الاثنين، 14 مايو 2018

قصة اذكرينى بقلم الكاتب والشاعر / على محمد ( الفيلسوف ) { الجزء الأخير }

الجزء الأخير  
تم الترتيب لكل شيئ من والد مها ووالد مروان وأتى يوم الخميس المتفق عليه سريعاً وتم حفل الزفاف فى أحد الفنادق الكبيرة على النيل وقد تم حجز غرفة كبيرة للعروسين بالفندق وأنتهى الحفل سريعا وصعدا سويا إلى الغرفة الخاصة بهما وكما العادة حمل مروان مها قبل أن يدخل الغرفة وهما فى منتهى الفرح والسعادة ودخلا بها للغرفة وقال لها مروان : اليوم هو أسعد أيام حياتى يا مها وتبادلا بعض الكلمات البسيطة وكانت مها تشعر بخجل شديد وقامت لتبدل ملابسها وتنزع عنها فستان الفرح وأيضا مروان ثم عادت لتجد مروان ينتظرها فى السرير وهو يحمل في يده كأساً من عصير الكوكتيل فسألته هل هذا خمر ؟؟ ابتسم مروان لا بالطبع تذوقيه لتعرفى أنا لا أشرب أى كحوليات مها  أخذت منه الكأس وارتشفت رشفة بسيطة كان بالفعل طعمه حلو المذاق بعدها قام مروان بتشغيل موسيقا هادئة وقام بخفض إضاءة الغرفة وطلب من مها أن يرقصا سويا على أنغام الموسيقا الهادئة وبالفعل استمتع الأثنان بهذه الرقصة الجميلة ثم حملها مروان إلى السرير وأطفأ أنوار الغرفة تماما .
أستيقظت مها فى الصباح ووجدت نفسها ترتدى القليل من الملابس ونظرت حولها فوجدت الكثير من الملابس ملقاة فى كل مكاان وقبل أن تنتبه سمعت صوت مروان وهو يقول لها فى حنان : صباح الخير حبيبتى وطبع قبلة على خدها قالت فى خجل ماذا حدث لا أتذكر أى شيئ من بعد أن شربت هذا العصير ، ابتسم مروان وقال لها لقد كانت ليلة زفاف جميلة جداا حبيبتى هيا لتستعدى فموعد الطائرة قد إقترب ولابد أن نودع الأهل قبل السفر وجميعهم فى إنتظارنا فى بهو الفندق ، عادت برأسها للخلف قليلا وهى تقول له : هل أنا فى حلم جميل يا مروان ،ضحك مروان وقال لها معى أنت فى الجنة يا حبيبتى هيا سريعا لنتناول إفطاراً خفيفا قبل النزول للبهو ، قامت مها سريعا وأخذت حماما دافئا وارتدت ثيابها ونزلت مع مروان لتجد والداها وأسرة مروان وريهام صديقتها الجميع فى الإنتظار فالكل يعلم أن موعد السفرقد اقترب وهنأ الجميع مروان ومها وتمنوا لهما السعادة فى ماهو قادم وشدد والد مها على مروان أن يحافظ عليها جيداً وبعد ساعة توجه الإثنان إلى المطار وصعدا إلى الطائرة المتجهة إلى باريس وجلسا فى الطائرة وبعد أن أقلعت الطائرة تقدمت منهما مضيفة جميلة من طاقم الطائرة وفى يديها هدية بمناسبة الزواج فلقد أتم مروان بعد الترتيبات الخاصة وهنأهما الجميع فى الطائرة وبعد ساعات قليلة وصلت الطائرة ومنها توجه مروان مع مها إلى الشقة الخاصة به فى باريس والتى ترى من خلال شرفة الشقة برج إيفل الكبير أحد عجائب الدنيا كانت شقة جميلة جدا تحتوى على أثات راقى وأنيق وقال لها مروان :هذا هو عش الزوجية لك كل الحرية فى التصرف فيه كما شئتِ ستجدى كل شيئ فى الشقة إسبوع واحد فقط وسأحضر لك خادمة لتنظيف الشقة وعمل اللازم بها لقد وعدتك أنى سأكون لك مثل خاتم سليمان ولن أجعلك تحتاجى لأى شيئ مادمت أنا جوارك احتضنته فى حب وحنان وقبلته قبلة صغيرة وقالت فى حنو وهمس: أنت فارس أحلامى وأتمنى أن أسعدك مدى الحياة يا مروان قال لها مروان : إن شاء الله حبيبتى  سأخرج لمدة ساعة واحدة وأعود إليك لابد من التواصل مع السفارة وإثبات تواجدى ولن أتأخر عليك سأعود سريعاً لتستعدى سنخرج لنتناول العشاء بالخارج واحتضنها مروان بحب وهيام وقبلها قبلة سريعة ثم خرج من الشقة ونزل إلى السفارة , دارت حول نفسها فى سعادة مها وهى لا تصدق عيناها وكأنها بالفعل فى حلم فهى على مقربة من برج أيفل والشقة التى تسكن فيها فى غاية الجمال والروعة تفقدت الغرف الموجودة فى الشقة كان كل شيئ على أفضل ما يكون ودخلت لغرفة النوم وأخذت حقيبة الملابس وفتحت الدولاب  لتضع ما بها من ملابس لتجد فيه كل شيئ كان مروان قد إشترى لها كل الثياب وأنواع مختلفة وماركات عالمية ابتسمت لأنه قد سألها عن مقاسات بعض الثياب حينما خرجا سويا لشراء فستان الزفاف كم أنت رائع يا مروان وجلست على السرير وتمددت قليلاً وهى تقول فى قرارة نفسها هل سيظل هذا الحلم للنهاية أم سيزول مع الوقت كل ما تعيش فيه ؟
مرت الأيام تباعاً وأحمد لا يزال كعادته فى عمله ولا يريد الذهاب للنادى ثم فى أحد الأيام قرر الذهاب للنادى وهناك بالصدفة قابل ريهام صديقة مها فاستوقفها  وسألها عن مها فأجابته : بأنها قد تزوجت منذ أسبوع وسافرت مع زوجها إلى فرنسا حيث يعمل هناك زوجها وقع الخبر عليه كالصاعقة وتوقف الكلام على لسانه دقيقة ثم شكرها وانصرف وهو لا يكاد يصدق ما سمعه ولكن بعد دقائق معدودة توقف أحمد مع نفسه وقال إن كلام والدتى بالفعل هو الأصوب فهى أبدا بكل ما تملك من مال وسلطان والدها لم تكن لترتضى به وعاد أحمد لمنزله وهو يشعر بالأسى والحزن وأخبر والدته بكل ما سمع اليوم فخففت عنه والدته وقالت له أن الزواج قسمة ونصيب وسيأتى اليوم الذى تتزوج فيه بمن تناسبك يا أحمد لا تعطى الأمر أكثر من حقه ،وانتبه لعملك ولكتاباتك فأنا أرى لك فى المستقبل شأناً كبيرً يا حبيبى ، قبل يدها أحمد وتوجه لغرفة مكتبه وقد عزم النية على أن يصبح فعلا ذو شأن كبير فى يوم من الأيام وأمسك قلمه وبدأ يكتب ويكتب حتى أنهكه التعب وقام لينام بغرفته وتذكرها أحمد ورأى طيفها أمام عينيه وهى تبتسم له وراح فى نوم عميق ..
مضت الأيام سريعة ومتلاحقة ولم يعرف أحمد أى شيء عن مها بعد ذلك وكرس كل وقته ومجهوده للكتابة ولم يعد يشغله فى الحياة سوى عمله وكتاباته حتى صار معروفاً  بين الأدباء ويحضر ندوات ثقافية وتعرف على الكثير من الكُتاب والمؤلفين وأصحاب دور النشر فى مثل هذه الأماكن وأتفق فيما بعد مع أحد دور الطباعة والنشر على نشر أول القصص الخاصة به ، وفجأة تعالى صوت فى المكان أستاذ / أحمد ...  يا أستاذ/ أحمد سليم ،  تلفت حوله فجاة فتنبه لأنه مازال فى القاعة الخاصة التى يتم تكريمه فيها عن روايته فاعتدل أحمد  وقد مر شريط الذكريات أمام عينيه فابتسم  وكان أحد الحاضرين يريد أن يوقع له على نسخة من روايته التى قد إشتراها منذ قليل وبينما هو يوقع على الرواية شاهدها  أمام عينيه بالفعل إنها / مها  أنا الآن لا أحلم أنا لا أتخيلها كانت تتجه إليه وفى يدها روايته واقتربت منه وطلبت منه التوقيع على الرواية فقام بالتوقيع بالأحرف الأولى وكتب لها إهداء من كلمة واحدة " اذكرينى " نفس إٍسم الرواية التى كتبها وكانت هى بطلتها استأذن منها قبل أن تنطق بحرف واحد وتركها وتوجه إلى القاعة لمقابلة الجمهور الذى شعر بأنه أنساه كل شيء  مضى فى حياته مع مها وكما وعد والدته  بالشهرة يوما ما فهو الآن بالفعل  يشار له بالبنان وبات من أفضل الكُتاب فى الوسط الثقافى العربى  وبنظرة سريعة من عينيه على المكان الذى كانت تقف فيه مها وجدها وقد تركت المكان وانصرفت  حينها  فقط أيقن أحمد أنه يستطيع الحياة ويستطيع النسيان ..

النهاية






الأحد، 13 مايو 2018

قصة اذكرينى بقلم الكاتب والشاعر / على محمد ( الفيلسوف ) { الجزء الخامس }


الجزء الخامس 
أستيقظ أحمد كعادته فى الصباح ولكنه لم يخرج من سريره كالمعتاد وبقى صامتاً يفكر فى كل ما جرى من أحداث فى الأيام الأخيرة وتذكر مها وما حدث معها من تعالى وكبرياء فى البداية ثم القرب منها وشعوره بالحب تجاهها وما لمسه من حنان ورقة حينما زارته فى المستشفى ولكن كل هذا لم يشفع له لأنه لا يدرى إن كانت ستوافق على طلب الزواج منه إن أخبرها بذلك وسمع صوت طرقات على باب حجرته فوالدته تطلب منه القيام لتناول الأفطار معها مادام لن ينزل اليوم إلى العمل فأجابها أحمد أنه سيأتى فى خلال دقائق ونهض من السرير وتوجه سريعا لأخذ حماماً دافئا وبعدها خرج إلى حجرة السفرة فوجد والدته قد أعدت له الإفطار الذى يحبه فجلس أمامها وهو يتناول الطعام وفجأة انتبه لصوت أمه وهى تقول : أحمد ماذا بك يا ابنى أراك شارد الذهن وأنادى عليك منذ دقيقة كاملة ولا ترد ، ابتسم أحمد وحاول أن يخفى عنها القلق الذى يعتريه ولكنه تمالك نفسه وقال لها الحقيقة كاملة وأن مها قد صدمته بالسيارة وأنه يشعر بالحب الجارف لها ولكن يخشى على نفسه من الرفض لأنه رأى فى المستشفى كم هى من عائلة كبيرة وأن المستشفى بالكامل ملك والدها وهذا الأمر يؤرقنى جدا يا أمى ولا أعرف ما الذى أفعله وأخاف أن تصدمنى هذه المرة بالفعل وقتها لن أتحمل يا أمى ، قالت له : لا تتعجل الأمر يا أحمد ولتنتظر قليلاً وتحين الوقت المناسب لتخبرها ولكن لو أردت رأيى حاول النسيان يا أحمد فهى أبداً لن تكون لك ! أنا أشعر بك يا أحمد وأرى الحب يطل من عينيك ولكن شعور الأم يا حبيبى أشعر بأنها لا تفكر بك مطلقاً ، نظر أحمد لأمه فى حزن وهو يومئ برأسه موافقاً على كلامها وأخبرها أنه سيقوم بما تطلبه منه وسيعود لممارسة حياته الطبيعية مرة أخرى وسيعود للكتابة أيضا ويضع فيها كل تفكيره وهمه للإبتعاد عن هذا الأمر برمته ، وقام أحمد متوجها لحجرة مكتبه وأخذ من مكتبته إحدى قصص الحب وبدأ فى القراءة وهو يحاول أن يشغل تفكيره بأى شيئ ليتفادى التفكير فى مها ومر الوقت سريعا إلى أن إنتهى من قراءة القصة وطلب فنجانا من القهوة من والدته وأخذ أوراقه وبدأ فى إكمال أولى رواياته وأخذ يكتب ويكتب والوقت يمر إلى إن انتهى من كتابة جزء كبير من الرواية وأحس بالنعاس فدخل لغرفته ليرتاح وطلب من والدته عدم إيقاظه لأنه لا يشعر بالجوع وحينما يستيقظ سيتناول أى شيئ وأغلق الباب خلفه وتمدد على سريره وأغلق عينيه ونام فى هدوء .
استيقظت مها  متأخراً وهى تشعر بالخمول والكسل الشديد وسمعت أمها تنادى عليها يا ابنتى مروان على وصول ولابد من الاستعداد للتوجه معه للترتيب لبعض الأشياء الخاصة بترتيبات الفرح ، ابتسمت مها وهى ترد عليها : حسنا يا أمى  سأقوم حالاً ،وبالفعل قامت وأستعدت وارتدت فستاناً  جميلاً  وخرجت إلى والدتها وحينما رأتها ابتسمت فى حنان وهى تخبرها بأنها جميلة وأنها سعيدة جداً لها وأن مروان سيكون الزوج المناسب لها من كافة النواحى ، تبسمت مها وهى تقول لأمها بالفعل يا أمى أنا أراه هكذا يا أمى وأتمنى أن يكون الزوج المناسب لى ، تناولت إفطاراً سريعا ورن هاتفها  فنظرت إليه كان مروان ينتظرها فى سيارته فأسرعت بعد أن قبلت وجنتى أمها ونزلت إلى مروان وركبت جواره فى السيارة فسلم عليها وقبل يدها فى رقة وقال لها : سنذهب أولا لتحديد مكان إقامة الفرح فى أحد الفنادق الكبرى على النيل وبعدها سنذهب لإختيار الفستان والبدلة للفرح فى أحدى دور الأزياء الشهيرة وبعدها سنقوم بالذهاب لأحد معارض الأثاث لنختار معا كل ما نريده فى عش الزوجية يا مها ، علما ً إننا لن نبقى هنا لمدة طويلة لأن كل شيئ معد هناك فى فرنسا ولكن لابد من هذا حبيبتى ، نظرت إليه بخجل وهى تقول له : كما تحب يا مروان ، انطلقا معاً وبالفعل مر اليوم بسرعة وتخلله توقفها مع مروان لتناول الغداء فى أحد المطاعم الكبرى وعادت فى نهاية اليوم للمنزل بعد أن أتممت مع مروان كل الأمور والتفاصيل الخاصة بالزفاف وودعته تحت منزلها وشكرته على اليوم الجميل وصعدت بسرعة للمنزل منهكة القوى وأخبرت والدتها حينما وجدتها أمامها تبتسم لها بكل ما حدث فى يومها وترتيب كل شيء مع مروان وأنه لم يتبقى سوى القليل لإتمام الزواج ، أيام قلائل يا أماه وأدخل عش الزوجية السعيد كما حلمت لى يا أمى ، أخذتها فى أحضانها ودموع الفرح تغمر عينيها وتقول لها : أتمنى لك حياة سعيدة يا مها و أن أرى أحفادى فى أقرب وقت حبيبتى ، ابتسمت مها وقالت لها : أتمنى يا أمى فأنا فعلت هذا لأجلك أنت وأبى قبل أى شيئ ، وأرجو أن يكون إختياركم مناسب لى سأدخل الآن لأرتاح قليلا من تعب اليوم يا أمى وغداً لنكمل معا كل الكلام حبيبتى قبلت أمها وتركتها ودخلت لغرفتها وهى تمنى نفسها بأن يأتى يوم الزفاف سريعا لتعيش حياة جديدة فى مدينة باريس عاصمة الجمال والاناقة  
مرت الأيام الثلاثة سريعاً وعاد أحمد لممارسة حياته مرة أخرى وذهب إلى العمل وهناك استقبله أصدقائه للأطمئنان عليه فشكرهم جميعا وشكر من قام بعمل التقارير الخاصة به فى غيابه واستأذن منهم ليكمل عمله وجلس وتفكيره لا يزال فى مها لماذا لم تأتى للأطمئنان عليه أوحتى الإتصال به ، مرت الساعات رتيبة مملة وأنهى أحمد عمله وحان موعد الإنصراف وفكر أن يذهب إلى النادى ولكن عقله رفض الفكرة فهو لن يبحث عن مها مرة أخرى فهى التى تركته بمحض إرادتها ولم تفكر أن تطمئن عليه ، نزل من الشركة وتوجه للمنزل  ثم تناول بعض الطعام مع والدته ودخل لغرفة مكتبه ليكمل روايته كان قد عقد العزم على أن ينهى هذه الرواية فى أقرب وقت ممكن وبالفعل بدأ فى الكتابة ولم يشعر بالوقت يمر حتى سمع طرقات على باب الغرفة من والدته وهى تسأله هل يريد منها شيئا فالوقت تأخر وحان وقت النوم  ، نظر إلى ساعته فوجد الساعة قد إقتربت من الثانية عشر صباحاً فرد على والدته وشكرها بأنه لايريد أى شيئ وأنه هو الآخر سينام وخرج من مكتبه وتوجه لغرفته وقبل أن ينام تذكر مها وقال فى قرارة نفسه إنها المرة الأخيرة التى سأفكر فيها واغمض عيناه ونام.
نهاية الجزء الخامس

السبت، 12 مايو 2018

قصة اذكرينى بقلم الكاتب والشاعر /على محمد( الفيلسوف ) { الجزء الرابع }

الجزء الرابع
خرج الطبيب من عند أحمد بعد أن قام بعمل الكشف اللازم والفحوصات وأخبره  بأنه يستطيع الخروج فى الغد بعد أن تظهر نتيجة الأشعة والفحوصات ولكن بصفة مبدئية كل شيئ على ما يرام ، شكره أحمد وبعدها خرج الطبيب من الغرفة وظل أحمد يفكر فى مها ونظر إلى يده التى أمسكت بها من قبل ووضعها على شفتيه وهو يقول لنفسه : لا أصدق نفسى وأكاد أشعر بأننى أحلم ولكنى شعرت بالحب فى نظرة عينيها ، نعم هذه نظرة حب صادقة ولن أدع الفرصة تمضى هكذا فى الغد حين تأتى سأخبرها بأننى أحبها وليكن ما يكون مرة أخرى  برغم أنها قد صدمتنى من قبل برفضها وتعاليها ولكن قلبى لا يستطيع وعقلى أتعبه التفكير بها مرت الدقائق بطيئة عليه وتذكر بأنه لم يتصل على والدته فأخذ هاتفه من جواره وأتصل عليها وأخبرها أنه فى مأمورية  خاصة بالعمل وسيعود فى الغد لكى لا تقلق عليه وبعد أن طمأنها عليه وأغلق هاتفه استسلم أحمد للنوم بعد عناء هذا اليوم الطويل  .
استيقظت مها من نومها  متأخرة عن المعتاد وأخذت حماماً دافئا وأبدلت ثيابها ثم خرجت لتناول طعام الإفطار مع والدتها كان والدها قد خرج مبكراً وجلست أمام والدتها وهى تتناول طعام الأفطار ونظرت إليها والدتها فشعرت أن هناك شيئا فى إبنتها فنادت عليها مرة ثم الأخرى حتى انتبهت مها لوالدتها وهى تجيبها نعم يا حبيبتى ماذا حدث ؟ قالت أمها أنادى عليك وأنت فى دنيا أخرى ما الذى حدث ويشغل تفكيرك لهذا الحد ؟ ابتسمت مها وهى ترد على والدتها لا أعرف يا أمى حقاً لا أعرف ماذا بى ؟ توترت والدتها وهى تلح فى السؤال عليها أخبرينى يا مها ماذا بك لا تقلقي قلبى عليكِ ؟ تنهدت مها تنهيدة عميقة وقالت لوالدتها سأخبرك يا أمى بكل شيئ وراحت مها تسترسل فى الحديث لتخبر والدتها  بكل ما حدث منذ أن رأت أحمد لأول مرة وحتى الأمس وبعد أن إنتهت من الكلام قالت لها : لا أعرف إن كنت حقا متعاطفة معه أم أن قلبى يحب أحمد لا أستطيع الحكم سريعاً فأنا أيضا قد وعدت أبى بالجلوس مع العريس الذى قد أحضره  لى وأخبرنى عنه منذ فترة ولا أدرى ماذا أفعل حقاً يا أمى ؟ أجابتها والدتها بعدم التفكير فى أحمد مجدداً لأنه لن يكون على قدر المستوى الذى تعيشين فيه والعريس الذى أحضره  لك والدك من عائلة كبيرة ومرموقة وهو أيضا يعمل فى السفارة المصرية بفرنسا وهذه هى الحياة التى تمنيتها لكِ يا مها حتى أرتاح قبل أن أموت وليطمئن قلبى عليك ، أجابت مها سريعاً أطال الله بعمرك يا حبيبتى حتى تحملى أولادى وأولادهم أيضا وابتسمت مها لوالدتها واقتربت منها وطبعت قبلة على جبينها وأحتضنتها وقالت لها: حسناً يا حبيبتى لنؤجل كل هذا حتى أقابل العريس اليوم وبعدها  ليكن ما يريد الله عزوجل  ولنترك الأقدار تفعل ما تريد، قامت مها وودعت والدتها ثم خرجت سريعاً وهى تفكر هل تذهب كالعادة إلى النادى أم تمر سريعاً لتطمئن على أحمد وقبل أن تحسم أمرها رن هاتفها وكان والدها يريدها أن تأتى إليه على الفور فذهبت إليه مسرعة ودخلت عليه مكتبه وقام من مكتبه وأحتضنها وطبع قبلة على خدها وطلب منها أن تجلس جواره ونظر إليها فى تأمل وهو يقول لها : لقد حددت اليوم الساعة السابعة مساءً موعداً للعشاء مع والد / مروان لنتقابل سوياً كما أخبرتك من قبل وأريدك اليوم أن تكونى فى قمة الجمال ولا أريد أى شيء يشغل تفكيرك إطلاقاً فأنا أريد حسم هذا الأمر لأن هذا الشاب على خلق ومن عائلة مرموقة ، بمعنى أدق هو عريس لا يمكن رفضه مطلقاً ، أجابته مها : لقد أخبرتنى والدتى منذ قليل عنه يا أبى ، ابتسمت مها وقالت له : لا تقلق يا أبى سأفعل كل ما تريد منى ولكن سنظل على الإتفاق الذى وعدتنى به إن لم أرتاح له فلن أوافق عليه مهما حدث ، رد عليها وهو يبتسم أيضاً وأنا موافق فأنا لن أزوجك أبداً رغماً عنك مهما كان هذا الشخص فأنتِ إبنتى الوحيدة المدللة التى لا يوجد فى الدنيا سواها والتى سترث كل شيئ من بعدى ولن أخاطر يوماً بسعادتك وحياتك يا مها أحتضنت والدها فى حنان وحب وقامت من مكانها وهى تقول له : اتفقنا يا أبى الحبيب سأذهب الآن لأستعد وأراك فى البيت بالمساء وخرجت سريعاً مها وتوجهت إلى الكوافير التى إعتادت دائما الذهاب إليه بعد أن اتصلت بصديقتها ريهام لتأتى لتكون معها فى هذا اليوم .
استيقظ أحمد على طرقات خفيفة على باب الغرفة  ودخلت الممرضة لكى تعطيه بعد الأدوية التى أمر بها الطبيب له فنظر حوله وهو يسألها عن الساعة الآن فنظرت إلى ساعتها وأخبرته إنها الثانية عشر ظهراً فتعجب أحمد لقد نام كثيراً جدا فهو لم يعتاد على النوم الطويل هكذا ولكنه توقع أنه من تأثير بعد المهدئات والأدوية التى أخذها بالأمس خرجت الممرضة بعد أن أعطته الأدوية وأخبرته بأن الطبيب سيمر عليه بعد ساعة من الآن لكى يأمر بخروجه من المستشفى فهو الآن على ما يرام وفى أحسن حال ، شكرها أحمد ثم جلس يفكر وهو ينتظر دخول مها عليه بين الحين والحين ومضت الدقائق سريعاً وفجأة سمع طرقات على الباب ودخل الطبيب عليه فاندهش أحمد كان يتوقع أن تكون مها فهى كانت قد وعدته بأن تأتى فى هذا الوقت لكى تراه فابتسم الطبيب وهو ينزع عنه الأسلاك والمحاليل التى فى يديه وهو يقول له أعتقد أنك الآن فى أحسن حال وتستطيع الخروج ولكن أرجوك ألا تقوم بعمل أى شيئ بدنى مرهق لمدة يومين وسأكتب لك على بعض الأدوية التى ستساعد على سرعة الاستشفاء لتعود حياتك كما كانت من قبل ، شكره أحمد وقام ليرتدى ملابسه وهو يمنى نفسه بأن تأتى مها فى أى لحظة ولكن الوقت كان قد مر سريعاً وانتصف النهار فخرج من غرفته ونزل من المستشفى متوجها إلى المنزل وهو يقول فى قرارة نفسه بالفعل بأنها قد تناست أمره ولقد كان مخطئاً منذ البداية فى تفكيره ، أوقف سيارة أجرة وطلب من سائقها إن يقوم بتوصيله إلى المنزل وبعد فترة قصيرة توقفت السيارة أمام البناية التى يسكن فيها فصعد أحمد لمنزله ودخل على والدته وهو يحاول ألا يظهر عليه أى شيئ من التعب حتى لا يقلقها وأخبرها بأنه مرهق من السفر ويريد الراحة ولا توقظه إلا حين يستيقظ هو بنفسه لأنه إجازة فى الغد ، فهو طلب إجازة من عمله لمدة ثلاثة أيام ودخل لغرفته وهو يفكر ويفكر فى كل ما دار خلال الأيام الماضية وبعد أن أيقن بخذلان مها وعدم إهتمامها بالحضور كما وعدته بدأ اليأس يتسرب إلى قلبه وشعر بتثاقل وتعب فى أنحاء كثيرة بجسده فتناول الدواء الذى كتبه له الطبيب ثم توجه لفراشه وخلد إلى النوم .
إنتهت مها من الإستعداد لحضور العريس وتزينت فى أبهى صورها وأرتدت فستاناً وردياً وأسدلت شعرها على كتفيها ، وتوجهت للمنزل سريعاً وكانت الساعة قد إقتربت من السابعة مساءً وكان والدها قد أعد كل شيئ خاص بهذه المقابلة وبعد دقائق قليلة رن جرس الباب ففتحت الخادمة الباب بسرعة ودخل والد مروان ووالدته ومن بعدهم دخل مروان وأخيه الأصغر فرحب بهم والد مها ترحيبا شديداً وخرجت عليهم مها  فوقف مروان ليسلم عليها كان مروان شاب فى الثلاثين من عمره وقور المظهر وسيم الملامح كما أخبرها والدها عنه  ابتسمت مها فى ود وترحاب وسلمت على والدى مروان بأدب شديد وجلست بجوار والدتها فتكلم مروان سريعاً أنا سعيد جدا بهذه المقابلة يا عمى ولأن الوقت من ذهب فأنا أطلب منك يد إبنتك مها فهل تقبل بى زوجا لها ؟ تبسم الأب وقال لمروان : أنا لا يوجد عندى أى مانع إطلاقاً ولكن أريدك أن تتكلم مع مها إبنتى لبضع دقائق أولا وبعدها سأخبرك برأيى النهائى ، تبسم مروان وقام من مقعده متوجها إلى مها وأخذها من يدها وتوجها سويا إلى  الصالون المواجة للردهة الواسعة بالبيت وجلس مواجهاً  لها وهو يقول لها : بمنتهى البساطة والوضوح انا أعمل فى السفارة فى باريس ملحق ثقافى وحينما فكرت فى الزواج قررت أن أتزوج من مصرية لأننى والحمد لله أحافظ على دينى رغم كل ما أشاهد وأعايش فى فرنسا  لكنى ملتزم جداا وحينما أخبرت والدتى برغبتى فى الزواج أخبرتتى والدتى عنك لأنها صديقة لوالدتك منذ زمن بعيد ولكنهما تقابلاً بالصدفة فى أحد الحفلات الخيرية وتحدثا معاً وتعددت اللقاءات بينهما وحينما عرفت أن لها إبنة فى سن مناسب للزواج طلبت منها أن نتقابل سوياً  لكى أقرر ومنذ أول وهلة حينما رأيتك حقاً أعجبت كثيراً وأنا أعلم جيداً مستوى عائلتك الراقى الذى هو مماثل تقريبا لعائلتى هذا انا بشيئ من الإختصار ، إبتسمت مها وقالت له : كل هذا وبإختصار فضحكت وضحك مروان وقالت له : أنا أدرك إن والدى لن يأتينى بإنسان غير جدير بى وأنت أيضا تعجبنى وأنا أوافق ولكن هل سيكون لنا منزل هنا أم سنسافر معا إلى فرنسا ؟ رد مروان سيكون لنا هنا منزل بالتأكيد وهناك أيضا وأى شيئ ستطلبيه سأنفذه بلا تردد  يا مها ، هيا بنا الآن لنخبرهم بقرارنا وتوجها بسرعة إلى الأسرة وقال مروان: لقد وافقت مها على الزواج منى يا عمى فتعالت الزغاريد فى المنزل والضحكات وتبادل الجميع القبلات والتهانى وأتفقوا على أن يكون الفرح سريعاً لسفر مروان وحددوا بعد أسبوع الزواج فكل شيئ موجود عند الأثنين ولن يحتاجوا لأى شيئ وأخرج مروان من جيبه علبة صغيرة بها خاتم مرصع بالماس وقال لمها : هذه هدية بسيطة لكِ ووضع الخاتم فى إصبعها ثم طبع قبلة بسيطة على يديها فسحبت يدها فى خجل وتعالت الضحكات والزغاريد ومضى الوقت سريعاً واستأذن مروان وأسرته فى الإنصراف على أن يمر عليها مروان فى الغد لينزل معها ليختار معها فستان الزفاف فوافقت مها وودعته وبعد إن إنصرف الجميع دخلت غرفتها وهى سعيدة جداا  بكل ما مر بها اليوم وفجأة  تذكرت أحمد وأنها نسيت تماما أمره وعدم المرور عليه للإطمئنان عليه وقالت لنفسها : غدا إن وجدت فرصة سأمر عليه لكى أراه وتناست كل شيئ وأنشغل عقلها بمروان وبالسفر إلى فرنسا والعيش هناك ، وبعد أن أبدلت ثيابها جلست فى سريرها تفكر فى مستقبلها مع مروان  ثم أغلقت عينيها ونامت .
نهاية الجزء الرابع

الجمعة، 11 مايو 2018

قصة اذكرينى بقلم الكاتب والشاعر / على محمد ( الفيلسوف ) { الجزء الثالث }

الجزء الثالث
قامت مها كعادتها فى الصباح لتناول الإفطار مع والدها قبل خروجه فنادت عليها والدتها وخرجت بعد أن أستعادت نشاطها وأخذت حماماً بارداً وقالت لها والدتها بعد أن جلست لتناول الإفطار : لقد أخبرنى والدك عن العريس الذى تقدم للزواج منك يا مها وقال لى أيضا بأنك مرحبة بهذا الأمر وأريد أن أسمع منك رأيك ، قاطعها زوجها وهو يقول : ألا يكفيكِ ما أخبرتك به ؟ ردت مسرعة : لا بالطبع انا أصدقك ولكن أريد أن أسمع منها ليرتاح قلبى ، ابتسمت مها وهى تقول لأمها : لا تقلقى يا أمى فكما أبلغت أبى أنا أوافق مادام هو يرى لى أنه الأصلح وعلى كل حال سأنتظر حتى أراه وأعطيكم الرأى النهائى كما اتفقنا يا أبى ،ابتسمت أمها وهى تربت على يديها وتقول لها :هذا اليوم الذى أتمناه قبل أن أموت يا حبيبتى فأنا أريد أن أرى أحفادى قبل أن أموت ولن أعيش العمر كله لكى أرى هذا ، ابتسمت مها وقالت لها : لا تقلقى يا أمى قريباً جداا وربى يديم عليكِ الصحة والعافية ، قبلت والدتها قبلة حانية على وجنتها وهى تقول: هيا يا أبى لقد تأخرت عن العمل وأنا سأخرج قليلاً لأقابل صديقتى فى النادى وأقضى اليوم كله هناك فلا داعى للقلق يا أمى أراكم فى المساء ودخلت لغرفتها فأبدلت ثيابها واتصلت بصديقتها / ريهام وأخبرتها بأنها فى خلال ساعة ستكون بالنادى وأغلقت الهاتف وأستعدت للخروج من البيت وقد إرتدت ملابس رياضية خفيفة لحرارة الجو فى مثل هذا الوقت ودقائق قليلة كانت قد إستقلت سيارتها وتوجهت إلى النادى لتقابل صديقتها وبمجرد وصولها للنادى تذكرت أحمد مرة أخرى وما حدث بينهما بالأمس وتمنت لو تراه اليوم فتعتذر له عما حدث منها .
استيقظ أحمد كعادته فى موعد العمل  وخرج ليتناول مع والدته طعام الإفطار وودعها  بعد أن قبل يديها ونزل سريعاً إلى عمله وكالعادة وصل فى موعده للعمل وتناول فنجاناً من القهوة وبدأ يتابع بعض التقارير الخاصة بالحسابات واتصل عليه زميله ليطمئن عليه وهل سيذهب معه للنادى بعد العمل اليوم أم لا ؟ فأجابه أحمد بأنه اليوم لا يريد الذهاب للنادى فلديه رغبة كبيرة فى إكمال ما بدأه من روايته الأولى  وسيذهب  للمنزل مباشرة فألح عليه صديقه بالذهاب معه للنادى ولو لساعة واحدة كما أعتادوا كل يوم ولكن أحمد إعتذر له وأغلق الهاتف وأكمل العمل وفى نهاية اليوم قام بطباعة التقرير النهائى وأرسله إلى المدير مع الساعى بعد أن أبلغ المدير بإنتهائه من إعداد التقرير الذى كان قد طلبه منه ، مضى الوقت كالعادة فى رتابة وملل ولكن أحمد كان يتابع عمله فى مهارة ودقة حتى أشارت عقارب الساعة إلى الثالثة عصراً موعد الإنصراف عن العمل .
قابلت مها صديقتها ريهام فى النادى وجلسا سوياً  لمشاهدة إحدى مباريات التنس فى النادى وكانت المباراة حماسية وريهام ومها يتابعانها فى شغف ومرت ساعة ونصف وانتهت المباراة وخرجت مها ومعها صديقتها للجلوس عند حمام السباحة وتبادلا الضحكات وأخبرت مها صديقتها بأن والدها قد أحضر لها عريساً وسوف يأتى ليراها قريبا وهى بالرغم من أنها لا تشغل بالها بهذا الأمر إلا إنها لاتريد أن ترفض لكى لا يتضايق منها والدها دون أن ترى العريس ومرت الساعات وقالت مها  لصديقتها مارأيك فى أن نذهب للسينما لنشاهد فيلماً جديداً ، ضحكت ريهام وقالت: أوافق طبعا فأنا أشعر بالملل وأريد أن يمر اليوم بأى حال ، قالت مها : هيا بنا إذن لندخل فى السينما المجاورة للنادى وتوجهت مها مع صديقتها إلى السيارة وخرجت من النادى مسرعة .
نزل أحمد وحده هذه المرة وقرر أن يمشى للمنزل لإحساسه بالضيق قليلاً ومن جهة أخرى يشاهد بعض المحلات ويشترى بعض المقالات والكتب ومشى أحمد فى الشارع يتابع المارة هنا وهناك وسرح أحمد قليلاً وهو يعبر الشارع ولم ينتبه أن الإشارة حمراء وفجأة سمع صوت فرامل سيارة مسرعة وحينما تنبه كانت السيارة قد إرتطمت به بعد أن أبطأت سرعتها فتجمع المارة لكى يتأكدوا من سلامته ونزلت من السيارة من كانت تقودها وإذا بها /مها ومعها صديقتها ريهام وبمجرد أن رأى أحمد صورتها أمام عينيه وقبل أن يتكلم كلمة واحدة سقط فاقد الوعى ، حمله بسرعة المارة بعد أن طلبت منهم مها ذلك وأدخلوه للسيارة وأنطلقت مها بالسيارة إلى المستشفى واتصلت على والدها لتخبره بما حدث فقال لها إنه سيأتى إليها مسرعاً وأغلق الهاتف ، كانت مها قد وصلت للمستشفى وطلبت من مسئولى الطوارئ أن يحملوا أحمد إلى الداخل بسرعة لعمل الإسعافات اللازمة له وبسرعة توجهت إلى الإستقبال بعد أن حملوا أحمد إلى الداخل وقالت لهم بأنها قد صدمت  أحمد بسيارتها  وأنه بالداخل فى الطوارئ وتريد طبيباً فى الحال للكشف عليه وفى هذه اللحظة كان والدها قد وصل إليها ومعه المحامى الخاص به وبعد الحرس الشخصى وبعد أن عرفهم بنفسه إنقلبت المستشفى رأساً على عقب فهذه المستشفى الخاصة من إحدى المنشأت الخاصة به أيضا وتوجه مع إبنته لكى يرى أحمد وهو لا يزال فاقداً للوعى وأسرع مدير المستشفى بعد معرفته بتواجد والد مها فى المكان وكشف الدكتور المتواجد عليه وقال لهم وهو يتنفس بإرتياح حتى الآن كل شيئ على مايرام معدل التنفس جيد ولكن لابد من عمل أشعة لمعرفة إن كان هناك أى شيئ  فى الجسم من  تأثير الإصطدام ، توترت مها وصديقتها كثيراً قبل أن تسمع والدها يقول: أريد عمل اللازم وبأسرع ما يمكن ، أومأ الطبيب برأسه علامة الإيجاب وخرج والد / مها من الغرفة وخرجت وهى تنظر إليه وتقول فى قرارة نفسها : ألم يكفينى ما فعلت به بالأمس واليوم أصدمه بسيارتى ، أسرعت مها لأقرب كرسى متواجد خارج الغرفة وألقت بجسدها عليه وصديقتها معها تحاول تهدئتها وهى تطالبها بالخروج والعودة إلى المنزل فنظرت لها مها وهى تعاتبها قائلة : كيف أعود للمنزل وهو لا يزال فى المستشفى لن أتحرك من هنا قبل أن أطمئن عليه يا ريهام !! سكتت ريهام وهى ترى لأول مرة فى عين مها نظرة خوف وإهتمام فهى تراها دائما لا تهتم بأى شيء سوى نفسها فقط فهى دائما مدللة وكل طلباتها مُجابة فى الحال وفى هذه اللحظة خرج الدكتور من الغرفة ليخبرهم أنه قد إستعاد وعيه وقفزت مها من مكانها لتطمئن عليه كان راقداً على السرير ونظرإليها بمجرد أن دخلت للغرفة وبدت الدهشة ممتزجة بالألم بمجرد رؤيتها وقبل أن يتسائل سمع صوت مها يقول : حمد لله على سلامتك أنا آسفة جدا لما حدث منى أرجوك أن تسامحنى فأنا لم ... قاطعها أحمد قائلاً :أنت من صدمنى  إذن !! إرتسمت علامات الحزن على وجه مها وأطرقت بوجهها للأسفل  قبل أن يكمل أحمد وهو يبتسم : لا عليكٍ فهذا قدرى فأنا أيضا كنت مشتت الذهن ولم أنتبه إلي الطريق ، وأحمد ربى على كل حال وأننى لا زلت على قيد الحياة فلا تنزعجى ، إقتربت منه كثيراً حتى أصبحت بجواره تماماً ونظرت إليه وشعرت لأول مرة بأن قلبها يخفق له من نظرات عينيه التى تحمل الكثير من الحنان فأمسكت يده بعفوية وهى تقول : الحمد لله أنك بخير حال وأعتذر منك مرة أخرى على ما حدث منى وعلى كل ما حدث من قبل ، نظرإليها أحمد فى حنان وهو لا يكاد يصدق نفسه أن يده بين يديها وقال لها : يا ليتك قد فعلت بى هذا ألف مرة من قبل لكى تقتربى منى اكثر هكذا ، توردت وجنتيها وهى تسحب يديها وتراجعت للخلف وهى تخبره فى خجل  بأنها سوف تمر عليه غداً للإطمئنان عليه وأخبرت الدكتور بعمل كل اللازم له للتأكد تماماً أنه بخير وخرجت وهى تنظر إليه نظرة حانية وأخذت صديقتها وأسرعت للخارج من المستشفى وتوجهت للبيت ورغم ما بها من التعب والإرهاق مما حدث طوال اليوم لكن كان قلبها يخفق بشدة خفقات ذات مغزى ووقفت أمام المرآة تنظر لنفسها وهى تتذكر ما حدث مع أحمد حينما أمسكت يده فى المستشفى وقالت فى  قرارة نفسها : هل أحببته حقاً ؟ أم تراها شفقة عليه لما حدث منى له ؟ أبدلت ثيابها وجلست قليلاً فى فراشها وهى تسترجع كل ما حدث بينها وبين أحمد ووجدت جفنيها يتثاقلان وراحت فى نوم عميق ,
نهاية الجزء الثالث

الأربعاء، 9 مايو 2018

قصة اذكرينى بقلم الكاتب والشاعر / على محمد( الفيلسوف ){ الجزء الثانى }

        الجزء الثانى 
تابعت مها من بعيد  أحمد وهو ينصرف وأحست ببعض الضيق من أسلوبها الفظ معه فلم تكن تتوقع أن يكون هذا هو رد فعلها تجاهه وقبل أن تعاود النظر إلى المكان الذى كان يقف فيه أحمد بعد أن غادرها كان قد إختفى من أمام عينيها فسألتها صديقتها / ريهام ماذا حدث يا مها ؟ قالت لها بسرعة كل ما حدث وعن طريقة ردها على أحمد وشعورها بالذنب الشديد تجاهه ، كانت مها بالفعل من أسرة ثرية جدا ولكنها كانت تحمل بداخلها مشاعر جميلة فهى كثيرة الخير وتقوم بالتبرع باستمرار لبعض الجمعيات الخيرية وهى محبوبة بشدة من أصدقائها  فبعد أن تخرجت من الجامعة طلبت من والدها العمل فى أحد شركاته الكبيرة ولكنه رفض وبشدة أن تعمل إبنته وكان يعطيها كل ما تريد ببذخ فهى كانت إبنته الوحيدة وكل عام يستبدل لها سيارتها بأخرى من الأنواع الحديثة ولا تطلب منه شيئاُ إلا وينفذه لها ، كل هذا إلا وإنها فتاة رقيقة رغم  كل ما تملك من المال إلا أنها لا تتعالى على من حولها ولهذا يحبها العديد من صديقاتها ولكن كيف فعلت هذا مع أحمد لا تدرى حقا ً !! تبسمت ريهام وقالت لها : قد يأتى فى الغد هنا وحينها أخبريه بما تريدين يا مها ، والآن هى بنا لنكمل جلستنا سوياً لا داعى لكل هذا التوتر أعتقد أنه يأتى هنا باستمرار حينما نراه فلتعتذرى له عن الذى حدث منك اليوم، هيا بنا فالوقت يمضى بسرعة وقبل أن تكمل كلامها سمعت صوت هاتفها المحمول  فأجابت عليه سريعاً كان والدها يسأل عنها ويريد أن تقابله فى الشركة بعد قليل فأجابت عليه بالإيجاب وإنها فى الطريق إليه ، وأغلقت الهاتف وأستأذنت من صديقتيها وأسرعت لسيارتها ولا يزال الحديث مع أحمد يشغل تفكيرها وما هى إلا عشر دقائق وقد وصلت إلى مقر إحدى شركات والدها وأوقفت سيارتها ونزلت سريعاً ودخلت إلى البناية الكبيرة التى بها الشركة وصعدت فى المصعد إلى الطابق السادس حيث يكون مكتب والدها وتوجهت إلى مكتبه مباشرة وطرقت الباب فأستقبلتها سكرتيرة والدها الخاصة بإبتسامة رقيقة، وهى تقول لها بأن والدها فى إنتظارها وفتحت لها باب الغرفة ودخلت مها لوالدها الذى كان يطالع أحد التقارير أمامه وتركه بمجرد رؤيتها  وقام من مكتبه ليستقبل إبنته وأحتضنها بحنان كبير وجلسا سويا على أريكة وثيرة وهو يبتسم ويسألها عن أخبارها فأجابته بإنها بخير حال وأنه لم يترك لها شيئأ إلا وفعله  لكى تكون سعيدة  فى حياتها ، تبسم والدها وقال لها : لقد تعبت كثيراً فى حياتى لكى أصبح على ما أنا عليه يا مها ولا يوجد سواكٍ فى حياتى مع والدتك ولا أريد سوى أن تكونى سعيدة فى حياتك مهما كلفنى الأمر فكل شيئ سيكون لك فى النهاية وبالفعل أنا طلبت حضورك إلى هنا كى أعرض عليك أمراً ولا أعرف إن كان هذا الأمر سيروق لكِ أم لا ، نظرت إليه مها  بتمعن متبسمة وهى تسأله عما يخفيه عنها، فابتسم وقال لها : أنا مثل كل الآباء فى هذه الدنيا أريد أن أفرح بك ولقد طلب منى أحد أصدقائى يدك لإبنه وهو شاب ممتاز جداا ويعمل فى سفارة مصر فى فرنسا  كملحق ثقافى هناك  فما رأيك يا مها ؟ هل أطلب منهم ان يأتوا غدا للتعارف وأعرف بعدها رأيك فيه  ، صمتت برهة مها قبل أن تقول لوالدها : لا بأس يا أبى مادمت ترى أنه مناسب ولكن لنجعلها فى نهاية الأسبوع  لكى أرتب نفسى وأستعد لهذه الزيارة ، احتضنها والدها وهو يقول لها : أنت نعم الأبنة حبيبتى هيا بنا لنصعد سوياً إلى المنزل فوالدتك تنتظرنا منذ ساعة وخرجت مها مع والدها من المكتب وتوجها إلى المصعد وصعدا إلى الطابق العاشر فهذه البناية بأكلمها كانت ملك والدها بها طابقين كمكاتب للشركة وطابق به مكتب والدها وحده وطابقين كمخازن للشركة ومن الطابق السابع وحتى العاشر شقتها التى جهزها والدها لها وهناك طابقين للشقة الخاصة بهم جميعا ، دخلت مها ووالدها إلى الشقة فوجدت والدتها أمامها فأحتضنتها وقبلتها وقالت لهم سريعاً  لتستعدوا فالطعام جاهز ولا أريد أن يبرد هيا سريعاً ، دخلت مها لغرفتها لتبدل ثيابها وفجأة تذكرت ما حدث مع أحمد فى النادى اليوم وسرحت قليلاً ثم سمعت والدتها تنادى فخرجت سريعا وجلست جوار والدها وهم يضحكون أثناء تناول الطعام ثم بعد إنتهوا إستاذنت والديها  وذهبت لغرفتها لكى تنام قامت فقبلت والدتها ووالدها ودخلت لغرفتها وقبل أن تغمض عينيها رأت صورة أحمد أمام عينيها فأطبقت جفنيها ونامت .
توجه أحمد إلى منزله بعد أن خرج مع زميله علاء وودعه وركب سيارة أجرة متوجها لمنزله ودخل للمنزل وهو متجهم الوجه فرأته والدته على غير عادته فسألته عن الذى حدث معه فقال لها :سأخبرك يا أمى ولكن دعينى الآن أبدل ثيابى وبعدها أتحدث معك فى كل شيئ وبالفعل أبدل ثيابه وخرج من غرفته وتناول مع والدته الطعام ثم قام ليساعدها فطلبت منه البقاء والراحة حتى تعد له الشاى وبعد قليل جلست والدته معه وسألته عن الذى يعكر صفوه اليوم  فأخبرها أحمد بكل ما حدث خلال اليوم الماضى وما حدث منذ قليل بالنادى وأخبرها بأنها من عائلة كبيرة جداا وصعب الوصول إليها ولكن كل ما يضايقه أسلوبها فلم يكن يتوقع منها هذا أبداً ، فهو رأها رقيقة بشدة  كالملاك وهذا ما دفعه للكلام معها ، ربتت والدته على كتفيه وقالت له : لا تحزن يا أحمد فهى الخاسرة فأنت تستحق الخير الكثير يا أبنى ويوماً ستجد من تعطيك السعادة وتكمل معك باقى الحياة ، هيا لا تضيع الوقت لتدخل إلى مكتبك لتكمل ما بدأته من الرواية الأولى التى تكتبها ولا تنسى حلمك الكبير بأن تصبح  كاتباً مشهوراً فى يوم من الأيام لا تنساه أبدا يا أحمد هذا الحلم ، نسى أحمد بالفعل كل شيىء وتذكر بالفعل ما كان يريده منذ وقت طويل أن يكون كاتبا ً كبيرأ مثل الأدباء الكبار فى بلده والوطن العربى ودخل لمكتبه وأمسك بقلمه ليكمل ما بدأه فى روايته الأولى وأخذ يكتب ويكتب حتى شعر بالتعب فنظر إلى ساعته كانت قد تجاوزت منتصف الليل بقليل ، فتوجه إلى غرفته لينام لكى يستطيع الذهاب لعمله فى الصباح الباكر وأغمض  عينيه وراح فى سبات عميق.
نهاية الجزء الثانى

الثلاثاء، 8 مايو 2018

قصة اذكرينى بقلم الكاتب والشاعر/ على محمد ( الفيلسوف ) { الجزء الأول }

                                             قصة / اذكرينى
                        بقلم الكاتب والشاعر / على محمد ( الفيلسوف) 
إنتصف النهار فى إحدى ليالى الصيف وتوقفت سيارة حديثة أمام فندق كبير فى إحدى المدن الساحلية ونزل منها رجلأ فى أواخر الثلاثين من عمره مرتديا حلة سهرة سوداء ويبدو متأنقاً بشدة ودخل سريعاً للفندق وأستقبله أحد الأشخاص مرحباً به وهو يصطحبه إلى داخل أحد قاعات الفندق الكبيرة حيث كان هناك إستقبالاً حافلاً له وبدأ المصورون فى إلتقاط الكثير من الصور وبدأت عدسات كاميرات التلفزيون  تسعى فى محاولة الحديث معه وتوقف ينظر حوله ويتلفت يميناً ويساراً وهنا سمع صوتاً من خلفه يقول : أنا هنا يا أستاذ / أحمد ، تنفس الصعداء وهو يجيب عليه : اخيراً حضرت يا محمود، كان هناك حفل كبير لتكريم الكاتب / أحمد سليم وذلك لصدور العدد الجديد من إحدى رواياته التى ذاع صيته فى الوسط الثقافى والأدبى ولمع نجمه وأصبح من أكثر الأدباء والكُتاب فى مصر والبلدان العربية وكان هذا نتاج مجهود كبير فلقد بدأ من الصفر، وتعلم حتى أصقل موهبته وذاع صيته بعدها وصار من الأدباء المشهورين الذين يشار إليهم بالبنان ،وبعد دقائق قليلة نادى عليه القائم على الحفل وسط تصفيق وترحيب من الحضور فتوجه الأستاذ / أحمد إلى المنصة وتوقف للحظات ينظر إلى الناس المتواجدين فى القاعة وهم يصفقون له ، فكم كان هذا الحلم يداعب خياله منذ زمن طويل واليوم تحقق الحلم وبدأ الحديث بلهجته وصوته الهادئ شاكراً السادة الحضور والقائمين على هذا الحفل والتكريم  الرائع له وبعد دقائق قليلة أنهى كلمته وصفق له بحرارة الناس من حوله مرة أخرى وتوجه الأستاذ أحمد إلى طاولة تم وضع عليها مجموعة كبيرة من نسخ  الرواية التى تم تأليفها أخيراً كانت الرواية  بعنوان " اذكرينى "   توجه إليه العديد من الحضور وقام بالتوقيع لهم على العديد من النسخ الخاصة بالرواية وانسحب بعد وقت قصير إلى الخارج وجلس فى بهو الفندق وطلب فنجاناً من القهوة وسرح بأفكاره بعيداً بعيداً لسنوات  قليلة قد مضت حينما كان فى بداية حياته وبعد أن إنتهى من دراسته الجامعية وبداية عمله بأحد الشركات ، حيث قابلها فى أحدى النوادى القريبة من منزله بحى الزمالك ، كانت جميلة بيضاء البشرة متوسطة الطول لها جسد رياضى ممشوق ولها ضحكة جميلة هى التى لفتت إنتباهه إليها كانت تجلس مع صديقاتها يتحدثن فى مرح وسعادة وإلتفت أحمد يتابعها من بعيد ، ثم سمع صوت الهاتف المحمول الخاص بها يرن وإحدى صديقاتها تنادى عليها مها  .. مها .. فأنتبهت لها وأخذت هاتفها وتحركت من مكانها وأقتربت من أحمد دون أن تقصد وسمعها  وهى تقول فى الهاتف : لن أتاخر يا أمى ساعة واحدة وسأعود للبيت لا تقلقى وأغلقت الهاتف، ثم عادت إلى صديقاتها وأستاذنت منهم وتوجهت إلى خارج النادى خرج أحمد مسرعاً خلفها ولكنها كانت قد ركبت سيارتها وانطلقت فى سرعة وهنا توقف أحمد وقد تسمر فى مكانه فلقد شغلت فكره هذه الفتاة الجميلة وأوقف سيارة أجرة وتوجه إلى منزله كان أحمد الابن الوحيد ووالده قد توفى منذ بضع سنوات  وعندما دخل للمنزل كانت والدته قد أعدت له طعام العشاء فسلم عليها سريعا وقبل يديها وجبينها ثم أستاذن منها ليغير ثيابه ويعود ليتناول معها الطعام ودخل لغرفته سريعا فأبدل ثيابه وأخذ حماماً بارداً وخرج لأمه التى كانت فى إنتظاره بالخارج، كان  أحمد قد بدأ يعمل فى أحد الشركات وكان وقتها أحمد بجانب عمله يهوى القراءة والكتابة ولكنه لم يكن متمرسأ نظراً لضيق الوقت فى العمل ولكنه كان مجتهداً  فى عمله وهذا الأمر كان يأخذ من وقته الكثير ، ولكن عشقه للكتابة والأدب  كان حافزاً له فى حياته ، تناول أحمد عشاءً خفيفاً ثم أستاذن والدته ليدخل إلى غرفته للنوم ودخل سريعاً و أخد كتاباً وبدأ يقرأ فيه لبعض الوقت ثم مالبث والنوم قد غلبه فنام فى مكانه على أريكة وثيرة بغرفته 
استيقظ أحمد على صوت طرقات خفيفة على باب غرفته وسمع والدته تنادى عليه من الخارج فرد عليها مجيباً  بأنه قد استيقظ فنظر لساعته فوجد الشمس قاربت على الشروق فقام من سريره وتوجه إلى الحمام سريعاً وخرج ليبدل ثيابه كانت والدته قد أعدت له بعض الفطائر مع الشاى فتناول إفطاره مسرعاً وودع والدته وخرج إلى عمله فاستوقف سيارة أجرة وتوجه إلى عمله بمنطفة المهندسين وتوجه إلى مكتبه سريعا وبدأ يطالع التقارير الموجودة أمامه كان يعمل محاسباً بالشركة وطلب من الساعى فنجاناً من القهوة وتابع العمل فى دقة شديدة حتى إنتهى اليوم سريعاً كسابقه وقبل أن يغادر قابل صديقه / علاء فسلم عليه وسأله هل سيذهب للمنزل مباشرة أم سيذهب كما تعود للنادى لبعض الوقت فأبتسم أحمد قائلاً : وهل تغيرت عاداتى منذ أن عملنا معا يا علاء ضحك كلاهما ونزلا سويا من الشركة كان النادى يبعد حوالى عشر دقائق من الشركة فقال أحمد لعلاء " ما رأيك أن نمشى سوياً إلى النادى فى هذا الوقت سيكون الطريق مزدحماً ، وافقه علاء ومشيا سوياً فى الطريق وهما يتحدثان عن الأحوال العامة فى البلد هذه الأيام ودور الحكومة فى هذه الأحداث الشائكة وفجأة وهو يعبر الطريق رأها  تعبر بسيارتها الشارع المقابل للنادى وتدخل مسرعة إلى الداخل  فأسرع أحمد ونسى أنه يمشى مع زميله الذى تسأل عن سبب إسراعه للدخول للنادى فقال أحمد : سأخبرك لاحقاً أسرع معى الآن وبالفعل أسرع الأثنان لداخل النادى وأخذ أحمد يبحث بنظره عن السيارة التى كانت تركبها  مها وبالفعل وجدها قريبا من المبنى المؤدى لحمام السباحة فى النادى توجه مسرعا مع زميله لداخل حمام السباحة وهناك رأها كانت تجلس على طاولة مع صديقتيها فأشار بأصابعه عليها وقال لزميله : هذه الفتاة التى أبحث عنها يا علاء لقد رأيتها بالأمس ولكنى لم أستطع التحدث إليها ولا أدرى حقاً كيف أتحدث معها الآن إبتسم علاء قائلاُ : أنت تحبها يا أحمد نظر له أحمد مندهشاً فقاطعه علاء : نظرات عينيك وكلامك عنها يدل على هذا لو أردت رأيى إذهب إليها وأطلب منها الحديث لدقيقة وأسألها إن كانت مرتبطة أم لا هيا لا تقف هكذا !! فكر أحمد سريعاً فكيف يفعل هذا وهو لم يراها سوى بالأمس فقط أخذ يفكر برهة ثم عقد العزم وبالفعل توجه إليها ونادى عليها أنسة /مها  ممكن دقيقة من فضلك !! تعجبت منه ولكن أسلوبه الهادئ جعلها تسأله بعد أن قامت من مقعدها : كيف عرفت إسمى ؟ وما الذى أستطيع أن أقدمه لك ؟ أخذ أحمد نفساً عميقاً وقال لها : لقد رأيتك بالأمس هنا فى النادى وسمعت إسمك من صديقتك قبل أن تذهبى مسرعة إلى الخارج إندهشت مها وتعالت علامات التعجب على وجهها قبل أن يكمل أحمد كلامه والذى جعلنى أتحدث إليك الآن هو أنى معجب بك وكنت أود أن أعرف إن كنت مرتبطة أم لا هذا فقط كل ما أريد ، نظرت إليه للحظات ثم قالت له: وماذا سيحدث بعد إجابتى يا أستاذ حتى إسمك لم أعرفه بعد ولكن لا يعنينا الأسم الآن  ، لم ترُق لأحمد كلماتها ولكن تغاضى عن الطريقة التى أجابت بها وقال لها : اسمى  أحمد سليم وأعمل محاسباً فى شركة .. قاطعته بفظاظة قائلة: لا أريد أن أعرف كل هذا ومن فضلك إبتعد قليلاُ فأنا أود الجلوس مع صديقاتى ، ولكنى أريد الزواج منك إن قبلت هذا ، ضحكت مها بإستهتار وقالت له :هل تعرف من أنا ؟ لقد عرفت الإسم الأول فقط ولكنك لم تعرف الباقى من إسمى ومن الواضح أنك لم تفكر أيضا قبل أن تقف أمامى للتحدث معى أنا / مها زيدان إبنة رجل الأعمال / شريف زيدان أتحب أن أقول لك من هو والدى أم عرفت وحدك هذا ، لم يكن يتخيل أبدا أحمد أن يكون هذا هو رد الفعل الذى كان يتمناه حقاً ولكن كلماتها كانت قد وقعت كالصاعقة عليه ولم يجد شيئاً سوى الإنسحاب حفاظاً على الباقى من كرامته من أمامها  وعاد مطأطئ الرأس إلى زميله وخرج دون أن ينطق بكلمة واحدة من النادى ...
                                               نهاية الجزء الأول

الاثنين، 7 مايو 2018

خانت بقلم الشاعر / على محمد ( الفيلسوف )


خانت
خانت العهد ورحلت 
ولمشاعر القلب سرقت
أيقنت متأخراً خيانتها 
وللعهد ما صانت ونقضت
قتلت الأحلام الجميلة 
وللأخضر بالقلب حرقت 
خانت وتعمدت إيلامى 
والعبرات سالت وحفرت 
على الوجناتِ سبيل حزين
فيا ليت المشاعر ما برحت
ما غادرت صدرى لخائنةٍ
واستقرت بالقلب ماخرجت 
خانت والخيانة طبعها 
فأخبرتها هذا وما نكرت
لترحل وتتركنى لحالى 
فالأسقام بالقلب قد سكنت ...
بقلم الشاعر / على محمد ( الفيلسوف )

الخميس، 3 مايو 2018

رحماكِ بقلبى بقلم الشاعر / على محمد ( الفيلسوف )


رحماكِ بقلبى 
هيفاء القد ودعجاء 
باسمة الوجه الحسناء 
ترتاح النفس لرؤيتها 
طلتها عشق وبهاء 
النظر بعينيها يُسحر 
قد صار شقاء وعناء 
القلب يدق ويخفق 
رحماكِ بقلبى الشيماء 
سلبت عقلى وأضاعت 
منى حروفَ الهجاء
أنت لعالمى الحياة 
وستظلِ عنوان الوفاء 
قلبى تجاهك يمضى 
يشعر جوارك بإكتفاء 
هرم الفؤاد سواكٍ
فأنتِ لحياتى النماء 
أحببتك حسناء قلبى 
وأقسمت برب السماء..
بقلم الشاعر / على محمد ( الفيلسوف 

الثلاثاء، 1 مايو 2018

يا أعز من رأت عينى بقلم الشاعر / أحمد عيسى


يا أعز من رأت عيني
لولا حضورك لم أرى

ما طلبت من الشمس بريقاً
ولا قطفت الغيم وراء الذُرى

ولا نازعت الشعراء قريضهم
ولا عففت عن نساء القرى

لكنِ صدقاً دونك لم أرى

خليلتي أيها السر البعيد
الآتي بين اليقظة والكرى

فهل تأتي عصا موسى
وتشق البحر عدة أبحُرا

وتلك الشجرة هل تسمحي
أم تخشي ذنباً لن يغفرا

بداخلي هواة عميقة 
ألقي أساورك لن تُأسرا

عزيز مصر يلوح لي
ماذا أتى بك من الورا

قلت أنا من بعدِك ولكن
روحي من قبلك مقهره

مراسم الحزن عبر العصور
تنعي آهات وجع ما جرى

الطوفان العظيم وقف أمامي
ذكرت حكايتي وإذ به يتبخرا

لماذا يسكن الحزن تاريخنا
ومن أى ثقب يحرص ألا يعبرا

#أحمد_عيسى