدير وأدى التحية العسكرية وخرج مسرعاً ووصل لمكتبه وقبل أن يجلس سمع طرقات على الباب فطلب من الطارق الدخول  فوجد زميله / مصطفى يدخل وهو يتثائب قائلا ً: خيراً يا أكرم طلبوا منى الحضور بسرعة إلى هنا ما الأمر الذى يدعونا للنزول فى هذا الوقت المبكر من اليوم ؟ طلب منه أكرم الجلوس وطلب فى الهاتف من الساعى أن يحضر لهما قهوة ونظر إلى مصطفى وقال له : عملية جديدة يا مصطفى ولكن هذه المرة عملية شديدة التعقيد وتحتاج للكثير من الجهد والتركيز لنصل فيها إلى الجانى فى أقرب وقت ممكن أعرف عنها القليل منذ أسبوع ولكنى تم تكليفى اليوم بها . دخل الساعى عليهما بعد أن طرق الباب ووضع القهوة  فقال له أكرم: أبلغ العسكرى بالخارج لا أريد دخول أى شخص علينا رد عليه بالإيجاب وأغلق الباب وبدأ كل منهما فى شرب القهوة وبعد أن إنتهوا من القهوة  جلس أكرم أمام مصطفى وقد فتح التقرير أمامه وبدأ فى القراءة بصوت عال ما فى الأوراق " حدثت خمس حوادث قتل فى أقل من عشرة أيام الجريمة تحدث فى فجر اليوم وفى أماكن معروفة جداا ونجد الجثة بالقرب من سلة مهملات ولا يوجد  حتى الآن أى تفاصيل تربط بين المجنى عليهم أو أى خيط يربط بينهم فقط تشابه أداة القتل ونفس الطريقة التى يقوم بها الجانى بالقتل الغريب فى الأمر أن الجثث الخمس لرجال فى مقتبل العمر ف الثلاثينات ولهم تقريبا نفس شكل الجسد النحيل القصير منهم أثنين مهندسين فى العمارة وأخر رجل أعمال والرابع مقاول  والخامس فرد أمن  ولا يوجد أى شيئ أخر يشير إلى أى تفاصيل آخرى قد تصل بنا لأى ربط بين الضحايا وعرض أكرم على مصطفى بعض الصور للجثث وبعد أكثر من ساعتين فى قراءة ومتابعة التقرير وضع الأوراق جانباً ونظر إلى مصطفى وهو يبتسم قائلاً  يبدو أنها ستحتاج الكثر من الجهد وأنا أعرف جيداً أنك لابد أن تاكل لتستطيع التفكير ، ضحك مصطفى وقال وأنت تعلم أنى أتيت هنا دون تناول الإفطار ، قام أكرم من مقعده وأخذ مصطفى من يديه وقال هيا بنا إذن لنتناول طعام الإفطار ونستعد لصلاة الجمعة وبعدها نعود للعمل خرج الأثنان وتوجها إلى أقرب مطعم  بجوار مقر العمل وتناولوا بعض السندوتشات الخفيفة وبعدها ذهبوا سويا لأداء الصلاة  ثم عادا إلى مقر العمل وهناك وقبل أن يتكلم مصطفى صاح أكرم أريد كل شيئ تستطيع الحصول عليه عن الخمس ضحايا من بداية مولدهم حتى وفاتهم وبكل دقة يا مصطفى ، رد مصطفى ماذا حدث ولماذا تطلب هذا ؟ قال أكرم فيما بعد سأشرح لك كل شيئ أريد هذه المعلومات الليلة على مكتبى  الليلة يا مصطفى لا يوجد الكثير من الوقت أمامنا أسبوع واحد لنجد القاتل وأنا لم أعتاد الخسارة من قبل ولن أخسر يوماً قضية تم إسنادها لى هل تفهم كلامى  جيداً؟؟ هيا لا تضيع الوقت بسرعة يا مصطفى ، أسرع مصطفى للخارج وهو يتسائل فى قرارة نفسه عن السبب الذى يريد لأجله أكرم هذه المعلومات وعلى وجه السرعة .
جلس أكرم يفكر وسرح بتفكيره بعيداُ وهو يطالع الصور والأوراق التى أمامه على مكتبه وفجأة رن الهاتف بجواره فرفع السماعة كانت والدته تريد الأطمئنان عليه فطمأنها عليه وأنه سيغيب لبعض الوقت عن البيت لأنه لديه الكثير من العمل  وأنه سيعود وقتما ينتهى من العمل المكلف به واطمئن عليها وعلى أخيه الأصغر وبعدها أغلق الهاتف  وعاد مرة أخرى ليطالع الأوراق مرة بعد المرة حتى شعر بالنوم يغالب عينيه فنظر فى ساعته كانت قد تجاوزت الثانية عشر مساءً وهو لا يزال يعمل ويتابع أوراق القضية كلها ويقرأ أقوال الناس التى تم التحقيق معها وطرق الباب ودخل الساعى وقام بحمل أكواب القهوة من أمامه وبعدها التفت خارجاً ونظر أكرم إليه فى هدوء وطلب منه كوباً من الشاى الأخضر فألتفت إليه الساعى فلم يعتاد أبداً على شرب الشاى فرد عليه قائلاً : هل طلبت كوباً من الشاى يا سيدى ؟ قال له أكرم دون أن ينظر إليه : نعم هيا لا تتأخر وأعرف أننى لم أطلب من قبل أن أشرب الشاى هيا لاتقف هكذا أسرع يا صالح ، خرج صالح متعجباً وعاد بعد عشر دقائق وهو يحمل كوباً من الشاى الأخضر ووضعه على المكتب أمام أكرم وشكره أكرم وخرج صالح وألتقط أكرم كوب الشاى وبدأ يشرب فيه كانت المرة الأولى التى يشرب فيها الشاى وشعر أنه لا يستيسغ طعمه ومع الرشفة الثانية توقفت عينيه عند كلمة الأخضر فى التقرير أمامه راجع التقرير أمامه وعندما وصل لنفس الكلمة توقف قليلاً وابتسم فهذا هو أول الخيط  كان جميع الضحايا يتم تقييد أيديهم بحبل غليظ أخضر اللون ويتم وضعهم فى أكياس قمامة بنفس اللون الأخضر وهذه الأكياس من نوعية خاصة هى وهذه الحبال أيضا من نوعية خاصة تستخدم فى أدوات الصيد إذن فالجانى ليس شخصا عاديا ولكنه يملك المال الكثير لشراء هذه الأشياء ، سأنتظر التقرير الذى طلبته من مصطفى وبعدها سيتضح الكثير من الغموض . نظر أكرم فى ساعته وقد تجاوزت الثالثة فجراً فقام من خلف مكتبه وتمدد على أريكة وثيرة بمكتبه ولم يستطيع أن يقاوم النوم فراح فى نوم عميق .
نهاية الجزء الأول ويليه الجزء الثانى

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016

أنت القلب والعين بقلم / الفيلسوف ( على محمد )

أنت القلب والعين 
حينما أراك تغار الشمس من فتنتك حبيبتى 
وعينيك تسحرنى وقلبى جوارك حينها يرتاح
أقبلى مليكتى ولا تتركينى وحيداً أعانى غيابك
فالأمراض تتسلل لجسدى وتزداد الجراح 
حبيبتى يا من ينبض بك القلب أهواك حقاً 
وحينما أغفو بقربك سريعاً يأتي الصباح
عاشق أنا حد الثمالة وكل السعادة وجدتها 
معك وتبددت أحزانى وصارت كلها أفراح 
أريدك دائما معى لا تغيب صورتك عن عينى 
ولا تخجلى من عشقى وأطلقى للقلب السراح 
أخرجيه من أسره وتحررى من قيود الخوف 
ولا تخشى معى شيئاً فأنا لقلبك الربان والملاح
حنين وأشواق تغمر دنيتى منذ دخلت دربى 
وكل الماضى الأليم تكشف والهم معك ينزاح
سنبحر سوياً حتى نصل لبر الأمان ونجدد 
العهد مليكتى وسأصون قلبك وتتلاقى الأرواح
معشوقتى يا من أعيش لأجلها أنت نفسى 
وأنا أحبك وقلبى عليك يسأل ودائم الإلحاح..
بقلمى /الفيلسوف ( على محمد )


الجمعة، 18 نوفمبر 2016

قصة / الــمــتـــــــاهـــــــــــــة بقلم / الفيلسوف (على محمد )


قصة / الــمــتـــــــاهـــــــــــــة
بقلم / الفيلسوف (على محمد )
أنطلقت سيارة فى الطريق الصحراوى السريع  فى إتجاه محافظة قنا إحدى محافظات الصعيد وكان يستقلها أربعة شباب يبدو عليهم السعادة والمرح ، كان ماجد صبرى قائد السيارة قد قرر مع أصدقائه قضاء بضعة أيام فى مزرعة جده والتى تقع فى محافظة قنا ولا يفصلها إلا القليل عن محافظة الأقصر ، كان ماجد قد وعدهم بهذه الرحلة بعد نهاية الدراسة فى السنة الأخيرة من الجامعة وطلب منهم البقاء معه هناك للاستمتاع بجمال الطبيعة وبعض الأماكن الأثرية القريبة من مزرعة جده ، كان أصدقائه المقربين أشرف شوقى ، مصطفى رياض ، أحمد راضى  ، وفى الطريق أخذ يتحدث معهم ماجد عن المكان وأنه منذ فترة طويلة لم يذهب إلى هناك وإنها فرصة جميلة للترفيه عن أنفسهم مرت ساعات توقفوا خلالها بعض الوقت لشراء بعض العصائر فى الطريق الطويل وأخيرا وصلت السيارة إلى مزرعة الجد ، كان المنزل كبير جدا على مساحة واسعة من الأرض ويحيط به الأشجار من كل الجهات وقربه زراعات القصب على مساحة شاسعة من الأرض بجوار المنزل الكبير ودخل ماجد وأصدقائه إلى المنزل كان من الداخل على الطراز القديم وكأنك قد عدت لخمسين عام للوراء ولكنه مرتب جدا وبه الكثير من اللوحات وصور لبعض روساء البلد الراحلين ، استقبلهم الجد فى ترحاب شديد وعانق حفيده فى حرارة وحب شديد  لم يكن قد رآه منذ فترة طويلة وكان الجد دائما لا يريد ترك هذا المنزل الذى بناه منذ سنوات طويلة وأحترم أبنائه رغبته فى البقاء فى هذا المنزل ولكن معه العديد من الخدم الذين يساعدوه هناك ويقوموا برعايته على خير ما يكون ، قال الجد لماجد لقد كبرت كثيرا وأصبحت رجلاً يا حفيدى الغالى ، رحب بأصدقاء ماجد فى ترحاب وود شديد وطلب منهم الصعود إلى غرفهم لتغيير ملابسهم من عناء السفر والنزول بعدها لتناول طعام العشاء ، صعدوا جميعا للطابق العلوى وكان فيه العديد من الغرف وتم إعداد غرفتين له ولأصدقائه  ، دخل ماجد مع أشرف فى غرفة و دخل مصطفى وأحمد فى غرفة أخرى مجاورة لهم ووضع كل منهم ملابسه فى الدولاب المخصص له وأرتدوا ثياباً اخرى بعد أخذهم لحمام دافئ  ونزلوا جميعا وكان الجد قد طلب من الخدم إعداد عشاء كبير يليق به وبحفيده لأصدقائه كان الأكل كثيراً ومختلف الأصناف والفواكه والعصائر كان الجد كريماً معهم للغاية وبعد العشاء تناولوا جميعا أكواب الشاى بالنعناع و توجهوا إلى غرف النوم ليأخذوا قسطاً من الراحة والأستعداد  للقيام ببعض الزيارات فى الغد لأكثر من مكان فى البلدة التى تقع فيها مزرعة جد ماجد ، فى الغرفة الأولى تحدث ماجد و أشرف قبل النوم عن خطة الغد والذهاب لبعض المعابد القريبة من المزرعة وقال له أنه سمع من والده عن مكان يسميه أهل القرية بـ ( المتاهة ) جذبت الكلمة إنتباه أشرف فأعتدل فى السرير وقال له : أى متاهة !! هل هى لعبة من الألعاب التى نراها فى الكمبيوتر، إبتسم ماجد وقال له : لا يا أِشرف إنها حسبما سمعت متاهة حقيقية ولا يدخلها أى إنسان إلا ومعه دليل من أهل المكان لأن الدخول هناك محفوق بالخطر أو لأكون دقيقا معك الموت مصير كل من يدخل هناك دون دليل ، انتبه أشرف أكثر لكلمات ماجد وهل سنذهب إلى هناك يا ماجد؟ رد ماجد سنذهب ولكن سيكون معنا دليل لا تخاف يا أشرف وهى بنا لننام الآن أغمض أشرف عينيه وراح فى نوم عميق وماجد من بعده ، وفى الغرفة الأخرى جلس مصطفى يداعب أحمد ويحاول أن يخيفه ويقول له بعض الأشياء المرعبة لأنه يعرف أن أحمد يخاف وبشدة من الظلام ومن الحيوانات وبدأت أصوات الضفادع والهواء الذى يحرك الأشجار بالخارج تعلو وساد الصمت طويلا قبل أن ينام الأثنان وكل منهما يفكر فى ما سوف يحدث فى الصباح ، استيقظ ماجد على صوت المنبه بجواره وقام بإيقاظ مصطفى وخرج من الغرفة ليطرق باب الغرفة المجاورة ليقوم بإيقاظ أحمد وأشرف وبعد أن تأكد بأنهم جميعا قد خرجوا من غرفهم نزل إلى الطابق السفلى فوجد جده يجلس فى الحديقة أمام المنزل فتقدم إليه وهو يبتسم فى حب ويقبل يديه فقال له جده : هل نمت جيداً أنت وأصدقائك يا حفيدى ؟ رد عليه ماجد نعم لقد نمت جيداً والكل فى الداخل ننتظر الإفطار لكى نخرج ونذهب إلى المتاهة ، التفت سريعاً جده وقال له بحدة : ماذا تقول إين تريد الذهاب ؟ قال ماجد : إلى المتاهة يا جدى التى حكى لى والدى عنها كثيراً وسنأخذ معنا أحد الأشخاص الذى تعرفه جيداً ويعرف المكان لن نذهب بمفردنا ، قاطعه الجد : لا يا ماجد لن تذهبوا لإى مكان عندك الكثير من الأماكن هنا فى المزرعة لتقوم بقضاء الوقت فيها أو الذهاب للصيد فى النيل بالقرب من هنا أيضا ولكن إياك والذهاب إلى هناك ولن أسمح لاى إنسان بالتفكير فى الذهاب معك هناك أنا أخاف عليك ولا أريد أن تُصاب بأى أذى أو أحد من أصدقائك يا ماجد أستمع لكلماتى جيداً ولا تفكر فى هذا مطلقاً فالذهاب إلى هناك أشبه بالذهاب بلا عودة هل تفهم كلامى جيداً ؟ تعجب ماجد من كلام جده وقال : حسنا يا جدى لن أذهب إلى هناك سأعود لأصدقائى لنتناول طعام الأفطار قبل الخروج ألن تأتى معنا ؟ رد الجد مسرعاً لقد تناولت الطعام مبكراً ، أذهب أنت مع أصدقائك ، تركه ماجد وفى قرارة نفسه قد قرر دخول المتاهة مع أصدقائه ولكن دون علم جده ، دخل ماجد لأصدقائه المنزل لتناول الطعام وكان الجد ينظر إليه من بعيد ويفكر فى عمق فى ما قاله له ماجد وبدأ الخوف يتسرب إلى داخل صدره فهذا المكان معروف منذ وقت طويل بأنه ذهاب بلا عودة ولا يدخله إنسان ويخرج منه سالماً إلى القليل من الناس هنا يستخدمهم البعض فى الدخول للبحث عن ذويهم أو أى أشياء مفقودة منهم فى منازلهم والبعض تحدث أن هناك لعنة فى هذ المكان وآخرون رددوا إن هناك بعض العصابات التى تعيش فى الداخل  ولكن العديد من رجال الشرطة كانوا قد داهموا هذا المكان مرات عديدة ولم يكون هناك أى شيئ من هذا الكلام وبات هذا المكان المعروف بالمتاهة مشهور مثل مثلث برمودا الشهير من يدخله لا يعود إلا بضعة أفراد من السكان القدامى فى هذه القرية ولكنهم لا يدخلون لهذا المكان إلا فى حالات نادرة جدا وفى ظروف خاصة لأن هناك بعض حالات الإضطراب العقلى تصيبهم وبدأ الخوف يدخل لقلوب الباقيين وبات الأمر بالنسبة لهم محفوف بالمخاطر ، قام من مقعده وأتجه لداخل المنزل كان ماجد وأصدقائه يتناولون طعام الأفطار ويتضاحكون فى سعادة كبيرة وبمجرد دخوله للمنزل وقف الجميع إحتراماً للجد فأقترب منهم مداعباً حفيده ماجد الذى وقف جواره وقال لهم أرجو أن تستمتعوا بقضاء أجمل الأيام هنا فى مزرعتى الصغيرة ولكن أرجوكم ألا تحاولوا الذهاب بعيداً وخصوصا كما قلت لك يا ماجد لا أريد أن أذكركم مرة أخرى كل الأماكن هنا لامانع عندى فى الذهاب إليها ولكن وبدات الصرامة على وجهه وهو يتكلم إياكم والذهاب لوادى الموت أو كما يقول الناس المتاهة وهذا الكلام لا رجعة فيه مطلقاً اتمنى لكم يوماً سعيدا جميعا وتركهم الجد وذهب لمكتبه والجميع ينظرون إلى بعضهم فى حيرة وماهو وادى الموت الذى تحدث الجد عنه أخذ ماجد مكانه على المقعد وقال لهم لنكمل الطعام وبعدها سأحكى لكم جميعا عن وادى الموت أو المتاهة ، إنتهى الجميع من الطعام وصعدوا للغرف لأرتداء ثياب الخروج ونزلوا جميعا وخرجوا من باب المزرعة وهم يركبوا السيارة التى حضورا بها من القاهرة وخرجوا وقال لهم ماجد سنذهب للصيد بعد العصر أما الآن فسنذهب إلى بعض الأماكن الأثرية القريبة من مزرعة جدى لنشاهد معا تلك الحضارة الرائعة قاطعه مصطفى ولكنى أريد أن أشاهد وادى الموت أو المتاهة كما قلت لى يا ماجد أوقف السيارة ونظر إلى مصطفى وأصدقائه وقال لهم لقد سمعتم منذ قليل تحذير جدى ولكن ، توقف عن الكلام وأخذ ينظر لوجوه أصدقائه وقال فى حماس : أنا أريد أن أزور وادى الموت هذا وتعمدت أن أقول لكم أننا سنذهب لبعض الأماكن الأثرية بصوت مرتفع حتى يطمئن جدى فما هو رأيكم ؟؟ ساد بعض الصمت فى السيارة وبعدها قال أشرف أنا معك ومصطفى رد معه وأنا أيضا ونظروا جميعا إلى أحمد فقال فى تردد: لن أكون الوحيد الذى سيترككم ، فضحك الجميع وقاد ماجد السيارة مرة أخرى فى .الطريق الذى يؤدى إلى هناك إلى وادى الموت إلى ( المتاهة )
 وصل ماجد إلى المكان الذى عرفه الناس بالمتاهة أو وادى الموت كان قد تحدث مع أحد الخدم القدامى فى مزرعة جده وعرف منه المكان بالتحديد وتوقف مع أصدقائه بالسيارة فى هذا المكان الواسع كان عبارة عن ممر جبلى ممتلئ بالصخور لا تستطيع السيارة الوصول إليه ومن جانبيه الأثنين مرتفعين وكأنه جبل قد انقسم لنصفين وقف ماجد وأصدقائه طويلاً لمتابعة المكان بعيونهم ومالبث أن صاح أحمد ما هذا المكان يا شباب يبدو أن الناس تثير الفزع حول مكان فارغ لا يوجد فيه أى شيئ مثير للخوف وبدأ فى الضحك وفجأة سمع دوى ضحكاته فى المكان وصمت أحمد ونظر حوله ولكن الضحكات لم تتوقف وبدأت تزداد وتعلو وتعلو فى صوت مخيف ثم ساد الصمت المكان فجأة نظر ماجد لأصدقائه وقال لهم هل سنظل هنا طوال اليوم حتى يهبط الظلام علينا أخبرونى هل نتقدم لنعرف مايحدث بالداخل أم نعود إلى المنزل فى أمان ؟ سكت الجميع وبدأ التفكير على ملامحهم كان اليوم قد بدأ ينتهى وبدأت الشمس تميل للغروب فى سرعة شديدة فى هذا الوادى وكأن عقارب الساعة تتسارع لتعلن نهاية اليوم والظلام يسود المكان صاح مصطفى فى خوف وتردد لا يا ماجد سنعود للمنزل لن أغامر واليوم قد بدأ فى الإنتهاء بدخول هذا الطريق الذى لا نعرف ماذا فيه وماذا سيقابلنا فيه لتعود بنا للمنزل فورا ، نظر ماجد لباقى أصدقائه ورأى علامات عدم الأرتياج على وجوههم فقال لهم هيا بنا لنعود وفى الغد سأتى إلى هنا لأعرف سر هذا المكان ومن يريد القدوم معى ليأتى معى كان الظلام قد ساد المكان بالفعل وركب الجميع السيارة وحاول ماجد السير بالسيارة ولكن المحرك لم يعمل حاول مرة وأخرى وأكثر من مرة ولكن بلا فائدة كان المكان مهجور ولا يوجد أى بصيص لضوء فى المكان فأشعل احمد الكشاف الخاص الذى أحضره معه ونزلوا جميعا من السيارة وفتح غطاء السيارة ليرى ما الذى حدث فى المحرك ولكنه رأى المحرك كما هو ليس به أى عطل ونظر لأصدقائه بعد أن كشف عن أى عطل جيداً فى السيارة ولكن بلا فائدة وقبل أن ينطق أى واحد منهم بكلمة اشتعل المحرك فجأة  وأشتعلت أضواء السيارة دون أن يقترب من السيارة من الداخل أى مخلوق ساد الوجوم والرعب على الجميع فى المكان ودخل ماجد إلى السيارة لينظر بالداخل فوجد كل شيئ على ما يرام ولا يوجد أى شيئ غير طبيعى فى السيارة ونادى عليهم فى صوت مرتجف هيا بنا من هذ المكان قبل أن يحدث شيئ وهنا سمع الجميع صوت ضحكات عالية تردد صداها فى كل مكان وتوقفت الضحكات فجأة كما ترددت فجأة أدار ماجد السيارة مرة أخرى ودار فى مكانه عائداً إلى مزرعة الجد ولم ينظق إلى منهم بكلمة واحدة حتى وصلوا إلى المنزل وهناك قابلهم الجد فى قلق بالغ وسأل حفيده : أين كنتم لهذا الوقت يا ماجد ألم أخبرك بعدم الرجوع متأخر ؟ رد ماجد وهو ينظر لأصدقائه لقد ذهبنا لزيارة بعض الأماكن الأثرية وتعطلت السيارة وتوقفنا كثيرا حتى أصلحناها وعدنا يا جدى لا تخف علينا فنحن بخير ، نظر الجد فى عين حفيده وهو يشعر أنه يكذب عليه ولكنه لم يفصح عما بداخله وقال لهم هى سريعاً لتغتسلوا فطعام العشاء على المائدة ولن ينتظر طويلاً صعدوا جميعا فى سرعة إلى غرفهم واستبدلوا ثيابهم دون أن ينطقوا بكلمة واحدة وقبل أن يخرج أحمد من الغرفة سمع صوت الضحكات ينطلق فى أذنيه بصوت مرتفع فوضع يده على أذنيه ونظر حوله فى خوف وترقب ولم يجد شيئ ورأى أمامه مصطفى فسأله هل سمعت هذه الضحكات التى سمعناها عند المتاهة ؟ رد عليه مصطفى لم أسمع شيئ ولا تثير الرعب والخوف فى قلبى يا أحمد أرجوك هيا بنا سأنزل معك للأسفل ، ونزل الأثنان فى سرعة وكان الجميع قد جلسوا على مائدة الطعام التى أمتلئت بالكثير من الطعام ولكن الجميع كان يأكل وهو مترقب ويبدو عليهم علامات القلق والتفكير الذى أثار الشك فى نفس الجد وسألهم : ماذا حدث أنتم لم تأكلوا أى شيئ هل حدث مكروه لأى منكم أخبرونى ؟ رد ماجد لا يا جدى لم يحدث شيئ ولكنه إرهاق اليوم الأول لنا هنا سنتناول الطعام ونشرب الشاى فى الخارج بالحديقة فى الهواء وبعدها سنصعد للغرف لكى ننام يا جدى فهل تأتى معنا أم ستبقى فى المكتب كعادتك فى كل مساء لتقرأ ، تبسم الجد وقال لهم كما تحبون سأكون هنا إن أحتجتم لأى شيئ يا ماجد وتركهم الجد وأتجه إلى مكتبه وقام الجميع وطلبوا من الخادم تحضير أكواب الشاى وإحضارها فى الخارج وخرجوا سوياً للخارج ونظر ماجد خلفه ليتأكد من عدم سماع جده لأى شيئ من الكلام وطلب منهم جميعا إلتزام الصمت وعدم الحديث عن رحلة اليوم لأى مخلوق وفى هذه الأثناء حضر الخادم ومعه الشاى فأخذه منه أحمد وقبل أن يضه الأكواب على المائدة الصغيرة لمح قطة سوداء اللون تمشى على سور الحديقة أمامه مباشرة وعينيها تومض فى الظلام بشدة وفتحت فمها وظهرت أنيابها ولمعت فى الظلام وخاف أحمد وصاح بأصدقائه أنظروا هناك فوق السور ، التفتت الجميع حيث أشار ولكن لم يرى أى منهم أى شيئ وقالوا لأحمد ماذا حدث لك يا أحمد لا يوجد أى شيئ وظل أحمد ينظر أمامه والقطة تسير فى تحدى وتنظر إليه وهو يقول لهم انا أرى قطة كبيرة سوداء أمام عينى يا مصطفى ألا تراها أنت أيضاً نظروا جميعا حيث أشار ولكنهم لم يجدوا أى شيئ وفجأة سمع الجميع صوت دوى انفجار مكتوم واختفت القطة من أمام أحمد وكانها تبخرت ولم يعد لها أى أثر وساد الوجوم على المكان وبدأت الحيرة تعلو وجوهم جميعا وقال لهم ماجد : لا بأس يا شباب سنصعد لغرف النوم وفى الغد كما أتفقنا سنذهب لنعرف السر الذى يخفيه هذا الوادى الملعون هيا بنا الآن لنصعد للنوم وفى الصباح لنناقش ما حدث حينما نخرج من المنزل يا أصدقائى ، صعدوا جميعا إلى غرف النوم ودخلوا كل واحد إلى سريره وقام أحمد من النوم بعد فترة ليشرب بعض الماء وتوقف فجأة فهناك على شرفة النافذة وقفت القطة تنظر إليه وعينيها تومض فى بريق مخيف وحاول أن ينطق أو ينادى على من معه فى الغرفة ولكن بلا جدوى وكأن الكلام قد توقف فى حلقه وأخذ يحاول مراراً وتكراراً دون جدوى وفجاة وقعت من يديه زجاحة الماء فى الأرض ونظر لموضع الزجاجة وعاد ببصره فلم يجد القطة فى مكانها شعر أحمد بالرعب الشديد وهو يحاول إيقاظ مصطفى رفيق غرفته ولكنه لم يستطيع الحركة وأخيرا خرج الصوت مبحوحاً وبدأ يعلو تدريجياً فقام مصطفى من النوم منتفضاً ورأى صديقه وقد على الرعب وجه وهو ينظر إلى النافذة ويشير إليها واتجه مصطفى إلى النافذة ليرى ماذا هناك ولكنه لم يجد أى شيئ وقرر أن يغلقها تماماً وبعد أن أغلقها وجد فى ركن الغرفة شيئ لامع اتجه إليه ورأى مصطفى قطعة ذهبية لامعة ، إنحنى ليلتقط العملة الذهبية وحينما رأها تسمر فى مكانه فهذه القطعة الذهبية عليها صورة قط أسود على الوجهين ، نظر طويلاً مصطفى فى القطعة ثم أعطاها لأحمد لكى يراها فأنتفض أحمد حينما رأى القط الأسود وقال له : هذا هو القط الأسود الذى أراه  ورأيته فى الحديقة يا مصطفى ولم يصدقنى أى شخص فى المكان ، قال له مصطفى وهو يناوله زجاجة الماء لتشرب قليلا من الماء يا أحمد وتنام وفى الصباح سنتحدث فى هذا الأمر ، أطاع أحمد مصطفى وقال له : حسناً ولكنى لن أذهب معكم إلى المتاهة يا مصطفى فهذا المكان به لعنة وبدأت تظهر ملامحها فى هذا المكان ، قاطعه مصطفى قائلاً : فى الغد يا أحمد سنتناقش ونتخذ القرار الأفضل لنا جميعا هيا لتنام قليلاً فالفجر أوشك على البزوغ ، أطاعه أحمد وألقى جسده فى تهالك على السرير وراح فى سبات عميق ومصطفى وضع القطعة المعدنية فى جيبه وراح هو الآخر فى سبات عميق ، استيقظ مصطفى قبل أحمد ووضع يديه ف جيبه ليلتقط القطعة المعدنية وانتفض من سريره ليس لأن القطعة المعدنية لم تكن فى جيبه ولكنها كانت هناك أمام عينيه فوق الدولاب وكان أحدهم قد قام بلصقها فى الدولاب ، قام من مكانه مصطفى وتوجه للدولاب وتحسس القطعة المعدنية التى فى الدولاب والتى لم يشاهدها فى هذا المكان من قبل ولكنه انتبه لشيئ مهم جدا القطة على القطعة المعدنية كانت تنظر فى الإتجاه الآخر وهنا بدأ القلق والخوف يتسرب لقلب مصطفى وحاول أن ينتزعها من مكانها ولكنها كانت ملتصقة فى شدة فتركها وعاد إلى أحمد ليوقظه ويخبره بما حدث وأخذه ونزل إلى الأسفل وهناك كان ماجد وأشرف مع الجد يجلسون فى الحديقة وهم يتحدثون وحينما رأهم ماجد نادى عليهما ليشاركا فى الحديث معهم كان القلق والإرتباك يبدو على ملامح أحمد ومصطفى فسألهم الجد ماذا حدث أرى الأرتباك يبدو على ملامحكم هل حدث لكم شيء بالأمس ؟ نظر أحمد ومصطفى إلى بعضهم وقال مصطفى فى تردد لا شيئ يا جدى يبدو أننا لم ننم جيدا بسبب حرارة الجو ونظر بعدها إلى ماجد ففهم ماجد أن هناك شيئ فقال فى سرعة هى ياشباب لنتناول طعام الإفطار فاليوم سنكمل باقى برنامج الرحلة التى أعددنا سويا وأستاذن من جده وقاموا جميعا للداخل ليتناولوا طعام الإفطار والجد ينظر إليهم فى ترقب وحذر وشيئ ما يخبره بأنهم يخفون أمرا هاماً عنه ، اختفى الجميع من أمامه لداخل المنزل وهناك سأل ماجد مصطفى ما الذى حدث ؟ فأخبره مصطفى بكل ما حدث بالأمس معه ومع أحمد وساد الصمت بينهم لعدة دقائق وتكلم ماجد بعدها لقد قررت الذهاب إلى المتاهة لأعرف ما الذى يحدث هناك فهل ستأتوا معى أم أذهب بدونكم ؟ نظروا جميعا لبعضهم البعض وأخيرا قرروا جميعا الذهاب معه وتناولوا الطعام بسرعة وخرجوا إلى السيارة وانطلقوا بها إلى حيث المجهول إلى وادى الموت إلى المتاهة .
وصلت السيارة إلى الوادى ووقف الجميع بعد أن نزلوا من السيارة يشاهدوا الطريق الصخرى الغير ممهد أمامهم ونظروا إلى بعضهم قليلاً قبل أن يحسموا أمرهم بالدخول إلى الطريق مرت الدقائق هادئة ولا يوجد اى شيئ حتى تحدث أحمد فى تهكم وهو ينظر إليهم هل هذا هو الوادى المرعب المخيف الذى يتحدث عنه الناس لا يوجد فيه أى شيئ وأنفجر فى الضحك أحمد وبدأ صدى صوته يملأ المكان وتوقف أحمد عن الضحك ونظر لأصدقائه وفجأة سمع الجميع سوى ضحكات تملأ المكان ولكنها لم تكن ضحكات أحمد أو أى منهم كانت ضحكات مخيفة أثارت الذعر والرجفة فى أوصالهم جميعا ونظروا جميعا حولهم لم يكن هناك أى أثر لأى شخص وفجأة ظهر بالقرب منهم هذا القط الأسود يقف على مكان مرتفع وارتسمت علامات الرعب على الجميع حينما سمعوا الضحكات تخرج من حيث يقف القط ونظر إليهم القط فى تحفز وعينيه تطلق وميضاً مخيفاً وقفز القط خلف صخرة كبيرة وأختفى من أمامهم مثلما ظهر فجأة ، بدا الرعب على الجميع وقرر أحمد أن يعود إلى السيارة من شده الخوف واستدار ولكنه فجأة رأى مجموعة من الكلاب المتوحشة وبدأ الرعب حينما شاهد شكل الكلاب كانت كل الكلاب لها رأسين وتمشى نحوهم فى هدوء وهى تنظر إليهم فى غصب صاح أحمد فيهم هى لنهرب من هذا المكان وبدأ الجميع فى الركض فى هذا الوادى والكلاب تجرى خلفهم وصوت نباح الكلاب يدوى ف المكان  وفجأة وجدوا كهف صغير فدخلوا فيه بسرعة وبعدها لم يسمعوا أى أصوات بالخارج توقفوا جميعا وهم يحاولوا إلتقاط أنفاسهم من هول المفاجاة وتكلم أشرف ماهذا الشيئ الغريب كأننا نشاهد فيلما من أفلام الخيال العلمى هذه الكائنات لم أشاهد مثلها من قبل وتسمر وهو يشاهد أصدقائه ينظرون فى رعب إلى الحائط فهناك كانت نقوش ورسوم لبعض المحاربين القدماء وصورة القط الأسود على الحائط أيضا وشعر الجميع بحركة خفيفة فنظروا حولهم فى كل مكان ولم يكن هناك أى سبيل للخروج ودفعهم الخوف للدخول فى اعماق هذا الكهف وبدأ الظلام يسود المكان وأخرج مصطفى من جيبه مصباحا صغيراً كان يأخذه معه وبدأ الجميع فى حالة رعب من المكان وبدأ الجميع فى السير فى رفق وتمهل خشية ظهور أى شيئ أمامهم وفجأة وجد الجميع حائط كبير يسد المكان ولا يوجد أى مكان للخروج بحثوا جميعا فى كل مكان ولكن بلا فائدة وبعفوية من ماجد قذف بقدمه حجراً صغيرا فارتطم بجزء صغير فى الحائط المجاور لهم وسمع الجميع صوت تحرك صخرى داخل هذا المكان وانشق الجدار وظهر خلفه مدخل لطريق دخلوا جميعا إليه وبمجرد دخوله عاد كما كان الجدار ونظر الكل حولهم فى خوف وصاح أحمد ماهذه المتاهة نخرج من مكان لندخل فى مكان آخر ما الذى سيحدث لنا ؟ وجلس على الأرض ووضع رأسه بين كفيه وهو يحاول أن يتماسك قبل أن تنزل الدموع من عينيه وصاح فى رعب أنا خائف جدا وأريد أن أعود إلى البيت لا أريد البقاء هنا لدقيقة أخرى وفجاة دوى صوت انفجار مكتوم وبدأت الأرض تهتز من تحت أقدامهم وكأن زلزالا قد ضرب المكان فجأة وبدأوا يتخبطون فى بعضهم ولا يوجد أى مكان للأحتماء به وظهرت أشعة الشمس ووضع الجميع أيديهم على أعينهم من أشعتها التى حرقت أعينهم وخرجوا سريعا ً إلى الخارج ولكنهم لم يعرفوا فى أى إتجاه عليهم الذهاب فكل الأماكن والطرق متشابهة وحاولوا جميعا الوصول لمكان ما يذهبوا إليه وظهر أمامهم مرة أخرى هذا القط الأسود كان الليل قد هبط عليهم وكانت عينيه تلمع فى الظلام وهو ينظر إليهم فى تحد كبير والخوف يسرى فى عروقهم وسمع الجميع صوت عواء فى المكان والتفت القط وغادر المكان وظهر ذئب هائل الحجم يمشى فى هدوء وارتسم الرعب على وجوهم جميعا وقال لهم ماجد هى لنهرب بعيدا فى أى إتجاه وبدأ الجميع فى الركض مرة أخرى دون هدف وفى كل الاتجاهات والذئب يركض خلفهم وتعثر أحمد ووقع على الأرض وألتوت قدمه تحت منه وحاول القيام ولكن كان الذئب قد اقترب كثيرا منه وحاول أصدقائه العودة إليه ولكنقد فات الأوان فالذئب لم يمهلهم الوقت وقفز قفزة هائلة أصبح فيها أمام أحمد وهو يرتجف فى رعب ويصرخ مناديا على أصدقائه وانقض عليه الذئب وقام بعضه من رقبته وبدأ نزف الدم فى كل مكان وهنا لم يتمالك باقى أصدقائه أنفسهم وهم يشاهدوا الذئب وهو يفترس صديقهم أحمد دون أى رحمة أو شفقة وأسرعوا جميعا للركض دون النظر خلفهم وتوقفوا بعد فترة من الجرى وبكى الجميع على فراق أحمد وصرخ مصطفى أريد الخروج من هذه المتاهة المميتة بأى ثمن سيكون الموت هو جزاء الجميع لأننا لم نستمع لكلام الجد بعدم الدخول إلى هنا الموت سيكون مصير الجميع وأبدا لن نعود ولن نخرج من هنا سالمين ، صرخ أشرف فيه ليهدأ ولكن صرخته كانت تحمل الكثير من الخوف والترقب ونظر إلى ماجد فوجده فى حالة ذهول تام وهو لا يكاد يصدق عينيه من مشهد احمد والذئب يفترسه أمامهم ولم يكن بمقدورهم عمل أى شيئ له نظر مصطفى إلى ساعته فوجدها قد توقفت فسأل أشرف عن الوقت الآن فوجد هو الآخر ساعته وقد توقفت وماجد هو الآخر ولم يصدقوا أعينهم فهذا المكان ملعون فعلا لقد توقف الوقت ولا يعرفوا فى أى ساعة من ساعات الليل هم وهل ستظهر الشمس عليهم أم سيكون الموت من نصيبهم ، قرروا السير سريعا حتى يستطيعوا العودة إلى السيارة ولكن فى أى طريق ستكون هى والطرق كلها متشابهة بنفس الطبيعة الصخرية الغير ممهدة ونظروا إلى بعضهم و أتخذوا طريقهم وهم يلتفوا حولهم بين الحين والحين ورأو من بعيد شجرة كثيفة الأوراق والجذوع فأسرعوا إليها وصعد أشرف هذه الشجرة ليرى من فوق الطريق قد يعرف الطريق الصواب وبينما يصعد أشرف إلى أعلى لمست يديه شيئا ناعما وبدأ هذ الجسم رطباً ولم يتبينه فى هذا الظلام ولكنه شعر بحركة تأتى من خلفه ونظر خلفه فى سرعة فوجد ثعبان ضخم الحجم يمشى على فروع الشجرة ويتجه نحوه مباشرة لم يستطع أشرف أن يتحرك من مكانه وحاول القفز من مكانه ولكن الثعبان كان أسرع منه فالتفت حول جسده بسرعة رهيبة وسمع ماجد ومصطفى صرخات أشرف من فوق الشجرة وهو يحاول الخلاص من الثعبان وهو يصرخ فى صديقيه أنقذونى !! أنقذونى !! ولكن ضاعت صرخاته بعد لحظة واحدة فالثعبان انقض على رأسه فابتلعها وسمع ماجد ومصطفى صوت تحطم عظام جسد أشرف وأسرعوا بالركض فى رعب وخوف شديد وكأن شياطين الجن تطاردهم وتوقفوا بعد فترة طويلة من الركض ونظروا خلفهم كان الصمت يسود المكان ولا يوجد أى أثر لأى حركة فى المكان فأنفجر مصطفى فى البكاء فى شدة وهو يقول فى رعب وخوف من التالى منا يا ماجد من التالى ؟؟ لم يستطيع الحديث أو النطق بأى شيئ ماجد ولكنه حاول أن يخفف عن مصطفى بقليل من الكلمات ومحاولة تهدئته ولكنه من فرط الخوف والرعب الذى رآه لم يتمالك نفسه هو الآخر وجلس على الأرض بجوار مصطفى وهو يلوم نفسه على دخوله هذه المتاهة والتضحية بصديقى عمره وهو الآن محتجز فى هذه المتاهة الملعونة ولا يدرى كيف سيخرج منها أو هل سيخرج منها ؟ وسمعوا دوى انفجار مكتوم وأصوات لصرخات وعويل من كل مكان وكأن كل من دخل هذه المتاهة ولم يعد يصرخ ليعلن لهم أن الموت قادم لا محالة وهنا وقف ماجد وصرخ بأعلى الصوت ماذا تريدى منا أيتها المتاهة الملعونة ؟ أنا لا أخاف منك ولم أعد أخاف لتظهروا لنا هيا لتظهروا لنا سمع ماجد صدى صوته وصوت صرخاته فى كل مكان دون أن يرى أى شيئ  نظر فى كل مكان وبدأ يشعر ببعض قطرات المياه تبلل وجهه فوجد السماء قد بدأت تمطر وبغزارة فقال له مصطفى كيف هذا نحن فى شهور الصيف وهذا لم يحدث أبدامن قبل ؟ وقبل أن يكمل كلامه سمعوا دوى رعد وبرق فى كل مكان ، وبدأ الخوف يسرى فى أوصالهم وقام ماجد مع مصطفى ومشى الأثنان بجوار بعضهم وهنا ظهر لهم القط الأسود وهو يموء فى صوت مخيف وتلتمع أنيابه فى الظلام وتوقف المطر فجأة وبدأت المياة تنحصر وكأنها أخذت الأمر بالتوقف ونظر مصطفى إلى ماجد والقط لا يزال يموء فى شراسة  وهنا ظهرت من بعيد أسراب من الفئران تأتى بسرعة نحوهما وأسرع ماجد بالجرى مع مصطفى ولكن الأعداد كانت تتزايد بشكل رهيب و أحاطت بماجد وبدأت الصعود على جسده وهو يحاول التخلص منها ولكن بلاجدوى فالفئران أخذت تعض جسدة بأسنانها وبدأ الدم يسيل من جسد ماجد والفئران تزداد وتزداد ورائحة الدم تزيد من اعدادها ومن بعيد أخذ يصرخ مصطفى على ماجد ولكنه رآه وقد لفظ أنفاسه والفئران قد غطت جسده كله فأسرع يجرى ويجرى فى كل خوف ورعب وفجأة ظهرت السيارة أمام عينيه وأسرع يركض نحوها ولكن قبل أن يصل إليها وجد القط الأسود وقد جلس فوقها وسمع صوت ضحكات أحمد قبل موته وصراخ أشرف  وصرخات ماجد المتقطعة وهنا أدرك أن الموت سيكون مصيره هو الآخر فوقع على الأرض فى مكانه ونزل القط وهو يتجه إليه فى هدوء وظهر خلفه الكثير من القطط السوداء وكان هذا القط قد استنسخ مثله المئات بل الألوف وسمع مصطفى صوت مخيف يأتى من بعيد من داخل وادى الموت وهو يقول : الموت لمن دنس أرضنا ولا حياة لمن زار هذا المكان ، الموت . الموت . الموت  وأنقضت عليه القطط وحاول مصطفى أن يهرب منهم ولكنه لم يستطيع لكثرة عددهم ووقع على الأرض والقطط تتزايد حوله تنهش فى جسده وبدأ يفارق الحياة وشاهد القط الأسود وكأنه يبتسم فى شكل مخيف وسمع نفس الصوت وهو يتردد الموت ، الموت ولفظ أنفاسه الأخيرة هناك أمام هذا الوادى أو كما يقول الناس عنه فى هذا البلد وادى الموت أو المتاهة .....
النهاية 


قصة / المنزل رقم ( 17 ) تأليف / الفيلسوف ( على محمد )


قصة / المنزل رقم  ( 17 )
تأليف / الفيلسوف ( على محمد )
توقفت سيارة أجرة أمام منزل قديم فى أحد أحياء القاهرة القديمة ونزل منها رجل فى الثلاثينات من عمره وبعد أن أعطى السائق أجرته كاملة أخذ حقيبة يده وحقيبة ثيابه من السيارة وسار قليلاً بها وأخذ ينظر يمينا ً ويساراً باحثاً عن المنزل الذى يقصده وأستوقف أحد المارة فى الشارع الذى يكاد لا يمشى فيه أى شخص وسأله من فضلك أين أجد المنزل رقم ( 17 ) سمع الرجل إسم المنزل وبدا الإرتباك واضحاً عليه وبدأ يتلعثم بالكلام وهو يقول  له : لماذا تسأل عن هذا المنزل فهو منزل مهجور ولا يسأل عنه أى إنسان قاطعه فجأة قائلاً لا تتدخل فيما لا يعنيك إن كنت تعرفه أخبرنى عن مكانه أو إمضى فى حال سبيلك ، رد عليه الرجل وهو لا يكاد يصدق عينيه أن هناك من يسأل عن هذا المكان الذى يعرفه سكان المنطقة بالمنزل المهجور هناك فى آخر الشارع على اليسار تجد هذا المنزل ولكن من أنت ؟ أرى إنك غريب عن هذا المكان قال له : أنا أحمد صالح فواز ووالدى صاحب هذا المنزل الذى أسال عنه ولقد تركوا المنزل منذ سنوات واليوم عدت لأبقى هنا فى منزلى القديم قال له الرجل أرجوك لا تبقى هنا فالمكان خطير جدا والشائعا ت كثبرة حول هذا المنزل ، تركه أحمد وأنصرف دون أن يستمع إليه وكأنه لم يسمع منه أى شيئ واتجه مباشرة إلى المنزل كان المنزل الوحيد فى هذه الناحية منزل وحيد وكأن المنازل كلها قد انعزلت عنه ووقف أمام المنزل قليلاً وكان الليل قد هبط سريعاً وأصبحت الساعة العاشرة مساءً تقريبا كان المنزل بالفعل كما قال له الرجل مهجوراً وكأن الناس قد رحلت عنه منذ مائة عام ، فتح باب المنزل وصعد درجات السلم وهو يتذكر إتصال والده  به ومحاولة منعه من البقاء هناك وأخبره أن هناك حادثة حدثت فى هذا المنزل منذ سنوات حيث حدث حريق فى الطابق الأخير من المنزل أدى لوفاة طفلين بسبب ماس كهربائى حدث فى هذه الشقة ومن وقتها والكل لا يسكن فى هذا المنزل ومن بعدها تناثرت الشائعات عن حدوث بعض الأشياء الغير طبيعية بالمنزل وسماع أصوات غريبة جعلت الكل يغادر المنزل حتى والده ترك المنزل وذهب للبقاء مع أخيه الأصغر فى مدينة الأسكندرية هناك ولكن أحمد أصر على البقاء فى هذا المنزل الذى شهد أيام جميلة فى طفولته واتفق مع زوجته على المعيشة هناك فى هذا المنزل بعد عودتهما من السفر هى وإبنه الصغير وكان قد سبقهم  بعدة أيام لترتيب كل شيئ وتوقف أمام الشقة طويلاً وفتح الباب ودخل  للشقة كان الأثاث مغطى بالعديد من الأقمشة لتحافظ عليه من الأتربة ودخل أحمد  للمكان وشعر ببعض الرهبة من المكان ولكنه كان مثقفاً لأكثر حد ممكن ولا يؤمن بمثل هذه الخرافات وفتح  أحمد النوافذ كلها لتهوية المكان من هذه الرائحة ووضع حقيبة يده على مائدة فى الصالة وأخذ الأخرى ودخل بها لحجرة النوم الكبيرة ووضع الحقيبة بجوار السرير وجلس ليلتقط أنفاسه من عناء الطريق وكل ما سمع قبل أن يدخل لهذا المنزل وفجأة سمع أحمد صوت يأتى من غرفة النوم الأخرى فقام من مكانه وذهب إليها وبعد أن فتح باب الغرفة توقف الصوت تماماً وساد صمت رهيب على المكان خرج أحمد من الغرفة ودخل للمطبخ لم يجد شيئ وفتح الحمام لم يكن هناك أى شيئ ثم عاد مرة أخرى للمطبخ ليضع ما أحضره من طعام معه فى الثلاجة ويقوم بإحضار كوباً من الشاى وسمع صوت صرخة مكتومة من الصالة فأسرع أحمد خارجاً إلى هناك فلم يجد شيئ فأخرج من حقيبة يده جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به وقام بتشغيل بعد من أيات القرآن الكريم وعاد مرة أخرى للمطبخ وتسمر مكانه قبل أن يخطو للداخل فكل ما كان على طاولة المطبخ لم يعد موجوداً وكأنه تبخر فجأة تصبب أحمد عرقاً من فرط الذهول ودخل للمطبخ يبحث فى كل مكان عن الطعام وكوب الشاى الذى أعده ولكنه لم يجد أى شيئ  خرج مذهولاً وعاد للصالة أخذ جهاز اللاب توب معه لغرفة النوم وهناك وضعه بجواره وفتح النافذة ونظر إلى الخارج كان الشارع ساكناً بشكل موحش ولا يمشى فيه إى إنسان وقرر أن يعود ليحضر كوباً من الشاى مرة أخرى ودخل أحمد ولكنه تسمر فى مكانه فكل الطعام الذى إختفى كان فى مكانه وكوب الشاى الذى كان قد أعده على الطاولة والبخار يتصاعد منه وكأنه قد تم إعداده حالاً ، بدأ الخوف يظهرعلى ملامح أحمد من كل ما مر به أخذ كوب الشاى ودخل لغرفته مرة أخرى وبدأ يرتشف من كوب الشاى وفجأة وقعت عينيه على ورقة صغيرة بجوار الدولاب  الكبير الموجود بالغرفة قام أحمد من مكانه وفتح الورقة كانت ورقة مهترئة وكتب فيها " الرحيل أو الجنون والموت " ارتجف أحمد حينما قرأ هذه الكلمات وقرأها مرة أخرى وأخرى ثم قام  بتمزيق الورقة لقطع صغيرة وألقى بها فى سلة قريبة من جانب الدولاب وخرج  ليغلق باب الشقة وعاد لحجرة النوم وأخذ يفكر فى كل ما يراه وما حدث من أن وطأت قدميه هذا المنزل وهل لابد أن يرحل من هذا المكان حقاً أم يبقى وسمع أحمد صوت طرقات خفيفة على باب الشقة سرعان ما تزايدت الطرقات على الباب وقام مسرعاً وهو ينادى من بالباب ! من هناك من على الباب ؟؟ لم يجد رداً فتح أحمد الباب ولكن لم يكن هناك أى مخلوق على الباب لم يسمع أحمد فى هذا الليل سوى صوت الهواء البارد فى هذه الليلة الشتوية الباردة ودخل للشقة وأغلق الباب خلفه وهو يتصبب عرقاً من شده الخوف ودخل لغرفته مرة أخرى وهنا سمع أحمد صوت آذان الفجر فقام للحمام وتوضأ وصلى  الفجر ونام بعدها أحمد من شدة الإرهاق والتعب وراح فى نوم عميق ، استيقظ أحمد فى اليوم التالى ونظر للساعة كانت قد تجاوزت الثالثة عصراً وقال لنفسه لقد نمت كثيراً من شدة التعب قام أحمد وخرج إلى الحمام وتوضأ  ليصلى ثم دخل للمطبخ  ليقوم بإعداد بعض الطعام وتناول الطعام بسرعة وخرج إلى الشرفة ونظر إلى الشارع كانت بعض أصوات السيارات فى المكان قرر أحمد  بعدها النزول إلى الشارع لإحضار بعض الأطعمة والمشروبات من السوبر ماركت المجاور للمنزل وبينما يرتدى ملابسه نظر إلى سلة المهملات وتسمرت يديه وهو يربط  حذائه فالسلة لم يكن بها أى أثر للورقة التى مزقها بالأمس وهى كانت مكانها لم تتحرك ولو خطوة واحدة ، نزل أحمد مسرعاً وهو يفكر فى ما حدث وبينما ينزل درجات السلم سمع صوت طفل صغير يبكى بصوت مرتفع نظر خلفه وحوله لم يكن هناك أى شيئ  خرج من المنزل وذهب إلى السوبر ماركت واشترى كل ما يريد وقبل أن يخرج من السوبر ماركت سأل صاحبه عن منزله " المنزل رقم 17 " بدا الأرتباك على الرجل وهو يقول له نحن هنا منذ فترة طويلة ولم يكن هناك أى إنسان به منذ أن غادره صاحبه وابنه إلى الأسكندرية بعد حريق الطابق الرابع والذى توفى فيه اثنين من الأطفال أثر حريق مروع وماتت الأم بالحسرة والألم على وفاة طفليها ومن وقتها ترك الناس هذا المنزل ومن وقتها لا نسمع إلا بعض الأصوات والصرخات فى الليل ولكن لمذا تسأل عن هذا المنزل ؟ تركه أحمد بعد أن دفع ثمن المشتريات التى إشتراها منه وأسرع الخطى بعد أن دخل الليل وبدأ السكون يغلف المكان ودخل أحمد للمنزل وبدأ يصعد درجات السلم ولكنه توقف فجأة فهناك أمامه وقفت قطة صغيرة سوداء اللون وقفت تنظر إليه وعينيها تلمع فى الظلام بشكل مخيف ، ولكن أحمد تمالك قواه وصعد مباشرة دون الإلتفات إليها ودخل الشقة مسرعاً وقلبه يخفق بشدة  وأغلق الباب خلفه وقام بوضع الأشياء كلها بالمطبخ وخرج ليدخل غرفته وقبل أن يخطو داخل الغرفة سمع صوت أنين يأتى من داخل المطبخ  فعاد سريعاً ونظر فى أرجاء المكان ولم يجد أى شيئ ولكن كانت النافذه مفتوحة نظر من خلالها لم يجد شيئ فقام بإغلاقها وخرج أحمد ليتوضأ ويصلى وبعد أن فرغ من الصلاة جلس فى الصالة على كرسى مريح ونظر حوله فى المكان وتوقف بصره عند أحد الأرفف والتى كان عليها كتاب لم يكن أبدا حال الشقة يسمح بتواجد مثل هذا الكتاب هنا كان يبدو جديداً من الخارج وفتح أوراقه الصفراء التى تبدو وكأنه تم طباعته منذ مائة عام ، تعجب أحمد من هذا الكتاب وفتح الغلاف وبدأ الخوف يتسرب لقلبه حينما رأى عنوان الكتاب  وقال بصوت خفيض " الرحيل أو الجنون والموت " تعجب كثيراً وتوجه بالكتاب إلى غرفة النوم وتوقف فجأة فهناك أمام باب المطبخ وقفت تلك القطة التى رأها على السلم ولكن كيف دخلت إلى هنا والمكان كله مغلق ودخلت إلى المطبخ وتابعها وبدأ يسير نحو المطبخ وهو يرتجف فى شدة وكأن تلك القطة تريد منه اللحاق بها ودخل للمطبخ مسرعاً خلفها ولكنه تسمر أمام باب المطبخ  فلم يكن هناك أى أثر لها ولم يكن هناك أى مكان لتخرج منه بدأ الخوف الشديد يعتريه وخرج من المطبخ وهو لا يزال يمسك الكتاب ودخل لغرفته وسمع صوت الهواء البارد يرتطم بالنافذة من الخارج وبدأ يفتح أول صفحات الكتاب سمع صوت خطوات تجرى بالخارج رمى الكتاب على السرير وخرج بسرعة إلى الخارج ولكن لم يكن هناك أى شيئ  فى أى مكان من الشقة وعاد ودخل للغرفة وتوقف فى مكانه بمجرد دخوله فهناك حيث رمى الكتاب لم يكن هناك أى شيء 
أخذ أحمد ينظر فى كل مكان حوله وتسمرت عيناه هناك على أحد الأرفف لقد كان الكتاب هناك مد يده ليلتقط الكتاب  وهو يرتجف، ولكن كيف وصل إلى هذا المكان ؟ جلس أحمد على السرير وبدأ يفتح الكتاب مرة أخرى وإستوقفته كلمات تم كتابتها بخط اليد على غلاف الكتاب من الداخل وبدأ يقرأ بصوت مرتفع : لا تحاول الإقتراب من هذا المكان ، الرحيل أمر حتمى والبقاء نهاية ولا عزاء لمن يمتنع عن الرضوخ  للأمر وأخيراً الرحيل أو الجنون والموت ، وفجأة إنقطع النور وساد ظلام دامس الغرفة وأخذ يتحسس بجانبه ليجد الكشاف الصغير ولكنه  سمع خطوات فى الخارج نفس الخطوات المتسارعة وكأن هناك أطفال تلعب فى الخارج  فقام فى خوف للخارج وهناك على ضوء الكشاف الصغير رآها  تلك القطة الصغيرة كانت تقف فوق الطاولة فى منتصف الصالة وكانت تنظر إليه فى تحد واضح وعينيها تومض فى الظلام فبدأ الخوف يتملكه وحاول أن يسير إليها ولكنه تسمر فى مكانه ولم يستطيع الحراك وفجأة أضاء النور المكان ووضع يديه على عينيه من شدة الضوء ونظر أمامه على المائدة ولكنها لم تكن هناك ولم يكن هناك أى أثر لها فى المكان تحرك لينظر فى كل مكان ولكن بلا جدوى، دخل إلى غرفته وهناك جلس ليلتقط أنفاسه وهو مضطرب فى شدة ورعب وعقله يعمل بسرعة ونظر جواره ليجد الكتاب فى مكانه  لم يتحرك وكل شيئ يبدو هادئاً وقرر حينها أن يصعد فى الغد فى الصباح للطابقين العلويين ليرى عن قرب كل ما يحدث هناك وخرج ليغلق جميع الأبواب والنوافذ جيداً ثم تمدد فى سريره وبدأ النعاس يداعب عينيه ولكن سمع فجأة صوت الفطة  فنظر حوله ولم يكن لها أى أثر وأرتجف وانتفض فى مكانه فهناك جواره لم يكن هناك الكتاب لم يكن له أى أثر ، قأم بترديد بعض الآيات القرانية ثم قام بتشغيل القرآن الكريم حتى هدأت أنفاسة ثم غلبه التعب ونام فى سكون ، استيقظ أحمد فى الصباح مبكراً ودخل ليأخذ حماماً دافئاً وبعد أن خرج قام بإعداد كوب من الشاى وتناول طعاماً خفيفاً وأخذ يبحث بعدها فى المنزل عن مفاتيح الطوابق العليا وبعد بحث طويل وجد والده قد وضعها فى أحد أدراج المكتبة الموجودة بالصالة  أخذ المفاتيح وفتح الباب وبدأ يصعد درجات السلم وتوقف أمام الشقة بالطابق الثالث وفتح بابها ودخل لم يكن فيها أى شيئ  ولا قطعة أثاث واحدة فى المكان ودخل إلى الغرف الموجودة بالشقة ولم يكن هناك أى شيئ يلفت الإنتباه وأغلق باب الشقة وصعد للطابق الأخير الذى كان قد أحترق تماماً كما سمع من قبل من الناس ومن والده ودخل فى ترقب وخوف إلى الشقة كان السواد قد غطى الحوائط بالكامل ولم يكن سوى بعض الكراسى القليلة وهناك فى المطبخ بعض زجاجات المياه الفارغة ثم إتجه لغرفة الأطفال والتى أحترقا فيها الطفلين من الماس الكهربائى والذى أدى لوفاتهما ووفاة الأم من بعدهم بسبب الحزن والحسرة على الطفلين التوأم وعمرهما الخامسة من العمر والأب بعدها دخل لمستشفى الأمراض النفسية  ، وفتح  أحمد الباب وبدأت الدهشة والذهول والهلع على وجهه فلقد رأى هناك مالم يكن يتوقعه أبدا ، لقد كانت الحجرة مرتبة وفيها الكثير من ألعاب الأطفال والحوائط مطلية بدهانات لها شكل جميل والكثير من الصور تزين الحوائط  وكأن الحجرة تزينت لأصحابها وأن هناك من يلعب فيها كل يوم وفجأة سمع خطوات بالخارج خرج مسرعاً ينظر بالخارج لم يجد شيئ وعاد مرة أخرى ودخل الغرفة ووجد الكرسى الهزاز يتحرك وكأن هناك من يجلس عليه أمسك الكرسى  بيديه وخرج من الغرفة ومن الشقة كلها مسرعاً ودخل لشقته وأيقن أن هذا المنزل بالفعل به لعنة بسبب موت  هذين الطفلين ، نزل للشارع بعد أن أغلق الشقة  وذهب إلى محل للإتصالات لتيصل على والده ليطمئن عليه ويسأله عن بعض الأشياء ومن قد يكون السبب فى وفاة الطفلين  ومن ترك الأسلاك فى هذه الغرفة دون غطاء ليحدث هذا الماس الكهربائى ويحدث هذا الحريق المروع ، رد عليه أبيه لا تجادل يا ولدى ولتترك كل شيئ هنا وتأتى لتستقر معى أنا وأخيك الأصغر فالمكان عندك غير مأمون وانا أخاف عليك كثيراً ، فاطعه أحمد فى هدوء لا تقلق يا أبى ستكون الأمور على ما يرام بلغ سلامى لكل من عندك وأغلق الخط  ومشى أحمد عائداً للمنزل وفى قرارة نفسه أنه سيقوم بترميم هذا المنزل واحيائه مرة أخرى بعد أن تأتى زوجته من السفر وتذكر كلمات والده لا تحاول البقاء مع إبنك هناك فكل الأطفال التى تدخل هنا لا تعود وتختفى يا أحمد ، وصل أحمد للمنزل وهو لا يشغل باله سوى حلم ترميم هذا المنزل الذى قضى فيه أجمل أيام حياته قبل أن يسافر لينهى دراسته فى كليه الهندسة  فى إنجلترا وتزوج هناك من مصرية تدرس الطب ورزقهم الله إبن جميل فى الخامسة من عمره الآن كان الجو لايزال نهاراً وقرر الصعود مرة أخرى للطابق الأخير قد يجد ما يعطيه بعض الأمان ولكن بلا جدوى نفس الأشياء فى مكانها وأغلق الباب ونزل لشقته ولكن توقف فجأة أمام باب الشقة بالطابق الثالث لقد كان الباب مفتوحاً وسمع فى الداخل بعض الأصوات والهمهمات إقترب من الباب ودخل للشقة ولكن توقفت الأصوات بمجرد دخوله للشقة نظر طويلاً داخل الشقة ولم يجد شيئ فخرج مسرعاً وأغلق خلفه الباب ونزل لشقته  وجلس فى الصالة يلتقط أنفاسه  وشعر ببعض الإرهاق ودخل لغرفته ليتمدد فى سريره وأغلق عينيه ونام ، فتح أحمد عينيه فوجد المكان شديد الظلام ولا يوجد بصيص لضوء فى الغرفة كلها وأخذ يبحث جواره عن مصباحه الصغير ليضىء المكان أمسكت يديه بيد لطفل صغير نعم كانت يد إنسان صغير فأنتفض فى مكانه وأسرع ليضئ النور ونظر حوله لم يكن هناك أى أثر لأى شيئ تصبب عرقاً وبدأت دقات قلبه تعلو فى شدة لم يخطئ ما شعر به أحمد ولم يكن هذا بالحلم وألتفت يمينا ويساراً فوقعت عينيه على القطة فى ركن الغرفة جوار النافذة توقف أحمد فى مكانه دون حراك وأنطفأت الأنوار فجأة فأنتابه  رعب شديد ولكن لم يستغرق طويلاً وعادت الأنوار للمكان ولكن القطة أختفت من مكانها هنا أيقن أحمد أن هذا المنزل بالفعل به شيئ ملعون وسمع خطوات تجرى فى الخارج خرج من الغرفة للصالة يبحث عن أى شيئ ولكن كالعادة لم يجد أى أثر لأى شيئ  وقبل أن يعود رأى عند باب غرفة الأطفال لعبة أطفال صغيرة على شكل طفل صغير التقطها أحمد ونظر إليها فى تعجب ورعب  ووجد بها من الداخل ورقة صغيرة أخرجها وفتحها ليرى ما بها فوجد بها ثلائة كلمات ( الرحيل .. الجنون .. الموت ) تجمد أحمد فى مكانه ومر اليوم دون أن يحدث أى شيئ وكأن أصحاب المكان قد قرروا أعطائه بعض الراحة فدخل لغرفته ونام فى سكون ،خرج أحمد مبكراً فى اليوم التالى وكان الجو ممطراً وشديد البرودة وهناك بالقرب من المنزل رأى مسجداً صغيراً فدخل للمسجد  الذى كان بابه مفتوحاً وصلى ثم بعد أن فرغ من الصلاة توجه نحو شيخ كبير يجلس فى هدوء فى مقدمة المسجد يقرأ القرآن فسلم عليه أحمد وتحدث معه عن المنزل الذى يقيم فيه وهل هناك حقاً العفاريت والأشباح فى هذا المكان ؟ وهل بالفعل هناك أصوات وصراخ تسمعها الناس من داخل المنزل رد عليه الشيخ فى هدوء : يا ولدى أنت تعلم جيداً أن كل هذه الأشياء لا تحدث ولكنى أسمع مثل غيرى من الناس هنا عن بعض الأشياء غير الطبيعية  فى منزل الحاج / صالح فواز ولانه هذا المنزل مهجور منذ زمن طويل من الممكن حدوث أى شيئ فيه ، أنت إبن الحاج صالح الأكبر لقد كبرت كثيراً لقد تعرفت عليك الآن ألم تعرفنى انا الشيخ مصطفى الذى كنت دوما تلعب عند بيته أنت وأولاد الشارع وكنت دائما أصرخ فيكم لتذهبوا بعيداً عن البيت ، تذكره أحمد وابتسم وقال له حقا لقد تذكرت ولكن أخبرنى هل يوجد حل لما يحدث هناك أنا أريد إعادة ترميم هذا المنزل لأسكن فيه أنا وزوجتى وإبنى لأننى أعمل هنا فى القاهرة وزوجتى أيضاً ولن أستطيع الذهاب كل يوم إلى الأسكندرية والعودة ، رد الشيخ مصطفى عليك دوما بتشغيل القرآن الكريم فى المنزل وسيحفظك   شكره أحمد وخرج من المسجد وهوفى حيرة كان المطر قد توقف فى الخارج وراح يمشى فى الشارع ودون أن يشعر إلتفت أحمد إلى المنزل ورأى هناك فى أعلى المنزل طفل صغير ينظر إليه من شرفة نافذة الطابق الثانى وهو يشير إليه من بعيد ، وأسرع أحمد الخطى إلى المنزل ودخل لشقته ولم يجد هناك أى شيئ وقرر الصعود مرة أخرى للطابق الأخير واستجمع شجاعته  وفتح الباب ليصعد درجات السلم فى ترقب وخوف كان النهار لا يزال يضئ المكان  وفتح الباب ودخل فى ترقب وخوف وهناك أمام عينيه وجد ما لم يكن يتوقعه أبدا 

 لقد تغيرت الشقة من الداخل لقد تحول اللون الأسود على الجدران إلى اللون الأبيض وفيها رسومات كبيرة كلها صور أطفال تلعب وألعاب صغيرة تنتشر فى كل مكان وفجأة سمع صوت طفل ينادى من غرفة الأطفال  : أمى .. أمى .. أمى ..انصت أحمد للصوت وقلبه كاد يتوقف من شدة الرعب حينما سمع من داخل المطبخ صوت يرد على الطفل : أنا هنا يا أحمد سأحضر حالاً، وقع أحمد على الأرض من شدة الخوف والرعب وتمالك قواه وأخذ يجر قدميه ليصل إلى غرفة الأطفال وصوت الطفل لا يزال فى أذنيه وفتح الباب وأمتقع وجهه من الرعب لقد تحولت الجدران كلها للنون الأسود وكل ما فيها محترق ويتصاعد بعد الأبخرة والدخان القليل منها فخرج مسرعاً للمطبخ  ليرى الأم التى كانت تجيب على الطفل ولم يجد هناك أى شي سواها ـ تلك القطة الصغيرة رأها هناك على نافذة المطبخ تنظر إليه وبعدها قفزت من النافذة ولم يستمع بعدها أحمد لأى صوت فى المكان ، أخذ أحمد يستجمع قواه وقام لينزل إلى الشقة وأغلق كل الأبواب والنوافذ وبدأ يسمع بعض الأصوات والهمهمات فى الشقة كلها فأسرع لتشغيل القرآن فى المكان كما قال له الشيخ / مصطفى  وهنا توقفت كل الأصوات فى رأسه وجلس وهو يلهث من فرط الخوف والذعر الذى تملكه ، لقد سمع الأم والطفل ولم يكن يتخيل هذه الأصوات وفجأة انطفأت الأنوار وبدأ يشعر بأنفاس تأتى بالقرب منه ومد يده ليلتقط المصباح ولكنه تذكر انه تركه فى الخارج فقام من مكانه  ليبحث عنه ولكنه سمع صوت يأتى من آخر الغرفة فى صوت منخفض آرحل ..آرحل .. الجنون .. الجنون .. الموت .. الموت ..وسمع ضحكات لطفل صغير وقفز من مكانه وخرج يبحث عن المصباح فتعثر وهو يخرج من الغرفة ووقع على الأرض وأرتطمت رأسه بالكرسى بالخارج وبدأ يفقد الوعى وقبل أن يغلق عينيه رأى الطفل أمامه ولكن كان الوجه بلا عيون وأعلق عينيه ولم يعرف كم بقى فاقداُ للوعى ولكنه استيقظ  ليجد نفسه فى سريره فزاد خوفه ورعبه لقد وقع فى الخارج فمن أحضره للداخل ؟ حاول القيام من مكانه ولكنه كان يشعر بالدوار ووضع يده على رأسه وتسمرت يديه فوق رأسه وهو ينظر فى المرآة أمامه لقد كان هناك ضمادات تلف رأسه والدماء تظهر عليها ، زاد خوف أحمد من هذا المنزل قام أحمد ليدخ للمطبخ ليصنع كوباً من الشاى وكانت المفاجأة التى جعلته لا يستطيع الوقوف فهناك على المائدة كان طعام الإفطار مجهزاً والشاى يبدو البخار يتصاعد منه ، وسمع بعدها بعض الأصوات فى الطابق الأعلى فهناك من يسحب بعض قطع الأثاث وهو يعلم أن هذه الشقة لايوجد بها أى أثاث  تقدم نحو المطبخ وجلس على الكرسى وتناول بعض الطعام وقام ليصعد للطابق الأعلى ليرى ماذا هناك وخرج من المطبخ  ليجد القطة الصغيرة تجلس على طرف النافذة وحينما أقترب منها قفزت من النافذة ، تمالك قواه ودخل لغرفته ليرتدى ثيابه لينزل وفتح الدولاب ووجد على الدولاب من الداخل ورقة مكتوبة بخط كبير : الرحيل .. الجنون ..الموت .. أرتدى ثيابه بسرعة ونزل ليتصل بوالده ويحكى له ما حدث معه وطلب منه الأب أن يترك المنزل ويسافر إلى الأسكندرية فرفض أحمد لأن زوجته ستأتى اليوم بعد قليل من السفر وهو ينتظرها الآن وسيرى ماذا يفعل بعدها وأغلق المكالمة  ، نظر إلى ساعته أحمد كانت قد تجاوزت الثالثة عصراً ورأى من بعيد سيارة تتوقف امام الشارع حيث نزل حينما حضر إلى هذا المنزل ونزلت من السيارة زوجته دعاء وإبنه كريم الذى كان فى الخامسة من عمره فأسرع إليهم وأحتضن إبنه فى حب وشوق ونظرت إليه زوجته فى لهفة وخوف وهى ترى رأسه وقد غطتها الضمادات وسألته على ما الذى حدث له فقال لها سأحكى لك كل شيئ ليس الآن يا دعاء ومضى معها هو وأبنه إلى المنزل دخلوا جميعا ودخل ابنه كريم قبلهم وأسرع يبحث فى كل أرجاء المكان فى لهفة طفولية عن أى شيئ يلعب به ودخل أحمد وبعده دعاء ووضع الحقيبة فى الصالة وفجأة سمع صوت كريم يأتى من غرفة الأطفال فأسرع إليه هو وأمه وتجمد مكانه أحمد لقد رأى مالم يكن يتوقعه أبداً ، لقد كانت الغرفة ممتلئة بالكثير من الألعاب ولقد تغيرت ألوانها ويوجد على الحوائط  صور كثيرة للأطفال  فأسرع يأخذ إبنه وهو ينادى على زوجته لتتبعه إلى غرفته وأغلق الباب من خلفه فى إحكام و أخذ يحكى لها على كل ما رآه منذ أن وطأت قدميه هذا المنزل وبدأت ملامح زوجته تتحول للرعب والخوف وكريم جوارهم يلعب دون ان بقهم أى شيئ ثم سمع أحمد صوت إبنه يقول له : أبى  .. أبى .. أنظر هناك وأشار بيده إلى نهاية الغرفة وهناك رأى أحمد ودعاء الطفل الصغير الذى رآه أحمد من قبل ولكنه هذه المرة مكتمل العيون وهو يبتسم ، فأسرع كريم إليه فى عفوية وقأم أحمد بسرعة يلحق بإبنه وفجأة أختفى الطفل من أمام العيون وكأنه لم يكن هنا وبقى الخوف والرعب يسيطر على  أحمد ودعاء ، فصرخت دعاء فى زوجها ماهذا الذى يحدث هنا وماذا يدور فى هذا المنزل الملعون الذى تريد لنا أن نبقى فيه  معك ؟ ألا تخاف علي نفسك وعلينا أنا وأبنك يا أحمد ؟؟ كان كل شيئ يقول أنه لابد من الرحيل فعلا من هذا المكان ، قال لها أحمد فى الصباح  سنمشى يا دعاء من هذا المكان كل شيئ هنا أصبح مخيف  ، سمع أحمد صوتاً عاليا يأتى من الخارج  حاول الخروج ولكنه لم يتمالك قواه من فرط ما شاهد خلال هذه الأيام وبدأ الأضواء تخفت قليلاً وسمع صوت لطرقات على باب الغرفة  فبدأ الخوف واضحاً على زوجته وعلى إبنه كريم الذى احتضنته أمه فى خوف وهلع عليه  فقام أحمد ومسك فى يده عصا كبيرة كان قد وجدها جوار الدولاب فى غرفة الأطفال وفتح الباب بسرعة ولكنه لم يجد أى شخص فى الخارج وسمع صوت الهواء البارد يأتى من نافذة الصالة فخرج أحمد فى حذر إلى هناك لكى يغلق النافذة ووصل إليها أحمد واغلقها وبينما يلتفت خلفه رأها تقف أمام عينيه تلك القطة السوداء وهى تقف فى طريقه لغرفة النوم ووقفت فى تحد مستفز له حاول أحمد أن يرفع العصا التى فى يديه ولكنه لم يكن يملك الجرأة لفعل هذا ولكنه أشار إليها بالعصا فبدأت عينيها فى البريق  وكأنها تحاول الدفاع عن نفسها فزاد خوفه أكثر وأكثر وأخذ يصيح فيها بإنفعال  وبدلا من أن تمشى من أمامه قامت بأغرب  شيئ لم يكن يتوقعه أحمد لقد دارت حول نفسها وتوجهت بهدوء إلى هناك إلى غرفته  وكانت دعاء تحاول مع كريم لكى ينام ودخلت الحجرة وفجأة رأى الباب يُغلق أمام عينه وكأن هناك شخص قد أغلقه من الداخل فأخذ يطرق الباب كثيرا  وكثيرا وحاول أن يكسر الباب دون جدوى وبالداخل رأت دعاء القطة أمامها فجأة ورات الوميض بعينيها ولم تتمالك نفسها من الرعب فوقعت على الأرض وإبنها بين ذراعها وقبل أن تذهب عن الوعى سمعتها وهى تنطق  الرحيل .الرحيل . الجنون .الجنون  .الموت . الموت .. وفقدت  القدرة على الكلام والصراخ وفقدت وعيها وهنا شعر أحمد بالباب وكأن هناك من فتحه من الداخل وأسرع للغرفة فوجد زوجته ملقاة أمامه وابنه بين يديها ولم يكن هناك أى أثر لهذه القطة الملعونة أو أى شيئ صرخ أحمد فيها وحاول أن يوقظها وأخذ من بين يديها كريم ووضعه على السرير وحاول معها مرة أخرى حتى أستردت وعيها واخذت تصرخ وتصرخ بصوت عالى وهى تقول لقد تكلمت هذه القطة يا أحمد لقد سمعتها تردد كلمات  الرحيل .. الجنون .. الموت .. لقد رأيتها تنظر لى وكانها تعرف وتشعر بكل ما حولها لا يا أحمد لن أستطيع البقاء هنا بعد الآن ولن أنتظر حتى الصباح سأمشى الآن لن أنتظر حتى يموت إبنى فى هذا المنزل الملعون أخذ يهدأها أحمد وهو ينظر فى كل مكان حوله خوفاً من ظهور أى شيئ مرة أخرى هدأت زوجته وقامت لترتاح على السرير فعاد سريعاً إليها وجلس يفكر فى كل ما يحدث وكل الأمور التى تحدث لهما وبدأ يفكر فى قرار الرحيل عن هذ المنزل بعد أن تشبث بفكرة ترميمه  والبقاء فيه  وبينما كان يفكر أحمد  لم ينتبه إلا  وزوجته تضع يدها على كتفه  وقالت له وهى منهكة القوى ،سأبقى معك يا أحمد أينما تكون وسأظل جوارك لتهدأ قليلاً ، انتبه إلى أن كريم ليس هنا فسألها عنه قالت أنه ذهب لينام فى غرفة الأطفال بين الالعاب الكثيرة وفجأة سمع صوت كريم يصرخ من الخارج فأسرع إلى الغرفة ليجد ما لم يتحمله بشر لقد وجد إبنه معلق فى الهواء والطفل يبكى فى شدة وأخذت دعاء تصرخ فى رعب وهى تبكى على إبنها وجرى إليه أحمد فسقط كريم بين أحضان أبيه وخرجوا فى سرعة إلى الغرفة الأخرى والطفل يبكى فى شدة وزوجته لم تعد تتحمل كل ما يحدث قال لها أحمد فى الصباح سنترك هذا المكان يا دعاء ، وفجأة سمع صوت خطوات بالخارج وأصوات ضحكات الطفل فى كل مكان وبدأ يشعر بالحرارة فى المكان وفجأة وجد دخان يتسرب من خلال باب الغرفة فقام بسرعة ليفتح الباب ليجد النيران فى كل مكان والشقة كلها ممتلئة بالدخان والنيران أخذت تصرح دعاء ولا تزال أصوات الضحكات فى كل مكان وفجأة شعر أحمد بالمياة تنهمر على المكان من الخارج فلقد رأى الناس كل ما يجرى بالخارج وأتت سيارات الأطفاء لتحاول إخماد الحريق وقام رجال الإطفاء بأخراجهم من المنزل وسيارة الاسعاف أتت لتأخذ زوجته وأبنه الذى أصابهم الكثير من الدخان  وأودعهم السيارة ونظر للخلف فوجد هناك فى الطابق الأخير الطفل يشير إليه وهو يبتسم ورأى تلك القطة الصغيرة بجواره والمنزل كله كان قد تحول إلى اللون الأسود من شدة الحريق وسمع صوت الطفل . الرحيل .. الجنون .. الموت  نظر إليه وإلى المنزل قبل أن تسير سيارة الإسعاف ورأى المنزل وقد أتت النيران عليه ولم يتبقى سوى رقم المنزل  الرقم ( 17 )
                                                                       النهاية