الجزء الثاني
قصة عهد
إنتظرت قليلآ حتى يظهر الفتى ولكن بدون فائدة
ركبت سيارتى
وأنا فى قمة الحزن وذهبت إلى البيت
وفى اليوم الثانى قررت الذهاب إلى هذا المكان مرة أخرى
فى الصباح الباكر ذهبت وأنتظرت أكثر من ثلاث ساعات وأخيرا رأيته من بعيد يعبر الطريق
وملابسه ممزقة ولا يرتدى حذاء فى قدميه
لا يرآنى أو يهتم بوجودى
وأنا رغم إنى كنت أنتظر ظهوره بشده وقفت عاجزة فى مكانى بدون أى حركة أو رد فعل ولكن مع مرور الوقت والأيام لاحظ وجودى وأصبح ينظر إلي ويبتسم
وفى أحد الأيام ذهبت إليه
وسألته: عن أسمه وعمره
قال لي: اسمى عهد
وعمرى..24
فسألته أين منزلك: فأشار إلى الكوخ الصفيح
وقال هذا عالمى يا مولاتى
أعيش فيه أنا وأمى وأختى الصغيرة التى تتجاوز السابعة عشرة من عمرها
وسألته عن أبية: فقال أبى:
كان يعمل سائقآ فى احدى
الشركات الكبيرة ثم توفى فى حادث أثناء عمله
وبدون أى مقدمات تركنى وركض إلى الشارع مسرعآ
كنت فى حالة من الذهول
فمضيت فى حال سبيلى
ويومآ بعد يوم
أذهب إلى نفس المكان
وفى كل مرة أذهب إليه للحديث معه فى أى شئ وهو ينظر إلي وفى عينيه
ألف سؤال
وهذه المرة طلبت منه أن يركب السيارة معى ولكن
قال لي: أذهب معاكى بهذه الملابس الممزقة
قلت له: نعم
أريدك كما أنت أرجوك
فوافق وركب معى السيارة
ذهبنا إلى أحد الأماكن وكانت عبارة عن سيارة بها جمييييييع الأطعمة وتضع موائد كثيرة ليجلس عليها الناس
وعندما وقفت ب سيارتى
جاء مسرعآ إلي المضيف وقال لي: اهلا فريحة
وظل يتحدث معى
ثم طلبت الطعام لي والى عهد
وفى إنتظار الطعام كل واحد فينا عنده مليون سؤال للأخر
ومحتاج أجابة على كل هذه الأسئلة
ورغم ذلك فأنا كنت أشعر بالأشتياق والحنين إليه
وفى صوت واحد كل منا يسأل الأخر
ماذا تريد منى ؟
نظرنا إلى عيون بعض وكأننا نعرف بعض من سنين طويلة جدآ
طلبت منه أن يمسك يدى
رفض وأعتذر بأدب شديد
تناولنا الطعام بهدوء شديد
ولاحظت أنه مستغرب مذاق الطعام
وبعد أن أنتهينا من الطعام
قلت له: ماذا كنت تتمنى فى حياتك؟
قال لي: فتاة مثلك
وأن أذهب إلى المدرسة كل يوم وعندما كنت صغيرآ
كنت أقف على باب هذه المدرسة التى أمامنا
أنظر إلى الطلاب وهم يدخلونها وهم يرتدون ذيآ موحدآ
ولا أعلم ماذا يفعلون خلف هذا السور
نظرت إليه نظرة مملوءه
بالحنان
وفى هذه اللحظة كنت أتمنى أن أحتضنه بقوة وأذهب معه إلى عالم الخيال والعشق والهيام سادت بيننا لحظات شرود
وسكوت رهيب بدون أى
حركة أو كلام
وكل منا فى عالمه
وفجأة....
إلى اللقاء فى
الجزء الثالث.....
بقلم.. إيمان الخولى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق